نمر بن عدوان… شاعر فذ وهو أول من تعلم القراءة والكتابة على مستوى البادية الأردنية

1745- 1823/ أردني

شاعر كبير عرف بنبله وكرمه وشجاعته، ساعدته سائحة فرنسية على تلقي التعليم، فجع بوفاة حبيبته فتحول معظم شعره إلى الرثاء

الولادة والنشأة:

ولد نمر بن عدوان واسمه الكامل نمر بن قبلان بن نمر الأول بن حمدان بن عدوان بن فايز بن حمود بن شهيل بن فواز بن حمود بن عدوان العدواني، في عام 1745، ويقال أن إسمه عند ولادته كان عبد العزيز ثم تغير إلى نمر فيما بعد.

ينتمي بن عدوان إلى عشائر العدوان. وقد توفي والده عندما كان في سن صغيرة، لذلك نشأ وترعرع في ظل عمه بركات، والذي تزوج بأمه بعد وفاة والده.

الدراسة:

تلقى نمر بن عدوان تعليمه في مدارس القدس، حيث كان التعليم نادراً في ذلك الوقت، إلا أن نمر كان محظوظاً حيث شاهدته سائحة فرنسية زارت المنطقة التي يعيش بها نمر في ذلك الوقت، فأعجبت بشخصيته وقامت بتعليمه في تلك المدارس لمدّة خمس سنوات، وبعد ذلك  درس في الأزهر الشريف لمدّة ست سنوات، وعند عودته إلى قبيلته كان قد بلغ سن الـ ثمانية عشر عاماً.

الأعمال:

كان للشاعر نمر بن عدوان دور بارز في تثبيت سلطة عشيرة العدوان في مدينة البلقاء، في واقعة مرج أبو عيشة قرب حسبان، وقد بقي الزعيم الكبير للبلقاء إلى أن تنازل لابن عمه حمود بن صالح العدوان.

تميز الشاعر نمر بن عدوان بالشهامة والإخلاص والفروسية والشجاعة ،فكان فارس أصيل لخيله ،كما كان يتقن استخدام العديد من أنواع الأسلحة، وخصوصاً البندقية التي كانت السلاح الأول الذي قام باقتنائه عندما قامت المستشرقة الفرنسية بإهدائه إياها.

عمد نمر بن عدوان إلى توثيق الأحداث التي عاشها على شكل قصائد شعرية غنية بالمفردات والمعاني التي تلامس القلب، ويوجد العديد من القصائد الشعرية التي تنسب إليه.

تميز شعره بالمواضيع المتنوعة، ومنها: الفخر، والغزل، وذكر الله، والرثاء، وخاصةً عندما رثى زوجته ضحى،لذلك لقب بأمير شعر الأردن في البادية.

بعد وفاة  زوجته ضحى تحول بن عدوان إلى كتابة  الشعر في رثاء زوجته، حيث تغيرت أحواله وتحول شعره للنمط الحزين المجروح المُؤثر، فكان شعره الحزين من أفضل ما نظّم الشاعر نمر بن عدوان في حياته كلها.

وقد اشتهرت أشعاره وانتشرت على نطاق واسع ،وبعض  أشعاره تم ترجمتها إلى اللغة الألمانية لما لقصته من وقع حزين، بعد تحوله من الحياة السعيدة الهانئة للحياة الحزينة المؤثرة بعد فقدان زوجته الحبيبة.

لم يتم العثور على أي من أشعاره مدونة في كتب أو أوراق، فقد كان شعره محفوظًا في الصدور للوقت الذي ترجمه المستشرقين للغات أُخرى ودونوه.

تميزت أشعار بن عدوان باللهجة النبطية البدوية الرزينة، وقيل بأن شعره كان باللهجة النجدية، إلا أن الأقوال متضاربة حول ذلك.

وقد نظّم الكثير من القصائد في حُب الله وذِكره، بجانب قصائد الغزل والحب والرثاء، ومن قصائده قصيدة البارحه يوم الخلايق نياما والتي يقول فيها:

البارحـه يــوم الخـلايـق نيـامـا

بيحت مـن كثـر البكـا كـل مكنـون

قمت اتوجد وانثـر المـاء علـى مـا

من موق عين دمعهـا كـان مخـزون

ولـى ونـة مـن سمعهـا ماينـامـا

كني صويب بيـن الأضـلاع مطعـون

وإلا كمـا ونـت كسـيـر السـلامـا

خلـوه ربعـة للمعـاديـن مـديـون

في ساعـة قـل الرجـا والمحامـا

في ما يطالـع يومهـم عنـه يقفـون

وإلا كمـا ونـت راعبـيـة حمـامـا

غـاد ذكرهـا والقوانيـص يرمـون

تسمـع لهـا بيـن الجرايـد حطامـا

من نوحها تدعـي المواليـف يبكـون

الحياة الشخصية :

تزوج الشاعر نمر بن عدوان من أربع نساء، زوجته الأولى هي وضحى فلاح التي أحبها حباً شديداً، وقد نتج عن زواجه بـ وضحى الكثير من الإشكاليات، وذلك لأنَّ زوجته كانت من عشيرة بني صخر والتي كانت خارج حلف العدوان، وقد بقي معها 20 عاماً ورزق منها ثلاثة أبناء، وقد توفيت وضحى وهو في قمة سعادته معها، فتحولت حاله من حال إلى حال بعد وفاتها، وقال فيها الكثير من قصائد الرثاء.

بعد وفاة وضحى تزوج بأختها “وطفة” ورزق منها بولد لم يعش طويلاً إلا أنه لم يرتح معها فتركها وعادت إلى أهلها.

ثم تزوج فتاة من قبيلة الشرارات تسمى “صيتة” وكان يناديها رهيفة وقد سعت لتحتل مكان وضحى في قلب نمر إلا أن نمر تركها دون طلاق وأحسن معاملتها وأكرمها حتى كبر أبنها من زوج آخر وترك المنطقة وهاجر بأمه إلى مكان آخر.

أما  الزوجة الرابعة فكانت جارية من قبيلة بني صخر .

ورغم أنه تزوج أربع نساء إلا أنه لم يجمع بين زوجتين معاً.

وقد رزقبن عدوان بعشرةً من الأولاد هم: عقاب، وعبد العزيز، وسليمان، وفارس، وسلطان، وسبيب، وفندي، وباكير، وفاضل، ومسلط.

الوفاة:

توفي نمر بن وردان في عام 1823 في منطقة ياخور في الأردن بعد أن أصيب بمرض شديد، وزاره العديد من معارفه، وقد أوصى زواره بكتابة الأبيات التالية على قبره:

تنقلك المنايا مـن ديـارك

وتحطك بديار غـيـر دارك

دود القبر يرعى بعيونـك

واعيون الناس ترعى بديارك

ما تقدر تـرد الـدود عنـك

أو لا تحرز تحامي عن ديارك

الأقوال:

قال نمر بن عدوان في رثاء زوجته وضحى بنت فلاح السبيله:

    يا عقاب يا ابوي يا قرة العين               عساك واخوانك تظلوا ابصفاتي

        افتح لنا قبر الحبيب وْ دلين                    لا يا منى عيني وْ هذا شفاتي

لنك فتحت القبر حطن وخلين               يجزيك ربي بسرور وهناةِ

         بالهرمزي تجد ليلا بلا غين                 هذا القمر يا ضي والكواكب اسراة

        الي حديثه لون جني البساتين               تقطف ورد من روس حمر الشفاةِ

              أشهد شهادة عند طلعات الارواح                        عواد إن بيت الشعر يفتخر بيه

المصادر:

• https://sotor.com
• https://www.almrsal.com
• https://mawdoo3.com
• https://www.i7lm.com
• https://hyatok.com
• https://ar.wikipedia.org