محمود مرسي.. فيلسوف الفن الشرير الذي غادر BBC منتصراً لبلده

1923- 2004/ مصري

عتريس السينما المصرية وأحد أشهر نجومها تميز أداءه بالسهولة والبساطة والإتقان،ومع أنه احترف التمثيل في سن متأخرة إلا أن 6 من بطولته اختيرت بين أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين.

الولادة والنشأة:

ولد محمود مرسي محمد بتاريخ 7يونيو عام 1923بالإسكندرية بمصر. كان والده مرسي بك نقيباً لمحامي الإسكندرية وعضواً في مجلس الشيوخ.

وحسب قوله فقد سبب له انفصال والده عن والدته أثّر بالغاً في نفسيته، بحيث أن درجات من الشك والإحساس بعدم الأمان والقلق ظلّت ملازمة له طوال حياته”.

الدراسة:

التحق بالقسم الداخلي بالمدرسة الثانوية الإيطالية بالإسكندرية، وبعد تخرجه منها التحق بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية قسم الفلسفة.

وبعد تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة بدأ محمود بمزاولة مهنة التدريس بجامعة الإسكندرية، ثم قرر السفر لفرنسا ليدرسه هناك الإخراج السينمائي بمعهد الدراسات العليا السينمائية -ايديك- بباريس، وبقي هناك خمسة سنوات.

الأعمال:

بعد أن غادر محمود مرسي إلى لندن عمل هناك بهيئة الإذاعة البريطانية BBC. وبعد سبعة شهور من بداية عمله حدث العدوان الثلاثي على مصر، فقرر العودة إلى بلده والتحق بالبرنامج الثاني بالإذاعة المصرية.

ثم عمل مرسي مخرجًا بالتلفزيون المصري ومدرسًا للتمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، ومن أبرز تلاميذه آنذاك الفنان الراحل نور الشريف.

وفي عام 1962  وكان مرسي على أعتاب الأربعين من عمره، بدأ مسيرته التمثيلية بعد أن اختاره المخرج نيازي مصطفى للعب دور الشرير في فيلم ” أنا الهارب”، وتم وضع اسمه بمكان صغير آخر الشارة، لأنه لم يكن معروفاً بعد، ولكن الدور علق بذاكرة الجمهور فقد شبه مرسي بأنه كان ينفس النار من فمه.

ثم وقع عليه الاختيار للمرة الثانية من المخرج كمال الشيخ هذه المرة لبطولة فيلم ” الليلة الأخيرة” مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ليقدم أداءً رهيباً وكأنه يمارس التمثيل من أكثر من عشرين سنة. وهذا جعل فاتن حمامة تختاره لتأدية دور البطولة معها في فيلم ” الباب المفتوح”، وهنا كُتب اسم محمود مرسي بجانب اسم فاتن حمامة واسم الفنان الراحل أحمد مظهر.

واستمر مرسي في العمل خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وقدم أفلام مهمة أشهرها:

الخائنة، السمان والخريف، أغنية على الممر، طائر الليل الحزين، أبناء الصمت، وغيرها.

وفي أواخر السبعينات اتجه محمود مرسي إلى الدراما التلفزيونية بشكل أكبر، فقدم مسلسلات مازالت محفورة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي عامة، نذكر منها:

رحلة السيد أبو العلا البشري، بين القصرين، العائلة، عصفور النار، لما التعلب فات.

فيلم شئ من الخوف:

عام 1969 قدم محمود مرسي أهم وأشهر أدواره على الإطلاق، الدور الذي ما زال يقبع في ذاكرة المصريين حتى الآن، وهو دور «عتريس» في فيلم «شيء من الخوف»، وعتريس حاكم القاسي ظالم يحكم أهل بلدته بقسوة كبيرة.

ولما اعترضت الرقابة على الفيلم وتم منعه، تم تشكيل لجنة برئاسة محمد أنور السادات، نائب الرئيس في ذلك الوقت، ولكنه لم يستطع يتخذ قرار بشأنه. ثم تم رفعه إلى الرئيس جمال عبد الناصر، الذي شاهد الفيلم مرتين وأجاز عرضه بعد المشاهدة للمرة الثانية قائلاً: ” هو إحنا عصابة؟ لو أنا كده بأعمل زي عتريس، أستاهل اللي يجرى لي، ولو كنت ببشاعة عتريس كان الناس قتلوني”.

الحياة الشخصية:

تزوج محمود مرسي مرة واحدة من الفنانة سميحة أيوب، وأنجب منها ابنه الوحيد علاء، ولكن زواجه لم يدم طويلاً. بيبب رغبة مرسي بتركها العمل والتفرغ للبيت ولابنهما علاء ولما رفضت طلقها غيابياً. أما ابنه علاء فيعمل كطبيب نفسي واستشاري في العلاقات الزوجية.

الوفاة:

نعى محمود مرسي نفسه قبل وفاته حيث شعر بدنو أجله، وتوفي بتاريخ 27 أبريل عام 2004 عن عمر ناهز ال81 عاماً.

وكان مرسي قد أوصى قبل وفاته ألا يتم الإعلان عن وفاته إلا بعد دفنه، وذلك حتى لا تكون جنازته فنية.

الجوائز والتكريمات:

• رفض محمود مرسي الحضول على جائزة الدولة التقديرية كممثل وقال إن الممثل لا قيمة له دون المؤلف والمخرج وهما المبدعان الحقيقيان.
• ولاحقاً حصل عليها عام 2000 بعد أن تم تكريمه عن مجمل أعماله.
• وكان مرسي قد نال جائزة التمثيل الأولى عام 1964م عن فيلم ” الليلة الأخيرة”، كما حصل على نفس الجائزة عام 1969م .
• وعام 2023 كرم مرسي في الدورة 39 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.

الأقوال:

• “لا يمكنني أن أعمل في دولة تشن عدوانًا علي بلادي وتلقي بقنابلها علي أهلي.. أقدم استقالتي علي الهواء وسأعود لبلدي أقاتل بجانب أهلي أعيش معهم أو أموت معهم”.
• “أنا لا أجيد الكلام، وبالنسبة للإذاعة الناس تسمعني في الأعمال التي أقوم بها، وبالنسبة للتليفزيون الناس بتشوفني في أعمالي. يبقى عايزين أتكلم ليه؟!”
•  “لو كان الجاني الذي اعتدى على نجيب محفوظ قرأ روايته “أولاد حارتنا” لما طاوعته يده الآثمة على أن تمتد إلى عنق هرم مصر الرابع لتنال منه ومن مصر كلها”.
•  ” تمنيت تجسيد شخصية الليث بن سعد لأنه خير مثال للإسلامي المستنير، ونحن فى أمسّ الحاجة لمثل تلك الشخصيات، التى تحمل مبادئ الإسلام وأفكاره الحقيقية، في وسط حفنة من العقول الظلامية التى تريد النيل من شبابنا”.
•  ” قدّمت شخصية السيد عبد الجواد فى “ثلاثية” نجيب محفوظ فى التليفزيون بمنظور جديد، يختلف عن أداء العزيز يحيى شاهين الكلاسيكي الذي قدّمه فى أفلام حسن الإمام”.
• ” حكاية ضيف شرف ليوم واحد فى منتهى السذاجة، ولا يقبل بها فنان محترم على الإطلاق ليعمل باليومية مثل النجار والسباك”.
•  ” التمثيل بالنسبة لي في جميع المراحل كان أقرب إلي الكرة التى أحاول التخلص منها فأقذفها بقوة، وعلى طول يدي وإلى آخر المدى لكنها ترتطم بالجدار لتعود لي أكثر قوة”.
• ” ابني الوحيد علاء من الفنانة سميحة أيوب هو كل ما خرجت به من الدنيا، وهو منذ طفولته يميل للعلم، وإلى كل ما هو جديد، وأعتبره صديقا وأخا أكثر من كونه ابناً”.

المصادر:

• https://gololy.com
• https://www.elwatannews.com
• https://www.vetogate.com
• https://gate.ahram.org.eg
• https://mensahnews.com