حقائق سريعة
- اعتلى عرش الدولة العثمانيّة وهو في سنّ الحادية عشرة.
- عُرِف عنه اهتمامه الشديد بالأماكن المقدّسة.
- كان من أسباب إطالة عمر الدولة العثمانيّة لنحو نصف قرن.
- كان السلطان مراد منذ صغره يكره القهوة وحرَّم شربها.
السلطان مراد الرابع..السلطان الذي حارب الفساد وحرَّم القهوة
الدولة العثمانية 1018_1049هـ
يُعدّ السلطان مراد الرابع من أبرز سلاطين الدولة العثمانيّة، اعتلى عرشها وهو في سنّ الحادية عشرة، وأعاد النظام إلى الدولة، وزاد الانضباط في الجيش
حاربَ السلطان مراد الرابع الفاسدين وعمل على زيادة خزينة الدولة، وكان من أسباب إطالة عمر الدولة العثمانيّة لنحو نصف قرن قبل أن تتجرّأ عليها أوروبا وتخوض معها حروبًا طويلة.
جدول المحتويات
الولادة والنشأة
ولد مراد بن الخليفة أحمد بن محمد في العام 1018 هجرية، واعتلى عرش الدولة العثمانيّة وهو في سنّ الحادية عشرة. وذلك بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول عام 1032 هـ، وبقي في الحكم مدّة تسع سنوات.
كان السلطان ضخم البنية لديه قدرة على تحمّل المشاق وكان شديد الولع بالرياضة. فكان يجلس ليشاهد المباريات وكان كثيراً ما يشارك في المباريات كما كان فارساً قويّاً ورامياً ماهراً يجيد استخدام أنواع كثيرة من البنادق.
أعمال السلطان مراد الرابع
عُرِف عنه اهتمامه الشديد بالأماكن المقدّسة. فعندما غرق المسجد الحرام سنة 1039ه نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وارتفع منسوب المياه بقدر قامتين وحدثت أضرار كثيرة في المسجد الحرام. وما أن سمع السلطان بخبر السيول في الحرم المكيّ الشريف حتى أصدر أوامره بإعادة إصلاح كلّ ما تضرّر.
وشهدت الدولة العثمانيّة في الفترة الأولى من حكمه حالة من الفوضى وعدم الاستقرار. وامتدّت هذه الاضطرابات إلى أطراف الدولة، بالإضافة إلى عاصمتها.
وفي طرابلس الشام قام واليها بطرد الانكشاريين من ولايته وأعلن الاستقلال، وكذلك فعل والي أرضروم فاستولّى على أنقرة وقام بمصادرة إقطاعيّات الانكشاريّة.
واستغلت الدولة الصفويّة الفوضى التي عمّت الدولة العثمانيّة، فاستولت على بغداد. وحاولت الدولة العثمانيّة استردادها فسيّرت جيشاً بقيادة الصدر الأعظم حافظ باشا الذي قام بمحاصرة بغداد وضيّق الخناق عليها في سنة 1033ه.
لكنّ هذا الحصار كان بلا جدوى، فتذمّرت القوّات الانكشاريّة وأجبروا الصدر الأعظم على فكّ الحصار والعودة إلى الموصل وبعدها إلى ديار بكر.
فقام السلطان بعزل الصدر الأعظم بعد أن ثار الانكشاريّون عليه وولّى خليل باشا بدلاً منه، إلّا أنّه لم يبقَ طويلاً في هذا المنصب.
وتولّى المنصب بدلاً منه خسرو باشا عام 1035ه الذي توجّه نحو أرضروم وأجبر أباظا باشا على التسليم والدخول تحت طاعة الدولة العثمانيّة.
وتوجّه بعد ذلك نحو بغداد وفرض الحصار عليها لكنّه فشل بالاستيلاء عليها واضطرّ إلى فكّ الحصار عنها، وفي طريق عودته قام السلطان بعزله من منصبه وإعادة حافظ باشا إلى منصب الصدر الأعظم مرة أخرى.
ثورة الانكشاريّة على السلطان مراد الرابع
كان خسرو شديد الظلم والبطش يعتمد على مجموعة من الانكشاريّة في إسطنبول، فلما عزله السلطان أراد أن يكيد به فأوهم قادة الانكشاريّة أنّ السلطان عزله بسبب وقوفه إلى جانبهم وتعاطفه معهم.
فثار الانكشاريّة وطلبوا من السلطان إعادة خسرو باشا إلى منصبه، لكنّ السلطان مراد رفض ذلك فاشتعلت ثورتهم عام 1041ه.
وقاموا بقتل حافظ باشا أمام السلطان الذي لم يستطع حمايته والدفاع عنه، ولكنّ السلطان علمَ أنّ خسرو وراء ثورة الانكشاريّة فأمر بالقبض عليه.
لكنّ خسرو رفض أن يستسلم فقامت المجموعة المكلّفة بالقبض عليه وقتله داخل قصره عام 1041هـ. فثار الانكشاريّة بعد مقتل خسرو أمام باب سراي السلطان في محاولة لإرهاب السلطان.
لكنّ السلطان واجه تمرّدهم بحزم ورفض مطالبهم واجتمع مع علماء الدين وأعلن نهاية الفوضى. وهدّد بأنّه سوف يبطش بكل متمرّد لا يطيع أوامره مهما كان ذلك الشخص.
وفي العام 1045ه قاد السلطان مراد جيشاً كبيراً إلى إيران واستهلَّ الجيش انتصاراته بفتح مدينة أريوان في الشمال الغربي من إيران.
وبعد ذلك توجّه إلى مدينة تبريز وتمكّن من السيطرة عليها في العام نفسه. وعاد بعد ذلك إلى إسطنبول ولم يمضِ وقت طويل حتى تمكّن الصفويّون من استعادة مدينة أريوان بقيادة الشاه صافي.
وذلك بعد أن حاصروها لمدّة ثلاثة أشهر واستعاد أيضاً مدينة تبريز وتمكّن من السيطرة على أجزاء كبيرة من أذربيجان.
غضب السلطان مراد من سيطرة الصفويّين على أريوان، وقاد جيشاً كبيراً لاستعادة هذه المدن من الصفويّين. وحاصر بغداد لتسعة وثلاثين يوماً.
وتمكّن من السيطرة عليها بعد قتال شديد وعنيف وذلك في عام 1048هـ، ونكّل بأتباع الصفويّين في بغداد بشكل كبير.
كراهيّته للقهوة
كان السلطان مراد منذ صغره يكره القهوة بسبب الكلام المرعب الذي سمعه عنها، والذي تناقله الوزراء، وهو أنّ للقهوة ضرراً كبيراً على الجسم.
ولها تأثير سامٌّ على الناس، فهي تزيد من غضبهم وتأجّج كراهيتّهم للسلطان. لهذا حرّم السلطان شربها، وأصدر قراراً بإغلاق جميع المقاهي بعد أن شكَّ يتجمّع معارضيه فيها.
وهدد بإعدام كلّ مَن يخالف أوامره. ولكي يضمن تنفيذ أوامره كان يتنكّر في زيّ إنسان عاديّ ويقوم بالتجوّل في شوارع القسطنطينية برفقة مجموعة من الحرّاس الذين كانوا يراقبونه عن بعد.
وكان لا يتردّد في قطع رأس مَن يراه يشرب القهوة أو المشروبات المحرّمة أمام أعين الناس. ويذكر عدد من المؤرخين أنّ حملة القهوة تسبّبت في مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص.
الحياة الشخصيّة
تزوج أوّلاً من عائشة خاصكي سلطان وهي من العائلة الألبانيّة النبيلة. ثمّ تزوّج من سمسيبيري خاتون. وكان لديه عشرة من الأولاد الذكور.
لكنّهم ماتوا جميعاً وهم في سنّ الرضاعة. وكان لديه سبع بنات، بعضهنّ تزوّجن من رجال لهم رتب عالية في الدولة.
الوفاة
نتيجة لإصابته بمرض النقرس توفّي السلطان مراد الرابع وهو في الثلاثينات من عمره. وذلك بعد عودته من حملته المظفّرة في العام 1049هـ. ولم يكن عنده خليفة من نسله بسبب وفاتهم في سنّ مبكّرة، فخلفه أخوه إبراهيم الأوّل.
الأقوال
-لا تنسوا أولئك الأوغاد الذين لا يخشون الله ورسوله، قد يتأخّر الانتقام لكنّه لا يهرم.
-أولئك الذين اعتادوا على طلب المساعدة لا شكّ أنهم سيعتادون على تلقّي الأوامر.
المراجع
اقرأ أيضا: صاحب البشارة..الأيقونة السلطان محمد الفاتح
حقائق سريعة
- اعتلى عرش الدولة العثمانيّة وهو في سنّ الحادية عشرة.
- عُرِف عنه اهتمامه الشديد بالأماكن المقدّسة.
- كان من أسباب إطالة عمر الدولة العثمانيّة لنحو نصف قرن.
- كان السلطان مراد منذ صغره يكره القهوة وحرَّم شربها.