حقائق سريعة
- سافرت كيلر حول العالم وزارت أكثر من 35 دولة, وكانت تسعى في كل نشاطاتها إلى زيادة الوعي حول نمط الحياة الذي تعرض لها لأشخاص ذوو الإعاقات الحسية في ذلك الوقت.
- استقبلها مختلف رؤساء الولايات المتحدة طوال حياتها وفي عام 1964 حصلت على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس ليندون جونسون.
- ألفت هيلين كلير 18 كتاباَ في معظمها عن تجاربها وعن قوة الإرادة الإنسانية من أهم مؤلفاتها: “لو أبصرت ثلاثة أيام”، أغنية الجدار الحجري” ، ” الحب والسلام…
- تم اختراع الكتب الناطقة بفضل جهودها وبدعم من الرئيس روزفلت
معلومات نادرة
لقاء هيلين كيلر مع عميد الأدب العربي طه حسين
في مطلع شهر يونيو 1952 تم اللقاء التاريخي بين الكاتبة الأمريكية “هيلين كيلر” وعميد الأدب العربي “طه حسين”، وكلاهما كان “ضريرًا”، إلا أن “هيلين” كانت بالإضافة إلي ذلك “صماء وبكماء”، وكان اتصالها الوحيد بالعالم عن طريق سكرتيرتها التي كانت تترجم لها ما تراه وما تسمعه بالدق بأصابعها ما بين الإبهام والسبابة لكف “هيلين” اليسري، وعن طريق لغة الأصابع تمكنت تلك الكاتبة العبقرية من أن تبهر العالم بمؤلفاتها..
وبعد ذيوع شهرتها قررت “هيلين” أن تطوف العالم لتدعو إلي معاونة مكفوفي البصر، وكانت مصر إحدي محطاتها، وكان “طه حسين” أبرز الذين حرصت علي لقائهم، فهو ــ أيضًا مثلها، قهر الظلام وتحدي الإعاقة وتمرد علي العقليات السلفية ونادي بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي، وهكذا التقي الشرق والغرب فيهما، وكان عمره وقتئذ 62 عاماً، أما هي فكان عمرها 72 عامًا.
وفي بداية اللقاء مد “طه” يده إلى “هيلين”.. مدها في اتجاه حركتها باستخدام بوصلة أذنيه اللتين لا تخطئان، وبحركة مترددة مدت “هيلين” أناملها إلى وجه “طه حسين” وراحت تتحسسه في نهم من تريد أن تتعرف علي صاحب هذه الملامح بنفسها، تريد أن تحفر ملامحه في خيالها، وارتبك “طه حسين” مُبتسماً وسأل سكرتيرتها:
هل أضع النظارة.. أم.. و.. وردت عليه السكرتيرة هامسة: لا اتركها كما هي، فهي إنما تتحسس كما يلمس الفراش زهرة ربيع.. إن مشاعر أناملها كالنسمة!!.. وتركها “طه” تفعل ما تريد ثم جلسا يحدث كل منهما الآخر عن نفسه وعن أعماله وعن رسالته ويبدي كل منهما إعجابه بالآخر مُنبهرًا.. إنه لقاء يصعب تكراره بين قمتين شامختين قل أن يجود الزمان بمثلهما أبدًا.
هيلين كيلر.. العمياء الصماء البكماء التي ألهمت الملايين حول العالم
1880- 1961 أمريكيّة
أول أصم كفيف وأعمى يحصل على شهادة جامعية وكتبت قصة حياتي الذي ترجم إلى 50 لغة
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولدت هيلين آدمز كيلر في27 يونيو 1880 في مقاطعة توسكومبيا في ولاية آلاباما- الولايات المتحدة الأمريكية.
تنحدر كيلر من عائلة بارزة في ولاية نيو إنجلاند, حيث كان والدها العقيد آرثر كيلر يعمل في الجيش الكونفدرالي, ووالدتها هي كيت أدامز، كانت هيلين الطفلة الأولى لهما، ولها شقيقة تدعى ميلدريدكا كامبل، وشقيق ثالث يدعى فيليب.
خسرت عائلة هيلين أموالها بسبب اندلاع الحرب الأهلية تلك الفترة, فعاشت حياة بسيطة متواضعة إلى أن افتتح والد هيلين صحيفة محلية عام 1885 في المنطقة الشمالية في منطقة ألاباميان.
كانت هيلين طفلة سليمة ومعافاة، وبدأت المشي وهي بعمر سنة واحدة, ووفقاً لوالدتها فقد بدأت تنطق بعض الكلمات عندما كانت بعمر 6 أشهر وبدأت تسأل “ماذا تفعلين “, وبدأت الفتاة بحفظ الكثير من الكلام في ذاكرتها.
في عام 1882 أصيبت هيلين كيلر بالتهاب الرأس وصرح وقتها طبيب الأطفال أن حياتها في خطر, ولكن المفاجأة كانت أن تعافت ولكن المرض جعلها عمياء وصماء مما أدى إلى طفولة صعبة.
صعوية التواصل:
لم تكن هيلين قادرة على التواصل وعن التعبير عن رغباتها وإرادتها للأشياء فتعوض ذلك بأن تركل وتصرخ عندما تكون غاضبة، وتقوم بالقهقهة التي لا يمكن السيطرة عليها عندما تكون سعيدة، ولكن شيئا فشيئاً طورت الفتاة لغة إشارة منزلية يمكنها من خلالها التواصل مع المقربين منها.
ومع ذلك كان سلوك الفتاة وحشياً نوعاً ما, ولم يتمكن والديها من إيجاد طريقة مناسبة لتأديبها أو تثقيفها.
كما اعتادت أن تعامل كل من حولها معاملة سيئة، لأنها لم تكن متوازنة عند إظهار مشاعرها.
فكر والديّ هيلين بإرسالها إلى دار للمعاقين أو مدرسة للمكفوفين والصم. فقد كانت المدرسة تقوم بمعالجة الأطفال من الأمراض النفسية الناتجة عن عجزهم.
وبزغت أخيراً بارقة أمل للوالدين, عندما قرأت والدة هيلين كيلر في مذكرات الكاتب الإنكليزي الشهير تشارلز ديكنز باسم (الملاحظات الأمريكية) عن النجاح التعليمي لفتاة شابة صماء عمياء تدعى “لورا بريدجمان” فقدت السمع والبصر في مرحلة الطفولة, ولكن استطاعت أن تتكيف مع المجتمع بفضل المعلم صموئيل، ولكن الأمل كان بعيداً عن كلير بسبب وفاة صموئل صاحب التجربة الفريدة من نوعها.
فقررت والدة هيلين طلب المساعدة المهنية لابنتها لذلك فطلبت من آرثر اصطحابها إلى بالتيمور إلى طبيب عيون أخصائي ولكنه بدا عاجزاً عن علاج الفتاة ذات الست سنوات.
ومن هناك تمت إحالتها إلى ألكسندر غراهام بيل مخترع الهاتف والذي اعتاد في ذلك الوقت التعامل مع الصم، والذي أرسلهم بدوره إلى معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، وفي تلك المؤسسة أوصوا بفتاة تدعى آن سوليفان وقد وظفتها عائلة كيلر في عام 1887.
الدراسة:
وصلت آن سوليفان إلى منزل كيلر عام 1887 وطلبت تخصيص غرفة منفصلة ليتم غرس فهم الطالبة لقواعد السلوك وبدأت على الفور التحدث مع هيلين.
بدأت آن سوليفان في تعليم لغة الإشارة للفتاة الصغيرة في يدها, واستمرت الرابطة التي وحدتهم منذ ذلك الحين لبقية حياتهم ولم يفترقوا إلا عندما توفيت سوليفان.
طالما اعتزت كيلر بذكرى المرة الأولى التي كانت تدرك فيها أن للأشياء اسمًا، بفضل ذلك كانت قادرة على فهم ماهية اللغة وماهي الغرض منها.
خلال شتاء عام 1888 اصطحبت سوليفان كيلر إلى معهد بيركنز حيث درست الفتاة طريقة برايل لتعليم القراءة للمكفوفين, والتقت لأول مرة مع نظائرها من المكفوفين.
وخلال عام 1890تعلمت هيلين التحدث من خلال دروس سارة فولر وفي ذلك الوقت تم تعليمها أيضًا قراءة الشفاه باليد.
وبين عامي 1894 و 1896 كانت كيلر تعيش في نيويورك مع سوليفان وهناك التحقت بمدرسة رايت هيوماسون للصم وفي ذلك الوقت قررت هيلين الحصول على تعليم جامعي وبدأت التدريب للقيام بذلك.
فدخلت كيلر مدرسة كامبردج للشابات في ماساتشوستس عام 1898 وهي مدرسة ثانوية للفتيات اللواتي يرغبن في متابعة التعليم العالي.
وفي عام 1900تم قبولها في كلية رادكليف بجامعة هارفارد، وهناك أظهرت أداءً ممتازًا وبعد أربع سنوات تخرجت بدرجة البكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف.
حيث كانت كيلر أول شخص أصم كفيف يحصل على شهادة جامعية. مما فتح الأبواب أمام الآخرين الذين يعانون من نفس الإعاقة للتطلع إلى النجاح المهني.
لقد كانت قدرتها على تحقيق المستوى التعليمي الذي وصلت إليه أمرًا استثنائيًا وسمح بزيادة الوعي حول الحاجة إلى توفير التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة.
انجازات ونشاطات هيلين كيلر:
– قبل التخرج، نشرت هيلين عملين لهما أهمية كبيرة في مستقبلها المهني: (قصة حياتي) ترجم إلى 50 لغة ومقال بعنوان (التفاؤل)، كلاهما في عام 1903.
فتح كلا النصين الباب لكيلر للعمل ككاتب عمود في الصحف ومحاضرة.
تناولت في عملها واقع الأشخاص ذوي الإعاقة، ووضعت بشكل خاص حدًا للتحيز الذي يربط العمى بالأمراض التناسلية في المخيلة الشعبية.
بدأت مهنة هيلين كيلر في التحدث عام 1913 وكان هدفها الرئيسي هو التعاون مع الأشخاص ذوي الإعاقة.
وكانت عضواً في الحزب الاشتراكي منذ سنوات دراستها لأجل أسباب مثل حق المرأة في التصويت وتحديد النسل.
قامت بجمع أموال لجمعيات خيرية مختلفة لاسيما الجمعية الأمريكية للمكفوفين من خلال محاضراتها.
سافرت كيلر حول العالم وزارت أكثر من 35 دولة, وكانت تسعى في كل نشاطاتها إلى زيادة الوعي حول نمط الحياة الذي تعرض لها لأشخاص ذوو الإعاقات الحسية في ذلك الوقت.
عينت هيلين كلير سفيرة العلاقات الدولية لمنظمة فاقدي البصر الأمريكية خارج البلاد عام 1946.
كما قامت بزيارة مصر وقابلت عميد الأدب العربي “طه حسين” التي كانت تكنّ لأعماله تقديراَ كبيراَ لكونه كفيف مثلها.
وخلال عام 1920، كانت كيلر أيضًا أحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي, والتي تعمل على تعزيز الحقوق المتساوية لمواطني الولايات المتحدة وهي مسؤولة أيضًا عن ضمان الاحترام لهم. ونشرت مقالات عدة طالت الحياة الاجتماعية والسياسية ضمن مجموعة سميت ” خارج الظلام”.
كانت كليب معارضة لمشاركة الولايات الأمريكية المتحدة في الحري العالمية الأولى.
وفي عام 1915 شاركت في تأسيس مؤسسة تحت أسم: Helen Keller International (HKI)
والتي كانت مكرسة للتعاون مع قدامى المحاربين في الحرب العظمى الذين كانوا في الأصل مكفوفين. وقد وسعت المؤسسة أعمالها وبدأت منذ ذلك الحين في مهاجمة أسباب وعواقب العمى فضلاً عن الشرور الأخرى المرتبطة بظروف المعيشة غير المستقرة.
– ارتبطت الكاتبة والناشطة أيضًا بالمؤسسة الأمريكية للمكفوفين منذ إنشائها في عام 1921 ،وانضمت رسميًا في عام 1924، كانت تلك إحدى المنظمات التي جمعت لها كيلر أكبر قدر من الأموال من خلال عملها التوعوي من خلال المؤتمرات.
– بين عامي 1946 و 1957 قامت هيلين بالعديد من الجولات الدولية التي التقت فيها بشخصيات مهمة، وألقت محاضرات في حوالي 35 دولة، إذ أصبحت كيلر واحدة من أشهر النساء في عصرها.
– استقبلها مختلف رؤساء الولايات المتحدة طوال حياتها وفي عام 1964 حصلت على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس ليندون جونسون.
– حصلت هيلين كيلر على العديد من المزايا والأوسمة الشخصية لكنها تمكنت أيضًا من فعل الكثير لمجتمع الأشخاص ذوي الإعاقات الحسية, مما ساهم بشكل خاص في نشر الظروف المعيشية للصم المكفوفين في جميع أنحاء العالم.
وبفضل مساهماتها العظيمة في مجتمعها منع قبول الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب مشاكل في الرؤية أو ضعف السمع في دور رعاية المسنين، فقد كانت هي نفسها على وشك أن يتم اصطحابها إلى مؤسسة مشابهة بسبب سلوكها السيئ عندما كانت طفلة.
المؤلفات:
ألفت هيلين كلير 18 كتاباَ في معظمها عن تجاربها وعن قوة الإرادة الإنسانية من أهم مؤلفاتها: “لو أبصرت ثلاثة أيام”، أغنية الجدار الحجري” ، ” الحب والسلام” ، ” الكتاب المفتوح” ، التفاؤل الداخلي” ، “هيلين كيلر في اسكتلندا”.”
– صوّر كتاب “ديانتي” رحلتها الدينية والروحانية بعد اعتناقها المسيحية عام 1927، ثم أعادت كتابته ونشرته بعنوان “أضواء في ظلامي” حيث أضافت عليه تجارب رحلتها الدينية.
– تم اختراع الكتب الناطقة بفضل جهودها وبدعم من الرئيس روزفلت.
– أتقنت إلى جانب الانكليزية : الفرنسية، الألمانية، اليونانية، اللاتينية.
– أثارت قصة حياتها اهتمامًا عامًا كبيرًا ولم يتم تصويرها فقط في سيرتها الذاتية ولكن أيضًا في العديد من الأفلام, وتم إنتاج أكثر من مسلسل وفيلم رسوم متحركة تروي قصة حياتها الملهمة للصغار والكبار.
الحياة الشخصية:
عاشت برفقة معلمتها آن سوليفان حتى وفاة الأخيرة عام 1936 في بيت سوليفان التي كانت متزوجة من ” جون مايسي” الاشتراكي الذي شجع هيلين للانضمام لصفوف الحزب الاشتراكي.
بعد وفاة سوليفان عادت هيلين إلى كونيتيكت وقامت بتوظيف سكرتيرة اسكتلندية” تدعى بولي تومسون” التي لازمتها حتى وفاتها.
كما أنها لم تتزوج قط.
الوفاة:
عانت هيلين كيلر سلسلة من السكتات الدماغية في عام 1961، وقضت السنوات المتبقية من حياتها في منزلها في كونيتيكت.
توفيت هيلين كيلر في نومها يوم 1 يونيو 1968 قبل أسابيع قليلة من عيد ميلادها الـ 88.
وقد تم نقل رفاتها إلى واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية ليتم تكريمها.
تم إيداع رماد كيلر في كاتدرائية واشنطن الوطنية.
الجوائز والتكريم:
كرمت هيلين كلير ومنحت جوائز كثيرة نذكر منها:
- في عام 1936 حصلت على وسام ثيودور روزفلت للخدمة المتميزة.
- انتخاب قاعة المرأة للمشاهير عام 1965.
- حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعات مختلفة، جامعة هارفارد، جامعة تيمبل، وجامعة جلاسكو، وبرلينو وغيرها بالإضافة إلى تعيينها زميلة فخرية في المعهد التربوي في اسكتلندا.
- عام 1964 حصلت على وسام الحرية الرئاسي.
الأقوال:
- أفضل أن أسير في الظلام مع صديق عن أن أسير وحيدة في النور.
- الحياة السعيدة لا تتكون في الغياب، ولكن في التغلب على الصعوبات.
- التسامح هو أعظم هبة للعقل يتطلب نفس جهد الدماغ الذي يتطلبه لتوازن على الدراجة.
- لا تفكر في إخفاقات اليوم بل في النجاح الذي يمكن أن يأتي غدًا.
- أكثر من أي وقت آخر عندما يكون لدي كتاب محبوب في يدي، تنخفض قيودي وتتحرر روحي.
- الشعر العظيم سواء كتب باللغة اليونانية أو الإنجليزية لا يحتاج إلى مترجم غير قلب حساس
- عندما يُغلق أحد أبواب السعادة، يُفتح باب آخر ولكننا غالبًا ما ننظر إلى الباب المغلق لفترة طويلة بحيث لا نرى الباب الذي تم فتحه لنا.
- أنا لا يهمني حقاً شيء في العالم سوى الحرية في جميع أجزاء الحياة، الحرية أن تنمو عقلياً وروحياً بعيداً عن التقاليد والمعايير التعسفية.
- العلم قد وجد علاجاً لمعظم الشرور ولكن لم يعثر عليه أسوأ شر: اللامبالاة من البشر.
- الأشياء الأكثر جمالاً في العالم لا يمكنك رؤيتها أو حتى لمسها، يجب أن تشعر بها بقلبك.
حقائق سريعة
- سافرت كيلر حول العالم وزارت أكثر من 35 دولة, وكانت تسعى في كل نشاطاتها إلى زيادة الوعي حول نمط الحياة الذي تعرض لها لأشخاص ذوو الإعاقات الحسية في ذلك الوقت.
- استقبلها مختلف رؤساء الولايات المتحدة طوال حياتها وفي عام 1964 حصلت على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس ليندون جونسون.
- ألفت هيلين كلير 18 كتاباَ في معظمها عن تجاربها وعن قوة الإرادة الإنسانية من أهم مؤلفاتها: “لو أبصرت ثلاثة أيام”، أغنية الجدار الحجري” ، ” الحب والسلام…
- تم اختراع الكتب الناطقة بفضل جهودها وبدعم من الرئيس روزفلت
معلومات نادرة
لقاء هيلين كيلر مع عميد الأدب العربي طه حسين
في مطلع شهر يونيو 1952 تم اللقاء التاريخي بين الكاتبة الأمريكية “هيلين كيلر” وعميد الأدب العربي “طه حسين”، وكلاهما كان “ضريرًا”، إلا أن “هيلين” كانت بالإضافة إلي ذلك “صماء وبكماء”، وكان اتصالها الوحيد بالعالم عن طريق سكرتيرتها التي كانت تترجم لها ما تراه وما تسمعه بالدق بأصابعها ما بين الإبهام والسبابة لكف “هيلين” اليسري، وعن طريق لغة الأصابع تمكنت تلك الكاتبة العبقرية من أن تبهر العالم بمؤلفاتها..
وبعد ذيوع شهرتها قررت “هيلين” أن تطوف العالم لتدعو إلي معاونة مكفوفي البصر، وكانت مصر إحدي محطاتها، وكان “طه حسين” أبرز الذين حرصت علي لقائهم، فهو ــ أيضًا مثلها، قهر الظلام وتحدي الإعاقة وتمرد علي العقليات السلفية ونادي بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي، وهكذا التقي الشرق والغرب فيهما، وكان عمره وقتئذ 62 عاماً، أما هي فكان عمرها 72 عامًا.
وفي بداية اللقاء مد “طه” يده إلى “هيلين”.. مدها في اتجاه حركتها باستخدام بوصلة أذنيه اللتين لا تخطئان، وبحركة مترددة مدت “هيلين” أناملها إلى وجه “طه حسين” وراحت تتحسسه في نهم من تريد أن تتعرف علي صاحب هذه الملامح بنفسها، تريد أن تحفر ملامحه في خيالها، وارتبك “طه حسين” مُبتسماً وسأل سكرتيرتها:
هل أضع النظارة.. أم.. و.. وردت عليه السكرتيرة هامسة: لا اتركها كما هي، فهي إنما تتحسس كما يلمس الفراش زهرة ربيع.. إن مشاعر أناملها كالنسمة!!.. وتركها “طه” تفعل ما تريد ثم جلسا يحدث كل منهما الآخر عن نفسه وعن أعماله وعن رسالته ويبدي كل منهما إعجابه بالآخر مُنبهرًا.. إنه لقاء يصعب تكراره بين قمتين شامختين قل أن يجود الزمان بمثلهما أبدًا.