سعود الفيصل.. وزيراً لخارجية السعودية 40 عاماً

1940-2015 سعودي

دبلوماسي محنك وصاحب كاريزما مميزة قاد السياسية الخارجية السعودية بحكمة واقتدار لأربعين عاماً

الولادة والنشأة:

ولد سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود في 2يناير1940, في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية، وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود من زوجته عفت.

عاش سعود الفيصل مع والده وأشقاءه في قصر الكاتب بحي السلامة في الطائف, حيث نشأ وكبر هناك.

الدراسة

أنهى الفيصل تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدرسة الطائف النموذجية، مكملا” دراسته في مدرسة هون، وعند وصوله للمرحلة الجامعية, درس الفيصل في جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية, وتخرج منها في عام1964 حاصلا” على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد.

أتقن الفيصل إضافة إلى لغته الأم, عدة لغات كان منها: الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، الإسبانية والعبرية.

الأعمال

بدأ سعود الفيصل مسيرته العملية كمستشار اقتصادي في وزارة البترول والثروة المعدنية، فضلا” عن كونه عضوا” في لجنة التنسيق العليا بالوزارة نفسها, في1960 أصبح الفيصل مسؤول عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة والمؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين)، وفي1971عيين نائبا” لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط, ثم انتقل ليشغل منصب وكيلا” لوزارة البترول والثروة المعدنية ودام في ذلك المنصب حتى عام1974.

التحق الفيصل في وزارة الخارجية وعيين فيها وزيرا” للدولة للشؤون الخارجية, وأقام في تعيينه ذاك من29 مارس حتى13أكتوبر لعام1975.

وبعد وفاة والده عيين سعود الفيصل وزيرا” للخارجية بمرسوم ملكي, استمر تسلمه لمنصب وزير الخارجية لمدة أربعين عاما” ترأس خلالها وفد السعودية في العديد من الاجتماعات الخاصة بالقمم العربية والإسلامية نيابة عن الملك, فضلا” عن ترأسه وبشكل دائم لوفد السعودية في الاجتماعات الخاصة بوزراء الخارجية العرب والمسلمين، إضافة إلى الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كان لسعود الفيصل اهتمامات بالقضايا العربية, حيث اهتم بالقضية الفلسطينية، وكان له إسهامات كبيرة في إيجاد حل لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية من خلال اتفاق الطائف لعام1989, إضافة إلى دوره الكبير بسياسة السعودية الخارجية في فترة الحرب العراقية-الإيرانية, وحرب الخليج.

ساهم سعود الفيصل خلال مسيرته المهنية في تأسيس مجلس التعاون الخليجي.

تسلم سعود منصب رئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل فضلا” عن كونه عضوا” في مجلس الأمناء في مؤسسة الملك فيصل الخيرية، كما كان سعود الفيصل نائبا” لرئيس المجلس الأعلى للإعلام وعضوا” في مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، إضافة إلى إشغاله منصب عضو منتدب في مجلس إدارتها.

شارك سعود الفيصل خلال فترة تسلمه لمنصب وزير الخارجية بعضوية العديد من اللجان التي كان منها:

-لجنة التضامن العربي.

-اللجنة السباعية العربية.

-لجنة القدس.

-اللجنة الثلاثية العربية حول لبنان.

فضلا” عن كونه عضوا” في المجلس الأعلى للبترول.

الحياة الشخصية

تزوج الأمير سعود الفيصل من قريبته الأميرة الجوهرة وأنجب منها ثلاثة أبناء هم  الأمير محمد و الأمير خالد و الأمير فهد و وثلاث بنات هم الأميرة هيفاء (زوجة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود والأميرة لنا (زوجة المهندس الكويتي فهد بن عايد العنزي)  والأميرة ريم.

يقول ابنه خالد أن والده كان يحب “الجَمعة العائلية” حيث كان حريصاً على تناول العشاء يومياً مع العائلة  إلى جانب إفطار رمضان، حيث كان يحب أن تجتمع العائلة على مائدة إفطار واحدة، وكان يصاب بحالة من الغضب في حال تغيب أحدهم عن التجمع الأسري.

كان الأمير سعود يحب لعب التنس إذ كانت هوايته المفضلة..

الوفاة

توفي سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود في9 يوليو 2015, في مدينة لوس أنجلوس بأميركا عن عمر ناهز75عام، بعد صراع طويل مع أمراض عديدة، حيث عانى من الكثير من المشكلات الصحية خلال حياته، وأجرى العديد من العمليات الجراحية التي تكللت بالنجاح تارة وبالفشل تارة أخرى.

شيع جثمانه من المسجد الحرام بمكة المكرمة ودفن فيها في مقبرة العدل.

الجوائز والتكريم

نال الفيصل العديد من الجوائز التي حاولت تكريمه وتخليد ذكراه وكان منها:

*في2016 أقيم في مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, مؤتمرا” دوليا” حمل عنوان(سعود الأوطان)، تناول مسيرة حياة سعود الفيصل وأبرز إنجازاته.

*كرم الفيصل في حفل تناول إنجازاته, أقيم في دولة الكويت.

أطلق اسمه على العديد من المباني والشوارع في السعودية وغيرها تخليدا” له وكان منها:

*معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية.

*مركز الأمير سعود الفيصل للمؤتمرات.

*شارع سعود الفيصل في الرياض, جدة, الدمام, نجران, الأحساء..

* وشارع سعود الفيصل في حي الجفير في المنامة بالبحرين.

الأقوال

مما قيل فيه:

-الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” الذي قال عنه: ” كان الأمير سعود الفيصل دبلوماسياً ملتزماً بارعاً، وقد شهد خلال عمله وزيراً للخارجية بعضاً من أكثر الفترات تحدياً في المنطقة، وكان هدفه السلام، وهو ممن فاوض على إنهاء الحرب الأهلية في لبنان، وساعد على إطلاق مبادرة السلام العربية، وقد استفادت أجيال من القادة والدبلوماسيين الأمريكيين من مهارة واتزان ورؤية وكاريزما الأمير الفيصل ومهارته الدبلوماسية، وكان ملتزماً بأهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والسعي لتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، وسوف يكون إرثه باقياً في جميع أنحاء العالم.”

-أما وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” فقد قال عنه: “كسيناتور وكوزير للخارجية تسنّت لي فرص عديدة للقاء الأمير سعود الفيصل في الرياض وواشنطن ومختلف الدول، لقد كان رجلاً بخبرة واسعة وشخصية ودودة ونبل عظيم ورؤى ثاقبة، خدم بلاده بإخلاص. إن خدمة الأمير الطويلة في السلك الدبلوماسي تدل على الاحترام العالمي الذي يكنه له العالم. أحترمه بشكل شخصي وأقدر صداقتي له، وممتن لمشورته الحكيمة، إرثه كرجل دولة ودبلوماسي لن يُنسى.”

-فيما وصفه “لوران فابيوس”, وزير الخارجية الفرنسي بمهندس الدبلوماسية السعودية ورجل السلام والمدافع عن استقلال بلاده في المحافل الدولية.

-كما قالت “فيديريكا موغيريني” وهي الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية عن سعود الفيصل. “إن العالم سيتذكر دوره المحوري في تعزيز وبسط الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى دوره الريادي في تعزيز أواصر الصلة بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء.”

أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فقال إن ” العالم فقد دبلوماسيا نبيلا دافع عن بلاده بشجاعة”.

من أقواله:

-“لو أن العرب والمسلمين اجتمعوا كدول والتزموا بالقضية الفلسطينية عمليا” في أدائهم وعملهم، ومواجهة إسرائيل بالطرق السلمية لكسبوها.”, حيث كان ذلك أبرز ما قاله في خطابه الأول بالأمم المتحدة لعام1977, مهاجما” في خطابه ذاك إسرائيل، موضحا” أنها تملك أسلحة نووية ولا تسعى للسلام.

-ولما سئل عن لحظات السعادة في حياته السياسية, قال: “لم نر بعد لحظات للسعادة والسرور في زماننا، لم نر إلا لحظات الأزمات والصراع، وكيف كان يمكن لنا أن نشعر بالفرح والسرور والشعب الفلسطيني لايزال يعاني ويعيش تحت الاحتلال وفي المهاجر”.