حقائق سريعة
- صمم “كوخ” تجارب مفصلة في معمل بدائي وخطير يقع في غرفة خلفية من منزله، إذ قام بسحب عينة من دماء الحيوانات النافقة، وحقنها في فئران التجارب والخنازير والأرانب والكلاب والضفادع وحتى في الطيور. ليجد أن تلك الحيوانات نفقت من جَراء حَقنها بالدماء المُحملة بتلك الأجسام. وحين قام بتشريح تلك الحيوانات، وجد نفس الأجسام الغريبة في دمائها وغددها الليمفاوية والطحال. ليتوصل إلى استنتاجه الأهم: تلك الكائنات ليس فقط المُسبب الأساسي للمرض، ولكن لديها أيضًا القدرة على الانتقال وإحداث العديد من الوفيات.
- اكتشف “كوخ” أيضًا أن البيئات الرطبة والدافئة تُساعد تلك الكائنات على “الاستطالة”. وتُكسبها القدرة على التكاثر، وأثبت أيضًا أن التربة الملوثة بتلك الكائنات يُمكن أن تبقى سامة لسنوات طويلة. لذا؛ أوصى بحرق الحيوانات المُصابة أو دفنها في تربة باردة لمنع تكوين المستعمرات البكتيرية.
- كان كوخ في الثانية والثلاثين من عمره. حين بدأ “عصره الذهبي” في مجال علم الجراثيم وتأثيره على الطب.
- وأول من قام بنشر صور للبكتيريا. إذ ظهرت هذه الصور في عام ألفٍ وثمانِمئةٍ وسبعةٍ وسبعينَ. وبالتالي ، فإن الاستخدام الروتيني للمجهر الضوئي في دراسة البكتريا يعزى إلى حد كبير إلى جهوده..
- في عام ألفٍ وثمانمئةٍ واثنينِ وتسعين، تسببت الكوليرا في وفاة أكثر من ثمانيةِ آلافِ شخصٍ في هامبورغ. تم إنقاذ مدينة “ألتونا” المجاورة. وأشار كوخ إلى أن نظام ترشيح المياه قد تم تنفيذه في “ألتونا” بسبب “قذارة مياه الجداول والأنهار” لكن “هامبورغ” لم يحالفها الحظ فقد كانت مياهها “تبدو نظيفة”. وتمكن من إثبات أن ترشيح المياه كان يحمي “ألتونا” عن غير قصد من المرض.
معلومات نادرة
- دوّن التاريخ خلال القرن التاسع عشر تنافسا مذهلا بين كل من الطبيب وعالم البيولوجيا الفرنسي لويس باستور (Louis Pasteur) ونظيره الألماني روبرت كوخ (Robert Koch) حيث جاء هذا التنافس خلال فترة زمنية تميّزت بتدهور العلاقات بين فرنسا وألمانيا.
- لم يتوقف هذا التنافس بين الرجلين واستمر على الرغم من وفاتهما. فعام 1887، ساهم لويس باستور في تأسيس المعهد الذي حمل اسمه (معهد باستور) بباريس، وعام 1891 بعث روبرت كوخ معهدا حمل اسمه (معهد روبرت كوخ) ببرلين. وقد صنّف هذان المعهدان حينها كأول المعاهد المخصصة للأبحاث حول علوم الأحياء والميكروبات والأمراض واللقاحات.
روبرت كوخ.. المؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم ومكتشف جرثومة السل
1843- 1910/ ألماني
كان أول من ربط وجود البكتيريا بمرض معين، كما كان رائدًا في توضيح “دورة حياة” الجمرة الخبيثة
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد روبرت كوخ بتاريخ ١١ديسمبر عام ١٨٤٣في كلاوستال بالقرب من هانوفر بألمانيا ،لعائلة مكونة من عشرة أفراد وهو الفرد الثالث فيها.
في عمر الخامسة، تمكن الصغير من قراءة الجرائد بمفرده، وتعلم مبادئ الرياضيات.
وكان الطفل ينظر إلى والده باعتباره المثل الأعلى، وتمنى أن يغدو مهندسًا.
وفي التاسعة من عمره، وفي أثناء زيارة لعاصمة ولاية “هانوفر” الألمانية مع عمه، شاهد الطفل مستشفى كبيرًا، فقرر التعرف على علوم الطب والطبيعة.
الدراسة:
درس روبرت كوخ الطب في غوتينغن على يد الطبيب الألماني فريدريك جوستاف جيكوب وتخرج في عام ١٨٦٦.
قرر روبرت كوخ الذهاب إلى جامعة “جوتينجن” للحصول على درجة علمية في الطب، حيث حصل على جائزة بحثية عن دراسة لأحد الأمراض التي تُصيب الرحم، ما سمح له بالسفر مرة أخرى إلى هانوفر، والتعلم على يد الطبيب الأكثر شهرة في ألمانيا في ذلك الوقت “رودولف فيرشو”.
حيث تعلم “كوخ” على يد ذلك الطبيب تقنيات جراحية، وأساليب دراسة العدوى.
وبعد أن تزوج وكانت هدية زواجه مجهراً ضوئياً، قرر كوخ اختبار فرضية باستور الشهيرة والتي تقول ” أن البكتيريا يُمكن أن تُسبب تعفنًا”.
كما طور باستور طريقة لتعقيم الأجهزة التي كانت تُستخدم في الجراحة، ولا تزال تلك الطريقة تُعرف باسم طريقة البسترة نسبة إلى باستور.
وقد زاد من إصار كوخ على استقصاء فرضية باستو كون أستاذ علم التشريح “جاكوب هينل” في جامعة “جوتينجن” يدافع باستماتة عن فكرة “الملوثات المُعدية” التى جاء بها “باستور”.
الأعمال:
وبعد التخرج روبرت كوخ كضابط طبيب في الحرب الفرنسية البروسية.
ثم عمل في عدة مستشفيات، إضافةً لعمله محاضراً في جامعة برلين.
كرس كوخ حياته للبحث العلمي، وقد اكتشف نتيجة أبحاثه الكثيرة والحثيثة أن العضويات الحية المجهرية هي التي تسبب الأمراض المعدية، تلك الأمراض التي كانت تفتك بأوروبا.
وفي عام ١٨٧٦تم تكليف كوخ بالبحث عن مسبب الجمرة الخبيثة. حيث بدأ أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت المجهر، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعدادًا كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازدادَ ثقةً واطمئنانًا بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
وأعاد التجربة على حيوانات أخرى كالأبقار وتوصل إلى النتيجة نفسها وهكذا تيقن بأن البكتيريا هي التي تسبب الجمرة الخبيثة.
بالإضافة إلى اكتشافه البكتيريا المسببة لمرض السل، المرض الذي حير العلماء ،حيث اكتشف الجرثومة المسببة للسل عام 1882 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد، كما تمكن من استخلاص مادة التيوبركلين (Tuberculin) من جرثومة السل، وهي المادة التي تستخدم حتى اليوم في تشخيص مرض السل .
كما درس التهابات الجرح في الحيوانات ومن خلال تقنياته الجديدة في فحص البكتيريا، استطات تمييز مختلف الحالات المرضية مثل تسمم الدم، الغنغرينا، الخراج على المستوى المجهري.
كما نجح في وضع نظرية أن البكتيريا الموجودة لها أنواع مميزة، وكل نوع منها يُسبب متلازمة سريرية فريدة، وأثبت عدم جدوى التعميم حول كل الأمراض المعدية.
سافر روبرت كوخ إلى لندن، حيث عرض تقنية الاستنبات البكتيري إلى لويس باستور وجوزيف ليستر. وتم لاحقاً تطبيق تقنياته لزراعة البكتيريا بشكل واسع الانتشار.
بعدها تمت ترقية كوخ إلى كبير المسؤولين الطبيين. وبفضل تقنيه تلك، اكتشف مساعده فريدريش لوفلر ، الغدد العصوية والخناق. كما اكتشف تلميذه جورج جافكي عصية التيفود.
كما أنه درس الأوبئة في إفريقيا وآسيا، فقد قام كوخ بدراسة مرض الكوليرا في مستشفى الإسكندرية بمصر عام ١٨٨٣.
بالإضافة لبحوثه العلمية التي أجراها عام ١٨٩٠حول أمراض الدم المعدية في أفريقيا كالملاريا ومرض النوم، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في أفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
كما أجرى كوخ أبحاثاً هامة عن مرض الطاعون اللمفاوي في الهند واكتشف مرض الكوليرا الآسيوية.
وفي عام ١٨٩١قام بإنشاء معهد الأمراض المعدية أو معهد روبرت كوخ ببرلين، وأصبح مديره.
الحياة الشخصية:
وفي عام ألفٍ وثمانمائةٍ وستةٍ وستين تزوج روبرت كوخ. وكانت الهدية الأولى من زوجته “مجهرًا بصريًّا”.
الوفاة:
توفي روبرت كوخ في بادن بادن في 27 مايو 1910 بعد اصابته باحتشاء في عضلة القلب.
وتم حرق جثته ووضع رفاته في ضريح في الجناح الغربي للمعهد الذي أسسه.
الأقوال:
- “إذا كانت جهودي قد حققت نجاحًا أكبر من المعتاد، فإن ذلك يرجع في اعتقادي إلى حقيقة أنني وفي أثناء رحلتي في مجال الطب، انجرفت لمسارات حيث كان “الذهب” لا يزال “مرميًا” على جانب الطريق. تطلَّب الأمر بعض الحظ حتى تمكنت من التمييز بين الذهب ونفايات المعادن، ولكن هذا كل شيء”.
الجوائز والتكريمات:
- حصل روبرت كوخ على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لاكتشافه البكتيريا المسببة للسل الرئوي لعام 1905.
- واحتفى محرك البحث العالمي جوجل، بذكرى ميلاد روبرت كوخ Robert Koch في 11 ديسمبر 1843.
المصادر:
- https://www.scientificamerican.com/arabic
- https://ar.wikipedia.org
- https://www.almrsal.com/post/215781
- https://www.almasryalyoum.com/news/details/1229856
- https://www.youm7.com
حقائق سريعة
- صمم “كوخ” تجارب مفصلة في معمل بدائي وخطير يقع في غرفة خلفية من منزله، إذ قام بسحب عينة من دماء الحيوانات النافقة، وحقنها في فئران التجارب والخنازير والأرانب والكلاب والضفادع وحتى في الطيور. ليجد أن تلك الحيوانات نفقت من جَراء حَقنها بالدماء المُحملة بتلك الأجسام. وحين قام بتشريح تلك الحيوانات، وجد نفس الأجسام الغريبة في دمائها وغددها الليمفاوية والطحال. ليتوصل إلى استنتاجه الأهم: تلك الكائنات ليس فقط المُسبب الأساسي للمرض، ولكن لديها أيضًا القدرة على الانتقال وإحداث العديد من الوفيات.
- اكتشف “كوخ” أيضًا أن البيئات الرطبة والدافئة تُساعد تلك الكائنات على “الاستطالة”. وتُكسبها القدرة على التكاثر، وأثبت أيضًا أن التربة الملوثة بتلك الكائنات يُمكن أن تبقى سامة لسنوات طويلة. لذا؛ أوصى بحرق الحيوانات المُصابة أو دفنها في تربة باردة لمنع تكوين المستعمرات البكتيرية.
- كان كوخ في الثانية والثلاثين من عمره. حين بدأ “عصره الذهبي” في مجال علم الجراثيم وتأثيره على الطب.
- وأول من قام بنشر صور للبكتيريا. إذ ظهرت هذه الصور في عام ألفٍ وثمانِمئةٍ وسبعةٍ وسبعينَ. وبالتالي ، فإن الاستخدام الروتيني للمجهر الضوئي في دراسة البكتريا يعزى إلى حد كبير إلى جهوده..
- في عام ألفٍ وثمانمئةٍ واثنينِ وتسعين، تسببت الكوليرا في وفاة أكثر من ثمانيةِ آلافِ شخصٍ في هامبورغ. تم إنقاذ مدينة “ألتونا” المجاورة. وأشار كوخ إلى أن نظام ترشيح المياه قد تم تنفيذه في “ألتونا” بسبب “قذارة مياه الجداول والأنهار” لكن “هامبورغ” لم يحالفها الحظ فقد كانت مياهها “تبدو نظيفة”. وتمكن من إثبات أن ترشيح المياه كان يحمي “ألتونا” عن غير قصد من المرض.
معلومات نادرة
- دوّن التاريخ خلال القرن التاسع عشر تنافسا مذهلا بين كل من الطبيب وعالم البيولوجيا الفرنسي لويس باستور (Louis Pasteur) ونظيره الألماني روبرت كوخ (Robert Koch) حيث جاء هذا التنافس خلال فترة زمنية تميّزت بتدهور العلاقات بين فرنسا وألمانيا.
- لم يتوقف هذا التنافس بين الرجلين واستمر على الرغم من وفاتهما. فعام 1887، ساهم لويس باستور في تأسيس المعهد الذي حمل اسمه (معهد باستور) بباريس، وعام 1891 بعث روبرت كوخ معهدا حمل اسمه (معهد روبرت كوخ) ببرلين. وقد صنّف هذان المعهدان حينها كأول المعاهد المخصصة للأبحاث حول علوم الأحياء والميكروبات والأمراض واللقاحات.