لخضر بلومي.. أحد دهاة عالم كرة القدم ورابع أفضل لاعب أفريقي في القرن 20

1958- / جزائري

خاض 147 مباراة دولية مع منتخب الجزائر، سجل فيها 34 هدفاً ليكون ثالث أفضل هدافي المنتخب، كما سجل في الدوري الجزائري أكثر من 200 هدف. ويعتبره الكثيرون أفضل لاعبي الجزائر وأفريقيا على الإطلاق.

الولادة والنشأة:

ولد لخضر بلومي في 29 ديسمبر 1958 في مدينة معسكر أحد أهم المدن في الغرب الجزائري.

لخضر هو الابن الأصغر للسيد سي البشير الذي كان يعمل فلاحاً. ولقد بدأ لخضر ممارسة الكرة في سن مبكر جداً، حيث لعب مع  أشبال نادي أولمبي سامباك في مدينة معسكر. ثم صعد بعد عام  فئة الشباب، ولما أبهر  الساحر الصغير مدرب فريق الرجال في النادي جعله بعد سنة فقط يلعب أول مباراة له مع الفريق الأول، والذي كان يلعب ضمن فرق الدرجة الثالثة للدوري الجزائري ولم يكن عمره يتجاوز 12.

الدراسة:

حصل لخضر بلومي على دبلوم في التدريب من الاتحادين الدولي (الفيفا) والألماني بعد أن خضع لدورة لمدة سنتين.

الأعمال:

وعندما بلغ لخضر بلومي 17 سنة، وقع أول عقد احترافي له مع نادي صفاء الخميس أحد أندية الدرجة الثانية، رغبة منه ب تقليل العبء على والده وتأمين دخل إضافي للأسرة. وفي نفس العام استدعي بلومي للفريق الوطني للشباب بعدما كان يلعب مع منتخب الناشئين منذ 1974.

وبعد عام من ذلك وقع عقداً مع نادي غالي معسكر حيث لعب موسم واحد، ثم التحق بالنادي العريق مولودية وهران تحت قيادة المدرب سعيد عمارة، وفي نهاية الموسم فاز بلقب هداف البطولة.

ثم التحق بالمنتخب الوطني الجزائري الأول لاعباً أساسياً وكان يبلغ الـ19، ولعب تحت قيادة النجم الجزائري رشيد مخلوفي، حيث لعب أول مباراة له مع المنتخب الوطني يوم 22 أكتوبر 1978 في بلانتيري بمالاوي في مباراة ودية مع منتخب ملاوي، وانتهى اللقاء بالتعادل (1-1).

الأندية التي لعب لها لخضر بلومي:

لعب لخضر بلومي لمدة عامين مع مولودية الجزائر العاصمة ما بين 1979 و1981 عندما أدى خدمته العسكرية، ولكنه برز مع ناديين هما، غالي معسكر ومولودية وهران.

استطاع بلومي أن يقود وحده نادي غالي معسكر المتواضع إلى الفوز ببطولة الجزائر عام 1984، كما أوصله إلى الدور ربع النهائي في كأس أبطال إفريقيا سنة 1985 عندما خسروا من نادي بيليما من الكونغو الديمقراطية، ولعل الخسارة كانت بسبب  غياب بلومي عن هذا الدور بعد الإصابة التي تعرض لها في الدور الأول في مباراتهم مع  الاتحاد الليبي.
أما مع نادي مولودية وهران، فقد حقق معه بطولة الجزائر سنة 1988، وكذلك مركز الوصيف مرتين، سنة 1987 و1990. كما وصل معه إلى نهائي كأس أبطال إفريقيا كوصيف بطل الدورة سنة 1989 ضد الرجاء البيضاوي بعد الانهزام بـ1-0 في الدار البيضاء والفوز 1-0 في وهران، ولكنهم خسروا في ضربات الترجيح 4-2 لصالح الرجاء البيضاوي.

وإلى جانب هذا، احترف لخضر بلومي مرة واحدة في حياته خارج الجزائر عندما لعب لصالح نادي العربي القطري موسم 1989/1988. واحتل مع الفريق المركز الرابع في الدوري القطري.

ويعتبر البعض أن لخضر بلومي أكثر لاعب عربي تلقى اتصالات للاحتراف من أكبر الأندية، ومن بين هذه الأندية نذكر، نادي برشلونة، ريال مدريد، يوفنتوس تورينو، باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ، وغيرها.

لخضر بلومي مع المنتخب الجزائري:

حقق المنتخب الجزائري بقيادة لخضر بلومي وتحت قيادة المدرب محي الدين خالف الميدالية البرونزية، في سبتمبر 1979 في دورة ألعاب البحر المتوسط بسبليت في يوغسلافيا، بعد الفوز على منتخب اليونان في اللقاء الترتيبي. حيث اختير بلومي كثالث أفضل لاعب في هذه البطولة بحصوله على جائزة الذب، رمز هذه الألعاب.
كما شارك بلومي في دورة ألعاب المتوسط عام 1983 في الدار البيضاء في المغرب مع المنتخب ولكن المنتخب الجزائري خرج من الدور الأول بصعوبة.
وفي ديسمبر 1979 فاز المنتخب الجزائري بقيادة بلومي على منتخب المغرب بـنتيجة 5-1 في الدار البيضاء وبـ 3-0 في الجزائر العاصمة ضمن مبارايات الدور الثاني لتصفيات الألعاب الأولمبية 1980 بموسكو، وبذلك تأهلت الجزائر بعد اعتذار منتخب ليبيا عن ملاقاة منتخب الجزائر في الدور الثالث والأخير. وفي هذه البطولة استطاع بلومي في يوليو 1980، قيادة منتخب الجزائر إلى الدور ربع النهائي، حيث سجل هدف التعادل ضد المنتخب الإسباني والذي بفضله تأهلت الجزائر إلى دور ربع النهائي. وساهم في صنع اسم للمنتخب الجزائري على الصعيد الدولي وكان من بين أفضل اللاعبين في الدورة.

وبفضل بلومي أيضاً تمكت الجزائر من بلوغ الدور الأخير للألعاب الأولمبية في تصفيات قارة إفريقيا مرتين على التوالي، عام 1984 في لوي أنجلوس وعام 1988 في سيول.

بلومي في كأِس الأمم الأفريقية:

أما على مستوى القارة الإفريقية، فقد شارك بلومي في أربع نهائيات لكأس أمم إفريقيا، أولها في مارس 1980، عندما لعب مع المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا بنيجيريا، وفيها وصل المنتخب لنهائي الدورة أمام منتخب نيجيريا في أول مشاركة للجزائر بعد مشاركة دورة 1968، وفاز بلومي بجدارة بجائزة أفضل مهاجم في الدورة.
والثانية في دورة 1982 في ليبيا، حيث بلومي مع منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي، وخسر أمام منتخب غانا بصعوبة بعد تمديد المباراة لوقت إضافي.
أما المشاركة الثالثة فكانت في دورة 1984 في دولة كوت ديفوار، وفي هذه الدورة قدم المنتخب الجزائري وخاصة لخضر بلومي أحسن مستوى له، واحتل المنتخب المركز الثالث أمام مصر. كما اختير بلومي أحسن لاعب يحمل رقم 10، وثاني أفضل لاعب في البطولة بعد الكامروني تيوفيل أبيغا، وثالث أفضل هداف أيضاً وأفضل هدافي االجزائري.

وغاب بلومي عن دورة 1986 بمصر بسبب الإصابة، وخرج منتخب الجزائر من الدور الأول للنهائيات. أما مشاركته الأخيرة فكانت في دورة 1988 في المغرب، وفيها جاء المنتخب الجزائر ثالثاً أمام منتخب المغرب بفضل هدف التعادل الذي سجله بلومي في المباراة الترتيبية أمام المغرب وبفضل ضربة الجزاء التي سجلها في ضربات الترجيح. كما فاز لخضر بلومي بلقب أفضل هداف رفقة الكاميروني روجيه ميلا، والإفواري عبد الله تراوري والمصري جمال عبد الحميد بهدفين.

بلومي في كأس العالم:

كان للخضر بلومي الدور الأكبر في تأهل منتخب الجزائر إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في إسبانيا عام 1982، حيث سجل هدفاً ضد منتخب سيراليون في الدور الأول، وهدفين ضد النيجر في الدور الثالث وسجل في الدور الرابع والأخير هدفين ضد نيجيريا، وتأهلت لأول الجزائر لأول مرة إلى كأس العالم. واختير بلومي أفضل لاعب في تصفيات قارة إفريقيا للمونديال.

و في النهائيات شارك بلومي رغم تأثره بإصابة في الفخذ منذ ثلاثة أشهر قبل البطولة، ولكنه قدم مع المنتخب أحسن مشاركة عربية وإفريقية آنذاك، حيث سجل بلومي هدف تاريخي ضد منتخب ألمانيا بعد 9 تمريرات دون أن يلمسها الألمان ومباشرة بعد هدف تعادلهم. كما فازت الجزائر على منتخب تشيلي. ولكن تلاعب منتخبي ألمانيا والنمسا في اللقاء الأخير، حرم الجزائر من التأهل للدور الثاني.

ومع أن بلومي غاب عن الأدوار الأولى لتصفيات مونديال 1986 بالمكسيك بسبب تعرضه لإصابة ثانية خطيرة وشهيرة في طرابلس بليبيا من المدافع الليبي أبو بكر باني، حيث أجرى عملية جراحية في الجزائر ثم في فرنسا، كما غاب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا 1986 بمصر، ولكن عودته كانت في الوقت المناسب، حيث لعب في الدور الأخير أمام منتخب تونس حيث قاد المنتخب للفوز على تونس بـ4-1 في تونس العاصمة وبـ3-0 في الجزائر العاصمة، وبذلك تأهلت الجزائر للمرة الثانية على التوالي إلى نهائيات كأس العالم.

ولكن الإصابات لاحقت البلومي من جديد فأصيب مجدداً في البطولة الوطنية، ولم يستطع العودة إلا في شهر أبريل 1986 قبل شهريين من كأس العالم، ولكنه قدم مع منتخب الجزائر أداءا تاريخياً أمام منتخب البرازيل اللمتخم بالنجوم كزيكو وسقراط.

أما آخر مشاركة له فكانت في تصفيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، حيث خرج المنتخب الجزائري أمام المنتخب المصر في الدور الأخير، حيث لعب بلومي آنذاك آخر مباراة دولية له في القاهرة في لقاء العودة، في يوم 17 نوفمبر 1989.

وبعد اعتزاله اتجه  بلومي إلى التدريب، حيث ودرب كل من مولودية وهران، اتحاد بلعباس، نادي أم صلال القطري. كما عمل كمساعد مدرب منتخب الجزائر علي فرقاني، وأخيراً كمدرب لغالي معسكر، وهو الآن المستشار الفني لنادي مولودية وهران.
وبالإضافة لكل ذلك يقوم لخضر بلومي بنشاط توعوي في أوساط الشباب الجزائري، حيث يتجول عادة في المدارس والكليات ليشجعهم على ممارسة الرياضة والابتعاد عن الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها.

الحياة الشخصية:

لخضر بلومي متزوج وولده بشير لخضر بلومي أحد أهم نجوم المنتخب الجزائري ويلعب اليوم لفرق أوربية كبيرة.

الجوائز والتكريمات:

• نال لخضر بلومي عدداً كبيراً من الجوائز المحلية والقارية والعالمية نذكر منها:
• أفضل هداف البطولة الجزائرية عام 1978 مع نادي مولودية وهران بـ11 هدف.
• حائز على جائزة ثالث أفضل لاعب رمز دورة ألعاب البحر المتوسط بسبليت 1979.
• وجائزة أفضل مهاجم لكأس أمم إفريقيا 1980 بنيجيريا. وجائزة الكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب إفريقي سنة 1981.
• أفضل رياضي إفريقي في استفتاء عام 1981. وثالث أفضل لاعب إفريقي سنة 1982.
• ثالث أفضل هداف كأس أمم إفريقيا 1984 بكوت ديفوار بهدفين. وثاني أفضل لاعب في كأس أمم إفريقيا 1984 بكوت ديفوار.
• أفضل هداف كأس أمم إفريقيا 1988 بالمغرب رفقة روجيه ميلا، عبد الله تراوري وجمال عبد الحميد بهدفين.
• حل في المرتبة  62 كأفضل لاعب في العالم في القرن الـ20 حسب تصنيف الفيفا مع رابح ماجر (أفضل لاعب عربي في القرن الـ20 مع رابح ماجر).
• وجائزة الاستحقاق من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لمشواره الكروي المتميز (2008).
• وسام الاستحقاق الرياضي من جريدة الشروق الجزائرية لمشواره الكروي الكبير (2008).
• وجائزة أفضل لاعب جزائري في القرن الـ20 مع رابح ماجر حسب جريدة الهداف الجزائرية (2009).

الأقوال:

ماذا قال لاعبوا العالم في لخضر بلومي:

بيليه:

• ” لو كان بلومي يلعب مع منتخب السامبا لاستطاع الفريق البرازيلي الفوز بكأسي العالم 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك”.

خورخي فالدانو:

• ” أعتقد أن لخضر بلومي يمتلك عينان في كل مكان”.

إيلينيو هيريرا (مدرب أرجنتيني):

• بلومي هو واحد من أفضل اللاعبين رقم 10 في العالم.

فرانز بيكنباور:

• ” لقد لعبت ضد مارادونا، بلاتيني وروبيرتو باجيو لكن أكثر لاعب رأيته يفعل أمورا لا يمكن وصفها كان لخضر بلومي”.

ميشيل بلاتيني:

• ” بلومي لاعب رائع وأنا معجب به كثيراً، مكانته في أوروبا”.

رشيد مخلوفي:

• ” في أول مباراة دولية له ضد منتخب ملاوي، طلبت منه أن يلعب كما يعرف، لم أكن بحاجة إلى توجيهه، لم يكن شيء غير ضروري في لعبه”.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.aljazeera.net/
• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.kooora.com/