طبيب الغلابة.. الأيقونة الدكتور محمد مشالي

1944-2020 مصري

كرس محمد مشالي حياته لعلاح الفقراء, ولم ينعم بالعيش مترفاً, لأنه يرى الطب مهمة إنسانية وليست خدمة تجارية

الولادة والنشأة:

ولد محمد عبدالغفار مشالي في قرية “ظهر التمساح”، بمركز إيتاي البارود، بمحافظة البحيرة، في دلتا مصر عام  1944 وكان والده يعمل مدرساً بالقرية ذاتها, ثم انتقل والده إلى محافظة الغربية, لتتنقل الأسرة مع الأب وليستقروا هناك, لينشأ محمد مشالي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية.

الدراسة

التحق مشالي بكلية الطب بجامعة القاهرة، وتخرج منها عام 1967، متخصصاً في الأمراض الباطنية (الطب العام) والحميات والأطفال.

الأعمال

عمل الطبيب محمد مشالي في بداية حياته في الريف, متنقلاً بين الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة، وافتتح عيادته الخاصة بمدينة طنطا عام 1975.

ظل لسنوات طويلة محدداً قيمة كشفه الطبي في عيادته بما لا يزيد عن 5 جنيهات مصرية، ثم وصلت 10 جنيهات، وكثيراً  ما كان يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان, مكرساً حياته لعلاج الفقراء، على مدى أكثر من نصف قرن .

وتعددت الروايات حول سبب تكريس مشالي حياته لعلاج الفقراء، ومن أبرزها أن ذلك جاء تنفيذا لوصية والده.

بينما في روى الطبيب الراحل في إحدى مقابلاته مع وسائل الإعلام السبب, وقال باكياً حين تذكرها “إنه تم تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، وذهب لعلاج طفل صغير مريض بالسكري يبكي من الألم ويقول لوالدته أعطني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل قائلة إنها لو اشترت حقنة الأنسولين فلن تستطيع شراء الطعام لباقي إخوته، ليسارع بعدها الطفل ويصعد إلى سطح المنزل ويشعل النار في نفسه، وحاول الطبيب الراحل إنقاذه فلم يتمكن وقال الطفل آخر كلماته موجها حديثه لأمه: فعلت ذلك من أجل توفير ثمن الأنسولين لإخوتي.

كما كشف الطبيب الراحل أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، ثم يتوجه لعيادته، ويظل بها حتى آذان المغرب ثم يعود لمنزله، وبعدها يتوجه للعيادتين الأخريين, بقريتين مجاورتين لطنطا لمعاينة المرضى في هاتين القريتين.

عاش مشالي حياة بسيطة للغاية، وكانت عيادته متواضعة ولم يمتلك سيارة أو هاتفاً محمولاً. ورفض عروضاً كثيرة بالمساعدات من منظمات خيرية وأثرياء، للانتقال إلى عيادة أحسن حالاً، وحين قبل بعض تلك المساعدات، في مرات نادرة، تبرع بها للفقراء واشترى أجهزة طبية لإجراء التحاليل الأولية الضرورية لمرضاه

انتبهت وسائل إعلام مصرية مؤخراً إلى قصة الطبيب مشالي، لينال حظا من الشهرة خلال سنوات عمره الأخيرة، ويحوز لقب “طبيب الغلابة

الحياة الشخصية

قضى الدكتور محمد مشالي فترة طويلة في تربية أخواته وأبناء أخيه الذي توفي مبكراً,  بعد تكفله لهم ، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه  من الابناء ثلاث هم عمرو وهيثم الذين تخرجا من كلية الهندسة، ووليد الذي تخرج من كلية التجارة .

الوفاة

تُوفي”طبيب الغلابة” الدكتر محمد مشالي في صباح 28 يوليو 2020 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية, نتيجة لتأثره بهبوط حاد في الدورة الدموية عن عمر ناهز 76 عام.

الجوائز والتكريم

• بتوجيهات الإمام الأكبر.. الأزهر تطلق اسم الدكتور محمد مشالي على دفعة طب 2020
• وتقديرًا لجهود الطبيب محمد مشالي  أطلقت محافظة الغربية اسمه على أحد الشوارع في طنطا، وذلك بعد أن طالب سكان المحافظة بتكريمه بعد وفاته.
• كما أن محطة قطار أبو زعبل بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، كانت شاهدة على بقاء أثر طبيب الغلابة بعد رحيله، حينما قام شابان بتزيينها بصورة الطبيب الراحل محمد مشالي، وبجوارها عبارة «يصبح الإنسان عظيمًا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الانسان .
• وتقديرا لدوره العظيم تم  تصوير فيلم روائي جديد, يحكي قصة كفاح الدكتور محمد عبد الغفار مشالي, وتدور أحداث الفيلم حول تفاصيل حياة طبيب الغلابة, الذي كرس حياته لخدمة مرضاه من البسطاء وغير القادرين. يحكي الفيلم  قصته منذ ميلاده ونشأته, مروراً بمراحل تعليمه وعمله وزواجه انتهاء بوفاته, كما يسلط الفيلم الضوء على أبرز المواقف الإنسانية من حياته
• وأعلن الدكتور حسني سعد قطب، استشاري جراحات وأمراض الكبد بمستشفى المنشاوي العام في طنطا، فتح عيادة الدكتور محمد مشالي بعد الاتفاق مع أسرة الطبيب الراحل على ذلك، على ألا تتجاوز قيمة الكشف 15 جنيها (ما يعادل دولاراً واحداً) لجميع المترددين على العيادة من المرضى والفقراء.

الأقوال

كما كانت كلمات الطبيب الراحل الأكثر تأثيراً  هي  عندما قال : “نشأت فقيراً وساندويتش الفول والطعمية تكفيني، ولا أريد أن أرتدي ملابس بآلاف الجنيهات أو أستقل سيارة طولها 10 أمتار”

وعندما  عرضت عليه تبرعات بالملايين من إحدى البرامج التليفزيونية ، رفض الدكتور محمد مشالي  قائلا: “رفضت قبول   هذه  التبرعات، وأنا أوصیھم بتقدیم ھذه التبرعات لغیر القادرین، وأنا لا أحتاج لھا، قدموا ھذه التبرعات للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأیتام، أو من یرید التبرع لى قدموا ھذه التبرعات إلى محافظ الغربیة لصرفھا على المحتاجین”.