أمنحتب الثالث.. أحد أعظم حكام مصر على مر التاريخ

ت 1500 ق.م /مصري

تمتعت مصر في عهده بالسلام والهدوء والرفاهية ،لم يقم بالكثير من الحملات العسكرية ومن أعظم آثاره تمثالي ممنون في طيبة الغربية.

الولادة والنشأة:

ولد أمنحتب الثالث في القرن السادس عشر قبل الميلاد ولم يتم معرفة تاريخ ميلاده على وجه التحديد إلا أنه عاش في الفترة الممتدة من عام 1391 قبل الميلاد إلى عام 1351 قبل الميلاد أيضًا، إسمه أمنحتب أو “أمون حتب”  ويعنى إسمه آمون سعيد.والده هو الملك تحتمس الرابع ،ووالدته هي موت إم ويا ،كانت زوجة ثانوية للملك.

الأعمال:

تولى أمنحتب الثالث العرش بعد وفاة أبيه الملك تحتمس الرابع كان في سن الثانية عشرة تقريبًا، وقد ورث إمبراطورية كبيرة كانت في قمة المجد والثراء والقوة عن أجداده الملوك الفاتحين العظام أمثال أحمس الأول وتحتمس الأول وتحتمس الثالث وأمنحتب الثانى وتحتمس الرابع.

وتمتعت سنوات حكمه في معظمها بالاستقرار والرخاء وازدهار العلوم وباتت مصر قبلة للمرضى من أنحاء العالم القديم لتلقى العلاج من أطبائها المشهورين.

وكذلك لم تشهد سنوات حكمه الكثير من الحروب، باستثناء بعض الثورات في بلاد النوبة جنوبًا، إلا أنه تمكن من القضاء على المتمردين هناك ووسع حدود دولته حتى الشلال الرابع،وقد  خلَّد تذكار تلك الحملة على الصخور بالقرب من جزيرة كونوسو في أرض النوبة.

كما تميز عهد أمنحتب الثالث بأنه عهد توسيع الاتصالات الدبلوماسية بدلاً من الحملات العسكرية. أما حملاته الناجحة في النوبة فتعد أهم تدخل عسكري له.

أما في مجال العمارة فقد بنى أمنحتب الثالث عدة معابد في طيبة. كما بنى الصرح الثالث لمعبد آمون المعبد الرئيسي في الكرنك ،كما عثر على آثار له فى الدلتا وطرة وفي بنها ومنف والجيزة والكاب وأرمنت وأيضا فى سيناء.

ومن آثار أمنحتب الثالث تمثالان جالسان يعرفان باسم تمثالى ممنون فى طيبة الغربية، تم نحتهما من قطعة واحدة من الحجر الرملى الأحمر ويبلغ ارتفاعه 15 مترا بدون القاعدة وقد أقامهما المهندس أمنحتب بن حابو، وكان التمثالان يزينان واجهة معبده الجنائزى، الذي دُمر بالكامل وهما الآن قائمان بجانب الطريق المؤدي إلى المعابد الملكية ومقابر الملوك الموجودة بالجبانة. أيضاً أصدر أمنحتب الثالث العديد من الجعارين التذكارية نعرف منها خمس.

أمتلكت مصر في عهد أمنحتب الثالث أسطولاً عظيماً من سفن مصنوعة من خشب الأرز جاوز عددها الـ200 سفينة، استخدمها في الحرب والسلم برحلاته الاستكشافية.

بالإصافة لذل اشتهر أمنحتب برحلاته وبعثاته الاستكشافية عبر البحار، والتي أطلق عليها رحلات البحث والمعرفة، فقد أرسل أمنحتب بعثاته المشهورة مزودة بجنود البحر الأشداء ورجال المعرفة وقد انطلقت رحلته الأولى لتقتفي أثر الشمس في مدارها ومسيرتها نحو الغرب عبر البحر الأبيض، وصلت الرحلة إلى شاطئ المحيط الأطلسي، وكان أول أسطول بحري في تاريخ البشرية ينزل إلى شاطئ الأطلسي وقد اندثرت أخبار البعثة التي لم ترجع إلى وادي النيل.

الحياة الشخصية:

عرف عن أمنحتب الثالث تعدد زيجاته، والعديد منها كانت زيجات دبلوماسية.

ففي السنة الثانية لحكمه تزوج من الملكة تِيْيِ التي لم يكن لها أصول ملكية إلا أن والدها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة، وأنجبت له خليفته أمنحتب الرابع.

وقد أشتهر أمنحتب بحبه الشديد للملكة تيي، فمن أجلها  أمر بإنشاء بحيرة شاسعة وقارب ذهبي، للتنزه فيها، ومن أجلها أمر بإقامة معبد كرسه لعبادتها في منطقة صادنقا على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا، ومن أكثر الشواهد على هذا الحب تمثال عملاق للملك تجلس إلى جواره محبوبته تيي بنفس الحجم، في إشارة فنية على علو الشأن وعظمة الحب.

ايضاً أطلق على محبوبته العديد من الألقاب التي تدل على مدى عشقه لها، منها”ابنة الملك، سيدة الأرضين”.

ايضاً كان له زيجات دبلوماسية من أميرات أجنبيات مثل الأميرة جلوخيبا بنت ملك متنى وأميرة نهرين، وتزوج من أخته إيزيس وفى العام الثلاثين من أخت أخرى له تدعى ست آمون، وقد رزق بستة من الأبناء منهم ولدان هما تحتمس وهو الأبن الأكبر ومات في حياته وأمنحتب الرابع، وأربعة بنات.

الوفاة :

توفي أمنحتب الثالث في عام 1500ق.م وهو في سن الخمسين بعد أن حكم لمدة 38 عاماً، ويعتقد أن وفاته كانت بسبب مرض غير معلوم، وقد تم إكتشاف المقبرة التى أعدها لنفسه في عام 1799 وهى المقبرة رقم 22 بوادى الملوك، وقد كانت فارغة والجدران مهدمة بفعل الضغط والعوامل الجوية ولم يعثر على موميائه بداخلها حيث وجدت موميائه في خبيئة بالقرب من الدير البحرى تم إخفاؤها بواسطة الكهنة وتم اكتشافها في عام 1881.

الأقوال:

أشار الدكتور حسين عبد البصير في كتاب “الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون”:

“إن مصر القديمة كانت محظوظة بوجود ملك مثل الفرعون الشمس الملك الأشهر أمنحتب الثالث بين ملوكها من البنائين العظام، وقد كان الفرعون الشمس الملك الأشهر أمنحتب الثالث محظوظًا أيضاً بحكم دولة عظيمة كمصر سيدة العالم القديم فى ذلك العصر: عصر الإمبراطورية، والتى منحته شهرة لا يضاهيه فيها كثير من حكام مصر من الفراعنة الخالدين على وجه الزمن المتغير دومًا”.

المصادر:

• https://m.marefa.org
• https://daily.rosaelyoussef.com
• https://mawdoo3.com
• https://arwordshub.com
• https://ar.m.wikipedia.org
• https://m-youm7-com.cdn
• https://m-akhbarelyom-com
• https://www-masrawy-com