• أسعد-فضة
  • جودت-سعيد
  • غازي-القصيبي
  • فائق-الحكيم
  • محمد-هنيدي
  • ابن-سينا
  • جاسم-الخرافي
  • مي-آل-خليفة
  • رشيدة-داتي
  • ميل-غيبسون
  • تشارلز-داروين


حقائق سريعة

تناولت شخصيته عددا من الأفلام والمسلسلات نذكر منها:

  • فيلم ناصر 56 – فيلم عن جمال عبد الناصر بطولة أحمد زكي.. وقام بدور عبد الحكيم عامر الممثل طارق الدسوقي.
  • فيلم جمال عبد الناصر بطولة خالد الصاوي وقام بدور عبد الحكيم عامر الممثل هشام سليم.
  • فيلم أيام السادات – فيلم عن محمد أنور السادات بطولة أحمد زكي.. وقام بدور عبد الحكيم عامر الممثل فكرى أباظة.

لم يكن عبد الحكيم عامر زميلاً في الدفعة لعبد الناصر في الكلية الحربية، ولكنه كان زميلًا له في كلية أركان الحرب، على الرغم من أنه كان تالياً له في التخرج في الكلية الحربية، وكان صلاح سالم كذلك.. ومن الطريف أن صلاح سالم كان أول هذه الدفعة وأن عبد الحكيم عامر كان الثاني على هذه الدفعة، ولم يكن لعبد الناصر ترتيب مذكور فيها.

يعتبر كل من السوريين واليمنيين والعراقيين أن عامر والسادات هم وراء فشل محاولات الوحدة بسبب تصرفاتهم الاستعلائية.

 


معلومات نادرة

  • نص استقالة عبد الحكيم عامر، ديسمبر عام 1962:

“عزيزي الرئيس جمال عبد الناصر: أرى أن الواجب والوفاء يقتضيان أن أكتب إليك، معبرا عن رأي مخلص رغم الأحداث الأخيرة، فبعد عشر سنوات من الثورة، وأكثر من عشرين سنة من الصلة بيني وبينك”.

“لا يمكنني أن أتركك واعتزل الحياة العامة دون أن أبوح لك بما في نفسي، خاصة وأنني أرى الانسجام والتفاهم والثقة المتبادلة بين المجموعة التي تحكم أمرا ضروريا، وقد وجدت في الفترة الأخيرة أن الأسلوب الغالب هو المناورات السياسية وأساليب الدس السياسي والحوادث، وما وصلنا إليه اليوم يدل على ذلك”.

” استطاع هذا الأسلوب أن يتغلب على كل ما كنت أعتقده مستحيلا، وهو تحطيم صداقتنا، وما تبع ذلك من أحداث لا داعي لذكرها، فكلها لا تتفق مع المصلحة العامة في شيء.. المهم في الموضوع أنني لا أستطيع بأي حال أن أجاري هذا الأسلوب السياسي، لأنني لو فعلت ذلك لتنازلت عن أخلاقي، وأنا غير مستعد لذلك”.

“الذي أريد أن أحدثك عنه هو نظام الحكم في المستقبل، أعتقد أن التنظيم السياسي القادم ليكون ناجحا ومستمرا يجب أن يبنى على الانتخابات من القاعدة إلى القمة، بما في ذلك اللجنة العليا للانتخابات واللجنة التنفيذية للانتخابات، حتى لا تكون هناك نقطة ضعف في التنظيم الديمقراطي للاتحاد الاشتراكي، خاصة بعد أن صفي الإقطاع ومنحتك الجماهير ثقتها بلا تحفظ.. وهذا مع العلم بأن الملكيات الفردية والقطاع الخاص لا تشكلان خطرا على نظام الدولة”.

“كذلك الأمر بالنسبة للصحافة، فيجب أن تكون هناك ضمانات تمكن الناس من كتابة آرائهم، وكذلك تمكن رؤساء التحرير والمحررين من الكتابة دون خوف أو تحفظ.. وأخيرا دعني قبل أن أودعك أن أقول لك أن اختلاطك بالناس أمر ضروري، لأنه يعطي الثقة المتبادلة، ويعطي أيضا إحساسات وأفكار متبادلة.. وهذا هو الطريق الطبيعي للارتباط بأفراد الشعب. أما انعزالك التام عن الشعب فإنه سيجعل صور البشر عندك أسطرا على الورق، أو أسماء مجردة لا معنى لها، وهذا في رأيي لا يمثل الواقع”.

“إن العقل والعاطفة من مكونات الإنسان، ولا نستطيع أن نفصل بينهما كلية، لكن يجب الجمع بينهما في الطريق الصحيح، وهذا لا يكون إلا بالاتصال الشخصي، كما أن هذا أيضا هو الطريق الوحيد لإظهار شخصيات قيادية تعتز برأيها دون خوف، لكنها في نفس الوقت تثق في قيادتها وتحترمها، وهذا النوع من الناس أنت في أشد الحاجة إليه، بل وبلدنا كلنا بحاجة إليه”.

عبد الحكيم عامر.. القائد العام للقوات المسلحة والنائب الأول للرئيس عبد الناصر

1919- 1967/ مصري

صديق عبد الناصر المقرب وأحد مؤسسي تنظيم الضباط الأحرار، تحمل خسارة حرب النكسة 1967 مات بسم السيانيد

الولادة  والنشأة:

ولد محمد عبد الحكيم عامر ١١ديسمبر ١٩١٩في قرية أشكال مركز سمالوط بمحافظة المنيا، لأسرة تُعد من الأثرياء حيث كان والده الشيخ علي عامر عمدة القرية

الدراسة :

حصل عبد الحكيم عامر على الثانوية العامة من مدرسة المنيا عام ١٩٣٥، وكان محباً للكيمياء ويرغب في الالتحاق بكلية العلوم، ولكن مرضه ليلة الامتحان قاده لكلية الزراعة، فرسِبَ في سنته الأول، لذلك التحق بالكلية الحربية، وتخرج منها عام ١٩٣٨، ثم ترقى في الرتب حتى عام 1948 حيث تخرج من كلية أركان الحرب في نفس وحدة  الرئيس جمال عبد الناصر.

الأعمال:

فور تخرج عامر خدم ضمن قوات الجيش المصري العاملة في السودان عام 1941، والتقى هناك بجمال عبد الناصر وبدأت صداقتهما العميقة ، وشارك في حرب فلسطين عام 1948،  وبعد الحرب نقلا معاً إلى أحد مراكز التدريب في منقباد.

شارك عبد الحكيم عامر بجوار جمال عبد الناصر في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش، والذي أعلن عن وجوده عقب هزيمة جيوش العرب في حرب 1948 بفلسطين، وكان مسؤولاً عن سلاح المشاة، بجانب يوسف صديق.

مع-الضباط-الأحرار
مع-الضباط-الأحرار

لعب عامر دوراً كبيراً في قيام ثورة  23يوليو 1952، حيث شارك زكريا محي الدين في وضعه خطة تحرك الكتيبة 13 بقيادة أحمد شوقي، المكلف بالسيطرة على قيادة القوات المسلحة في سرية تامة، والتي تحركت قبل الموعد المحدد بساعة واحدة خطأ، لكنه مكنها من السيطرة على مراكز القيادة بالعباسية وعلى مبنى الإذاعة والمرافق الحيوية بالقاهرة، واعتقال الِوزراء، وإذاعة البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات.

نتيجة لمشاركته في حرب 1948 ودوره الكبير في قيام ثورة 23 يوليو، تم ترقيته في العام التالي للثورة، من رتبة رائد إلى رتبة لواء وهو لايزال في عمر ال34 ليصبح القائد العام للقوات المسلحة المصرية. بعد ضغط  عبد الناصر على مجلس قيادة الثورة والرئيس محمد نجيب للموافقة على هذه الترقية.

عبد-الحكيم-عامر-محمد-نجيب-عبد-الناصر
عبد-الحكيم-عامر-محمد-نجيب-عبد-الناصر

وقد خلّف اختيار عبد الحكيم قائداً للجيش استياءً عند بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، فاعتبرها عبد اللطيف البغدادي محاولة لتعزيز نفوذ عبد الناصر الشخصي في مواجهة باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة، بتدعيمه صديقه الحميم، وأنهما لا بد سيستقويان ببعضهما بعضا ضد الجميع، وهو ما حدث فعلا.

قاد عامر القوات المصرية والمقاومة في حرب العدوان الثلاثي عام 1956 ويحمله البعض المسؤولية عن إخفاقه في إدارة المعارك في سيناء والسويس بالمشاركة مع جمال عبد الناصر.

عبد-الحكيم-عامر-وعبد-الناصر
عبد-الحكيم-عامر-وعبد-الناصر

ترأس عبد الحكيم عامر اللجنة العليا للسد العالي الذي تشكلت عقب قدوم المهندس اليونانيي دانينوس عام 1955 وطرح مشروع السد على مجلس قيادة الثورة. كما كان رئيساً لاتحاد كرة القدم في مصر.

تجارب الوحدة:

وبعد الوحدة بين مصر وسوريا، عام 1958، منح رتبة مشير في 23 فبراير/شباط 1958 وأصبح القائد الأعلى للقوات المشتركة.

بالإضافة لقيادة الجيش في مصر وسورية عُين عامر رئيساً للإقليم الشرقي للجمهورية العربية المتحدة، وقد اتّهمه السوريون بأنه المسؤول عن إنهاء الوحدة بين سورية ومصر، فقد كان أحد قادة الانقلاب على الجمهورية العربية المتحدة ضابط من مكتب عامر، ولم يقتصر الاتهام عليه بل طال أنور السادات لأنهما وراء إفشال مشروع الوحدة (الجمهورية العربية المتحدة) نتيجة أسلوبهما الاستعلائي والتصرفات الارتجالية التي ضرت بسورية واقتصادها.

عبد-الحكيم-عامر-القوتلي-عبد-الناصر
عبد-الحكيم-عامر-القوتلي-عبد-الناصر

كذلك يتهم اليمنيون عامر والسادات بأنهما  وراء فشل مشروع الوحدة المنتظرة بعد الثورة اليمنية، وقد ذكر رئيس الوزراء اليمني الأسبق محسن العيني بأن تصرفاتهما لم تكن وحدوية أو ودية، بل تصرفات قوات غازية ومحتلة ذات طبيعة عنجهية متسلطة..

مع-اليمنيين
مع-اليمنيين

أما الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف فكان يشير دائماً إلى أن سبب تعطيل مشروع الوحدة الثلاثية  (مصر وسوريا والعراق) يرجع إلى المشير عامر وأنور السادات.

الصراع على السلطة:

ثم حاول عبد الناصر نزع بعض السلطات من قادة الجيش، وعلى رأسهم المشير عامر عام 1962، لذلك قدم المشير استقالته للرئيس عبد الناصر، أوضح سببها في عدم توافر الديمقراطية، وطالب فيها جمال عبد الناصر بالاستفادة من تجارب دول العالم وحكوماته، وأنه يرى أن النظام الطبيعي للحكم في مصر بعد ثورة 23 يوليو إما أن يكون حكومة رئاسية يتولى فيها الرئيس قيادة الوزراء ويكون مسئولا أمام البرلمان، أو حكومة برلمانية تكون فيها المسئولية لرئيس الوزراء أمام البرلمان.

ووزع المشير عبد الحكيم عامر استقالته كمنشور، لكن جمال عبد الناصر تجاهل الاستقالة، ما دفع المشير للتساؤل عن مصيرها، وتدخل شمس بدران للمصالحة بين المشير عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر، واصطحب عامر إلى منزل الرئيس الراحل ودار نقاش طويل بين الطرفين بكى فيه المشير عبد الحكيم عدة مرات من فرط تأثره خوفاً على صداقته بجمال عبد الناصر، إلى أن نجحت المصالحة، لكن ازدياد نفوذ عامر لدى الجيش وبعض القطاعات المدنية، دفعت جمال عبد الناصر إلى ترجمة شكوكه إلى خطوات فعلية وكلفه برئاسة وفد مصري لزيارة العراق وأرسل معه العقيد أمين هويدي لمراقبته.

وكانت قد تمركزت عدة من سلطات رئيس الجمهورية في أيدي عبد الحكيم عامر، بخاصة بعد أزمة 1963 بين ناصر وعامر والذي ترك الجيش مساحة لتكوين دولة داخل الدولة، فأصبح الجيش في يده تعيين العديد من الوزراء والمحافظين والسفراء، حتى وصلت نسبة الدبلوماسيين من العسكريين في الخارجية إلى أكثر من 70% حسب مذكرات عدد من قيادات مجلس قيادة الثورة، وليصبح المشير الرجل الأول في الدولة مشاركة مع عبد الناصر.

في عام 1964 أصبح عبد الحكيم عامر نائباً أول لرئيس الجمهورية.

ولكن حرب 1967(نكسة يونيو) والتي احتلت فيها إسرائيل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وضعت نهاية لمستقبله السياسي والعسكري، حيث أعفيّ من كافة مناصبه واحيل للتقاعد.

ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله في أغسطس من عام النكسة، بسبب التصرفات الارتجالية غير المدروسة لقيادته المعارك- (والبعض يرجع الهزيمة إلى تسرع عبد الناصر في إعلان الحرب على إسرائيل واقعاً في مصيدة محكمة نصبت له )- ثم انهياره مما أدى إلى التخبط في اصدار قرار الانسحاب الكيفي من سيناء الذي أدى للهزيمة .

تبع ذلك ألقاء القبض عليه مع 50 ضابطاً ووزيرين سابقين بتهمة التخطيط للانقلاب على عبد الناصر، بينما كان عامر يصر على محاكمته ومحاكمة قيادات الجيش الثاني لما لقاه الجيش المصري من هزيمة نكراء وتدمير سلاح الجو وقرابة 70% من العتاد الحربي المصري، واستشهاد أكثر من 15 ألف ضابط وجندي مصري وتحمل المشير عامر الهزيمة وحده؛ بعد خطبة التنحي الذي ألقاها الرئيس عبد الناصر، وخروج المصريون مطالبين بالبقاء والإصلاح.

لم تنتهي الثقة بين عامر وناصر فعندما أُلقيَ القبض على عامر كان بمنزل جمال عبد الناصر بعد دعوة ناصر له ليتم إلقاء القبض عليه دون مقاومة ، ثم حُكِم محاكمة غير علنية تلتها إجراءات غير استثنائية ،حددت فيهما إقامة عامر في منزله.

الحياة الشخصية:

تزوج عبد الحكيم عامر مرتين الأولى من ابنة عمه زينب عبد الوهاب وأنجب منها (ثلاثة أبناء وأربع بنات).

مع-عائلته
مع-عائلته

ثم تزوج من ممثلة الأغراء برلنتي عبد الحميد هو الأشهر، حيث إنه كاد أن يفقد مستقبله السياسي بسبب هذا الزواج الذي لم يرض عنه الرئيس جمال عبد الناصر، وأنجبت منه نجله عمرو عبد الحكيم في 1967، والذي أسماه “الناصر”، إضافة إلى أن نجله الأول سمي “جمال” تيمنا بصديق عمره.

عبد-الحكيم-عامر-وزوجته- برلنتي-عبد-الحميد
عبد-الحكيم-عامر-وزوجته- برلنتي-عبد-الحميد

الوفاة:

توفي في 13 سبتمبر 1967 مسموماً أثناء وضعه تحت الإقامة الجبرية وحجزه في استراحة تابعة للمخابرات المصرية في المريوطية بالجيزة.

وقيل حينها إنه انتحر بسبب تأثره بهزيمة حرب 1967، بينما تقول عائلته وآخرون إنّ السم قد دُسّ له من قبل أجهزة أمنية تابعة للدولة. ودفن في قريته أسطال.

الجوائز والتكريم:

حصل عبد الحكيم عامر على جائزة لقب بطل الاتحاد السوفيتي في 13 مايو 1964

عبد-الحكيم-عامر-يكرم-من-الرئيس-السوفييتي
عبد-الحكيم-عامر-يكرم-من-الرئيس-السوفييتي

كما حصل علي وسام المدافع عن المملكة من ماليزيا عام 1965م.

الأقوال:

ذكر الصحفي محمد حسنين هيكل:

“أن المشير كان لا يصلح أن يكلف بقيادة الجيش وكانت تكفيه كتيبة كأقصى تقدير، لأنه لم يكن من محبي القراءة أو متابعة الجديد في فنون الحرب والقيادة العسكرية، ولم يكن لديه الوقت الكافي ليتبوأ هذا المنصب، وأن معلوماته وخبراته العسكرية توقفت عند رتبة الصاغ (رتبة الرائد حالياً)، و لم تزد معلوماته العسكرية حتى توفي”.

المصادر:

  • https://ar.wikipedia.org
  • https://www.aljazeera.net/news
  • Heroes of the Soviet Union، War Heroes Russia
  • The Encyclopedia of the Arab-Israeli Conflict: A Political, Social, and Military History: A Political
  • https://www.marefa.org
عسكريونقادة

عبد الحكيم عامر.. القائد العام للقوات المسلحة والنائب الأول للرئيس عبد الناصر



حقائق سريعة

تناولت شخصيته عددا من الأفلام والمسلسلات نذكر منها:

  • فيلم ناصر 56 – فيلم عن جمال عبد الناصر بطولة أحمد زكي.. وقام بدور عبد الحكيم عامر الممثل طارق الدسوقي.
  • فيلم جمال عبد الناصر بطولة خالد الصاوي وقام بدور عبد الحكيم عامر الممثل هشام سليم.
  • فيلم أيام السادات – فيلم عن محمد أنور السادات بطولة أحمد زكي.. وقام بدور عبد الحكيم عامر الممثل فكرى أباظة.

لم يكن عبد الحكيم عامر زميلاً في الدفعة لعبد الناصر في الكلية الحربية، ولكنه كان زميلًا له في كلية أركان الحرب، على الرغم من أنه كان تالياً له في التخرج في الكلية الحربية، وكان صلاح سالم كذلك.. ومن الطريف أن صلاح سالم كان أول هذه الدفعة وأن عبد الحكيم عامر كان الثاني على هذه الدفعة، ولم يكن لعبد الناصر ترتيب مذكور فيها.

يعتبر كل من السوريين واليمنيين والعراقيين أن عامر والسادات هم وراء فشل محاولات الوحدة بسبب تصرفاتهم الاستعلائية.

 


معلومات نادرة

  • نص استقالة عبد الحكيم عامر، ديسمبر عام 1962:

“عزيزي الرئيس جمال عبد الناصر: أرى أن الواجب والوفاء يقتضيان أن أكتب إليك، معبرا عن رأي مخلص رغم الأحداث الأخيرة، فبعد عشر سنوات من الثورة، وأكثر من عشرين سنة من الصلة بيني وبينك”.

“لا يمكنني أن أتركك واعتزل الحياة العامة دون أن أبوح لك بما في نفسي، خاصة وأنني أرى الانسجام والتفاهم والثقة المتبادلة بين المجموعة التي تحكم أمرا ضروريا، وقد وجدت في الفترة الأخيرة أن الأسلوب الغالب هو المناورات السياسية وأساليب الدس السياسي والحوادث، وما وصلنا إليه اليوم يدل على ذلك”.

” استطاع هذا الأسلوب أن يتغلب على كل ما كنت أعتقده مستحيلا، وهو تحطيم صداقتنا، وما تبع ذلك من أحداث لا داعي لذكرها، فكلها لا تتفق مع المصلحة العامة في شيء.. المهم في الموضوع أنني لا أستطيع بأي حال أن أجاري هذا الأسلوب السياسي، لأنني لو فعلت ذلك لتنازلت عن أخلاقي، وأنا غير مستعد لذلك”.

“الذي أريد أن أحدثك عنه هو نظام الحكم في المستقبل، أعتقد أن التنظيم السياسي القادم ليكون ناجحا ومستمرا يجب أن يبنى على الانتخابات من القاعدة إلى القمة، بما في ذلك اللجنة العليا للانتخابات واللجنة التنفيذية للانتخابات، حتى لا تكون هناك نقطة ضعف في التنظيم الديمقراطي للاتحاد الاشتراكي، خاصة بعد أن صفي الإقطاع ومنحتك الجماهير ثقتها بلا تحفظ.. وهذا مع العلم بأن الملكيات الفردية والقطاع الخاص لا تشكلان خطرا على نظام الدولة”.

“كذلك الأمر بالنسبة للصحافة، فيجب أن تكون هناك ضمانات تمكن الناس من كتابة آرائهم، وكذلك تمكن رؤساء التحرير والمحررين من الكتابة دون خوف أو تحفظ.. وأخيرا دعني قبل أن أودعك أن أقول لك أن اختلاطك بالناس أمر ضروري، لأنه يعطي الثقة المتبادلة، ويعطي أيضا إحساسات وأفكار متبادلة.. وهذا هو الطريق الطبيعي للارتباط بأفراد الشعب. أما انعزالك التام عن الشعب فإنه سيجعل صور البشر عندك أسطرا على الورق، أو أسماء مجردة لا معنى لها، وهذا في رأيي لا يمثل الواقع”.

“إن العقل والعاطفة من مكونات الإنسان، ولا نستطيع أن نفصل بينهما كلية، لكن يجب الجمع بينهما في الطريق الصحيح، وهذا لا يكون إلا بالاتصال الشخصي، كما أن هذا أيضا هو الطريق الوحيد لإظهار شخصيات قيادية تعتز برأيها دون خوف، لكنها في نفس الوقت تثق في قيادتها وتحترمها، وهذا النوع من الناس أنت في أشد الحاجة إليه، بل وبلدنا كلنا بحاجة إليه”.


اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى