أحمد خضر الطرابلسي..حارس الأمين وقارئ القرآن ووكيل ضابط سابقا

لبناني كويتي 1947

أحمد خضر الطرابلسي هو حارس مرمى، ووكيل ضابط خدم سابقاً في الجيش الكويتيّ، وقارئ قرآن.

قام أحمد خضر الطرابلسي بحراسة منتخب الكويت لكرة القدم خلال السبعينيّات خلال بطولة كأس الخليج العربي 1974. ولم يُسجَّل أيُّ هدف في مرماه.

الولادة والنشأة

ولد أحمد الطرابلسيّ في 18 مارس من العام 1947 في العاصمة اللبنانيّة بيروت، وهاجر في العام 1963 إلى الكويت، وحصل على الجنسيّة الكويتيّة.

وفي العام 1974 التحق بالجيش الكويتيّ ووصل إلى رتبة عقيد، وهو شقيق البطل العالمي الربّاع اللبناني الراحل محمد خضر الطرابلسيّ.

حفظه للقرآن

تمكّن الطرابلسيّ من حفظ القرآن الكريم وختمه في بيروت قبل أن ينتقل إلى الكويت، وذلك على يد الشيخ أبو علي الحلبي.

وكان الطرابلسي يسير على خطى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وخلال عامين تمكّن من تعلّم الأحكام، وامتلك إجازة بالسند من الشيخ محمد كاتبي.

فقد كان يحفظ كلّ عام خمسة أجزاء من القرآن الكريم, وقد أكّد على ضرورة المراجعة المستمرّة لمن يريد حفظ القرآن الكريم.

وكان يستشهد دائماً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّما مَثَلُ صَاحبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الإِبِلِ المعَقَّلَةِ، إنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسَكَهَا، وَإنْ أطْلَقَهَا ذَهَبَتْ).

تعليم أحمد خضر الطرابلسي

اكتشف الطرابلسيّ موهبته الصوتية في سنّ السادسة، وفي العام 1971م انتسب إلى معهد دار القرآن الكريم التابع لوزارة الأوقاف.

وتعلّم فيه أصول الترتيل والحفظ بالطرق الصحيحة. بالإضافة إلى ذلك فقد جمع الطرابلسيّ في مكتبته كتباً دينيّة تحتوي الكثير من كتب التفسير.

إضافة إلى التسجيلات الصوتيّة لمشاهير القرّاء، ويعدُّ الطرابلسيّ أوّل كويتيّ سجّل المصحف المرتّل باسمه. وقد كان هذا التسجيل يُذاع على الإذاعة الكويتيّة.

والقناة الثالثة الرياضيّة، وقد ترك إرثاً كبيراً في قراءة القرآن الكريم بصوته الجميل، ليبقى في ذاكرة جميع من سمعه.

إنجازاته في مجال تلاوة القرآن الكريم

اأحمد خضر الطرابلسي له  العديد من المشاركات في المسابقات القرآنيّة في مناسبات عديدة، منها المسابقة الدوليّة التي أقيمت في بنغلاديش عام 1995.

كما شارك في ماليزيا وحصل على المركز الأول في العام 1987 واشترك في المسابقة نفسها في ماليزيا وحصل على المركز الثالث.

وفي العام 1995 شارك في إيران وحاز على المركز الأول. وفي عام 1992 سجّل بصوته المصحف المرتّل, وعمل على تحفيظ القرآن الكريم وتعليم التجويد في العام 1988.

وكان دائماً يستشهد بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «خيركم مَن تعلّمَ القرآنَ وعلّمه».

 بداياته الرياضية

كانت بداية أحمد خضر الطرابلسي في رياضة رفع الأثقال، وتمكّن من رفع ثمانين كيلو وكان عمره وقتها 14 عاماً. وبتشجيع من خاله “عمر شهاب” الذي كان يلعب مع فريق النجمة.

وكان يأخذه معه في زيارات للنادي وظلّ يؤثّر عليه، وأقنعه بأنّ الجمهور يحب كرة القدم ولها شعبيّة كبيرة. وكان وقتها في مرحلة المراهقة ويحتاج إلى الأضواء وكانت بنيته قويّة.

فاستعدّ بشكل جيّد، وبدأ بلعبة كرة القدم، وشدّه مركز حراسة المرمى، وبعد سنتين من التدريب والاستعداد لعب مع الفريق الأوّل بفضل تشجيع خاله ورعاية مدرّبه “يوسف يموت”.

ولقي تشجيعاً كبيراً وهتفَ جمهور النادي له، وأدّى مباراة رائعة وكان عمره ستة عشر عاماً، وفي عام 1963 انضمّ لنادي القادسيّة ولعب معه لموسم واحد.

حيث فاز في أوّل مباراة لعبها، وكانت ضدّ نادي الكويت وفاز القادسية بهدف رغم طرد لاعبين من فريقه. ونتيجة لوجود يوسف زيدان حارس القادسية الأقدم منه الذي شعر أنّ وجود هذا الحارس قد يحرمه اللعب.

فقد كان الطرابلسيّ يبحث عن اللعب، وكان مستواه جيّداً. فانتقل الطرابلسي لنادي الكويت عام 1964 وتمكّن من فريقه من الظفر ببطولة الدوري عام 1965.

وفي ظهوره الأوّل  أمام النادي العربي فاز وقتها فريقه بنتيجة1/2. وفي أوّل مباراة وديّة لعبها مع منتخب الكويت ضد فاشاش المجري فاز فريق فاشاش المجري وقتها بنتيجة 3/0 وكان الحارس في مستوى ممتاز.

وكان أحسن حارس مرمى في نهائيات بطولة العالم العسكرية لعام 1972 التي أحرزت خلالها الكويت المركز الثالث بعد تعادلها مع إيطاليا بطل الدورة.

وكان أحسن حارس مرمى في دورة مارديسكا، باختصار كان عصره هو العصر الذهبي لكرة القدم الكويتيّة.

حياته الشخصية

يقول أحمد خضر الطرابلسي بأنّ الزواج لم يؤثّر على مستواي، بل على العكس فإنّ المرأة الأصيلة تصنع المعجزات. وأحمدُ الله أن بارك لي في زوجتي.

فزوجتي فاهمة ومتفهّمة لمسؤوليّاتي وتدرك دورها الإيجابي نحو مستقبلي، لكن لا أنفي المسؤولية. ألتزم نحو بيتي بضرورة ما يقتضيه الواجب.

شأني كأيّ إنسان يتعرض إلى أيّ ظروف طارئة وعليه أن يؤدّي التزاماته الأسرية بصدق وأمانة، زوجتي صادقة في نقدها لي بعيداً عن المجاملة.

وتقول زوجة الطرابلسيّ بأنها تزوّجت من الطرابلسيّ وهي لا تعرف شيئاً عن الكرة لكنّها عرفت سلوكه وأخلاقه فلم تتردّد، وتصفه بأنّه متواضع بعيد كل البعد عن الغرور.

اعتزال أحمد خضر الطرابلسي

اعتزل الطرابلسيّ اللعب بسبب تقدّمه بالعمر. لكن وعلى الرغم من اعتزاله تبقى مسيرة هذا الحارس العملاق من السير الخالدة والتي تعزز في روح الشباب العزيمة والإصرار للعمل والاجتهاد في أكثر من مجال.

فهو مثال للتميّز في أكثر من مجال، وقد وترك إرثاً عظيماً بتسجيله القرآن والأذان بصوته العذب. ومازال في ذاكرة الكثيرين ممّن عاصروه، فعصره يعدُّ العصر الذهبيّ للكرة الكويتيّة.

اقرا ايضا: سامي الجابر.. اللاعب العربي الوحيد الذي شارك في 4 نسخ متتالية من كأس العالم