علي الهويريني.. جمع بين الفكر والتمثيل وأنصف المرأة

1945-2022 سعودي

أول سعودي حاصل على شهادة الإخراج السينمائي من الولايات المتحدة الأمريكية

الولادة والنشأة:

وُلد علي عبد الله الهويريني في ١٩مايو عام ١٩٤٥في مدينة البدائع في المملكة العربية السعودية.

الدراسة:

تلقى علي الهويريني تعليمه الابتدائي مدينة البدائع التابعة لمنطقة القصيم, ثم انتقل إلى الرياض ودرس في المعهد الصناعي ليلتحق بعدها بجامعة Columbia College Hollywood في لوس أنجلوس- الولايات المتحدة الأمريكية, وليتخرج منها حاملاً شهادةً في الإخراج السينمائي.

الأعمال:

اكتشف علي الهويريني  حبه للفن قبل بلوغه سن العشرين, فاهتم بدايةً بالموسيقى كهاوٍ لها ثم اكتشف اهتمامه وشغفه بالتمثيل والإخراج, الأمر الذي أدى إلى سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الإخراج السينمائي. وليعود إلى المملكة العربية السعودية حاملاً شهادةً في الإخراج السينمائي كأول سعودي يحصل على شهادة دولية في هذا الاختصاص.

وفور عودته إلى السعودية عمل بالمجال الفني من خلال الإخراج والتمثيل كما كان ناقداً لاذعاً للدراما السعودية بهدف إعادة بناءها والنهوض بها.

كانت أول مشاركة تمثيلية لعلي الهويريني في العام ١٩٧٤حيث شارك بمسلسلي أيام لا تنسى ومسلسل فاعل خير ، كما شارك بمسلسل نورة عام ١٩٧٧أحد مسلسلات الإنتاج المشترك فهو من إنتاج المملكة العربية السعودية والكويت ومن بطولة محمد العلي وأسمهان توفيق وعدد كبير من نجوم الخليج، ليشارك بعده بمسرحية “تحت الكراسي” في عام ١٩٨٥حيث جسد شخصية أبو علي, كما شارك بمسلسل الملقوف عام ١٩٨٧، وفي سنة ١٩٩١ شارك في السهرة التلفزيونية “رجل النصف مليون”  وليبرز عام ١٩٩٢ في السهرة التلفزيونية “الدكاترة سعد” بدور أبو سعد, كما مثل بمسلسل “يوميات وضاح” بدور العم مرزوق ومسلسل “السراج” سنة ١٩٩٤ومسلسل “أحلام ضائعة” سنة ١٩٩٧بدور علي، وبمسلسل “العود” عام ٢٠٠٢. و في عام ٢٠٠٦قدم مسرحية “بخور كوالالمبور”، وكانت آخر أعماله الفنية عام ٢٠٠٩بمسلسلين هما “أبجد هوز” و”الخادمة” ومسرحية “الزئبق الأحمر”.

ولم يكتفي الهويريني بالمجال الفني بل دخل المجال الأدبي ليكون من أهم مفكري وشعراء وفلاسفة المملكة العربية السعودية المعاصرين.

فقد عقد عدة جلسات أدبية عبر من خلالها عن أفكاره التي بدت مختلفة قليلاً عن المجتمع السعودي، وسعى لإيضاح بعض الأفكار الموجودة في القرآن الكريم وتصحيحها ، كما كان الهويريني من أنصار المرأة وحاول انصفاها واعتبرها الركيزة الأساسية والأكبر في الحياة.

وقال في المرأة نحن لها لبس وهن لنا لبسُ فهي الثوب إن طُهرت فالبيت طاهر وإن دُنست فالبيت قد شابَهُ الدنس ، وللهويريني قصيدة مستوحاة من القرآن الكريم بعنوان “سدرة الحقف” وهذه القصيدة اُشتهرت وتميّزت يقول فيها :

يا سدرة الحقف والأحقاف خاوية تروي بل الريح مالم تروه الركن قصي على التيه أجداث بها غبرت فالتيه أم ثكول قلبها شبك يا أمة الخضر كوني خير شاهدة فالباسقات ترى ما لايري النجم…

وقصيدة أخرى بعنوان كالحطام المبعثر الذي تذروه الريح,  تحدث بها عن العراق والشام وحاول من خلالها تقصّي حال العرب قبل الإسلام وبعده فقال بها:

فقبل الإسلام كان العرب حطاماً تذروه الريح ،مبعثراً

راوية تسهر حتى الفجر وتنام إلى الليل  تسهر في وادي عبقر

شاعرهم يمدح ملكاً يهجو كسرى، والآخر يمدح ملكاً يطلب ود القيصر.

تمخض جبل في مكة عن رجل يحمل صحف تنشر

هبوا من غفوتكم ها هم نذري من أنذر قد أعذر

فصحوا من غفويتهم، قالوا يا ويلنا من أنقذنا من غفوتنا

من أنقذنا من مرقدنا هذا…

حل الهويريني على ضيفاً عدد كبير من البرامج التلفزيونية الحوارية, حيث دعا إلى إعمال العقل والتفكير وكان يقول دوماً ” أفتحوا عقولكم فمن لاعقل له لا يدخل في دين الله”، وبرأيه: الابتعاد عن القراءة طريق لإفراغ العقل من المعرفة.

كما عمل علي الهويريني لصالح الأمن السعودي العام لمدة ١٧ عاماً وحاول الربط بين ثلاث وزارات وهي وزارة الداخلية والإعلام والتعليم.

الحياة الشخصية:

لم يكن علي الهويريني يحب الإفصاح عن حياته الشخصية, ولكنه متزوج ولديه ولد واحد اسمه عبدالله.

الوفاة:

توفي علي الهويريني في 13 يناير/كانون الثاني عام 2022 بعد صراع طويل مع المرض, وقد نعاه كبار المثقفين والمفكرين في الخليج العربي.

الأقوال:

إذا كنت صاحب جحور فلا تسكن في جحر واحد تُصطاد فيه فعليك أن تتنقل من جحر إلى جحر حتى تصطاد وتكون حذراً ممن يريد أن يصطادك .

افتحوا العقول فإن الله اشترط الدين بالعقل ، ومن لا عقل له لا يدخل في دين الله العقل ليس له وطن معيّن وإنما هو متروكٌ لما يرِد إليه من السمع والبصر