يحيى حميد الدين.. مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية

1869- 1948/ يمني

إمام اليمن من عام 1904م وحتى عام 1948 عمل خلالها على توحيد البلاد وإنشاء المؤسسات التعليمية والحكومية والعسكرية، كما وفر العدل، والأمن، والقضاء والمال العام وعمل على احترام الدولة

الولادة والنشأة:

ولد الإمام يحيى ابن الإمام منصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسماعيل بن حميد الدين.

وقد نشأ في بيئةٍ شبيهةٍ لبيئة أسلافه من الأئمة، وبعيدةً عن اختلاط المعارف والثقافات الغربية.

الدراسة:

حرص والده الإمام منصور على تدريسه العلم والفضائل، وحبب إليه ذلك  حتى أصبح عالمًا. وعندما السادسة كلف بتدريسه مجموعة الشيوخ والأساتذة الأفضل في ذلك العصر، منهم، لطف الباري محمد بن شاكر، وأحمد بن عبد الله بن محسن القحيطا المعروف بالجنداري، وعبد الله بن أحمد المجاهد، وعبد الوهاب بن محمد أحمد المجاهد، وغيرهم.

درس يحيى حميد الدين الفرائض وأصول الأحكام وعلم الحديث والنحو والفقه وغيره، وعندما أصبح في العشرين من العمر احتلّ مكانةً مرموقة بين الأدباء والنبلاء، كما شارك في العديد من المحاورات الأدبية مع عدد من العلماء.

الأعمال:

بعد وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، وأخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالباً منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه.

ولكن الدولة العثمانية لم تعترف بإمامته على اليمن، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. وانتهى القتال عام 1911 باعتراف العثمانيين به إماماً على اليمن، وتم توقيع صلح دعان في 9 أكتوبر 1911 بينه وبين ممثل الحكومة العثماني، وأقر بفرمان عثماني في 1913، وقد نصت مواد الاتفاقية صراحةً بأنّ اليمن ولاية تابعة للسلطنة العثمانية، وأنّ يعترف الإمام يحيى بالحق الشرعي للسلطنة على اليمن.

وبعد سقوط الدولة العثمانية أصبح يحيى حميد الدين حاكم شمال اليمن، وحاول بسط نفوذ المملكة المتوكلية على باقي اليمن فخاض حروباً ضد سلاطين جنوب اليمن المرتبطين بالإنجليز، وكان جيشه على بعد خمسين كيلو متراً من عدن فتدخل البريطانيون أخيراً وقصفوا قعطبة وتعز بالطائرات لمدة خمسة أيام.

وبسبب ذلك قرر الإمام يحيى أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926، كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928م.

أما رد الإنجليز على تحركات الإمام فلم يتأخر فأعلنوا عليه الحرب عام 1928 م، حيث استخدم الإنجليز الطائرات الحربية، وانتهت بهزيمة الإمام وإجباره على الدخول في مفاوضات انتهت بمعاهدة عرفت بمعاهدة الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا في 11 فبراير 1934.

وفيما بعد انسحب الإمام من مناطق المحميات التي دخلها. ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا، إلا أنه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاماً قادمة، وهي مدة الاتفاقية، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية.

أعمال الإمام يحيى الداخلية:

قام يحيى حميد الدين بتعديلات في نظام الحكم، فاستبدل أمير اللواء ب«المتصرف»، والعامل ب«القائم مقام»، وفصل «قضاء إب» من «لواء تعز» وجعله مرتبطاً بلواء ذمار، ثم بصنعاء مباشرة، وزاد في عدد الألوية، فجعل بلاد صعدة لواء عرف ب«لواء الشام»، وكان حاكمه يدعى ناظرة الشام.

كما استحدث «لواء ذمار» وربط به «قضاء إب» كما ربط به «قضاء زبيد» وكذلك وصاب العالي ووصاب السافل وعتمة، ثم ربط به أيضاً «بلاد البيضاء» بعد امتداد نفوذ الإمام إليها سنة 1342هـ، ولم يلبث هذا اللواء بهذا الإتساع الا فترة قصيرة، كان أمير هذا اللواء عبد الله الوزير فلما عينه الامام يحيى في أعمال أخرى، ففصل عنه «قضاء إب» وربطه بصنعاء، وفصل عنه عتمة، وأعيد «قضاء زبيد» إلى «لواء الحديدة» كما كان، وجعلت «قضاء البيضاء» قضاء مستقلاً مرتبطاً بالعاصمة، حتى لم يبق منه إلا قضاء ذمار فقط، فتولى ادارته شقيقه الأكبر محمد بن أحمد الوزير، كما ربطت «ذمار» نفسها ب«لواء صنعاء».

وفي 1921  أستحدث الإمام يحيى حميد الدين «لواء حجة» بعد أن أضاف إليه «قضاء حجور» والشرفين وناحية كُحلان، وناحية الأهنوم، وحبور، والسودة، وقد كلف به إبنة الأكبر أحمد، بعد أن قضى على تمرد محسن بن ناصر شيبان، ثم ضم إليه «قضاء ميدي» وناحية عبس، بعد امتداد نفوذ الإمام إليها.

أرسل الإمام يحيى حميد الدين ابنه الحسن والياً على إب وجعلها مركز لواء، وضم إليها «قضاء العدين» و«قضاء ذي السفال»، وكانا تابعين لـ «لواء تعز»، كما ضم إليها «قضاءيريم» وقضاء النادرة وقعطبة.

وكذلك وسلخ من قضاء رداع «مخلاف الحبيشية وبعض مخلاف الرياشية» وجعلهما ناحية مركزها دمت، وأضافها إلى «لواء إب» وأخذ بعض عزل من يريم، وبعض عزل من مغرب عنس، وبعض عزل من حبيش، وجعلها ناحية عرفت ب«ناحية القفر» وكان مركزها ربابة، ثم نقل المركز إلى رحاب احية، مركزها الرضائي، ومخلاف بعدان إلى ناحية مركزها العزلة، وجعلهما تابعين لـ «لواء إب» مباشرة.

وبالإضافة لكل ذلك أسس الإمام يحيى أول نواة لجيش مكوّن من جماعات المقاتلين النظاميين من بقايا عساكر الضبطية اليمنية والجندرمية التركية الذين اختاروا البقاء، بالإضافة إلى الجنود الذين تمّ جمعهم من القبائل اليمنيّة.

كما أعاد فتح المدارس الحربية وتعيين المعلمين والمحافظين والخَدم فيها. وأعادة تشغيل مصنع الأسلحة الذي كان قد أُسس في صنعاء على يد العثمانيين.

وكذلك أعاد إعمال وسائل الاتصال على اختلافها نظراً لأهميتها في إيصال الرسائل العاجلة وإنقاذ الأوامر، فاهتم بالتلغراف وكل ما يلزمه من أدوات وتمديدات لازمة لتشغيله.

الحياة الشخصية:

تزوج الإمام يحيى حميد الدين ورزق بأبناءه أحمد، محمد، الحسن، الحسين، علي، المطهر، إبراهيم، عبد الله، العباس، إسماعيلر القاسم، يحيى، المحسن، و عبد الرحمن.

الوفاة:

قامت الثورة الدستورية اليمنية في 17 فبراير 1948 عندما قام عدد من ضباط الجيش ومشايخ القبائل أبرزهم شيخ مشايخ قبيلة مراد المذحجية الشيخ علي بن ناصر القردعي، ذو العلاقة السيئة بالإمام يحيى، والضابط عبد الله الوزير، ونجل الإمام يحيى، إبراهيم يحيى حميد الدين بمحاولة انقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد عام 1948، حيث قتل الإمام برصاصة من بندقية الشيخ علي بن ناصر القردعي في منطقة حزيز جنوبي صنعاء. وكات قد تجاوز الثمانين، و دفن بجوار مسجد جامع الرحمة بصنعاء.

الأقوال:

من أقوال الإمام يحيى حميد الدين:

• “أرادوها نهاية فكانت البداية، ونبقى هاشميون على نهج أسلافنا من أئمة آل البيت، لانتغير، نرفض الخنوع وطأطأة الرؤوس، ونرفض الظلم، ونعري الفساد، وندعوا للحرية والعدالة، رضي من رضي وأبى من أبى”.

المصادر:

• https://teb21.com/
• https://mawdoo3.com/
• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.shabwaah-press.info/