ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع
1332-1406 الدولة المملوكية
مفكر وعالم موسوعي وضع أسس علم الاجتماع وكتب في التاريخ والتربية والاقتصاد والفلسفة بإسلوب علمي فريد
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م/732ه لأسرة علمٍ وأدب، تولوا في الأندلس وتونس مناصبَ سياسيةً ودينيةً مهمةً وكانوا أهل جاهٍ ونفوذٍ، نزحت عائلته من الأندلس منتصفَ القرن السابع الهجري إلى تونس خلال حكم الحفصيين. يتعقب ابن خلدون أصوله إلى حضرموت وكان اسمه العائلي الحضرمي وذكر في تاريخه كتاب العمر المعروف باسم “تاريخ ابن خلدون” أنه من سلالة الصحابي وائل بن حجر وأنّ أجداده من حضرموت:
“ونسبنا في حضرموت من عرب اليمن إلى وائل بن حجر من أقيال العرب معروف وله صحبة”
الدراسة:
في أول عشرين عاماً من عمر ابن خلدون، حيث قضاها في مدينة تونس، وهي المرحلة التي جمع فيها العلم، وحفظ فيها القرآن حيث استغرق منه حفظهُ خمسة عشر عاماً، وتعلّم خلالها القراءات وأحكام التجويد، وامتدت هذه المرحلة منذ ولادته عام 732هـ إلى عام 751هـ.
الأعمال:
رحل ابن خلدون بعلمه إلى مدينة بسكرة حيث تزوج هناك، ثم توجه عام 1356 إلى فاس حيث ضمّه أبو عنان المريني إلى مجلسه العلمي واستعمله ليتولى الكتابة مؤرخاً لعهده وما به من أحداث، ثم قُدّر لابن خلدون رحيلٌ آخر عام 1636م إلى غرناطة ومن ثمّ إلى إشبيلية ليعود بعد ذلك لبلاد المغرب، فوصل قلعة ابن سلامة (تبارت في الجزائر حالياً) فأقام بها أربعة أعوامٍ وشرع في تأليف كتاب العمر الذي أكمل كتابته بتونس ورفع نسخة منه لسلطان تونس ملحقاً إيّاها بطلب الرحيل إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، ثم ركب سفينةً إلى الإسكندرية وتوجه من ثَمَّ إلى القاهرة حيث أمضى بقية حياته وتولى هناك القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصةً أنه خريج جامعة الزيتونة.
من أهم انجازات ابن خلدون:
يُعدّ واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين توصلوا إلى فكرة الشبه الكبير بين الإنسان والقرد، حيث وصف هذا الشبه في كتابه” مقدمة ابن خلدون”، والذي يقول فيه:” ثم انظر إلى عالم التكوين كيف تكوّن وابتدأ، بدءاً من المعادن ثم النبات وانتهاءً بالحيوان… إلى آخر الحديث”.
كان ابن خلدون من أوائل العلماء الذين توصلوا إلى أنّ فكرة ومفهوم الفلسفة تم استحداثه من مبدأ انتشار العمران، كما أنّ هذا المفهوم هو من أكثر المفاهيم المُتداولة في تلك المُدن.
قدّم إسهاماتٍ واضحة ومُميزة في علم التربية الذي لم يكن يُعرف في زمانه كعلمٍ مُستقل، ومن أهم تلك الإسهامات أنّه توصّل إلى فكرة أنّ العلم بالأساس ينقسم إلى قسمين وهما علم نقلي وعلم عقلي، كما أنّه وضّح أنّه هناك تدّرج في مبدأ التعليم وأساسياته، إلى جانب إسهاماته في البدء بالمحسوسات والتدرج وصولاً إلى ما يُعرف بالملموسات.
كان لابن خلدون منهجه الخاص فقد بدأ ابن خلدون في دراساته بالتركيز على مبادئ وأساسيات مُحددة، فمثلاً كان منهجه في تحليل الظواهر الاجتماعية التي تدور حوله قائماً على أساس ضرورة معرفة العلاقة بين الأسباب والمُسببات مع وجوب الربط بين كل منها، إضافةً إلى ذلك فقد كان منهج ابن خلدون في وضعه للقوانين والأفكار قائماً على أساس الملاحظة والتحليل والتفكير.
الأحداث والظواهر:
تمكّن من توضيح أهم الوقائع والأحداث التاريخية التي كانت من وجهة نظره لا تحدث بمجرد الصدفة، أو تحت تأثير قوةٍ خارجية مجهولة، بل استطاع أن يتوصل إلى السبب الرئيسي لوقوع تلك الأحداث والذي توصل إليه بعد دراساتٍ عديدة أنّ تلك الأحداث ما هي إلى نتيجةً لعوامل كامنة حدّثت داخل المُجتمعات الإنسانية والتي كان للإنسان دوراً رئيسياً فيها
أمّا منهج ابن خلدون في تحليل الظواهر الاقتصادية فقد كان يعتمد بشكلٍ رئيسي على استخدام الأدوات نفسها التي تُستخدم في القضايا الاجتماعية، مع ضرورة اعتماد بعض الأساليب والأدوات المُختلفة كدراسة الوقائع والأحداث الاجتماعية، إضافةً إلى اعتماده على طبيعة الروابط القائمة بين كل من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذا وقد اعتمد أيضاً على الربط بين السلوك الإنساني والظواهر الاقتصادية المُحيطة بالبيئة.
المؤلفات:
توصّل ابن خلدون إلى نظريات فاصلة في علم الاجتماع حول قوانين العمران، ونظرية العصبية، وبناء الدولة وسقوطها وغيرها، كما ألّف العديد من المصنّفات في كلّ من التاريخ، والحساب، والمنطق، مثل كتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، وهو أحد أشهر كتبه، ويتضمّن هذا الكتاب سبعة مجلدات، وتقع المقدّمة المعروفة بمقدّمة ابن خلدون في المجلّد الأول منه، وتشكّل ما نسبته ثلث الكتاب، وتتضمّن آراء ابن خلدون في الجغرافيا، والعمران، والفلك، وأحوال النّاس وطبائعهم. كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من بني الواد.
وكتاب الخبر عن دولة التتر (تاريخ المغول من كتاب العبر)
كتاب ابن خلدون ورسالته للقضاة: مزيل الملام عن حكام الأنام
مؤلفات أخرى ذكرها حاجي خليفة في كتابه “كشف الظنون” 529/5، وهي: تلخيص المحصل لفخر الدين الرازي، وشرح الرجز لابن الخطيب في الأصول، وشرح قصيدة ابن عبدون، وشرح قصيدة البردى، وطبيعة العمران.
رحلة ابن خلدون تحدّث فيه عن الرحلة إلى الأندلس، والعودة إلى المغرب الأقصى، والمقامة عند أولاد عريف، والرحلة إلى المشرق، وولاية القضاء بمصر، والسفر لقضاء الحج، وسفر السلطان إلى الشام، ولقاء الأمير تيمور لنك سلطان المغول والتتر
الحياة الشخصية:
تزوج ابن خلدون بعد رحيله إلى مدينة بسكرة في المغرب.
الوفاة
توفي ابن خلدون فجأة في السادس والعشرين من شهر رمضان عام 808هـ، الموافق 16 آذار من عام 1405م، عن عمر يناهز الثمانية والسبعين عاماً، ودفن في مقابر الصوفية في مدينة القاهرة.
الأقوال:
من أقوال ابن خلدون الكثيرة:
- السياسة المدنية هي تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى الأخلاق والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه.
- الفتن التي تتخفي وراء قناع الدين تجارة رائجة جداً في عصور التراجع الفكري للمجتمعات
من يقرأ القليل في الفلسفة سيتجه بأغلب الأحوال إلى الإلحاد ومن يقرأ الكثير منها يتجه للإيمان بكل حال من الأحوال. - سأل رجل عليًا بن أبي طالب رضي الله عنه :ما بال المسلمين اختلفوا عليك، ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟ فقال: لأن ابا بكر وعمر كانا واليين على مثلي.. وأنا، اليوم والٍ على مثلك
- الحق لا يقاوم سلطانه، و الباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه، و الناقل إنما هو يملي و ينقل، و البصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل، و العلم يجلو لها صفحات القلوب و يصقل
- قمة الأدب أن تنصت إلى شخص يحدثك في أمر أنت تعرفة جيداً وهو يجهله
- إن اللغة أحد وجهي الفكر، فإذا لم تكن لنا لغة تامة صحيحة، فليس يكون لنا فكر تام صحيح
- عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون وتعم الاشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر..
معلومات الأيقونة:
اسم الأيقونة : ابن خَلْدُونرقم الأيقونة : 1028
الكاتب : فريق أيقونات
اسم الموقع : https://iconaat.com
تاريخ النشر : يناير 3, 2022
تاريخ آخر تحديث : أبريل 30 , 2022