هنري بركات.. شيخ المخرجين وصانع أهم كلاسيكيات السينما المصرية

1914- 1997/مصري

قدم للسينما العربية بعضاً من أجمل أفلامها واكتشف عدداً كبيراً من نجومها الخالدين

الولادة والنشأة:

ولد هنري بركات في حي شبرا بالقاهرة، وهو ينحدر من عائلةٍ ذات أصول لبنانية.

الدراسة:

درس بركات في مدرسة الفرير في شبرا، وكان من الأوائل في صفه، وكان حلمه أن يصبح طبيباً كأبيه إلا أن والده رفض دراسته للطب واقترح عليه أن يدرس القانون، فالتحق بجامعة الملك فؤاد الأول في مصر ودرس الحقوق فيها وتخرج منها عام 1935، لكنه لم يعمل في سلك المحاماة بل سافر إلى فرنسا ليدرس الإخراج السينمائي وعاد إلى مصر بعد أن تخرج من كلية الفنون الفرنسية في المنيرة.

الأعمال:

كان هنري بركات شديد الشغف بالسينما وكان دقيق الملاحظة، يولي الاهتمام بأدق التفاصيل، ما جعله غير مرغوبٍ به بين الممثلين وطاقم العمل.

عمل في بداية حياته كمساعد مخرج لأخيه الأكبر في فيلم “عنتر أفندي”، لكن الفيلم فشل تجارياً وكان عمره وقتها عشرين عاماً.

اكتشفت موهبته الاخراجية الفنانة والمخرجة آسيا داغر التي كانت تبحث عن مخرج لفيلمها الجديد، وخلال مسيرته الاخراجية تعاون هنري بركات مع العديد من المخرجين والفنانين وكان تعاونه الأبرز مع سيدة السينما المصرية فاتن حمامة والتي قدم معها حوالي عشرة أفلام، تعتبر اليوم من روائع السينما العربية.

كما تعاون مع معظم نجوم عصره أمثال: فريد الأطرش الذي قدم معه حوالي عشرة أفلام وكانت تربطه به علاقة صداقة متينة جداً، وعبد الحليم حافظ الذي قدم معه ثلاثة أفلام، وليلى مراد وقدم معها أيضاً ثلاثة أعمال، وقدم فيلمين مع الفنانة صباح ومحمد فوزي، وقدم معه أيضاً فيلمين مع هدى سلطان، وقدم فيلمين مع الفنانة فيروز.

بالإضافة لذلك قام بركات بتقديم سعاد حسني للسينما من خلال فيلم حسن ونعيمة، الذي  كان من المفترض أن تقدمه الفنانة فاتن حمامة، وحقق الفيلم نجاحاً  كبيراً، وانطلاقةً كبيرةً لسعاد حسني التي غزت أعمالها الكثيرة بعده السينما، وكان من أشهر أفلامها مع هنري بركات “ليلة الزفاف” و”الحب الضائع” عام 1970، وهو التعاون الأخير بينهما.

تتالت أعمال هنري وقدم أعمالاً ثنائية وقام بجمع نجوم الغناء والتمثيل في نفس الوقت ليقدم العديد من الأفلام الغنائية منها:

“القلب له واحد” لصباح وأنور وجدي، و”حبيب العمر، عفريتة هانم” لفريد الأطرش وسامية جمال، وقدم مع ليلى مراد وحسين صدقي “شاطئ الغرام”، ومع ليلى مراد ومحمد فوزي قدم “ورد الغرام”، كما أخرج “معلهش يا زهر”، “ارحم دموعي” لشادية وكارم محمود…

كما كان للمخرج هنري بركات مشاركات في العديد من المهرجانات منها:

• مهرجان برلين السينمائي الدولي، فيلم (حسن ونعيمة).
• ومهرجان برلين السينمائي الدولي الذي شارك فيه بفيلم (دعاء الكروان). ومهرجان كان السينمائي بفيلم (الحرام).

• مهرجان نيودلهى بفيلم (في بيتنا رجل). ومهرجان جاكرتا بفيلم (الباب المفتوح). ومهرجان فالنسيا بفيلم (ليلة القبض على فاطمة).

قدم هنري حوالي مئة عمل سينمائي من أبرز أفلامه:

• “الحرام”: 1965
• “دعاء الكروان”: 1959
• “في بيتنا رجل”: 1961
• “امرأة بلا قيد”: 1978
• “لا عزاء للسيدات”: 1979
• “لعبة الاشرار”: 1991

كما قام بتقديم مسلسلات منها:

مسلسل “الساحرة” ومسلسل “أريد هذا الرجل”، إضافةً لمسلسل “ماما زوزو”.

كما قام بتأليف عددٍ من الأفلام، منها:

• “هذا جناه أبي”: 1945
• “لحن الخلود”: 1952
• “قلبي على ولدي”: 1953
• “رسالة غرام”: 1954
• “أمير الدهاء”: 1964

الحياة الشخصية:

تزوج المخرج هنري بركات من السيدة “روزيت دهان”، وهي ابنة الفنانة ماري كويني، وهي من مواليد مدينة الإسكندرية لكنها تنحدر من عائلةٍ شامية، وقد أقاما في العاصمة المصرية القاهرة، ورزق منها بـ “رندة وجيهان”، أحب هنري زوجته التي كانت رفيقة دربه طوال حياته وعاشا حياةً هادئة وقصة حب دامت نصف قرن حتى وفاته عام 1997، أما السيدة روزيت فقد توفيت عام 2012.

الوفاة:

توفي هنري في 27 مايو/أيار 1997، بعد مشوارٍ طويلٍ من الاخراج والعطاء زاد عن نصف قرن، عن عمرٍ ناهز الـ83 عاماً، تاركاً رصيداً سينمائياً كبيراً تجاوز الـ100 فيلم، والعديد من الجوائز وشهادات التقدير التي حصل عليها خلال مشواره.

الجوائز والتكريم:

كرم المخرج هنري بركات أكثر من مرة وحصل على العديد من الجوائز منها:

• في عام 1958 ترشّح لجائزة الدبّ الذهبي في برلين عن فيلم “حسن ونعيمة”، وفي عام 1970 ترشح للنخلة الذهبية في برلين عن فيلم “دعاء الكروان”، وكذلك ترشح عام 1965، للنخلة الذهبية عن فيلم “الحرام”.
• وفي عام 1984 فاز فيلم “ليلة القبض على فاطمة”، بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فالنسيا لسينما حوض المتوسط.
• كما حصل هنري في عام 1996 على جائزة الدولة المصرية للحوافز في الفنون ورسائل المجلس الأعلى للثقافة.
• وتم تكريمه في مهرجان باريس عام 1984، وفي مهرجان الاسكندرية عام 1991، وفي مهرجان القاهرة عام 1994.

الأقوال:

“من غير المعقول أن أبقى بلا عمل، صحيح أنني من أجل العمل قدمت بعض التنازلات، لكنها لم تنحدر أبدًا إلى التواضع”.