الهواري بومدين.. الرئيس الأسطوري للجزائر

1932- 1978- جزائري

الرئيس الأسطوري الذي لن يتكرر, عاشت البلاد فترة حكمه عصرها الذهبي دبلوماسياً واقتصاديا

الولادة والنشأة:

الهواري بومدين, هو محمد إبراهيم بوخروبة, ولد في 23أغسطس عام1932 في منطقة دوار بني عدي في الجزائر، كانت عائلته متوسطة الحال كبيرة العدد وكان والده فلاح بسيط يحبه كثيراً, كبر وترعرع في الجزائر وكان ناهلاً للعلم والعمل, حتى أصبح في نهاية المطاف من أهم رجال السياسة في الجزائر والوطن العربي.

الدراسة:

على الرغم من ظروفه المادية الصعبة إلا أنه قرر أن يكمل تعليمه, فالتحق بالمدرسة القرآنية الموجودة في قريته عندما كان عمره أربع سنوات, وبعد سنتان في سن السادسة دخل مدرسة ألمابير, وفي هذه الأثناء كان يقيم محمد عند عوائل أوكله إليهم والده لأن مدرسته كانت داخلية وبعيدة عن قريته, وبعد ثماني سنوات من الدراسة في منطقة قالمة, عاد إلى قريته علماً بأنه كان يدرس في المدرسة الفرنسية جاعلاً من الكتاب صديقه.
وفي عام1948ختم بو خروبة القرآن الكريم وأصبح يعلم أبناء قريته قواعد اللغة العربية والقرآن الكريم.
وفي1949توجه محمد إلى المدرسة الكتانية في مدينة القسنطينة الواقعة شرق الجزائر تاركاً أهله من جديد.
كان بو خروبة يهتم بأدق التفاصيل المحيطة به ويقوم بتسجيلها باستمرار.
توجه الهواري بومدين إلى تونس بعد فراره من خدمة الجيش الفرنسي ليتجه بعد ذلك إلى مصر ويدرس في جامع الأزهر.
تابع محمد دراسته وتفوق فيها وأتقن اللغات العربية والفرنسية, وكانت له اهتمامات سياسية في حزب الشعب الجزائري وغيرها من الحركات الوطنية التي كانت تهتم بمصير الجزائر آنذاك.

الأعمال:

عند اندلاع الثورة الجزائرية, انضم الهواري بومدين إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية وشغل فيها المناصب الآتية وفق مراحل عديدة وهي:
في عام1956 استلم بومدين الإشراف على تدريب وتشكيل الخلايا العسكرية, وفي1957 تولى مسؤولية الولاية الخامسة, كما أصبح قائداً للأركان الغربية في1958, وفي1960أشرف بومدين على تنظيم جبهة التحرير الوطني عسكرياً، وفي1962أصبح وزيراً للدفاع في حكومة الاستقلال, فضلاً عن أنه شغل منصب نائب رئيس المجلس الثوري في1963, إضافة للعديد من المناصب الأخرى المرموقة التي ساعده في الوصول إليها تحصيله العلمي وتقدمه الفكري.
بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الهواري بومدين ضد أحمد بلة الرئيس المدني للجزائر الذي حاول فرض نفسه والحد من نفوذ الجماعة وقيادتهم بتسلط, وصل بومدين إلى الحكم في الجزائر من عام1965 إلى عام1978 حيث شغل في البداية منصب رئيس مجلس التصحيح الثوري إلى أن تم انتخابه كرئيساً للجمهورية الجزائرية في1975.
كان حكمه مزدهراً  وحقق خلاله الكثير من الإنجازات على كافة الأصعدة كما أنه عرف بمواقفه العربية والقومية الثابتة.

وفي 2010، كشفت وثيقة مسربة حقيقة المثل الذي قاله بومدين عاماً قبل رحيله “عاش ما كسب مات ما خلا” (لم يكسب المال والجاه في حياته ولم يترك شيئا بعد مماته).

الوثيقة وضحت قيمة المدخرات المالية التي تركها بعد رحيله، وبلغت قيمتها 690 دينارا جزائرياً أي ما يعادل 5.22 دولار أمريكي.

الحياة الشخصية:

تزوج الهواري بومدين من السيدة أنيسة بومدين وله عدة أبناء.

الوفاة:

توفي بومدين في27 ديسمبر من عام 1978 إثر مرض شديد عجز الأطباء عن تشخيصه, تاركاً وراءه بصمة تاريخية حطت أثرها في قلوب محبيه ومؤيديه.

الجوائز والتكريم:

إن شخصية الرئيس الهواري بومدين المعطاءة والناجحة دفعت محبيه ومؤيديه إلى تسمية العديد من المؤسسات والمدن باسمه بعد وفاته تخليداً  له وتكريماً لشخصه والتي كان منها:
*مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة.
*جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بعاصمة الجزائر.
*دائرة هواري بومدين، ولاية قالمة.
*بلدية مشروع هواري بومدين، ولاية بشار.
*مركز التكوين المهني والتمهين هواري بومدين.
كما تم تكريمه بمنحه وسام الاستحقاق الوطني الجزائري.

الأقوال:

من أقوال الهواري بومدين:

☆”هل الأمة العربية مستعدة لبذل الثمن الغالي الذي تتطلبه الحرية؟ وأن اليوم الذي يقبل فيه العرب دفع هذا الثمن لهو اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين.”
☆”فلسطين هي كالإسمنت المسلح للأمة إذا تمسكنا بها، وإذا تخلينا عنها تصبح قنبلة تنفجر فينا جميعا.”
☆”الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.”

قال بوتفليقة في خطاب الوداع الشهير عند رحيل الهواري بومدين : بأرواحنا نفديك لو كان يقبل منا الفداء.