حقائق سريعة
- كان غازي مهتماً بالألعاب الرياضية واللياقة العسكرية، ومهتماً بـإظهار: فروسيته ورشاقة وضعه العسكري أكثر من أي شيء آخر.
- كانت الملكة عالية امرأة نبيلة وزوجة مخلصة ذات ذكاء نادر ولها تأثير في زوجها الملك غازي وهي
مستودع ثقته، يعهد إليها بأسراره كلها، وكانت مصدر حكمة سياسية حتى أن شقيقها الأمير عبد الإله
وأفراد عائلتها كانوا يأخذون بجميع نصائحها، وكان شقيقها يجتمع معها يومي لبحث المشاكل التي تعترضه،لأن نصائحها تنطوي على الحكمة. - اقترح ساطع ألحصري مدير المعارف العام على الملك فيصل الأول وضع خطة محكمة لدراسة الملك غازي بواسطة معلمين ومربين أكفاء.
- حين ارتقى غازي إلى عرش العراق أبلغ السفير البريطاني آنذاك همفريس بأنه سينتهج سياسة والده التي اعتمدت على الصداقة والتعاون الكامل والتحالف مع بريطانيا، بيد أن الواقع أن غازي لم يكن بالملك الذي أرادته بريطانيا، فقد كان شابا وطنيا متحمسا.
- على الرغم من أن خطوات غازي كانت ضئيلة وضعيفة في وجه الهيمنة البريطانية فإن إعلانه المتكرر عن ضرورة قيام حكومة وطنية تخدم الشعب العراقي أولا أعطاه شعبية في الشارع العراقي.
- أفتتتح الملك غازي إذاعة_بغداد ثاني محطة اذاعية سُمِع صوتها في الوطن العربي بعد راديو القاهرة حيث أفتتح رسمياً بتاريخ (1 يوليو 1936).
- أبدى الملك غازي تقارباً مع الألمان في لحظات مفصلية كان العداء فيها قوياً بين بريطانيا وألمانيا قُبيل الحرب العالمية الثانية.
معلومات نادرة
- عام 1975م قال الدكتور صائب شوكت طبيب الملك غازي الخاص، وأول مَن قام بمعاينته بعد الحادث مباشرة: “كنت أول مَن فحص الملك غازي بناء على طلب السيدين [نوري السعيد] و[رستم حيدر، أحد الوزراء] لمعرفة درجة الخطر الذي يحيق بحياته، وأن نوري السعيد طلب إليّ أن أقول في تقريري إن الحادث كان نتيجة اصطدام سيارة الملك بعمود الكهرباء، وأنا أعتقد أنه قد قُتل نتيجة ضربة على أمّ رأسه بقضيب حديدي بشدة، وربما استُخدم شقيق الخادم الذي قُتل في القصر (قبل وفاة غازي بمدة قليلة)، والذي كان معه في السيارة لتنفيذ عملية الاغتيال، فقد جِيء بالخادم فور وقوع العملية إليّ وكان مصابا بخلع في ذراعه، وقمتُ بإعادة الذراع إلى وضعه الطبيعي، ثم اختفى الخادم ومعه عامل اللا سلكي منذ ذلك اليوم وإلى الأبد، ولا أحد يعرف عن مصيرهما حتى يومنا هذا”.
- أما ناجي شوكت وهو وزير الداخلية العراقي أثناء حكم الملك غازي والشاهد على وفاته فقال: “لقد احتفظتُ بسرٍّ دفين لسنين طويلة، وها قد جاء الآن الوقت لإفشائه، كانت آثار البِشر والمسرَّة طافحة على وجوه نوري السعيد، ورستم حيدر، ورشيد عالي الكيلاني، وطه الهاشمي، بعد أن تأكدوا من وفاة الملك، وكان هؤلاء الأربعة قد تضرّروا من إنقلاب بكر صدقي، واتهموا الملك غازي بأنه كان على علم بالانقلاب، وأنا أعتقد أن لعبد الإله ونوري السعيد مساهمة فعلية في فاجعة الملك غازي”.
- ويقول الدكتور صائب أيضاً: وصلتُ إلى قصر الحارثية.. ورأيتُ الملكة عالية والأمير عبد الإله وبعض الوزراء وبعض أفراد الأسرة المالكة وعددا من المرافقين والخدم.. فبدأتُ افحص الملك الذي كان فاقداً للوعي.. وإذا بيدي تغور في مؤخرة رأسه.. وعندما سئلتُ عن رأيي أخبرتهم بان من الواضح انه مضروب بـ(هيم) من الخلف.. أدى إلى كسر الجمجمة وتمزيق المخ.. وانه سوف لن يعيش أكثر من دقائق معدودة..وعلمتُ من الملكة عالية إنها لا تعرف أكثر من إن صباح بن نوري السعيد طلبه بواسطة التلفون.. فترك قصر الزهور متوجهاً إلى قصر الحارثية.
أما الأمير عبد الإله فقد حاول أن يقنعني بان اشهد إن الملك غازي فارق الحياة بعد أن أوصى له بان يكون وصياً على ولده من بعده.. فرفضتُ ذلك فقال ليً: (لا حاجة إليك فهناك راجحة).
ويعتقد د. صائب شوكت: إن الضربة ليست بعمود كهرباء.. كما أن الصور عن سيارة الملك بعد الاصطدام حجبت تماماً.. والتي بينت بان الاصطدام من جهة اليمين.. في حين كان الملك جالسا في جهة اليسار.. واختفاء خادم الملك عبد سعيد بعد الحادث.
الملك غازي الأول.. ملك العراق العروبي الذي قضى في ظروف غامضة
1912- 1939/ عراقي
الملك الثاني للعراق بعد الملك فيصل بن الحسين، حاول إخراج العراق من تحت العباءة البريطانية وانتهج سياسة دعم الوحدة العربية والقضية الفلسطينة ولقي مصرعه في حادثة سيارة غامض.
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد غازي بن فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي بتاريخ 21مارس عام 1912، في مكة والده الملك فيصل الأول ووالدته حزيمة بنت ناصر.
أما جده فهو حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية والمنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين ومنادياً بعودة الخلافة للعرب.
الدراسة:
أرسله جده الشريف حسين في الحجاز إلى قرية رحاب مع ابن عمه عبد الإله،لتعلم القراءة والكتابة ،ثم تم تعيينه وليا للعرش في العراق ،لكنه كان قليل خبرة ،وضعف حوارياً وتواصلاً وقد لاحظ ذلك الملك فيصل الأول ،كما لاحظه وزير المستعمرات ليوبولد أميري ووزير الطيران البريطاني عند زيارتهما للعراق، فاقتراحا على الملك فيصل إرساله إلى إنكلترا ،فرحب الملك فيصل بهذه الفكرة وقام بالفعل بإرساله، فتم قبوله في كلية هارو وأكمل فيها أربع سنوات عاد بعدها إلى العراق في الأول من سبتمبر عام 1929 فالتحق في الدورة من الكلية العسكرية الملكية العراقية باسم (الشريف غازي بن فيصل).
وبقي غازي في هذه الكلية أربع سنوات وفق منهج أعد لانهاء المدة مع دروس إضافية في اللغة العربية والتاريخ الاسلامي والجغرافية، إذ لم يتسنى له تعلمهم في إنكلترا.
الأعمال:
تولى غازي الأول ولاية العهد في العراق عام 1924، ووعندما بلغ سن الحادية والعشرين، أصبح ملكاً للعراق في العام 1933. ولأنه كان ضعيفاً سياسياً فقد عوض هذا النقص بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين.
كان الملك غازي ذو ميول قومية عربية، لذلك ناهض النفوذ البريطاني في العراق وأعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها، كما أعتبر الاستعمار مسؤولاً عن نهب ثروات العرق النفطية وكذلك الآثارية المكتشفة حديثاً في العراق.
مالت السياسة البريطانية إلى نوري السعيد رجل الإنجليز في العراق، والذي تقلّد رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية عدة مرات، فضلاً عن بعض أفراد الأسرة الهاشمية الذين رأوا في نهج غازي تهديداً لوجودهم، فأصبح الملك موضع رصد خاص، وجاء على لسان السفير البريطاني في إحدى برقياته: “إن الملك غازي يجب أن يُسيطر عليه أو يُخلع”.
وقد شجعت تلك الظروف الفريق بكر صدقي على القيام بانقلاب 29 أكتوبر/تشرين الأول 1936م، وكان مما ذُكِر في أمر تلك الحركة أن “الوزارة الهاشمية كانت تنوي خلع صاحب الجلالة (الملك غازي)”.
إلا أن الانقلاب لم يلقَ الدعم الكافي، وسرعان ما فشل، وأُلقي القبض علي بكر صدقي وأعدم، ولما خافت بريطانيا من تقارب الملك والجيش أوعزت لنوري السعيد بإعلان الأحكام العرفية، والقضاء على أية بؤرة عسكرية تُهدِّد مصالحها وذلك في 5 مارس/آذار 1939م.
وقبل مصرع غازي كان العراق منقسماً بين حلفين، الأول يقوده الملك ويؤيده عدد كبير من ضباط الجيش ورئيس الديوان الملكي رشيد عالي الكيلاني، وكلهم من الساعين للتخلص التام من السيطرة البريطانية، وبين فريق آخر على تترأسه بريطانيا ورئيس الوزراء نوري السعيد والأمير عبد الإله بن علي الهاشمي ابن عم الملك وأخو الملكة عالية زوجة غازي.
أعمال الملك غازي الأول الداخلية:
اهتم الملك غازي بالجيش العراقي وضرورة إعداده جيدا ليكون جاهزاً للقيام بدوره في استكمال تحرير العراق وتحقيق الوحدة ودعم القضايا القومية، وأعتبر أن المهمة الأولى لهذا الجيش إنهاء السيطرة البريطانية تمهيدا لأداء العراق دوره القومي. كما عمل على تطويره وتقويته ومتابعة أنشطته، حتى غدا الملك ملجأ للضباط الذين يصطدمون بضباط البعثة العسكرية البريطانية، فيُقدِّم لهم المساعدة ويُساندهم ويحثّهم على عدم الاهتمام بالضباط البريطانيين.
كما نادى غازي الأول بتحرر الأقاليم والولايات العربية المحتلة والتي كانت متوحدة تحت حكم الدولة العثمانية ودعا إلى إعادة توحيدها تحت ظل دولة عربية واحدة، فدعا لإخراج الكويت من تحت الوصاية البريطانية وضمها مع العراق والإمارات الشرقية لنجد.
قام غازي بتأسيس إذاعة خاصة بهِ في قصرهِ الملكي قصر الزهور عام 1936، وأعد البرامج الخاصة بضم الأقاليم العربية ومنها ضم الكويت إلى العراق.
وكذلك وقف الملك لجانب الفلسطينين الذين كانوا تحت سيطرة الاحتلال البريطاني، وناصر قادة الثورة الفلسطينية كالشيخ عزالدين القسام ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني.
وبالإضافة لذلك منع التداول بعملة الروبية الهندية واستعمل النقود العراقية بدلاً عنها، والتي صدرت عام 1932 وذلك في أكتوبر عام 1934.
كما قام بافتتاح مطار البصرة في 24 مارس 1938. وأصدور الأمر القانوني رقم 38 لتأسيس مصلحة نقل الركاب عام في نفس العام. وبعدها افتتح سد الكوت في 29 مارس عام 1939.
الحياة الشخصية:
تزوج الملك غازي الأول بتاريخ 25 يناير عام 1934من ابنة عمه عالية بنت علي بن حسين بن علي الهاشمي، وأنجب ابنه الوحيد فيصل الثاني عام 1935.
الوفاة:
لقي الملك غازي الأول مصرعه في حادث سيارة غامض مساء يوم الأربعاء 4 أبريل 1939م، عن عمر 27 عاماً فقط، حيث اصطدمت السيارة التي كان يقودها بأحد الأعمدة الكهربائية التي سقطت على رأسه. وشيعت جنازته في موكب مهيب ودُفنَ في الأعظمية في المقبرة الملكية. وأقيم لهُ تأبين وأربعينية في يوم 14 مايو 1939.
الجوائز والتكريمات:
- حول قصر الملك غازي في قضاء الدغارة (30 كلم شمال مدينة الديوانية) إلى متحف، “القصر يمثل تاريخاً مهماً وأصبح الآن متحفاً لمقتنيات الملوكية ويزوره السياح من داخل وخارج العراق”.
الأقول:
يقول اللبناني إبراهيم الدباس والذي رفع مستواه في اللغة العربية واللغة الانكليزية والرياضيات عن الملك غازي الأول:
- “لطيف العشرة.. حلو الحديث.. لا يصعب عليه أن يسر جالسيه بأنواع المحادثات والفكاهات”.
المصادر:
- https://pulpit.alwatanvoice.com
- https://www.aljazeera.net
- https://ar.wikipedia.org
- https://kitabat.com
- https://www.ina.iq
الملك غازي الأول.. ملك العراق العروبي الذي قضى في ظروف غامضة
حقائق سريعة
- كان غازي مهتماً بالألعاب الرياضية واللياقة العسكرية، ومهتماً بـإظهار: فروسيته ورشاقة وضعه العسكري أكثر من أي شيء آخر.
- كانت الملكة عالية امرأة نبيلة وزوجة مخلصة ذات ذكاء نادر ولها تأثير في زوجها الملك غازي وهي
مستودع ثقته، يعهد إليها بأسراره كلها، وكانت مصدر حكمة سياسية حتى أن شقيقها الأمير عبد الإله
وأفراد عائلتها كانوا يأخذون بجميع نصائحها، وكان شقيقها يجتمع معها يومي لبحث المشاكل التي تعترضه،لأن نصائحها تنطوي على الحكمة. - اقترح ساطع ألحصري مدير المعارف العام على الملك فيصل الأول وضع خطة محكمة لدراسة الملك غازي بواسطة معلمين ومربين أكفاء.
- حين ارتقى غازي إلى عرش العراق أبلغ السفير البريطاني آنذاك همفريس بأنه سينتهج سياسة والده التي اعتمدت على الصداقة والتعاون الكامل والتحالف مع بريطانيا، بيد أن الواقع أن غازي لم يكن بالملك الذي أرادته بريطانيا، فقد كان شابا وطنيا متحمسا.
- على الرغم من أن خطوات غازي كانت ضئيلة وضعيفة في وجه الهيمنة البريطانية فإن إعلانه المتكرر عن ضرورة قيام حكومة وطنية تخدم الشعب العراقي أولا أعطاه شعبية في الشارع العراقي.
- أفتتتح الملك غازي إذاعة_بغداد ثاني محطة اذاعية سُمِع صوتها في الوطن العربي بعد راديو القاهرة حيث أفتتح رسمياً بتاريخ (1 يوليو 1936).
- أبدى الملك غازي تقارباً مع الألمان في لحظات مفصلية كان العداء فيها قوياً بين بريطانيا وألمانيا قُبيل الحرب العالمية الثانية.
معلومات نادرة
- عام 1975م قال الدكتور صائب شوكت طبيب الملك غازي الخاص، وأول مَن قام بمعاينته بعد الحادث مباشرة: “كنت أول مَن فحص الملك غازي بناء على طلب السيدين [نوري السعيد] و[رستم حيدر، أحد الوزراء] لمعرفة درجة الخطر الذي يحيق بحياته، وأن نوري السعيد طلب إليّ أن أقول في تقريري إن الحادث كان نتيجة اصطدام سيارة الملك بعمود الكهرباء، وأنا أعتقد أنه قد قُتل نتيجة ضربة على أمّ رأسه بقضيب حديدي بشدة، وربما استُخدم شقيق الخادم الذي قُتل في القصر (قبل وفاة غازي بمدة قليلة)، والذي كان معه في السيارة لتنفيذ عملية الاغتيال، فقد جِيء بالخادم فور وقوع العملية إليّ وكان مصابا بخلع في ذراعه، وقمتُ بإعادة الذراع إلى وضعه الطبيعي، ثم اختفى الخادم ومعه عامل اللا سلكي منذ ذلك اليوم وإلى الأبد، ولا أحد يعرف عن مصيرهما حتى يومنا هذا”.
- أما ناجي شوكت وهو وزير الداخلية العراقي أثناء حكم الملك غازي والشاهد على وفاته فقال: “لقد احتفظتُ بسرٍّ دفين لسنين طويلة، وها قد جاء الآن الوقت لإفشائه، كانت آثار البِشر والمسرَّة طافحة على وجوه نوري السعيد، ورستم حيدر، ورشيد عالي الكيلاني، وطه الهاشمي، بعد أن تأكدوا من وفاة الملك، وكان هؤلاء الأربعة قد تضرّروا من إنقلاب بكر صدقي، واتهموا الملك غازي بأنه كان على علم بالانقلاب، وأنا أعتقد أن لعبد الإله ونوري السعيد مساهمة فعلية في فاجعة الملك غازي”.
- ويقول الدكتور صائب أيضاً: وصلتُ إلى قصر الحارثية.. ورأيتُ الملكة عالية والأمير عبد الإله وبعض الوزراء وبعض أفراد الأسرة المالكة وعددا من المرافقين والخدم.. فبدأتُ افحص الملك الذي كان فاقداً للوعي.. وإذا بيدي تغور في مؤخرة رأسه.. وعندما سئلتُ عن رأيي أخبرتهم بان من الواضح انه مضروب بـ(هيم) من الخلف.. أدى إلى كسر الجمجمة وتمزيق المخ.. وانه سوف لن يعيش أكثر من دقائق معدودة..وعلمتُ من الملكة عالية إنها لا تعرف أكثر من إن صباح بن نوري السعيد طلبه بواسطة التلفون.. فترك قصر الزهور متوجهاً إلى قصر الحارثية.
أما الأمير عبد الإله فقد حاول أن يقنعني بان اشهد إن الملك غازي فارق الحياة بعد أن أوصى له بان يكون وصياً على ولده من بعده.. فرفضتُ ذلك فقال ليً: (لا حاجة إليك فهناك راجحة).
ويعتقد د. صائب شوكت: إن الضربة ليست بعمود كهرباء.. كما أن الصور عن سيارة الملك بعد الاصطدام حجبت تماماً.. والتي بينت بان الاصطدام من جهة اليمين.. في حين كان الملك جالسا في جهة اليسار.. واختفاء خادم الملك عبد سعيد بعد الحادث.