آدم سميث.. أبو الاقتصاد الحديث

1723-1796- إنكليزي

عالم اقتصاد وفيلسوف أخلاقي اسكتلندي.. نادى بتحقيق المصالح الشخصية

الولادة والنشأة:

ولد آدم سميث في الخامس من يونيو/حزيران عام 1923 في كيركالدي باسكتلندا، وهو يحمل ذات اسم والده (آدم سميث)،  الذي كان محاميًا لإحدى الجهات الحكومية، ووالدته مارغريت دوغلاس.

وكانت والدة سميث تشجعه دائماً على تحقيق طموحه لذا كانت الملهمة بالنسبة له، وبحسب السيرة الذاتية لسميث فإن الغجر اختطفوا سميث وهو في الرابعة من عمره ولكنهم أطلقوا سراحه بعد محاولة إنقاذه من قبل الآخرين.

الدراسة

درس سميث مراحله الدراسية في كيركالدي بمدرسة بيرغ  من 1729 إلى 1737 وكانت المدسة تعد أفضل مدارس اسكتلندا بتلك الفترة، وتعلم فيها اللاتينية، والرياضيات، والتاريخ، والكتابة، وغيرها.

وفي سن الرابعة عشر درس سميث الفلسفة الأخلاقية في جامعة غلاسكو وكان سن 14 في ذاد الوقت العمر الطبيعي للدراسة الجامعية، وتتلمذ في هذه الفترة على يد فرانسيس هاتشيسون، وخلال فترة دراسته ازداد شغفه بالحرية والعقل والتفكير وغيرها.

حصل سميث على منحة سنيل الدراسية  عام 1740  بكلية باليول في جامعة أوكسفورد ليكمل دراسته، ولكن بعد التحاقه بالجامعة وجد أن جامعته القديمة أفضل لأن أكسفورد غير مرنين فكرياً، ولكن ذلك دفعه ليتعلم ذاتيا العديد من المواضيع بقراءة الكتب من المكتبة وتزويد نفسه بالعلم الذي يريده، ولكن بعد ست سنوات من منحته وقبل انتهاءها ترك سميث أكسفورد.

الأعمال

خلال حياته ألقى سميث العديد من المحاضرات في إدنبرة وكانت تلك المحاضرات تتضمن بعض أفكاره التي ظهرت في كتابه “ثروة الأمم ” بعد فترة، وفي عمر 27 اصبح سميث أستاذاً في علم المنطق والأدب والبلاغة بجامعة غلاسكو وبعدها أستاذا في الفلسفة الأخلاقية، وشارك أيضاً بالعديد من الدورات والجلسات الثقافية في غلاسكو، وكانت شعبيته تزداد وخاصة أنه كان محبوباً من قبل طلابه.

كان سميث يتطرق خلال تدريسه إلى مواضيع عديدة ليشملها في منهجه التدريسي للطلاب مثل اللاهوت والأخلاق إضافة إلى فقه القانون والسياسة العامة.

وفي عام 1759 صدر كتاب سميث الفلسفي ” نظرية المشاعر الأخلاقية” الذي كان له دور في ازدياد شهرته، ويرى سميث بحسب كتابه أن الفرد هو أفضل حكم لأجل مصلحته الخاصة، لذا ينبغي تركه حراً في سلوكه، وذلك لأن السلوك الإنساني لدى سميث يسيطر عليه: حب الذات، التعاطف، الرغبة في الحرية، الإحساس بالملكية، عادة العمل، والميل للمبادلة.

وكان يعتقد سميث  بوجود نظام طبيعي بإمكانه تحقيق لتوافق والانسجام بين المصالح الخاصة للأفراد والمصلحة العامة، وكانت فكرته تدور حول أن الأفراد خلال تحقيقهم لمصالحهم الخاصة يحققون المصلحة العامة دون أن يشعروا وهذه تسمى فكرة “اليد الخفية”.

وكان الدافع الشخصي لدى سميث هو أكبر ضمان للصالح العام؛ فالدافع الشخصي برأيه هو أداة، والصالح العام هو الغاية والهدف.

وألف آدم سميث كتاب ثروة الأمم أفكارا ونظريات اقتصادية جديدة، وهو أول كتاب يجمع ويلخص أهم الأفكار الاقتصادية للفلاسفة والاقتصاديين الذين سبقوه  مثل فرنسوا كيناي وجون لوك وديفيد هيوم وهو من أهم المؤلفات في الاقتصاد الحديث.

وتعتبر نظرية سميث التي تحمل اسمه من النظريات الاقتصادية المهمة، وهي مبنية على أن كل أمة أو شعب يملك القدرة على إنتاج سلعة أو مادة خام بكلفة أقل بكثير من باقي الدول الأخرى، فإذا ما تبادلت الدول هذه السلع عم الرخاء بين الجميع، ولكن يبقى هناك دول مستفيدة اقتصاديا أكثر بكثير من غيرها لأن انتقال السلع يتفاوت من حيث الإنتاج والاستهلاك بين دولة وأخرى.

وأكد سميث على أن الدولة يجب ألا تتردد في الشراء من الخارج كل سلعة يمكن أن ينتجها المنتج الأجنبي بكلفة أقل من المنتج المحلي، لذا فكل دولة يجب أن تختص في إنتاج السلعة التي تمتلك فيها امتيازاً مطلقا وتشتري السلع الأخرى، مبيناً أن جميع الدول ملزمة بالتبادل الحر، والدولة القادرة على إنتاج سلع بكلفة أقل تمتلك امتياز مطلق، ولكنه بهذه استثنى سميث الدول التي لا تمتلك امتيازا مطلقا من التبادل التجاري العالمي، فسميث جعل معيار مقياس الثروة مجمل الإنتاج وليس ما يكدَّس في الخزائن المقفلة.

ألف سميث العديد من الكتب العلمية والاقتصادية إضافة إلى النظريات والبحوث والتحليلات ومن أشهرها: ثروة الأمم  وكتاب الواضح من هو المقصود والتجارة، والتجارة الحرة، المجتمع والمنفعة الفردية، تقسيم الواضح من هو المقصود ، النظام البسيط للحرية الطبيعية .

وبسبب إنجازات وقراءات وتحليلات ونظريات سميث في الاقتصاد وما ساهمت في تطوير هذا المجال فهو يعد  أبو الاقتصاد الحديث، فهو إلى الآن من أكثر المفكرين الاقتصاديين تأثيرا في اقتصاديات اليوم.

وفي تصويت على قناة تلفيزيونية اسكتلندية عام 2009 كان اسم سميث من بين أسماء “أعظم الاسكتلنديين” على مدى كل العصور.

وبحسب ملاحظات بي جي أورورك فإن آدم سميث أفصح عن سر الاقتصاد المبهم بجملة (الاستهلاك هو الغرض الوحيد للإنتاج كله)، حيث أن سميث فصل (الميتا) عن (الفيزيقا) الاقتصاد هو بالضبط عيشنا ورزقنا وحياتنا ولا شيء سواها، فنظرية سميث حررت الاقتصاد وغيّرت مفاهيم التجارة وفتحت أسئلة تقسيم العمل.

الحياة الشخصية

على الرغم من أن سميث من الشخصيات الشهيرة إلا أن حياته الشخصية غير معروفة منها سوى ولادته لا غير.

الوفاة

توفي سميث في ١٧تموز١٧٩٦ عن عمر يناهز 67 وذلك بعد بضعة أيام من أحى أمسياته الجدلية في إدنبرة، ودفن  بالقرب من منزله في ساحة كنيسة بكانونجيت تحت نصب تذكاري فخم.

الجوائز والتكريم

حصل سميث على جوائز عديدة منها:

زمالة من (الجمعية الملكية لإدنبرة، الجمعية الملكية، والجمعية الملكية العلمية للفنون).

الأقوال

من أشهر أقواله:

«إن للنقاش بقية في مكان آخر»

«ليس بفضل وكرم الجزار أو صانع الجعة أو الخباز ما يسمح لنا بتوفير الطعام لعيشنا، بقدر ما يرجع ذلك إلى نظرتهم إلى مصالحهم الخاصة. وعندما نطلب خدماتهم، فإننا لا نتوسل إلى إنسانيتهم بقدر ما نستحث مصالحهم الشخصية, فلا أحد سوى الشحاذ الذي يمكن أن يعتمد في حياته على أفضال الآخرين».