حقائق سريعة
- يوجد بيت سبينوزا في دنهاخ “لاهاي” الذي انتقل إليه من أمستردام، بعد نبذه وطرده.
- امتاز سبينوزا باستقامة أخلاقه وخطّ لنفسه نهجا فلسفيًا يعتبر أنّ الخير الأسمى يكون في «فرح المعرفة» أي في «اتحاد الروح بالطبيعة الكاملة».
- تميز كتاب ” الأخلاق” بالصعوبة، وهذه الصعوبة لم تكن مقتصرة على القارئ العادي، بل إن فلاسفة كبار من أمثال هنري برجسون قد أعلنوا عن الصعوبة التي واجهوها في قراءة كتاب «الأخلاق» لسبينوزا.
- رفض التعاليم التقليدية إلى جانب إيمانه بالفلسفات الاصطلاحية ودعا إلى فصل الدين عن الدولة وسَمت حياته وفلسفته بمفهومين، هما الأخلاق شعوراً بالسعادة، والحرية.
- من أوائل المفكرين الغربيين الذين تجرأوا على تكذيب التوراة واعتبارها محرفة ومتناقضة وغير منطقية وكاتبها ليس موسى بن عمران النبي
- لم يكن فيلسوفا لا أدريا أو ملحدا، فقد كان يؤمن بإله هو علة أولى لهذا العالم وهذا الإله (الطبيعة) يدير هذا العالم بقوانين محكمة مثل قانون الجاذبية الأرضية، ولا نستطيع الكشف عن ماهية هذا الإله إلا عبر هذه القوانيين وبالمختصر.
معلومات نادرة
- ثمّة آراء تقول بأصل الفيلسوف الأندلسي، وهناك مَن يقول بتأثّره بالشيخ محي الدين بن عربي بمفهومه “وحدة الوجود”، وهو من عائلة يهودية أشهرت المسيحية خوفاً من ملاحقات محاكم التفتيش، أسوة بالأندلسيين بعد سقوط غرناطة. وقد غيّر اسمه تحوّطاً من باروخ إلى بندكتوس.
- في صيف 1656 نُبذ سبينوزا من أهله ومن الجالية اليهودية في أمستردام بسبب ادّعائه أن الله يكمن في الطبيعة والكون، وأن النصوص الدينية هي عبارة عن استعارات ومجازات غايتها أن تعرّف بطبيعة اللهّ. بعد ذلك بوقت قصير حاول أحد المتعصبين للدين طعنه.
- في أواخر الخمسينيات من القرن السابع عشر تعرف سبينوزا على مفكر حر هو لود فيج ماير، وكون معه ومع مجموعة من الأصدقاء المقربين جماعة قراءة ودراسة انصب اهتمامها على دراسة فلسفة رينيه ديكارت. وعندما لاحظت الجماعة براعة وتعمق سبينوزا في الفلسفة الديكارتية طلبت منه أن يكتب لها ملخصًا شاملًا لها، وهكذا أخرج سبينوزا أول مؤلفاته وهو كتاب «مبادئ الفلسفة الديكارتية».
سبينوزا.. أعظم فلاسفة القرن 17 والمروّج الأوّل لمذهب “العلمانية”
1632- 1677/ هولندي
له أهمية كبرى في الفلسفة الحديثة فهو أول من تجرأ على نقد المقدس و هو التوراة و على التنظير لدولة وطنية تعامل الناس دون النظر لخلفياتهم الدينية أو العرقية.
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد باروخ سبينوزا بتاريخ 24نوفمبر عام 1632 في أمستردام، وكان والده تاجرًا برتغاليًا ناجحًا من اليهود السيفارديك. توفيت والدته عندما كان في السادسة من عمره.
كان والده تاجرا ناجحًا في أمستردام، ولكنه متزمت للدين اليهودي وبالإضافة إلى تجارته تولى كثيرًا من المناصب الدينية في المجتمع اليهودي هناك، بل وعددًا من المهام التدريسية المنصبة على تعاليم التلمود.
الدراسة:
تلقى تعليمه التمهيدي في المدرسة الدينية اليهودية كيتر توراه، وكان سبينوزا يتقن العديد من اللغات كالبرتغالية والعبرية والإسبانية والهولندية والفرنسية واللاتينية.
كان سبينوزا شديد الذكاء فقد تلقى تعليمه على يد أساتذة من أصحاب الفكر التقليدي بالإضافة إلى أصحاب الفكر التقدمي.
عام 1650 أصيب أخوه بالمرض ومات مما جعله يلتفت إلى الأعمال العائلية. وفي عام 1653 بدأ بدراسة اللغة اللاتينية إلى جانب المفكر فرانسيس فان دين إيندن.
الأعمال:
بعد وفاة والده عام 1654رفض سبينوزا أن يأخذ ميراثًا من والده، وتنازل لأخته ربيكا عن كل شيء. أدار تجارة العائلة لفترةٍ قصيرة حيث واجهت أزمةً مالية بسبب الحرب الإنجليزية الهولندية الأولى، وليتخلص من الدائنين أعلن أنه يتيم وتخلى عن واجباته، وبعدها حصل على ميراثه من أمه وتحول بشكلٍ كامل إلى الفلسفة والعمل في البصريات والعدسات.
بعدها جعل بنيديكتوس اسما له فعمل كمدرس، مما سمح له بالاطلاع على الأفكار العقلانية والمنطقية التي كانت تتبناها جماهير المناهضين لسيطرة الكنسية والقساوسة، وشاهد جماعات المعارضين للكنيسة يتمردون على القيم والعقائد التقليدية.
في مطلع شبابه كان موافقًا مع فلسفة رينيه ديكارت عن ثنائية الجسد والعقل باعتبارهما شيئين منفصلين، ولكنه عاد وغير وجهة نظره في وقت لاحق وأكد أنهما غير منفصلين، لكونهما كيان واحد.
وساعده اطلاعه على أنماط تفكير حديثة على تكوين أيديولوجيته وأفكاره الخاصة والتي بسببها وقع في مواجهات مع السلطات وأولئك الذين يناصرون الأفكار والقيم التقليدية،ثم قام بنشر أفكاره المتطرفة إلى العلن. ليتوقف بعدها بارتياد المعبد وبعد فترة أعرب عن مشاعر الاستياء والعداء تجاه اليهودية، ثم انتقل للإقامة في منطقة كوليجينت، وصار على صلة بالمسيحيين، إلا أنه رفض المعمودية وبالتالي أصبح أول يهودي علماني في أوروبا الحديثة.
الطرد من امستردام:
وعلى الرغم من النبذ والإقصاء بفتوى من الكهنوتية السلفية، التي اعتبرته خارجاً على اليهودية، لم يقابل سبينوزا ذلك بالشكوى والتبرّم، بل استمر سعيداً بعمله الفكري متقشّفاً زاهداً.
وبعد أن طرد من امستردام لفترة وجيزة عاد إليها بعد وأخذ دروسًا خاصة في الفلسفة و في مجال صقل العدسات.
وفي عام 1663 كتب أول أعماله بعنوان ” Short Treatise on God, Man and His Well-Being”. وقد كتب المقال في محاولة لإبراز وجهات نظره الميتافيزيقية والمعرفية والأخلاقية إلى العلن. وفي الوقت ذاته، بدأ العمل على دراسة نقدية لكتاب ديكارت “مبادئ الفلسفة” Principle of philosophy.
وفي عام 1663 انهى عمله النقدي الأول الذي حمل اسمه ونشر خلال حياته. وبعد نشره انتقل إلى فوربورغ وبدأ بالتعاون مع العديد من العلماء والفلاسفة واللاهوتيين من أجل عمله المقبل “الأخلاق” The Ethics، وبالوقت نفسه بقي يعمل بمهنته بصقل العدسات وصناعة الآلات.
وبالوقت نفسه بدأ أيضًا بالتحضير لعمله التالي وهو “الرسالة السياسية اللاهوتية” والتي خصصها للدفاع عن الحكومة العلمانية والدستورية وقد نشرت باسم مجهول عام 1670، وقد تلقى هذا العمل الفاضح الكثير من الانتقادات من قبل الجمهور فور نشره كما تم منعه بشكلٍ رسمي وقانوني عام 1674.
ثم انتقل عام 1670إلى لاهوي فعمل في كتابة الأبحاث السياسية وغيرها من المواضيع الإضافية بما في ذلك مقالتان علميتان بعنوان “On the Rainbow” و”On the Calculation of Chances”. كمان بدأ بترجمة الكتاب المقدس إلى الهولندية، ولكنه في نهاية المطاف قام بالتخلص منه.
في عام 1676 انتهى من عمله الأبرز وهو “الأخلاق” The Ethics، انتقد العمل بشكلٍ جريء المعتقدات التقليدية والمفاهيم الفلسفية لله، والبشر، والوجود الإنساني والكون ككل. كما انتقد بشدة الأديان والمعتقدات اللاهوتية والأخلاقية،كما قدم وجهة نظره عن الله والطبيعة.
كتاب الأخلاق:
يمكن تقسيم كتاب «الأخلاق» من ثلاثة أجزاء، الأول عن الإله وفيه يضع سبينوزا نظريته الأنطولوجية، والثاني حول الإنسان وهو نظرية سبينوزا في المعرفة، والثالث حول الأخلاق. كتب سبينوزا كتابه هذا بالطريقة الهندسية، إذ بدأ بمجموعة من التعريفات، فقد بدأ بتعريف الجوهر، منتقلاً منه إلى المصادرات وقد وجد كثير من قراء سبينوزا صعوبة بالغة في تتبع حججه في هذا الكتاب نظراً لصعوبة الشكل الهندسي الذي وضع فيه فلسفته.
إله سبينوزا:
في مقدمة كتابه علم الأخلاق كتب عن الله قائلاً:
أعني بالله “كائناً لا متناهيا إطلاقا، أي جوهراً يتألف من عدد لا محدود من الصفات تعبر كل منها واحدة منها عن ماهية أزلية لا متناهية”.
“نستطيع أن نعرف بالمُعجزات ماهية الله أو وجوده، ومن ثَمَّ لا نستطيع أن نعرف العناية الإلهية، على حِين أنَّنا نستطيع أن نعرفها كلها بطريقةٍ أفضلَ بكثيرٍ عن طريق قانون الطبيعة الثابت الذي لا يتغيَّر.”
“لفظ المُعجِزة لا يُمكن أن يُفهَم إلَّا في صِلته بآراء الناس، ويعني مُجرَّد عملٍ لا نستطيع أن نُبيِّن عِلَّته قياسًا على شيءٍ آخَرَ معروف، أو هو على الأقل عمل لا يمكن لراوي المُعجزة أن يُفسِّره.”
“فلمَّا كان أيُّ شيء لا يكون حقيقيًّا، بالضرورة، إلَّا بأمر الله، يترتَّب على ذلك بوضوحٍ تامٍّ أن القوانين العامَّة للطبيعة ليست إلَّا مُجرَّد أوامر إلهية تَصدُر عن ضرورة الطبيعة الإلهية وكمالها. وإذن، فلو حدَث شيء في الطبيعة يُناقِض قوانينها العامة، كان هذا الشيء مُناقضًا أيضًا لأمر الله وعقله وطبيعته،”.
الحياة الشخصية:
أحب سبينوزا فتاة اسمها كلارا ولكنها لم تبادله نفس الشعور وتزوجت غيره.
الوفاة:
أصيب سبينوزا بمرض الرئة فتوفي بتاريخ 20 فبراير عام 1677 عن عمر ناهز ال45 عاماً ودفن في ساحة كنيسة كريستي نيو كيرك في لاهاي.
الجوائز والتكريمات:
- تكريماً لسبينوزا أقيم له تمثال على إحدى القنوات المائية الشهيرة في أمستردام، التي تصب في نهر “أمستل”. وهكذا تتصل بالمياه جُبّته المزدانة بالطيور والورود، فضلاً عن ابتسامته وفتوة محيّاه، ما يشكّل علاقة بالخصوبة والنماء والحياة. هذه هي صفات فيلسوف السعادة كما مارسها في حياته.
- وهناك تمثال آخر له بتوقيع الفرنسي فردريك هيكسامر، قال أرنست رينان عنه أثناء تدشينه وسط حشد من العلماء والمفكرين: “ربما لم يرَ أحد الله عن كثب مثلما رآه هنا من قبل سبينوزا”.
الأقوال:
- ” إن الرغبة التي تولّد السعادة، أشدّ رسوخاً وثباتاً من تلك التي تولّد الحزن”.
- ” الغاية من الدولة، هي الحرية”.
- ” ينبغي أن يكون هناك شيئًا واحدًا خيرًا بامتياز، ومن خلاله تكتسب الأشياء الخيرة جوهرها الخير».
- ” كل ما يعاكس الطبيعة هو في الواقع يعاكس العقل، وما يعاكس العقل هو عبث وهو بالنتيجة يجب ان يهمل. إن ذهنيتنا هي جزء من الذكاء اللامحدود لله كونه يدرك الأشياء إدراكا حقيقيا. إن الذهنية البشرية هي معرفة تامة ابدية ولا نهائية من الله. الخير الأعظم للذهن هو معرفة الله، والفضيلة الأعظم للذهن هي التعرف على الله”.
- ” الإنسان لا يقف بمعزل عن الطبيعة وقوانينها”.
- “ لا يحدُث شيء يُناقِض الطبيعة، فالطبيعة تحتفِظ بنظامٍ أزلي لا يتغيَّر”.
- ” إذا نظرنا إلى تسلسل هذه الأسفار كلها وإلى محتواها رأينا بسهولة أن كاتبها مؤرخ واحد أراد أن يروي تاريخ اليهود منذ نشأتهم الأولى وحتى هدم المدينة المقدسة لأول مرة، والواقع أن طريقة تسلسل هذه الروايات تكفي لوحدها لإثبات أنها تضم رواية مؤرخ واحد”.
إنّ الإله -بنظر أينشتاين– كان إلها فلسفياً لا دينياً؛ فحين سُئل بعد عدّة سنوات عما إذا كان يؤمن بالله، أجاب:
- “أنا أؤمن بإله سبينوزا، الذي يكشف عن نفسه في التناغُم الناموسيّ للموجودات، لا بإله ينشغل بأقدار وأفعال البشر”
قال عنه نيتشه:
- ” دماء سبينوزا تجرى فى عروقى، كما قال الفيلسوف الألمانى هيجل: ما لم تكن سبينوزيًّا فلستَ أنت بفيلسوف”!
المصادر:
- https://www.independent.co.uk/
- https://asharq.com/
- https://ar.wikipedia.org/
- https://www.aljazeera.net/
حقائق سريعة
- يوجد بيت سبينوزا في دنهاخ “لاهاي” الذي انتقل إليه من أمستردام، بعد نبذه وطرده.
- امتاز سبينوزا باستقامة أخلاقه وخطّ لنفسه نهجا فلسفيًا يعتبر أنّ الخير الأسمى يكون في «فرح المعرفة» أي في «اتحاد الروح بالطبيعة الكاملة».
- تميز كتاب ” الأخلاق” بالصعوبة، وهذه الصعوبة لم تكن مقتصرة على القارئ العادي، بل إن فلاسفة كبار من أمثال هنري برجسون قد أعلنوا عن الصعوبة التي واجهوها في قراءة كتاب «الأخلاق» لسبينوزا.
- رفض التعاليم التقليدية إلى جانب إيمانه بالفلسفات الاصطلاحية ودعا إلى فصل الدين عن الدولة وسَمت حياته وفلسفته بمفهومين، هما الأخلاق شعوراً بالسعادة، والحرية.
- من أوائل المفكرين الغربيين الذين تجرأوا على تكذيب التوراة واعتبارها محرفة ومتناقضة وغير منطقية وكاتبها ليس موسى بن عمران النبي
- لم يكن فيلسوفا لا أدريا أو ملحدا، فقد كان يؤمن بإله هو علة أولى لهذا العالم وهذا الإله (الطبيعة) يدير هذا العالم بقوانين محكمة مثل قانون الجاذبية الأرضية، ولا نستطيع الكشف عن ماهية هذا الإله إلا عبر هذه القوانيين وبالمختصر.
معلومات نادرة
- ثمّة آراء تقول بأصل الفيلسوف الأندلسي، وهناك مَن يقول بتأثّره بالشيخ محي الدين بن عربي بمفهومه “وحدة الوجود”، وهو من عائلة يهودية أشهرت المسيحية خوفاً من ملاحقات محاكم التفتيش، أسوة بالأندلسيين بعد سقوط غرناطة. وقد غيّر اسمه تحوّطاً من باروخ إلى بندكتوس.
- في صيف 1656 نُبذ سبينوزا من أهله ومن الجالية اليهودية في أمستردام بسبب ادّعائه أن الله يكمن في الطبيعة والكون، وأن النصوص الدينية هي عبارة عن استعارات ومجازات غايتها أن تعرّف بطبيعة اللهّ. بعد ذلك بوقت قصير حاول أحد المتعصبين للدين طعنه.
- في أواخر الخمسينيات من القرن السابع عشر تعرف سبينوزا على مفكر حر هو لود فيج ماير، وكون معه ومع مجموعة من الأصدقاء المقربين جماعة قراءة ودراسة انصب اهتمامها على دراسة فلسفة رينيه ديكارت. وعندما لاحظت الجماعة براعة وتعمق سبينوزا في الفلسفة الديكارتية طلبت منه أن يكتب لها ملخصًا شاملًا لها، وهكذا أخرج سبينوزا أول مؤلفاته وهو كتاب «مبادئ الفلسفة الديكارتية».