حقائق سريعة
- لُقب البيروني بــ “العارف بكل شيء” لما جمعه في شخصيته من علوم وفلسفة ومعارف، فكان أحد أهم فلاسفة وعلماء القرنين الرابع والخامس، في الرياضيات وعلم الفلك والتقويم والأنثروبولوجيا والدراسات الهندية والتأريخ والتسلسل الزمني والعلوم الطبيعية.
- أطلق عليه المستشرقون تسمية بطليموس العرب.
- تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة: هو أهم وأوسع كتاب وصلنا في وصف عقائد الهندوسيين، وشرائعهم وعاداتهم في أنكحتهم وأطعمتهم وأعيادهم، ونظم حياتهم، وخصائص لغتهم. وهو ملخص لثقافة وأديان شعوب الهند.
- فسّر المؤرخ الرحالة أبو سعد السمعاني في كتابه الشهير “الأنساب” اسم البيروني، قائلا “بكسر الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وضمّ الراء بعدها الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خارج خوارزم، فإن بها من يكون من خارج البلد ولا يكون من نفسها، يُقال له: فلان بيروني.. والمشهور بهذه النسبة أبو الريحان البيروني”، بينما تذكر مصادر أخرى أن لفظ البيروني معناه “الغريب”.
- نظراً لإجادته اللغة السنسكريتية، فإن السلطان محمود الغزنوي اصطحبه معه في فتوحاته إلى الهند حيث حضر معه 13 غزوة في المنطقة الشمالية الغربية من الهند.
معلومات نادرة
- ألف البيروني في الفلك والرياضيات ما يقارب من 95 كتاباً من مجموع مؤلفاته التي تجاوزت 146 كتاباً حسب بعض المؤرخين ويدعي البعض أنها تحوي 65% مما تم اكتشافه في علم الفلك والقواعد الأساسية التي يعتمد عليها في العصر الحديث. إلى جانب إنجازاته في الفيزياء والجغرافيا وعلم النبات وغيرها.
- القانون المسعودي: في الهيئة والنجوم ألفه لمسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِيْن (محمود الغزنوي) في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة حذا فيه بطلميوس في المجسطي وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن.
- قام البيروني بترجمة 22 كتاباً من اللغة السنسكريتية إلى العربية، ومن أبرز هذه الكتب: (جوامع الموجود لخواطر الهنود)، (قانون الأركنـد)، (خيال الخسوفيين)، (راشيكات الهند)، (الساماكاليتا) وفيه نظام الأعداد الهندي وترجمة النظريات الرياضية لبراهما سدهانتا. كما قام أيضاً بترجمة كتب من العربية إلى السنسكريتية، وجلُّها من التراث الإغريقي، ومن أبرزها: (أصول إقليدس)، (كتاب المجسطي لبطليموس)، (كتاب عن صنعة الإسطرلاب).
- يُروى أنَّه حين دخل عليه أبو الحسن علي بن عيسى، وكان البيروني قد قارب أن يموت، فسأل عن مسألة في الميراث وأراد أن يفهمها، فأخبره أبو الحسن أن الوقت غير مناسب للتعلم، فرفض البيروني قائلًا: يا هذا، أودِّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، أَلاَ يكون خيرًا من أن أخلِّيها وأنا جاهل بها؟ وتعلَّم المسألة، وبقي يُعيدها على أبي الحسن حتى حفظها، فخرج من عنده ولم يلبث أن يبتعد قليلًا حتى سمع صوت الصراخ فعلم أن البيروني قد توفي.
البيروني.. مؤسس العديد من العلوم وأحد أعظم علماء الأمة الإسلامية
973- 1048/ فارسي
بسبب المكانة المرموقة التي وصل إليها تنازعَت العديد من الدول المعاصرة شرف نسبته إليها، مثل إيران وأوزبكستان وتركيا والاتحاد السوفياتي سابقاً وروسيا الحالية، بالإضافة للهند وباكستان، ويعتبر بحق من أعظم ما أنجبت البشرية من عقول.
جدول المحتويات
الولادة النشأة:
ولد أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني بتاريخ 5 سبتمبر عام 973م في إحدى ضواحي مدينة كاث في خوارزم، المعروفة حالياً باسم أوزبكستان، في الفترة التي كانت المنطقة خاضعة لحكم عائلة خوارزم شاه.
كان والده موظفاً في بلاط خوارزم شاه، وعمل في التجارة فترة من حياته، توفي وابنه لا يزال صغيراً، فتولت أمه رعايته، وكانت تبيع الحطب لتربية ابنها وتدريسه.
الدراسة:
قضى البيروني أول خمسة وعشرين عامًا من حياته في خوارزم يدرس الفقه الإسلامي والنحو وعلم الكلام والرياضيات وعلم الفلك والطب والفلسفة وكان له باع في علم الفيزياء وغيرها من المجالات العديدة.
تلقى البيروني تعليمه على يد أحد أمراء خوارزم شاه وهو أبو نصر بن منصور بن عراق، ولكن بعد اغتيال أمير من أمراء خوارزم، اندلعت حرب أهلية في المنطقة، مما جعل البيروني يفقد من يرعاه، فيذهب إلى الأسرة الحاكمة للسمانيين حيث وجد ملجأً في بخارى عاصمة السمانين. وهناك التقى بابن سينا، المفكر والطبيب والباحث المشهور، وكانت تلك فرصة لتبادل الرؤى بين العالمين.
كان البيروني ذو معرفة واسعة بالعلوم كافة كالتاريخ والجغرافية والرياضيات والفلسفة والقواعد والفلك والعلوم والشريعة الإسلامية، كما تعلم اليونانية والسريانية وربما السنسكريتية، إضافة للغة العربية والفارسية.
الأعمال:
كان البيروني أول من قال أن الأرض تدور حول محورها قبل 1000عام، وهو من أسس علم الجبوديسيا وهو علم تقسيم الأرض ومعرفة شكلها ومساحتها. ومع نهاية القرن العاشر كان البيروني قد حسب خط العرض لمدينة كاث.
وفي ذلك الوقت كانت بلده تشهد تقلباً سياسياً حيث تم الإطاحة بحكم السامانيين على يد السلطان محمود الغزنوي. وبعدها حُول البيروني إلى محكمة الغزنوي مع عدد من العلماء، ولكن عفي عنه وعيّن كمستشار، ومن ثم ذهب للهند هو ومحمود الغزنوي أثناء الهجوم على الهند. وبهذه الفترة قام بإنجاز كتاب كتاب ” الهند”.
كما ابتكر البيروني سبع طرق في تحديد اتجاه الشمال والجنوب، واكتشف كذلك نظامًا رياضيًا لتحديد بداية الفصول.
من أهم مؤلفاته كتاب ” القانون المسعودي”، حيث جمع فيه كل معارفه العلمية التي اكتسبها من القراءة والملاحظات، بما فيها أعمال عالم الفلك والرياضيات المصري بطليموس. وفي هذا الكتاب ابتكر أنظمة جبرية لحل معادلات الدرجة الثالثة، وخصص هذا الكتاب لمسعود ابن محمود الغزنوي.
وفي علم الفلك قام البيروني بإنجاز كتاب ” التفهيم لأوائل صناعة التنجيم”، حيث خصص نصف الكتاب للكلام عن تدريس علم الفلك والرياضيات والجغرافية و الكرونولوجي (تأريخ)، لأن البيروني أعتقد أن علم التنجيم أداة مهمة لنقل العلوم الرياضية الفلكية.
وله أيضاً كتاب “تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات الأماكن”، الذي أصبح عملًا مشهورًا يتعلق بالجغرافيا الرياضية، يناقش الكتاب الطريقة التي يتم بها تحديد خطوط العرض والطول. وفي نفس الكتاب، اكتشف اتجاه مكة الكرمة، والذي كان مطلبًا دينيًا، أكثر مما هو مطلب رياضي.
كما كان للبيروني إسهامات في علم الجغرافيا من خلال ابتكار طريقة لحساب نصف قطر الأرض بالاستعانة بارتفاع الجبال. وقد أجرى التجربة في مكان تابع لباكستان حالياً. واخترع أيضا ًأداة يمكن من خلالها معرفة الثقل النوعي لبعض المعادن.
أما بالنسبة للمؤلفات الأخرى نذكر منها:
- الجماهير في معرفة الجواهر”.
- ” إفراد المعقل في أمر الظلال” (أطروحة شاملة عن الظلال).
- “كتاب الصيدلة”.
- ” مقاليد علم الحياه” ( مفاتيح علم الفلك).
وأما أهم كتبه فهو ” تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مزولة”، وفيه وضع كل معرفة اكتسبها البيروني عن الهند من ثقافتها وأدبها وعاداتها وطقوسها ودينها وعلومها.
وأيضاً له كتاب ” الآثار الباقية عن القرون الخالية” (التسلسل الزمني للأمم القديمة). وقد كرّس هذا الكتاب للأمير قابوس. يتضمن تفاصيل حول الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم.
كذلك للبيروني كتب ومؤلفات أخرى. ففي الأدب له شرح ديوان أبي تمام، ومختار الأشعار، والآثار، وفي الفلسفة له كتاب المقالات والآراء والديانات، وجوامع الموجود في خواطر الهنود، وله في الجغرافيا كتاب تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمور من الأرض، وكتاب تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن.
وله كتب في التاريخ مثل كتاب تصحيح التواريخ، وفي الفلك ألّف كتاب الاستشهاد باختلاف الأرصاد وتعبير الميزان لتقدير الأزمان. وله في علم الرياضيات له كتاب استخراج الكعاب والأضلاع وما وراءه من مرتاب الحساب، وله أيضاً كتاب الأرقام.
كان للبيروني ثمانية مؤلفات كبرى وأكثر من 100 كتاب والعشرات من الرسائل العلمية، ضاع جزء كبير منها، ولم يصلنا منها إلا القليل.
الحياة الشخصية:
تزوج البيروني بابنة الشيخ فخر الدين وليس هناك الكثير عن حياته الشخصية.
الوفاة:
توفي البيروني بتاريخ 13 ديسمبر، 1048، في مدينة غزنة، أفغانستان عن عمر ناهز ال75عاماً. وشيعه عدد كبير من رجال العلم والطلاب الذين تتلمذوا على يديه.
الجوائز والتكريمات:
- في الخامس من أيلول/سبتمبر من كل عام تحتفي إيران بميلاد الفيلسوف أبي الريحان البيروني. وقد أطلق على هذا اليوم في إيران، اسم “يوم النجوم الوطني”، للدلالة على تخصّص البيروني وتميّزه في علم النجوم والفلك.
- سميت فوهة بركانية على سطح القمر باسمه إلى جانب 300 اسماً لامعاً اختير لتسمية الفوهات البركانية على القمر ومنهم الخوارزمي وأرسطو وابن سينا.
- أنتج فيلم عن حياة البيروني في الاتحاد السوفييتي عام 1974، كما تم إطلاق اسمه على إحدى الفوهات البركانية على سطح القمر، وعلى الكويكب 9936 Al- Biruni.
- في حزيران يونيو من عام 2009، قامت إيران بإهداء جناح أثري لمكتب الأمم المتحدة في فيينا، ووضع في القصر التذكاري المركزي في مركز فيينا الدولي. وهو يحتوي على تماثيل لـ 4 علماء إيرانيين بارزين هم ابن سينا، أبو ريحان البيروني، أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، وعمر الخيام.
- كما أقيمت له العديد من التماثيل في إيران والعالم.
- صدرت باسم البيروني طوابع في عدد من دول العالم اعترافاً بفضله في العلوم المختلفة.
الأقوال:
- ” ما إن سأل الحكيم لماذا يتدفق العلماء دائماً إلى أبواب الأثرياء، بينما لا يقترب الأثرياء إلى أبواب العلماء. أجاب … العلماء يدركون جيداً استخدام المال، لكن الأثرياء يجهلون نبل العلم”.
- ” لن أقدم حجج خصومنا من أجل دحضها، لأنني أعتقد أن هذا خاطئ. كتابي لا يزيد عن كونه سجلًا تاريخيًّا لحقائق. سأضع بين يدي القارئ نظريات الهندوس كما هي بالضبط، وسأذكر في السياق بعض نظريات الإغريق موضحًا العلاقة الموجودة بينهما”.
قال عنه جورج سارتون في كتابه مقدمة العام :
- ” كان رحّالة وفيلسوفاً ورياضياً وفلكياً وجغرافياً وعالماً موسوعياً، إنه من أكبر عظماء الإسلام ومن أكابر علماء العالم”.
كما وصفه المستشرق الألماني سخاو قائلاً:
- ” إنه أعظم عقلية عرفها التاريخ”.
وعن “كتاب الهند”، قال المستشرق الروسي فيكتور رومانوڤيتش روزن:
- “أثر فريد في بابه، لا مثيل له في الأدب العلمي القديم أو الوسيط، سواء في الغرب أو في الشرق”.
المصادر:
- https://www.almayadeen.net/
- https://ar.wikipedia.org/
- https://www.aljazeera.net/
- https://www.lazemtefham.com/
- https://www.albayan.co.uk/
البيروني.. مؤسس العديد من العلوم وأحد أعظم علماء الأمة الإسلامية
حقائق سريعة
- لُقب البيروني بــ “العارف بكل شيء” لما جمعه في شخصيته من علوم وفلسفة ومعارف، فكان أحد أهم فلاسفة وعلماء القرنين الرابع والخامس، في الرياضيات وعلم الفلك والتقويم والأنثروبولوجيا والدراسات الهندية والتأريخ والتسلسل الزمني والعلوم الطبيعية.
- أطلق عليه المستشرقون تسمية بطليموس العرب.
- تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة: هو أهم وأوسع كتاب وصلنا في وصف عقائد الهندوسيين، وشرائعهم وعاداتهم في أنكحتهم وأطعمتهم وأعيادهم، ونظم حياتهم، وخصائص لغتهم. وهو ملخص لثقافة وأديان شعوب الهند.
- فسّر المؤرخ الرحالة أبو سعد السمعاني في كتابه الشهير “الأنساب” اسم البيروني، قائلا “بكسر الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وضمّ الراء بعدها الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خارج خوارزم، فإن بها من يكون من خارج البلد ولا يكون من نفسها، يُقال له: فلان بيروني.. والمشهور بهذه النسبة أبو الريحان البيروني”، بينما تذكر مصادر أخرى أن لفظ البيروني معناه “الغريب”.
- نظراً لإجادته اللغة السنسكريتية، فإن السلطان محمود الغزنوي اصطحبه معه في فتوحاته إلى الهند حيث حضر معه 13 غزوة في المنطقة الشمالية الغربية من الهند.
معلومات نادرة
- ألف البيروني في الفلك والرياضيات ما يقارب من 95 كتاباً من مجموع مؤلفاته التي تجاوزت 146 كتاباً حسب بعض المؤرخين ويدعي البعض أنها تحوي 65% مما تم اكتشافه في علم الفلك والقواعد الأساسية التي يعتمد عليها في العصر الحديث. إلى جانب إنجازاته في الفيزياء والجغرافيا وعلم النبات وغيرها.
- القانون المسعودي: في الهيئة والنجوم ألفه لمسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِيْن (محمود الغزنوي) في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة حذا فيه بطلميوس في المجسطي وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن.
- قام البيروني بترجمة 22 كتاباً من اللغة السنسكريتية إلى العربية، ومن أبرز هذه الكتب: (جوامع الموجود لخواطر الهنود)، (قانون الأركنـد)، (خيال الخسوفيين)، (راشيكات الهند)، (الساماكاليتا) وفيه نظام الأعداد الهندي وترجمة النظريات الرياضية لبراهما سدهانتا. كما قام أيضاً بترجمة كتب من العربية إلى السنسكريتية، وجلُّها من التراث الإغريقي، ومن أبرزها: (أصول إقليدس)، (كتاب المجسطي لبطليموس)، (كتاب عن صنعة الإسطرلاب).
- يُروى أنَّه حين دخل عليه أبو الحسن علي بن عيسى، وكان البيروني قد قارب أن يموت، فسأل عن مسألة في الميراث وأراد أن يفهمها، فأخبره أبو الحسن أن الوقت غير مناسب للتعلم، فرفض البيروني قائلًا: يا هذا، أودِّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، أَلاَ يكون خيرًا من أن أخلِّيها وأنا جاهل بها؟ وتعلَّم المسألة، وبقي يُعيدها على أبي الحسن حتى حفظها، فخرج من عنده ولم يلبث أن يبتعد قليلًا حتى سمع صوت الصراخ فعلم أن البيروني قد توفي.