عمر المختار.. دافع عن بلده وهو ابن سبعين عاماً

1858-1931 ليبي

أحد رموز المقاومة العربيّة ضد الغزو الإيطالي. ترك بصمة لا تنسى في ذاكرة الأجيال

الولادة والنشأة:

ولد عُمر بن مُختار بن عُمر المنفي الهلالي المعروف بعمر المختار 20 أب عام 1858م في قرية جنزور شرقي ليبيا على الحدود المصريّة. يعود نسبه إلى قبيلة المنفه، وهي من كبار قبائل المرابطين في برقة. نشأ يتيماً حيث توفي والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكّة بصحبة والدته عائشة.

الدراسة

تلّقي عمر المختار تعليمه في زاوية جنزور، ثمّ سافر إلى الجغبوب ومكث فيها ثمانية أعوام للدّراسة والتحصيل على يد كبار العلماء والمشايخ، وفي مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسيّة. درس اللغة العربيّة والعلوم الشرعيّة وحفظ القرآن الكريم. ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي، ما زاده رفعة وسمو.

الأعمال

أسند إليه المهدي السنوسي (شيخ الدعوة) مشيخة “زاوية القصور” في الجبل الأخضر عام 1897م، واختاره ليرافقه إلى تشاد لما قرر نقل قيادة الزاوية السنوسية إليها عام 1899م. عيّن شيخاً لزاوية عين كلكة فساهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي، ثمّ عاد إلى الجبل الأخضر عام 1906م فتولى مجدداً مشيخة “زاوية القصور”. أصبح قائداً لمعسكرات السنوسيّة في الجبل الأخضر. شارك أثناء وجوده بتشاد في المعارك الّتي خاضتها الكتائب السنوسيّة ضد الفرنسيين الّذين احتلوا المنطقة، وكانت لاتزال ضمن الأراضي الليبيّة. دُعي للمشاركة في المعارك بين السنوسيين والقوات البريطانيّة على الحدود الليبية المصرية عام 1908م. أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية الّتي كانت في ليبيا في 29 أيلول عام 1911م. بدأت السفن الحربيّة تقصف مدن الساحل الليبي فسارع المختار للعودة إلى “زاوية القصور”, لتنظيم حركة الجهاد ضد الغزاة الإيطاليين حيث شارك في معركة “السلاوي” أواخر عام 1911م وتولى قيادة “المجلس الأعلى” للعمليات الجهاديّة الّذي أدار أعظم المعارك في تاريخ ليبيا. وفي إحدى المعارك عام 1931م وبعد يومين من القتال المستميت وقع عمر المختار أسيراً في أيدي الإيطاليين.
-ألحق المجاهدون بقيادة المختار بالغزاة هزائم مريرة، فقتلوا مئات الضباط وخاضوا مئات المعارك في حرب استمرت عشرين عاماً.
-أجبر إيطاليا على طلب المفاوضات عام 1929م، لكنه رفض مطالبهم بوقف القتال والخروج من البلاد واستأنف قتالهم.

الحياة الشخصية

أولى زوجاته من تشاد تدعى “فطوم” أو هاجر ولم ينجب منها سوى سارة ثم عاد إلى ليبيا عام 1902 وعين شيخاً لزاوية القصور ثم تزوج من نجوى بنت المبروك سعيد بوزيري البرعصي ولم تنجب توفاها الله فتزوج من شقيقتها زينة وأنجب منها فاطمة عام 1917 وتوفيت زينة بالمهجر (الديار المصرية) ثم تزوج من ونيسة بنت الشيخ عبدالله الجيلاني شيخ زاوية توكرة، وأنجب منها: عبدالله ويونس وعائشة ومحمد، توفيت ودفنت بمصر عام ،1934ومن ثم تزوج كريمة بنت محمد أبو فروة ولم ينجب منها وطلقها، ثم جبهة (سالمين) بنت محمد أبو نجوى المسماري ولم ينجب منها “واستشهدت جراء إحدى الغارات الجوية التي شنها المستعمر، وأخيراً تزوج شقيقتها فاطمة وأنجب منها ابنته صفية، ظلت معه فاطمة داخل ليبيا حتى قبض عليه، وبعدها نزحت كباقي العائلة إلى المهجر وتوفيت هناك” .

الوفاة

تمكن الإيطاليون من أسر عمر المختار في الحادي عشر من أيلول عام 1931م بعد اشتباك دار مع قواته، وقدموه لمحاكمة عسكريّة صوريّة في بنغازي حكمت عليه بالإعدام شنقاً. في السادس عشر من أيلول عام 1931م، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق القائد عمر المختار في مركز سلوق بحضور جميع فئات الجيش والطيران والميليشيات، وأكثر من عشرين ألف مواطناً من بينهم المعتقلين السياسيين والأهالي. ووثقت قصة كفاح المختار في فيلم “أسد الصحراء” للمخرج مصطفى العقّاد حيث أدى فيه الممثل أنتوني كوين دور عمر المختار عام 1981م.

الأقوال

سجل التاريخ كلمته الأخيرة الّتي قالها المختار للضابط الإيطالي قبيل إعدامه: “نحن لا نستسلم أبداً، سنفوز أو نموت لأنّك ستقاتل الجيل التالي والجيل القادم وسأعيش أكثر من شانقي”.
-نحن لا نقتل الأسرى.