موفق القداح.. أحد أشهر رجال الأعمال السوريين في منطقة الخليج العربي

1962- / سوري

حل في المرتبة الرابعة في تصنيف ” عملاقة ” لعام 2014.  وهو من رجال الأعمال العصاميين والذي بنى نفسه بنفسه، وصنف عام 2020 ضمن قائمة أثرياء قائمة مجلة أربيان بزنس بثروة تصل إلى مليار دولار.

الولادة والنشأة:

 ولد موفق بن أحمد القداح في قرية كحيل من محافظة درعا في الجنوب السوري، عام 1962. وهو الابن الوحيد لعائلته مع ثلاث بنات. وقد غادر والده إلى دولة الكويت عام 1957 وهناك أمتلك بقالية متوسطة الحجم، ولاحقاً أسس شركة لنقل الرمل والحجارة الصغيرة.

عرف عن موفق ذكاؤه الاقتصادي منذ الصغر، حيث كان يدخر مبلغ ال 50 قرشاً سورياً الذي تمنح له يومياً. كان وحده من يقوم بتوفير ذلك المبلغ فيما كان رفاقه من الأطفال ينفقونه على ركوب الباص وشراء السكاكر والأطعمة.

كانت والدته فخورة به وتتحدث لجاراتها عما يفعله طفلها، لتثور ثائرة الأمهات على أبنائهن غضباً لعدم اقتدائهم بموفق الذي كان يقطع 8 كيلومترات صيفاً شتاءً مشياً على الأقدام من قريته إلى قرية «صيدا» المجاورة حيث تقع المدرسة الإعدادية.

الدراسة:

لم يفلح موفق القداح في دراسته حيث أخفق في الحصول على الشهادة الإعدادية، ليقرر إنهاء مشواره التعليمي دون حصوله على الشهادة الثانوية العامة.

الأعمال:

في العام 1977 وبعد فشل موفق القداح في دراسته قرر حزم حقائبه ومرافقة والده إلى الكويت، وكان حينها في السادسة عشرة من عمره. ومع أن خيارات العمل كانت كثيرة، إلا أنه قرر أن يعمل بائعاً جوالاً للملابس والأحذية، حيث يقوم ببيعها للناس مباشرة في الأسواق والحواري، وهناك أتقن فن التعامل مع المارة مستغلاً صغر سنه للفت انتباه المارة. كما كان يستفيد من قوافل الحجاج العراقيين العابرين للكويت باتجاه مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وقد استطاع القداح خلال سنة واحدة أن يجمع 5000 دينار كويتي، بالإضافة إلى استقلاليته في عمله، مما أثار دهشة والده وفضول المقربين منهم، لكون هذا المبلغ ضخمة جداً مقارنةً مع ما يجنيه مهندس أو مدرس أو حتى مع أرباح شركة والده.

في نهاية عام 1977 زاره أحد أقاربه الذي يقطن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرف على الشاب الطموح عن قرب، وما لبث أن دخل في شراكة معه على أن يكون نشاطهما في الكويت والإمارات على حد سواء، وفتحا محلاً سمياه «محلات السوري» لقطع غيار وزينة السيارات، مقره الرئيسي أبوظبي وذلك في العام 1978.

القداح في الإمارات:

وبعد عام زار القداح دولة الإمارات واطلع على العمل ورأى الفرصة سانح لتطوير أعماله التجارية، فحسم أمره سريعاً وقرر مغادرة الكويت إلى الإمارات وذلك في العام 1979.

استمرت شراكة القداح مع ابن عمه 4 سنوات. وبعدها أسس موفق شركة خاصة به حملت اسم ” موفق القداح” لقطع غيار السيارات وزينتها، حيث اعتمد على شراء البضاعة من دبي ويبيعها في أبوظبي ومدن شمالية أخرى بواسطة سيارات، وكان لا يتردد أن يعمل سائقاً لإحداها إذا لزم الأمر.

وبعد فترة من النجاح المتسارعة توسع أعماله وأصبح يشتري منتجاته من بلد المنشأ مباشرة، وبدأ رأس ماله يكبر ويتعاظم، فأصبح يبيع لدبي بعد أن كان يستورد منها، ثم توسع باتجاه دول الجوار فغزت منتجاته قطر والبحرين والسعودية وإيران، وقرر نقل المقر الرئيس للشركة إلى دبي (قلب تجارة قطع السيارات في ذلك الوقت).

أما المرحلة الفاصلة في حياته فكانت بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث أغلقت موانئ خليجية عدة بسبب ظروف الحرب حينها، وباتت الإمارات بحكم الواقع الوجهة المفضلة لهذه التجارة، فانتعشت أعمال التجار، فضلاً عن الانفتاح باتجاه روسيا، حيث دخلت السلع التي كانت محرمة في الحقبة السوفيتية، فقام التجار بتصدير كميات كبيرة من البضائع إليها، وكان لموفق نصيب الأسد فيها.

واليوم تحقق شركات موفق القداح في قطاع السيارات مبيعات سنوية تفوق 300 مليون دولار. كما يدير من دبي نشاطاته التجارية التي تشمل ما يزيد عن 44 دولة في مختلف أنحاء العالم.

نشاط القداح العقاري:

بدأ موفق الاتجاه إلى الاستثمار في القطاع العقاري منذ العام 2000، حيث اتسعت أعمال موفق بشكل كبير وبسرعة قياسية. وبدأ ثروته بالزيادة بشكل مطرد، كما وجد أن الاستثمار الصناعي مجد للغاية، فقام بشراء قطعة أرض تقارب مساحتها 5 ملايين قدم مربع لغاية بناء مدينة صناعية، ولكنه فوجئ بارتفاع كبير في قيمة الأرض بعد شهرين فقط، فباعها واشترى أرضاً في الشارقة بـمبلغ يقرب من 42 مليون درهم. ثم أعاد القداح عمليات البيع والشراء عدة مرات، فلفته نظافة هذا الاستثمار وسهولة تحقيق الأرباح الكبيرة فيه.

وعام 2002 أعلن القداح عن شركة للتطوير العقاري يديرها المهندس السابق في شركة «نخيل» العقارية الإماراتية ” محمد نمر”، وكانت من أولى خطواتها شراء 5 قطع أراض من شركة نخيل أعاد موفق 4 قطع منها للمالك، وطور على الخامسة برج ” ماج 214″ وهو باكورة مشاريعه العقارية. واليوم تمتلك الشركة ما يزيد عن 14 مشروعاً، بالإضافة إلى الشراكة الاستراتيجية مع شركة ” إعمار العقارية” في مشروع البوابة الثامنة في دمشق. ويصل حجم المحفظة العقارية المستقبلية إلى ما يقارب 5 مليارات درهم.

وبالإضافة لتجارة قطع الغيار ومستلزمات السيارات والاستثمار في السوق العقارية، تمتلك مجموعة القداح التجارية على مشروع للشقق الفندقية، وشركة للشحن البحري، وشركة لليخوت والرحلات. وكذلك يمتلك شركات لمواد البناء والكمبيوترات والأدوات الكهربائية والمنزلية، فضلاً عن تجارة الهواتف المحمولة ومستلزماتها. وتصل في مجموعها إلى نحو 32 شركة، معظمها شركات تغطي نشاطاتها مختلف أنحاء العالم.

توسع شركات موفق القداح:

توسعت مجموعة شركات موفق القداح التجارية فدخلت عبر علاماتها التجارية في العديد من النشاطات نذكر منها:

• تجارة قطع غيار السيارات وملحقاتها وإطاراتها وبطارياتها والزيوت والكيماويات الخاصة.
• العدد والأدوات الصناعية ومواد البناء.
• الحاسوب والأدوات الكهربائية المنزلية حيث غطت نشاطاتها التجارية عدداً كبيراً من الدول العربية والإفريقية والآسيوية والأوروبية.

الحياة الشخصية:

تزوج موفق القداح ورزق ب 14 ابناً، منهم 5 ذكور و9 إناث. البعض من أولاده الذكور التحق بالعمل بسرعة على غرار والدهم كطلال الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة والده، وأما البنات فأغلبهن يدرسن في الجامعة الأمريكية في أقسام الهندسة الداخلية وطب الأسنان وإدارة الأعمال.

الجوائز والتكريمات:

كرم موفق القداح في أكثر من مناسبة وفي أكر من بلد عربي، حتى عينته جامعة الدول العربية كسفير للأسرة العربية.

الأقوال:

• “نقطة التحول هي بالفكر أكثر من المهنة، وتعتمد على رؤيتنا للسوق”.

يقول موفق القداح في أحد مقابلاته مع مجلة أريبيان بزنس:

• ” إن العقار اليوم أفضل من أيام الطفرة، وعقاراتي في دبي تحقق أرباح جيدة”.

المصادر:

• https://alnour-bu.site123.me/
• https://www.wam.ae/
• https://arabic.arabianbusiness.com/
• https://arabic.cnn.com/
• https://forum.kooora.com/
• https://www.emaratalyoum.com/