عبلة الكحلاوي.. رائدة العمل الخيري وأيقونة الداعيات السيدات

مصرية 1948-2021

إحدى رائدات العمل الخيري وأولى الداعيات الصالحات, كرست حياتها لمساعدة الأطفال الأيتام ومرضى السرطان.

الولادة والنشاة:

ولدت عبلة محمد موسى عبد اللطيف الكحلاوي في 15 ديسمبر 1948 في حي الزمالك  بالقاهرة, كانت عبلة الكحلاوي البكر للمنشد الديني المصري محمد الكحلاوي.

وشقيقيها محمد الكحلاوي أستاذ العمارة الإسلامية والمنشد أحمد الكحلاوي. كان نجاحها وامتيازها في حياتها تنفيذا لرغبه والدها.

الدراسة:

حصلت عبلة الكحلاوي على مجموع عال في الثانوية, وكانت تأمل أن تكون سفيرةً إلا أنها التحقت بكلية الدراسات الإسلامية بجامعه الأزهر تحقيقاً لرغبه والدها.

أكملت مسيرتها ببيت الزوجية وحصلت على شهادتها الجامعية عام 1969, تخصصت في الشريعة الإسلامية وحصلت على درجة الماجستير عام 1974 في الفقه المقارن, ثم حصلت على الدكتوراه عام 1978 في التخصص ذاته.

الأعمال:

التحقت عبلة الكحلاوي في التدريس الأكاديمي وكانت أستاذة في الفقه المقارن بكليه الدراسات العربية والإسلامية للبنات بجامعه الأزهر 1979.

وترأست قسم الشريعة في كلية التربية في مكة المكرمة وأستاذة في كلية التربية للبنات في الرياض,

أعمالها الدعوية

جنباً إلى جنب مع التدريس الأكاديمي شاركت عبلة الكحلاوي كداعية بوصفها أكبر دعاة الوسط النسائي. إضافة إلى إلقاء دروس يومية بعد صلاة المغرب للسيدات بالكعبة المشرفة لمدة عامين من 1987 حتى 1989.

  حيث كانت تأتيها المسلمات من أنحاء العالم كافة, وبعد عودتها للقاهرة أكملت دروسها للسيدات في مسجد والدها الكحلاوي في حي البساتين. وركزت في محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام.

وقد كلفت بإلقاء دروس دينية في الجامع الأزهر مع درس أسبوعي في بيت الحمد في مسجد المقطم، كما قدمت برنامج (في حب مصطفى ) بث على قناة الرسالة

وفي بداية الألفية ظهرت عبلة الكحلاوي على قناة “أقرأ” حيث رسخ أسلوبها اللين وصوتها  الحاني  الوقور في أذهان متابعيها

ركزت على السيرة النبوية والجانب الأخلاقي  والروحاني ولم تتطرق إلى طرح قضايا جدلية وعقائدية شائكة حول الزي والفن والحجاب والذي عرضها لبعض النقد

أما السر وراء ارتدائها الأبيض فكان الاقتداء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

“خير ثيابكم البياض فألبسوها أحيائكم وكفنوها موتاكم “

أعمالها الخيرية

كانت عبلة الكحلا من العالمات العاملات, فقد جمعت بين علوم الشريعة علماً وتعليماً والعمل الخيري حيث أسست جمعية الباقيات الصالحات الخيرية. 

في المقطم لرعاية الأطفال الأيتام والمعوزين والأرامل والمطلقات والاهتمام والرعاية الطبية الكاملة لمرض الزهايمر والسرطان

أنشأت  دارا “أبي” لرعاية المسنين, ودار “أمي” لرعاية النساء المصابات بمرض الزهايمر, ودار “ضنا” للأطفال المصابين بمرض السرطان

أنشأت مسجد الباقيات الصالحات لتحفيظ القرآن

وقامت ببناء مستشفى يكون متاح لجميع المحتاجين وقد سمي  باسمها

كما ساهمت في تطوير العشوائيات وتوصيل المياه. وغير هذا كثير

مؤلفاتها

“احبو كما احبكم” :صدر عام 2011 عن مؤسسة بداية للنشر والتوزيع.

“قلبي معاك” :صدر عام 2011 يتناول رسائل الأم والمرأة العاملة (لماذا غابت السعادة عن عش الزوجية مع الإسلام والعنوسة).

“خفايا المرأة في الحج والعمرة” 2005عن دار المعرفة للطباعة

“النبوة والأبوة في ضوء القرآن الكريم والسنة”

“التحريم المتعلق بالدم وحكم نقل الدم” 2003عن دار الرشاد, يفسر أسباب التحريم والإباحة  بنقل الدم من وجهة النظر التشريعية  والدينية

“مسافر بلا طريق” مجموعة قصص واقعية عام 2003

“بنوك اللبن” صدر 1998عن دار الرشاد

ديوان شعري في  “حب مصر”

“الخلع دواء ملا دواء له” وهي عبارة عن دراسة فقهية مقارنة, صدر عام 2000 عن دار الرشاد.

الحياة الشخصية:

تزوجت في سن صغيرة من اللواء المهندس محمد ياسين بسيوني الذي استشهد في حرب أكتوبر. أنجبت منه ثلاث بنات. تولت تربيتهم عقب وفاة زوجها, وتحملت كامل نفقاتهن بمفردها. مع عملها وفعل الخير قائلةً “مدد من الله في كل خطوة مشيتها.

الوفاة:

توفيت عبلة الكحلاوي في القاهرة بتاريخ 25يناير 2021م, عن عمر ناهز 72عاماً أثر أصابتها بفيروس كورونا المستجد, بعد أن تدهورت حالتها الصحية  حيث نقلت إلى المشفى ووافتها المنية هناك, بعدها شيعت من مسجد التائبات الصالحات بالهضبة الوسطى بالمقطم, ثم انطلقت في رحلتها الأخيرة إلى مقابر عائلة الكحلاوي. رحمها الله وأسكنها فسيح جنان. اقرا أيضا: الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.. الأيقونة الدكتور أحمد الطيب