حقائق سريعة
- ركز الرضي اهتمامه على العلوم الأدبية والشعر والحديث والتفسير، بينما صب أخوه المرتضى جهوده على الفقه والكلام والتفسير، ونبغ كل واحد منها في مجال خاص، مع اشتراكهما في سائر المجالات العلمية والفكرية.
- كان الرضي عالي الهمة، شريف النفس، لم يقبل من أحد صلة، ولا جائزة، حتى أنه رد صلات أبيه.
- كان الشريف مفسراً للقرآن الكريم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفقهياً ومتحدثاً ماهراً وأديباً باهراً.
- جمع الرضي مختارات ممّا قاله الإمام علي (كرم الله وجهه) من خطب وحكم ومواعظ وأشعار وغير ذلك، في كتاب أسماه “نهج البلاغة”، وهو كتاب من أعظم الكتب التي تركها الشريف للأدب.
معلومات نادرة
- من فحول الشعراء في العصر العباسي والذي فيه: أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني وأبي نُوَاس وأبي العتاهية والبحتري وأبي تمام وأبي العلاء المعرَّي.
- اشتهر الشريف بشعر الغزل العذري، ومما قال في هذا الباب:
رماني كالعدو يريد قتلي فغالطني وقال أنا الحبيبُ
وأنكرني فعرفني إليه لظى الأنفاس والنظر المريبُ
وقالوا لم أطعت وكيف أعصي أميرًا من رعيتهِ القلوبُ
- روى السيد نعمة الله الجزائري قال : دخل أبو الحسن ، على السيد المرتضى يوماً، وكان المرتضى قد نظم أبياتاً من الشعر، فوقف به بحر الشعر فقال: يا أبا الحسن خذ هذه الأبيات إلى أخي الرضي قل له يتمها والأبيات هي:
سرى طيف سلمى طارقا فاستفزني * سميرا وصحبي في الفلاة رقود
فلما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذ الأرض قفر والمزار بعيد
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود
قال أبو الحسن : فأخذت الأبيات، ومضيت إلى السيد الرضي، فلما رآها قال : علي بالمحبرة فكتب :
فردت جوابا والدموع بوادر * وقد آن للشمل المشتت ورود
فهيهات عن ذكرى حبيب تعرضت * لنا دون لقياه مهامه بيد
فأتيت بها إلى المرتضى فلما قرأها ضرب بعمامته الأرض، وقال : يعز علي أخي، يقتله الفهم بعد أسبوع، فما دار الأسبوع إلا وقد مضى الرضي إلى رحمة الله سبحانه.
- تولى الشريف نقابة الطالبيين، وإمارة الحج، والنظر في المظالم سنة 380 وهو ابن واحد وعشرين سنة، وصدرت الأوامر بذلك من بهاء الدولة وهو بالبصرة عام 397، ثم عهد إليه في 16 محرم عام 403 بولاية أمور الطالبيين في جميع البلاد فدعي نقيب النقباء، وتلك المرتبة لم يبلغها أحد من أهل البيت إلا الإمام علي بن موسى الرضا – سلام الله عليه – الذي كانت له ولاية عهد المأمون، وأتيحت للشريف الخلافة على الحرمين على عهد القادر العباسي.
- تبرع له معلمه الشيخ أبو إسحاق الطبري بدار له بالكرخ، فلم يقبلها، وقال: لم أقبل من أبي شيئاً، فقال الطبري: إن حقي عليك أعظم من حق أبيك؛ لأني حفظتك كتاب الله، فقبلها.
- لم يشهد جنازته أخوه الشريف المرتضى ولم يصلّ عليه، ومضى من جزعه عليه إلى مقابر قريش حيث مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، لأنّه لم يستطع النظر إلى تابوته.
الشريف الرضي.. إمام من أئمة العلم وجامع نهج البلاغة للإمام علي
699- 1015/ عراقي
واحدٌ من فحول الشعر العربيّ بدأت عبقريته الشعريّة بالظهور وهو ابن العاشرةِ وكان حرّ العقل إلى حدّ بعيد
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
وُلد السيّد الشريف الرضي في عام ( 359 هـ ) الموافق ل969م بمدينة بغداد، ونشأ ضمن أسرة مؤمنة متدينة معروفة الأصل فوالده هو السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
ووالدته السيّدة فاطمة بنت الحسين بن أبي محمّد الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. لديه شقيق واحد هو علي المرتضى، وشقيقتان هما زينب وخديجة.
الدراسة:
تعلّم الشريف رضي في صغره العلوم العربية جميعها ومعها البلاغة والأدب، والفقه والكلام ، والتفسير والحديث، على يد أشهر علماء بغداد مثل :أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان النحوي ، المعروف بالسيرافي، وأبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي، وأبو عبد الله محمّد بن عمران المرزباني، وأبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري، وأبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي، وغيرهم.
الأعمال:
نظم الشريف الرضي الشعر بعمر العشر سنوات، وأجاد فيه، حيث نظم جميع فنون الشعر، ويعتبره البعض أشعر بني هاشم الذين هم أفصح العرب.
وقد تميز شعره بأنّه مطبوع بطابع البلاغة والبداوة والبراعة وعذوبة الألفاظ.
ويضاف لذلك صفاء شعره من كل ما نجد بشعر الشعراء من الغزل المشين، والهجاء المقذع، والتلوّن بالمدح مدحاً وذما.
لقد خلى شعره من كلِّ الألفاظ النابية، فإن هجا لم يستخدم الكلمات القبيحة أبدًا، وفي غزلِهِ لم يستخدم الكلمات الماجنة، بل كانَ شهره عذريًّا كشعراء الحجاز في العصر الإسلامي الأول.
يقول في قصيدته المشهورة “يا ظبية البان”
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
ولقد كان الشريف شاعراً متمرداً، تمرد على عصره وتمرد على أصدقائه وأعدائه وعلى المجتمع الذي كان هو جزء منه وعلى ناسه المقربين.
يذكر أن الشريف الرضي قد عاصر التحولات والمنعطفات الخطيرة التي شهدها القرن الرابع الهجري، والذي شهد تمرد وثورة على كل شخص حريص على الأمة الإسلامية ودينها. فكان الشريف من أحرصهم على دينه وأمته حيث كانت ثورته ثورة الفكر والكلمة الهادفة البالغة الأثر.
مكانته العلمية:
كان الشريف مفسراً للقرآن الكريم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفقهياً ومتحدثاً ماهراً وأديباً باهراً.
وقد روى عنه جمع من أعلام المسلمين منهم: الشيخ الطوسي، والشيخ جعفر بن محمد الدوريستي، والشيخ محمد بن علي الحلواني، والقاضي ابن قدامه، السيد عبد الله بن علي الجرجاني، وعبد الرحمن النيسابوري، وغيرهم.
من مؤلفاته:
- نهج البلاغة:
جمع الشريف الرضي مختارات ممّا قال الإمام علي (كرم الله وجهه) من خطب وحكم ومواعظ وأشعار وغير ذلك، جمعها في كتاب أسماه “نهج البلاغة”، وهو كتاب من أعظم الكتب التي تركها الشريف للأدب.
وقد حَوى الكتاب عددًا كبيراً من الخطب والوصايا والآداب والأحكام الشرعية والأدبية والمواعظ، فقد ضم حوالي مئتين وثمانية وثلاثين خطبة من خطب الإمام علي، وتسعًا وسبعين رسالة، وأربعمئة وتسعاً وثمانين قولاً.
- مجازات الآثار النبوية.
- تلخيص البيان عن مجازات القرآن.
- خصائص الأئمّة.
- حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
- معاني القرآن
- الحسن من شعر الحسين.
- الزيادات في شعر ابن الحجّاج .
- الزيادات في شعر أبي تمّام.
- أخبار قضاة بغداد.
- انشراح الصدر في مختارات من الشعر.
الحياة الشخصية:
تزوج الشريف الرضي وله ولد واحد هو أبو أحمد عدنان، وقد لقّب بالطاهر ذي المناقب، تولّى نقابة الطالبيين ببغداد على خطى جدّه وأبيه وعمه.
الوفاة :
توفي الشريف الرضي في عام 406 هجري الموافق لعام 1015ميلادي ببغداد ودفن بالكرخ مكان داره.
الأقوال:
- “أُراعي بُلوغَ الشَيبِ وَالشَيبُ دائِيا وَأُفني اللَيالي وَاللَيالي فَنائِيا
وَما أَدَّعي أَنّي بَريءٌ مِنَ الهَوى وَلَكِنَّني لا يَعلَمُ القَومُ ما بِيا”.
وصف أبو العلاء المعري الشريف الرضي وأخاه المرتضى في قصيدة يرثي بها والدهما منها:
- “أبقيت فينا كوكبين سناهما * في الصبح والظلماء ليس بخاف”.
إلى أن قال :
“ساوى الرضي المرتضى وتقاسما * خطط العلى بتناصف وتصاف”.
قال عنه التستري (صاحب تاريخ مصر والقاهرة):
- “الشريف أبو الحسن الرضي الموسوي، كان عالماً عارفاً باللغة الفرائض والفقه والنحو، وكان شاعراً فصيحاً عالماً عالى الهمة”.
قال عنه محمد عبد الغني المصري :
- ” إنّ الشريف الرضي كان واسع العقل، رحب الصدر، حرّ الفكر، فلم يتعصّب لرجال مذهب على رجال مذهب آخر، لقد كان من شيوخه الشيعي، والسني، والمعتزلي، والرافضي، والشافعي، والحنفي، والمالكي، فلم يتحرّج أن يأخذ العلم من أيّ مصدر، وقد رأينا أنّ أبا إسحاق الطبري الذي منحه داره ليقيم فيها، كان فقيهاً سنيّاً على مذهب الإمام مالك”.
المصادر:
- https://sotor.com
- https://arabic.balaghah.net
- http://arbyy.com/detail1872442714018.html
- https://adabworld.com/author/al-sharif-al-radi/
- https://www.imamali.net/?id=13443
حقائق سريعة
- ركز الرضي اهتمامه على العلوم الأدبية والشعر والحديث والتفسير، بينما صب أخوه المرتضى جهوده على الفقه والكلام والتفسير، ونبغ كل واحد منها في مجال خاص، مع اشتراكهما في سائر المجالات العلمية والفكرية.
- كان الرضي عالي الهمة، شريف النفس، لم يقبل من أحد صلة، ولا جائزة، حتى أنه رد صلات أبيه.
- كان الشريف مفسراً للقرآن الكريم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفقهياً ومتحدثاً ماهراً وأديباً باهراً.
- جمع الرضي مختارات ممّا قاله الإمام علي (كرم الله وجهه) من خطب وحكم ومواعظ وأشعار وغير ذلك، في كتاب أسماه “نهج البلاغة”، وهو كتاب من أعظم الكتب التي تركها الشريف للأدب.
معلومات نادرة
- من فحول الشعراء في العصر العباسي والذي فيه: أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني وأبي نُوَاس وأبي العتاهية والبحتري وأبي تمام وأبي العلاء المعرَّي.
- اشتهر الشريف بشعر الغزل العذري، ومما قال في هذا الباب:
رماني كالعدو يريد قتلي فغالطني وقال أنا الحبيبُ
وأنكرني فعرفني إليه لظى الأنفاس والنظر المريبُ
وقالوا لم أطعت وكيف أعصي أميرًا من رعيتهِ القلوبُ
- روى السيد نعمة الله الجزائري قال : دخل أبو الحسن ، على السيد المرتضى يوماً، وكان المرتضى قد نظم أبياتاً من الشعر، فوقف به بحر الشعر فقال: يا أبا الحسن خذ هذه الأبيات إلى أخي الرضي قل له يتمها والأبيات هي:
سرى طيف سلمى طارقا فاستفزني * سميرا وصحبي في الفلاة رقود
فلما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذ الأرض قفر والمزار بعيد
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود
قال أبو الحسن : فأخذت الأبيات، ومضيت إلى السيد الرضي، فلما رآها قال : علي بالمحبرة فكتب :
فردت جوابا والدموع بوادر * وقد آن للشمل المشتت ورود
فهيهات عن ذكرى حبيب تعرضت * لنا دون لقياه مهامه بيد
فأتيت بها إلى المرتضى فلما قرأها ضرب بعمامته الأرض، وقال : يعز علي أخي، يقتله الفهم بعد أسبوع، فما دار الأسبوع إلا وقد مضى الرضي إلى رحمة الله سبحانه.
- تولى الشريف نقابة الطالبيين، وإمارة الحج، والنظر في المظالم سنة 380 وهو ابن واحد وعشرين سنة، وصدرت الأوامر بذلك من بهاء الدولة وهو بالبصرة عام 397، ثم عهد إليه في 16 محرم عام 403 بولاية أمور الطالبيين في جميع البلاد فدعي نقيب النقباء، وتلك المرتبة لم يبلغها أحد من أهل البيت إلا الإمام علي بن موسى الرضا – سلام الله عليه – الذي كانت له ولاية عهد المأمون، وأتيحت للشريف الخلافة على الحرمين على عهد القادر العباسي.
- تبرع له معلمه الشيخ أبو إسحاق الطبري بدار له بالكرخ، فلم يقبلها، وقال: لم أقبل من أبي شيئاً، فقال الطبري: إن حقي عليك أعظم من حق أبيك؛ لأني حفظتك كتاب الله، فقبلها.
- لم يشهد جنازته أخوه الشريف المرتضى ولم يصلّ عليه، ومضى من جزعه عليه إلى مقابر قريش حيث مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، لأنّه لم يستطع النظر إلى تابوته.