بيليه.. لاعب القرن والجوهرة السوداء

1940- 2022/برازيلي

سجل 1281 هدفاً وقاد البرازيل للفوز بثلاث بطولات لكأس العالم لكرة القدم

الولادة والنشاة:

ولد إدسون أرانتيس دو ناسيمينت (بيليه)  في الثالث والعشرين من تشرين الأول عام 1940م في تريس كوراسوز البرازيليّة.

وسمي بهذا الاسم تيمناً بتوماس أديسون، فحسب بيليه إنّ الكهرباء قد وصلت إلى بلدته قبل ولادته بفترة قصيرة ومن أجل الاحتفال بهذا الحدث أطلق عليه والده اسم أديسون. عرف لاحقاً باسم بيليه.

نشأ في بيئة فقيرة، حيث كان والده لاعباً لكرة القدم في نادي فلومينيزي. انتقل بيليه مع عائلته إلى مدينة بورو عندما كان صغيراً.

كان والده يكافح من أجل لقمة العيش. بدأ بيليه بتطوير مهاراته بكرة القدم من خلال ركل الجوارب المحشوة بالقماش في شوارع بورو.

وعمل في تنظيف أحذية لاعبي نادي بورو أتليتك كلوب للحصول على بعض النقود وللاستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم, وخلال ذلك استرعى انتباه مدربي كرة القدم.

تعلم مبادئ لعبة كرة القدم من والده وانضم إلى فرقة شبابيّة يدربها والديمار دي بريتو (عضو سابق في فريق كرة القدم الوطني البرازيلي).

واستطاع بريتو إقناع عائلة بيليه للسماح له بمغادرة المنزل واللعب في نادي سانتوس عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.

وبعد عامين فقط شارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم ليقود بلاده للفوز في المباراة النهائية ضد السويد بخمسة أهداف مقابل هدفين، ومن هنا بدأ مشواره في عالم الرياضة.

الدراسة:

لم يكن متميزاً في المدرسة حيث قال في إحدى المرات “فهمت بسرعة أنّني لا أحب كل ما له علاقة بالمدرسة من قريب أو بعيد”.

أُطلق عليه لقب بيليه عندما كان في المرحلة الابتدائيّة، لكنه لم يكن يحب هذا اللقب فطرد من مدرسته بسبب تعنيفه لزميله الّذي أطلق عليه سخرية لعدم تمكنه من نطق اسم حارس مرمى برازيلي يدعى “بيلي”.

الأعمال:

-تلقي بيليه عروضاً ضخمة للعب في الأندية الأوربيّة، لكن أعلن الرئيس البرازيلي جانيو كوادروس أنّ بيليه كنزاً وطنياً للبرازيل، ما منعه قانونيّاً من اللعب في بلد آخر، ضمن بذلك نادي سانتوس جاذبية نجمه الرياضي وكان ذلك مربحاً من خلال جدول مباريات ودية مربحة مع فرق في جميع أنحاء العالم.
-تفاقمت إصابة فخد بيليه في مباراتي كأس العالم عام 1962م في تشيلي، بينما ذهب البرازيل لاستحقاق اللقب الثاني لها على التوالي.
-على الرغم من خيبة الأمل على الصعيد العالمي بعد خسارة البرازيل في كأس العالم التالي، واصلت أسطورة بيليه في النمو.
-في أواخر الستينات أفادت الأنباء أنّ الفصيلين في الحرب الأهليّة النيجيرية وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لمشاهدة بيليه يلعب مباراة ودية في لاغوس.
-يعتبر كأس العالم عام 1970م في المكسيك عودة مظفرة لأيام بيليه والبرازيل، حيث ظهر قائداً لفريق كبير، وقد سجل أربعة أهداف في البطولة، متضمنة هدفاً واحداً في المباراة النهائية على إيطاليا بنتيجة 1-4 لصالح البرازيل.
-أعلن بيليه تقاعده من كرة القدم عام 1974م، لكن تم استدراجه إلى الميدان في العالم التالي للعب لصالح نيويورك كوزموس في دوري كرة القدم الأمريكية الشماليّة. لعب بيليه مباراته النهائية في مباراة ودية بين نيويورك وسانتوس عام 1977م، مشتركاً في كلا الجانبين.
-تقاعد مع ما مجموعه 1281 هدفاً في 1363 مباراة، بقي بعد التقاعد رجل الملاعب الشعبي وناشط في العديد من الساحات المهنيّة.
-لعب بيليه كرة قدم لمدة 21 عاماً.

الحياة الشخصية:

تزوج  عام 1966م، ورزق بعدة أطفال، لكن زواجه انتهى بالطلاق عام 1982م. تزوج عام 1994م من عالمة النفس والإنجيل المغنية أسيريا ليموس سيكساس وأنجبت له تؤام، لكن هذا الزواج انتهى أيضاً بالانفصال..

الوفاة:

في ديسمبر 2022 صرح مستشفى (ألبرت أينشتاين) بمدينة ساو باولو، والذي كان يعالج فيه بيليه أن ورمه قد تقدم وأنه يحتاج إلى “رعاية أكبر فيما يتعلق بالاختلالات الكلوية والقلبية”.

وتوفي في المستشفى في 29 ديسمبر 2022 عن عمر 82 عامًا، نتيجة فشل العديد من الأعضاء وهو أحد مضاعفات سرطان القولون.

الجوائز والتكريمات:

نال بيليه عشرات الجوائز وكرم كما لم يكرم لاعب قط، ومن جوائزه الكثيرة نذكر:

• حصل عام 1978م على جائزة السلام الدوليّة لعمله من منظمة اليونسيف.
• نال بيليه الكرة الذهبية سنوات 1958 و1959 و1960 و1961 و1963 و1964 و1970.
• سُمي بيليه “لاعب فيفا القرن” عام 1999م جنباً إلى جنب الأرجنتيني دييغو مارادونا.
• فارس ريو برانكو: 1967
• فارس قائد من الإمبراطورية البريطانيّة (فارس شرفيّ): 1997
• انتخب قائداً لبرلمان ريو برانكو بعد تسجيله الهدف الألف: 1969
• منح وسام الفيفا كتكريم لـثمانين سنة له: 1984
• وسام الاستحقاق من اتحاد أمريكا الجنوبية: 1984
• وسام الاستحقاق الوطني من قبل حكومة البرازيل: 1991
• النظام الأولمبي، من قبل اللجنة الأولمبية الدولية: 2016.

الأقوال:

• “أنا طفل كان يتسلى في الشوارع بحذاء محشو بالخرق قبل أن يصبح لاعب كرة قدم يلعب بكرة حقيقيّة، وعلى أرض ملاعب رسميّة ومجهزة، وفي إطار فرق كتبت التاريخ. رأيت العالم وقابلت شخصيّات فريدة، ولم أكن أتصور أبداً أنني سأسمو إلى هذا العلو”.
• “الطريقة الوحيدة للفوز هي اللعب كفريق، فكرة القدم لا تعتمد على لاعب واحد أو اثنين أو ثلاثة”.
• “البرازيل تأكل وتشرب وتنام على كرة القدم، إنها تعيش لكرة القدم”.
• “النجاح ليس صدفة، بل هو العمل الجاد والمثابرة والتعلّم والدراسة والتضحية، والأهم من ذلك كله حب ما تقومون به”.

اقرا ايضا: أنور عبد الحي..الأيقونة ونجم السلة السورية.