أبو نواس.. من أعاجيب عصره في الشعر

763-813 الدولة العباسية

لُقِّب بشاعر الخمر ويعتبر من أشهر شعراء العصر العباسي..

الولادة والنشأة:

وُلِدَ أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي عام 763 م لأبٍ دمشقي وأم فارسية. وكان والد أبي نواس من جند أمير المؤمنين مروان بن محمد الأموي والذي ذهب إلى البصرة بالعراق مع أسرته بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، وكان عمر الشاعر وقتها سنتين، ثم انتقل بعدها إلى قريةٍ من قرى الأحواز جنوب غربي إيران في بلاد خورستان التي فيها وُلِدَ بينما كان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي الذي كان أمير خراسان وقتها فنسبوه إليه. توفي والد أبي نواس وهو في سن صغيرة فتولت أمه عنايته، لكنها ما لبثت أن انتقلت مرة أخرى إلى البصرة في العراق وهو في السادسة من عمره.

الدراسة

أرسلت والدة أبي نواس ابنها إلى عطّار ليعمل عنده أجيرًا، فتولى العطّار تربيته ورعايته. وكان أبو نوّاس يحب ارتياد مجالس العلم والشعر بعد انتهاء العمل مع العطّار، كما أن العطّار نفسه شجعه على التعلم والذهاب إلى الكتّاب لحفظ القرآن الكريم، وكذلك تعلم الشعر. وقد التقى أبو نواس بالشاعر “آلبة بن الحبّاب” فصحبه إلى الكوفة.

وفي قبيلة بني أسد, تولى آلبة تعليمه الشعر وحرص على اصطحابه في المجالس العلمية والأدبية والشعرية التي كانت تتنوع بين الشعر القديم والتفاسير والنقد الأدبي.

الأعمال

مكث أبو نواس سنةً كاملةً في الكوفة ثم رجع للبصرة والتقى بالشاعر خلف الأحمر فتعلم منه العلم والأدب وتزود من ثقافته. اتبع خلف الأحمر طريقةً مبتكرة في تعليم أبي نواس  الشعر، فكان يطلب منه حفظ عددٍ كبير من القصائد، ثم أن ينساها ثم يحفظ غيرها قبل أن ينساها.. وهكذا بأن اتبع الحفظ فالنسيان لفترة حتى أًصبح قادرًا على نظم الشعر.

وقد عرف أبو نواس العلوم الإسلاميَّة من فقه وحديث وأحكام القرآن وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه مما دفعه للذهاب إلى بغداد عاصمة الخلافة والشعر. ولدى وصوله إلى بغداد ذهب إلى الخليفة هارون الرشيد ومدحه فنال مكانةً مرموقةً عنده، لكن كان يحبسه هارون الرشيد كثيرًا بسبب شعره الذي احتوى الكثير من المجون وطال حبسه حتى تدخل البرامكة ليشفعوا له، فعفا عنه الرشيد.

وبعد نكبة البرامكة خاف أبو نواس على نفسه فذهب إلى دمشق ومنها إلى الفسطاط في مصر ليمدح واليها، وبعد وفاة الرشيد وابنه عاد إلى بغداد ثانية.

وقد تناول شعر ابي نواس الأغراض الشعرية؛ فمدح وهجا ورثا وعاتب ونظم الغزل، وتحدث عن الخمرة وابتدع الغزل بالغلمان فاتهم بالمجون.

الحياة الشخصية

أحبّ أبو نواس جاريةً تُدعى جنان ووصفها بالكثير من الشعر, ولم يتزوج

الوفاة

توفي أبو نواس في  813م، لكن اختلف المؤرخون في مكان وفاته فمنهم من قال إنه توفي في السجن ومنهم من قال إن مات بالسم المدسوس له للتخلص من لسانه السليط.

وقد دُفِن أبو نوّاس في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود.

الأقوال

يقول أبو نواس:

إلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً وَلاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ.

وَعُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي،

صار جَدّا ما مزحت به ربّ جدٍّ جرّه اللعب.

دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ … ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ

فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفةً … حَفِظْتَ شَيئاً، وغابَتْ عنك أشياءُ

قال الشافعي: “لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم”