فرانسيس فورد كوبولا.. مخرج الملاحم الذي نال جائزة الأوسكار خمس مرات

1939-/ أمريكي

عرف بإبداعه التخيلي أثناء الكتابة والدقة الفنية أثناء الإخراج وساهم بالتغير الإبداعي الذي طرأ على السينما من خلال أفلامه الملحمية

الولادة والنشأة:

ولد فرانسيس فورد كوبولا في 7 أبريل 1939 في ديترويت- ميتشغان، لأب إيطالي وأم أمريكية.

كان والده كارمين كوبولا مطرباً وملحناً، عمل عازفاً في أوركسترا سيمفونية ديترويت، وعمل أيضاً كمساعد مدير أوركسترا ومنظم في أوركسترا (The Ford Sunday Evening Hour)، وأمه إيتاليا بينينو ممثلة.

لكوبولا شقيق وشقيقة، الأكبر أوجوست فلويد كوبولا (والد الممثل نيكولاس كيج)، والصغرى تاليا شيري وهي ممثلة.

بعد مولد فرانسيس مباشرة انتقلت عائلته إلى من ديترويت إلى نيويورك، والتي قضى فيها فرانسيس كوبولا طفولته.

في سن العاشرة، أصيب كوبولا بمرض شلل الأطفال. حيث أصابه المرض بشلل في الجانب الأيسر من جسمه. لذا بقي طريح الفراش فترة طويلة. وفي تلك الأثناء ظهر ولعه بالسينما، من خلال جهاز صغير بدائي لعرض وتعديل الأفلام صنعه بنفسه.

وبعد تعافيه من مرضه كلياً، عاد فرانسيس  كوبولا ليستكمل دراسته.

الدراسة:

في المدرسة كان كوبولا بمستوى متوسط لكنه كان معروفاً بفضوله الكبير تجاه العلم والتكنولوجيا.

احترف العزف على آلة توبا، وهي نوع من الأبواق وقد حصل على منحة دراسية في أكاديمية نيويورك العسكرية.

وفي عام 1955 تخصص في الفنون المسرحية في جامعة “هوفسترا”، وقد عمل بشكل جدي في الجامعة فقام بتأسس ورشة سينمائية في الجامعة.

بالإضافة إلى تقديمه المساهمات والمشاركات ضمن المجلة الأدبية في الجامعة، وحصل كوبولا على جائزة الشاعر والروائي “ديفيد هربرت لورنس” ثلاث مرات لأجل موهبته الإخراجية في الجامعة، وتخرج عام 1959.

عام 1960 درس كوبولا في معهد الأفلام في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس وبدأ بتجريب الإخراج السينمائي.

الأعمال:

– عام 1960 وعند دخوله معهد الأفلام في جامعة كاليفورنيا قام بإخراج فيلمين، الأول هو فيلم رعب قصير (The Tow Christophers)، والثاني فيلم كوميدي خفيف (Tonight for Sure).

– عام 1962 تم تعيينه من قبل روجر كورمان كمساعد ليعيد تحرير فيلم الخيال العلمي الروسي (Nebo Zovyot) حيث حوّله بموهبته إلى فيلم عن وحش يهوى الجنس والعنف وأطلق عليه اسم (Battle Beyond the Sun) مما أثار  إعجاب كورمان بعمله الرائع الأمر الذي دفعه إلى الاستمرار في تقديم المشاريع له.

– بين عامي 1962و 1963 عمل كوبولا كمخرج سيناريو لفيلم (Tower of London)، ورجل الصوت في فيلم (The Young Racers)، وعمل مخرجاً مساعداً في فيلم (The Terror).

– عام 1963 قام كوبولا بصناعة الفيلم (Dementia 13) بتشجيع من كورمان وقد كتب النص في ليلة واحدة وأخرجه في تسعة أيام فقط، وحاز الفيلم على اإعجاب الشديد والاستحسان من جماهير أفلام الرعب.

– عام 1965 تم تعيينه كاتب سيناريو في شركة Seven Arts.

– وعام 1966 قام بإصدار فيلم (You’re a Big Boy Now) من إخراج وارنر بروس، وكان هذا الفيلم أطروحة تخرجه في نفس العام من معهد الأفلام في جامعة كاليفورنيا.

– وفي العام 1969 كانت أول نجاحات كوبولا ومجازفاته من خلال فيلم (The Rain People) حيث قام بكتابته وإخراجه وساعد في إنتاجه بنفسه، حصد الفيلم جائزة (Golden Shell).

– عام 1970 كتب كوبولا فيلم (Patton) إلى جانب إدموند.هـ.نورث، وقد شكّل هذا الفيلم أيقونة إبداعية في ذلك الوقت ونال كوبولامن خلاله جائزة الأوسكار كأفضل سيناريو أصلي.

العراب :

– في العام 1072 قدم كوبولا الفيلم الأعظم في مسيرته الفنية وهو العرّاب (The Godfather) وهي قصة عصابات عظيمة وناجحة بشكل استثنائي حول عشيرة كورليون، في البداية كان كوبولا متردداً كثيراً في البدء بالعمل ولكنه في النهاية نال من خلاله جائزة الأوسكار لأحسن إخراج، وجائزتي غولدن غلوب.ونال الممثل مارلون براندو أوسكار أفضل ممثل عن الفيلم نفسه.

– كما كان عام 1974 كان عاماً مميزاً ومثيراً في مسيرة كوبولا المهنية وعالم السينما فقد قام بإخراج فيلم (The Conversation) الذي حصل على السعفة الذهبية- Palme d’Or في مهرجان كان السينمائي.

كما كتب سيناريو فيلم (The Great Gatsby) وأخرج الجزء الثاني من العراب (The Godfather Part II) الذي حصد  6 جوائز أوسكار منها جائزتان لكوبولا كأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس.

يوم القيامة (يوم النهاية الآن):

عام 1979كانت تجربة كوبولا في صناعته  لفيلم (Apocalypse Now) أشبه بالكابوس إلا أن الفيلم حقق العديد من الجوائز وأصبح نموذجًا عن العصر الجديد لهوليوود وواحد من أفضل الأفلام التي أنتجت عن الحرب الفيتنامية.

والفيلم مستوحى من رواية “قلب الظلام” وقد استغرق تحضير الفيلم ثلاث سنوات تخللها إشكالات بين المخرج وبين أستوديو يونايتد آرتيست. شارك في الفيلم كل من مارلون براندوور وبرت دوفال الذي رشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد. حقق الفيلم نجاحا نقديا وتجاريا كبيرا، ويعد من أهم الأفلام على الإطلاق.

– كانت الفترة بين عامي 1982و 1983 سيئة في مسيرته المهنية حيث بدأت أفلامه تتهاوى في شباك التذاكر، أفلس كوبولا بعد  فيلم (One From The Heart) في حين أنه لم يكن يعتمد بشكل كبير على فيلم Hammett ، أما فيلم (The Outsidders) حقق نجاحا تجاريا وأسهم في ظهور ممثلين شباب مثل مات ديلون وتوم كروز، وفيلم (Rumble Fish) إذ عرضه كوبولا بالأبيض والأسود وحصل الفيلم على جائزة مهرجان سان سباستيان السينمائي رغم إخفاقه تجارياً.

– وبين عامي 1984 و 1986 استمر كوبولا في إنتاج المزيد من الأفلام لكنه لم يكن ينتج أفلام توازي  في روعتها تلك التي كان ينتجها من قبل، حيث أخرج فيلم (The Cotton Club) الذي فشل في شباك التذاكر وحصد شعبية خجولة، وكذلك الأمر بالنسبة للفيلم (Captain EO) ن أما فيلم(Peggy Sue Got Married)من بطولة كاثلين ترنر ونيكولاس كيج الذي نجح في شباك التذاكر ورشح لعدة جوائز.

– عام 1987 أخرج كوبولا فيلم (Tucker: The Man and His Dream) وهو فيلم يتحدث عن قصة حياة مصمم السيارات المشهور Preston Tucker، شكل هذا الفيلم تغيرًا جيدًا في حياته المهنية حيث أنه حصل على عدة ترشيحات لمجموعة من الجوائز رفيعة المستوى.

– وعام 1989 دخل كوبولا في عمل مشترك مع كل من مارتن سكورسيزي و وودي آلين لإخراج فيلم (New York Stories) إذ قام بإخراج جزءمنفصل من الفيلم يدعى (Life Without Zoe) حيث قام بكتابة نصّه بمساعدة ابنته.

العودة للعراب:

– عام 1990 أخرج كوبولا الجزء الثالث من فيلم العراب (The Godfather Part III) لاقى نجاحاً جديداً وكان اختياراً موفقاً، وقد اختار كوبولا ابنته صوفيا لتشارك في الغيلم وتم ترشيحها لعدة جوائز.

– جاء النجاح التالي لكوبولا من خلال تحريره لفيلم (Dracula) وتسميته بـ (Bram Stoker’s Dracula) لاقى الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر بالإضافة إلى أنه احتل المركز التاسع كأعلى الأفلام ربحًا في العام، وحصد ثلاث جوائز أوسكار.

– عام 1996 قام كوبولا بإخراج فيلم (Jack) عن صبي بعمر 10 سنوات في جسد رجل في الأربعين. نجح الفيلم تجاريا وأخفق نقديا ولعب دور البطولة روبين ويليامز، وقد لاقى كوبولا انتقادات شديدة بشأن هذا الفيلم حيث جاء معظم هذه الانتقادات حول أن موهبته أكبر من أن يقوم بإنتاج أفلام مماثلة.

– عام أنتج كوبولا فيلم (The Rainmaker) مستندًا إلى رواية جون غريشام، وكان الفيلم من بطولة مات دايمنوداني ديفيتو، حصد الفيلم إعجابًا جماهيريًا خجولًا وكانت عائداته معقولة في شباك التذاكر.

– انقطع كوبولا عن العمل لعشرة أعوام وعاد عام 2007 إلى عالم السينما بفيلم (Youth Without Youth) حيث استند الفيلم إلى رواية ميرتشيا إلياد، بعد إطلاقه في شباك التذاكر شكل هذا الفيلم خيبة أمل جديدة لكوبولا.

كما قدم كوبولا عدة أفلام كمنتج ومخرج وأحيانا منتج مثل فيلم تترو (2009, مخرج وكاتب)، وفيلم معمول (2011 مخرج وكاتب ومنتج)، وعلى الطريق (2012 , منتج منفذ)، والخاتم المرصع (2013 منتج منفذ)..

آخر مشاريع كوبولا فيلم المدن العملاقة Megalopolis، وهو ينتمي لنوعية أفلام الخيال العلمي، وقال كوبولا أنه سيضيع كامل خبرته وما تعلمه خلال السنين في هذا الفيلم.

لم تقتصر عظمة إخراج كوبولا على (العرابين) فقد تم تصنيف فيلمين آخرين من أفلامه، وهما فيلم الإثارة النفسي المرجعي “المحادثة” والملحمة العسكرية العظيمة يوم القيامة أو “نهاية العالم الآن”، من بين أفضل الأفلام في التاريخ. فاز كلا الفيلمين بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي ، مما جعل فرانسيس فورد الأمريكي الوحيد الذي حصل على هذا التكريم مرتين.

حكم كوبولا عدد كبير من المهرجانات السينمائية العالمية وفي الوطن العربي أيضاً، منها الدورة 15 لمهرجان مراكش السينمائي..

الحياة الشخصية:

تزوج فرانسيس فورد كوبولا من “إلينور نيل” عام 1963، بعد أن التقاها ضمن مجموعة العاملين في فيلم (Dementi 13).

رزق الزوجان بثلاثة أبناء وهم جيان كارلو، ورومانو، وصوفيا.

توفي جيان كارلو في حادث سير وهو في عمر صغير، يعمل كل من ولديه صوفيا ورومان كصانعي أفلام معروفين في هوليوود، ولديه عدد أولاد الأخت وأولاد الأخ والأحفاد الذين اختارو طريق الفن، سواء التمثيل أو الإخراج أو كتابة السيناريو والديكور وهندسة الصوت…

الجوائز والتكريم:

نال فرانسيس فورد كوبولا عدد كبير من الجوائز وكرم مرات عدة نذكر منها:

• عام 1970 جائزة الأوسكار لأفضل كتابة سيناريو أصلي عن فيلم (Patton).
•  عام 1973 جائزة نقابة الكتاب الأمريكية عن فيلم (The Godfather).
• وعام 1974 جائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلم (The Godfather) الجزء الثاني.
• عام 1974 جائزة الأوسكار لأفضل كتابة سيناريو مقتبس عن فيلم (The Godfather) الجزء الثاني.
• عام 1974 جائزة الأوسكار لأفضل فيلم (The Godfather) الجزء الثاني.
• وعام 1992 حصل على جائزة إنكبوت.
•  عام 2002 حصل على جائزة دونوستيا.
• عام 2013 حصل على جائزة بريميم إمبريال.
• وعام 2014 حصل على عضوية قاعة مشاهير كاليفورنيا.
• عام 2015 حصل على جائزة أميرة أشتوريس للفنون.
• كما حصل على زمالة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
• وحصل على جائزة البافتا لأفضل إخراج.
• وجائزة المجلس الوطني للمراجعة لأفضل فيلم.

الأقوال:

• “الفن يعتمد على الحظ والموهبة”.
•  “العديد من الصور معًا بطريقة معينة تصبح شيئًا يتجاوز بكثير ما هو فردي منها”.
• – أعتقد أن السينما والسحر مرتبطان دائماً ارتباطاً وثيقاً، أوا من صنع الأفلام كانو سحرة”.
• “لا تعمل على شيء آخر غير المستوى الملحمي.
• “عندما تصنع فيلماً فهو يشبه طرح السؤال، وعندما ينتهي الأمر أنت تعرف الإجابة، باختصار مع كل السينما نحاول التعرف على أنفسنا، لطالما انتهزت الفرصة لصنع فيلم لمعرفة المزيد عن نفسي، وهو ما زلت أقوم به”.
• “على الرغم من أن معرفة الهيكل مفيدة إلا أن الإبداع الحقيقي يأتي من قفزات الإيمان التي يقفز فيها المرء إلى شيء غير منطقي لكن تلك القفزات تشكل لحظات لا تنسى في الأفلام والمسرحيات”.
• “الصوت هو صديقك لأن الصوت أرخص بكثير من الصورة لكن له نفس التأثير على الجمهور، بطريقة ما قد يكون لها تأثير أكبر لأنها تفعل ذلك بطريقة غير مباشرة للغاية”.
•  “الموت هو ما يجعل الحياة حدثًا”.
• “المصور والمخرج يجتمعان فيه الواقع والخيال”.
• “يجب أن تحب ما تفعله لأنه، خاصة في الفيلم ، ستبدأ حقًا في كرهه بمرور الوقت”.
• “​​إذا كنت شخصًا يقول نعم في معظم الوقت ، فستجد نفسك في أعمال الفندق وفي قطاع المطاعم”.
•  “عندما كان عمري حوالي 9 سنوات، كنت مصابًا بشلل الأطفال وكان الناس خائفين جدًا على أطفالهم، لذا اعتدت أن أكون معزولًا. شعرت بالشلل لفترة من الوقت، لذا شاهدت التلفزيون”.
• “إذا لم تتمكن من تجربة المزيد خوفًا من اعتبارك متسامحًا أو طائشًا أو أيا كان ، فسيتمسك الجميع بالقواعد ، ولن تكون هناك أفكار إضافية”.
• “الوقت هو العدسة التي يتم من خلالها التقاط الأحلام”.

المصادر:

• https://www.arageek.com/art/francis-ford-coppola-megalopolis
• https://ar.wikipedia.org/wiki
• https://www.aljazeera.net/encyclopedia
• https://ar.sainte-anastasie.org/articles/frases-y-reflexiones/las-70-mejores-frases-de-francis-ford-coppola.html