أنتوني هوبكنز.. أحد أعظم الممثلين وأعظم شرير في هوليوود

1937- / بريطاني- أمريكي

يجيد ربط جميع تفاصيل القصة بشخصيته، وتتعاطف معه سواء أكان في الجانب الأبيض أم الأسود من صراع الخير والشر، ويتقن الأدوار الفلسفية على نحو لا يمكن مقارنته بأحد.

الولادة والنشأة:

ولد السير فيليب أنتوني هوبكنز في 31 ديسمبر 1937 في بورت تالبوت مقاطعة ويلز في بريطانيا حيث عاش طفولته فيها. كان والده ريتشارد هوبكينز يعمل خبازاً، أما والدته موريل بيتس- فهي قريبة الشاعر الايرلندي ويليام بتلر بيتس.

الدراسة:

عانى أنتوني هوبكينز من عسر القراءة ولذلك لم يكن مهتماً بالدراسة، فقد أحبّ الرسم والعزف على البيانو بدلاً من الحصص الدراسية.

وفي عام 1949 أرسله والداه إلى مدرسة ويست مونماوث للبنين لتعليمه بعض الانضباط لكنه ترك المدرسة بعد عدة أشهر.

– ثم تلقّى انتقل للدراسة بعدها في مدرسة غراند كوبرريدج.

وفي عمر الـ 15 التحق هوبكينز بالكلية الملكية الويلزية للموسيقى والدراما، وذلك بعد أن التقى السيد ريتشارد بيرتون.

الأعمال:

بعد أن تخرج أنتوني هوبكينز من الكلية الملكية عام 1957، قضى عامين في الجيش البريطاني، وبعدها انتقل إلى لندن لبدء التدريب في الأكاديمية الملكية للفن الدرامي، وهناك عمل وتدرّب لعدة سنوات.

وفي عام 1965 تبناه الممثل الأسطوري السير لورانس أوليفييه حيث دعاه للانضمام إلى المسرح الوطني الملكي وأن يكون بديلاً له. وقد كتب السير لورانس أوليفييه في مذكراته – اعترافات ممثل- (” كان هناك ممثل شاب جديد واعدٌ بشكل استثنائي يدعى أنتوني هوبكنز، كان هو البديل الجاهز عني، ومع ذلك أخذ دور إدغار مثل قطة أمسكت فأرًا بين أسنانها”).

وعندما أضطر أوليفييه للتخلي عن دوره بسبب التهاب الزائدة الدودية خلال إنتاج مسرحية (رقصة الموت) عام 1967 تقدم هوبكنز بدلاً منه وأبهر الجميع بأدائه.

أما أول ظهور لهوبكنز لأول مرة بشكل احترافي على المسرح فكان في بالاس سوانسي عام 1960 بمسرحية (Have A Cigarette)  من إنتاج سوانسي ليتل ثياتر.

وبصفته وريث أوليفييه في عرش التمثيل البريطاني، امتلك هوبكنز القدرة والإمكانية للانتقال إلى شاشة التلفزيون ومن ثم السينما التي كانت طموحه الأساسي. حيث بدأ عام 1967 على الشاشة الصغيرة بـمسرحية (A Flea in Her Ear) من إنتاج BBC. وعام 1968 قدّم دور ريتشارد الأول في فيلم (The Lion in Winter).

وطوال فترة السبعينات عمل هوبكينز في السينما وعلى خشبة المسرح على حد سواء ليجذب اهتمام بالغ على العمل المزدوج، وكرّس المزيد من الاهتمام لتطوير مواهبه للتلفزيون والسينما.

وعام 1974 لعب دور البطولة في فيلم (Peter Shaffer’s Equus) من إنتاج برودواي. ثم شارك عام 1980 في فيلم الرجل الفيل، وهو فيلم عن السيرة الذاتية لجوزيف ميريك، الرجل المشوه بشدة في لندن في القرن التاسع عشر، وقد نجح نجاحًا تجاريًا وتم ترشيحه لثمانية جوائز أوسكار بما في ذلك أفضل فيلم.

وفي عام 1991 لعب دور البطولة في فيلم صمت الحملان (Silence of the lambs) مع الممثلة جودي فوستر، واستعداداً لدوره درس السير هوبكينز ملفات لقتلة متسلسلين، كما قام بزيارة السجون ودرس القتلة المدانين، وكان حاضراً في بعض جلسات المحكمة بشأن القتلة العنيفين والقتل المتسلسل، ومع أن هوبكينز ظهر في 21% فقط من الفيلم  فإن لقطاته لا يمكن أن تنسى وطغت على كل شي في الفيلم.

الأوسكار الأول:

وقد قالت جودي فوستر أنها عن لقاءه الأول له ونظرها إليه شعرت كأنه (العارف بكل شيء) لأن هوبكينز كان قد حضّر لهذه الشخصية بشكل مبالغ به وأتقنها بطريقة لا توصف. وقد حقق هوبكينز جائزة الأوسكار عن هذا الفيلم وجائزة الـ BAFTA كأفضل ممثل رئيسي.

وعام 1992 شارك في فيلم دراكولا (Bram Stoker’s Dracula)، وهو فيلم رعب تم إنتاجه في الولايات المتحدة من إخراج فرانسيس فورد كوبولا، وفاز الفيلم بأوسكار أفضل مستحضرات تجميل.

وفي عام 1993 شارك هوبكينز في فيلم بقايا اليوم (The Remains of the Day) وهو فيلم درامي.

أما عام 1993 فقد لعب دور البطولة في فيلم السيرة الذاتية (Shadow lands)، وتم تقديره لتصويره الحساس والمؤثر لأكاديمية أكسفورد CS CS Lewis، وأكسبه هذا الفيلم جائزة البافتا لأفضل ممثل في دور رئيسي.

وعام 1994 قدم فيلم أساطير الخريف (Legends of the Fall) وهو فييلم درامي تاريخي أمريكي ملحمي من إخراج إدوارد زويك،  وشاركه البطولة براد بيت وأيدان كوين وجوليا أورموند وهنري توماس، وقد أخذت قصة الفيلم من رواية صدرت عام 1979 وتحمل نفس العنوان لجيم هاريسون.

– ثم لعب أنتوني هوبكينز عام 1995 دوراً رائعاً في فيلم (Nixon) وهو فيلم عن السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إذ يروي الحياة السياسية والشخصية له.

وعام 1997 لعب هوبكينز دور البطولة مع العالمي مورغان فريمان في فيلم “صداقة ” AMISTAD، وهو فيلم درامي تاريخي عن قصة واقعية لإحدى أهم قضايا تجارة العبيد في أفريقيا، والفيلم من إخراج ستيفن سبيلبرغ.

– كما شارك أيضاً في عام 1997 بطولة فيلم (The Edge) مع أليك بالدوين و الدب بارت، وهو دب كودياك مدرب ظهر في عدة أفلام هوليودية، ويتحدث الفيلم عن البقاء على قيد الحياة. وهو من اجمل وافضل أفلام انطوني هوبكنز.

وعام 1998 شارك هوبكيز في فيلم الأكشن (The Mask of Zorro) إلى جانب كل من أنطونيو بانديراس وكاثرين زيتا جونز وستيوارت ويلسون. وعام 1999 لعب دور البطولة في فيلم (Instinct).

أما عام 2001 فكان له دور البطولة الشهير في فيلم (Hannibal) المقتبس من رواية توماس هاريس التي تحمل نفس الاسم ، ويعتبر متمم  لفيلم (Silence of the lambs).

وقد استقبل الجمهور الفيلم بحفاوة شديدة مكنته من جمع 352 مليون دولار من الإيرادات حول العالم. وهو ما يقترب من أربعة أضعاف ميزانية الإنتاج التي بلغت 87 مليون دولار، وقد حصل الفيلم على جائزة أكاديمية أفلام الخيال العلمي والخيال والرعب لأفضل ماكياج، كما ترشح لثلاثة جوائز أخرى من نفس الأكاديمية هي جوائز أحسن فيلم رعب وأحسن ممثل وأحسن ممثلة.

وعام 2002 شارك هوبكينز في فيلم (Red Dragon) وهو مقتبس عن رواية التنين الأحمر من تأليف توماس هاريس أيضاً.

في عام 2004 قدم فيلم  (Alexander) وهو ملحمة تاريخية تحكي قصة الاسكندر الكبير، يستند الفيلم في أغلب أحداثه على كتاب الإسكندر الكبير المكتوب من قبل الكاتب المؤرخ (روبن لين فوكس)، وقد أثار الفيلم جدلاً كبيراً وتعرض للانتقادات الكثيرة وللسخرية كما أنه فشل في شباك التذاكر في أمريكا لكنه حقق نجاحاً أكبر على الصعيد الدولي. وعام 2005 قام ببطولة فيلم السيرة الذاتية (أسرع هندي في العالم).

ثم عاد للنجاح الكبير عام 2011 في فيلم (Thor). وعام 2012 لعب دور البطولة في فيلم (Hitchcock) وهو فيلم كوميديا ودراما ويحكي عن علاقة المخرج ألفريد هتشكوك وزوجته أثناء عمله على فيلم (سايكو) الذي يعد أحد أفضل أفلام الرعب في تاريخ صناعة الأفلام.

وفي عام 2015 لعب دور البطولة في فيلم (The Dresser). وفي العام التالي لعب دور البطولة في مسلسل قناة HBO التلفزيوني (West World).

و عام 2017 شارك هوبكينز في فيلم الخيال العلمي (Transformers: The Last Knight) وهو خامس إصدار لسلسلة أفلام المتحولون.

وشارك عام 2020 في فيلم (The Father) وقد جسّد فيه دور رجل مصاب الخرف، وعنه فاز هوبكينز بجائزة أوسكار أفضل ممثل. كما حاز الفيلم على ست ترشيحات لجوائز الأوسكار وفاز فلوريان زيلر بجائزة أوسكار أفضل سيناريو.

وعام 2021 انضم هوبكينز إلى فريق فيلم (The Son) وهو عمل يستكمل فيلم (The Father).

الحياة الشخصية:

تزوج أنتوني هوبكنز من بترونيلا باركر بين عامي 1967 -1972 ولهما ابنة واحدة، أبيجيل هوبكنز.

ثم تزوج للمرة اثانية من جنيفر لينتون في الفترة 1973 إلى 2002. وبعدها تزوج في عام 2002 من ستيلا أرويف المولودة في كولومبيا.

الجوائز والتكريمات:

حصل أنتوني هوبكينز على الكثير من الترشيحات والجوائز خلال مسيرته السينمائية الحافلة، منها:

• جائزة تلفزيون الأكاديمية البريطانية لأفضل ممثل عن أدائه في فيلم (الحرب والسلام)، في عام 1973.
•  ونال جائزة الأوسكار لأفضل ممثل دور رئيسي في فيلم (Silence of the lambs) عام 1991.
•   كما حصل على جائزة ديفيد دي دونانيلو لأفضل ممثل أجنبي عن فيلم (بقايا اليوم) عام 1994.
•  وعام 1998 حصل على جائزة دونوستيا.
•  بالإضافة لثلاث جوائز بافتا وجائزتي إيمي.
•  وعام 2006  حصل على جائزة سيسيل بي دوميل.
•  جائزة إيمي برايم لأفضل ممثل رئيسي في مسلسل قصير أو فيلم، عام 1981.
•  وعام 1993 حصل على وسام الملكة إليزابيث الثانية عام 1993 لمساهمته في الفنون.
•  وفي عام 2003 حصل على نجمة في ممر الشهرة في هوليوود.
•  وعام 2008 حصل على زمالة بافتا على إنجازاته مدى الحياة من الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون.
•  عام 2021 نال جائزة الأوسكار الثانية أفضل ممثل عن دوره في فيلم (The Father) واحتل بذلك مرتبة أكبر الممثلين سناً من بين الحاصلين على الأوسكار.
•  عام 2021 حصل على جائزة الفيلم الأوروبي لأفضل ممثل عن فيلم(The Father) .

الأقوال:

• ” سنتحرر في الحياة عندما نكتشف أننا لسنا مهمين”.
• ” كلما شعرت بأنني قد أكون مميزًا أو مختلفًا، أفكر في والدي، وأتذكر يديه، يديه القويتان المُتشقّقتان”.
• ” كنت طالباً فقيراً مما جعلني عرضة للسخرية، وشكّل عقدة نقص لدي، وقد نشأت على قناعة تامة بأنني غبي”.
• “بشكل عام، أقول تماسكوا. اليوم هو الغد الذي كنتم قلقون للغاية بشأنه أمس. أيها الشباب، لا تستسلموا. فقط ابقوا هناك. واصلوا القتال. كن جريئًا. ستأتي القوى الجبارة لمساعدتكم. وهذا ما ساعدني طوال حياتي”.
• “45 عاماً كما اليوم… كنت في طريقي إلى كارثة، كنت أشرب حتى الموت، تلقيت رسالة ‘هل تريد أن تعيش أو تموت؟’، وقلت: أريد أن أعيش. وفجأة جاءت الراحة وحياتي كانت مذهلة”.
• “أنا مندهش لأنني مازلت هنا. لقد كنت آثمًا طوال حياتي، لقد كنت ولدًا سيئًا. لكنني فقط ممتن لأنني استيقظت في الصباح. أرسم، وأعزف على البيانو، أنا أكتب وأؤلف الموسيقى.
• “لا بد لي من ذلك، لأننا متنا منذ زمن طويل. وأنا أستمتع بكل لحظة لدي الآن.”

قال عنه السير لورانس أوليفييه:

• ” إنه يستوعبني جيداً ويتقمص دوره بشكل لا يصدق”.

قال مخرج فيلم The Son فلوريان زيلر في بيان صحافي:

• ” بعد رحلتنا في (The Father) لم يكن في وسعي صنع فيلم ثانٍ من دون أنتوني هوبكنز هو أول من قرأ سيناريو (The Son)، علماً أن إحدى شخصياته كتبت خصيصاً له، وجوده إلى جانبنا لرواية هذه القصة الجديدة شرف لنا)”.

المصادر:

• https://arabic.cnn.com/
• https://www.britannica.com/
• https://elcinema.com/
• https://www.youm7.com/
• https://www.imdb.com/
• https://anthonyhopkinsart.com/
• https://www.bbc.co.uk/
• https://www.npg.org.uk/
• http://www.historicalporttalbot.com/