• صوفيا-فيرغارا
  • السفيرة-عزيزة
  • هنري-فوندا
  • أنوشة-الأنصاري
  • محمد-العمادي
  • نادين-لبكي
  • المقداد بن الأسود
  • نوفاك_دجوكوفيتش
  • الإمبراطورة-أوجيني
  • أبو حامد الغزالي
  • عمر عبد المنعم الزواوي


حقائق سريعة

  • مذهبه الذي سبب إباحة دمه: في مطلع شبابه كان له طابعان دينيان أحدهما عملي قوامه الفقه والأصول والكلام والحكمة النظرية، والآخر عملي قوامه التصوف وما يوجد فيها من تصفية النفس وتنقية الروح وهذا ما ظهر على ظاهره حيث كان رديء الهيئة زريّ الخلقة لا يغسل ثيابه ولا بدنه ولا يقلم ظفرا أو يقص شعراً.
  • يوجد أكثر من طريقة قيل إنه قتل فيها فمنهم من قال أنه قتل عن طريق الجوع ومنعه من الطعام، ومنهم من قال قتل بالسيف، كما قيل إنه أحرق لكنهم أجمعوا على أنه حكم عليه بالقتل بتهمة الزندقة وذلك كان عام 1191 عن عمر 36 عاماً.
  • اشتُهر باسم السُّهْرَوَرْدي المقتول تمييزاً له عن صوفيين آخرين هما: شهاب الدين عمر السهروردي (632هـ)، مؤلف كتاب «عوارف المعارف» في التصوف، وصاحب الطريقة السهروردية، أما الآخر فهو أبو النجيب السهروردي (ت:563هـ). وعند المسلمين في الشرق الأوسط نلاحظ غلبة لقب شيخ الإشراق على بقية الألقاب باعتبارهِ يحمل اسم حكمته التي اشتهر بها، وحكمة الإشراق هي التي أضحت مدرسة فلسفية صوفية متكاملة ما تزال حتى يومنا هذا لا سيما في الهند وباكستان وإيران
  • قيل إنه شافعي المذهب، وقيل إسماعيلي العقيدة والفكر، خاصة في مرحلة شبابه حينما انتدب داعياً للمدرسة الإسماعيلية النزارية.
  • يزعم السهروردي أن أساتذته هم أغاثوديمون وهرمس وفلاسفة اليونان الخمسة الكبار: أنباذوقليس وفيثاغورس وسقراط وأفلاطون وأرسطو، ثم جماسب وبزرجمهر، وكذلك يؤكد مفاخرأ وقد اخذته العزة الوطنية بأن بزرجمهر هو الرائد الحق للمفكرين اليونان.
  • حين أتى السهروردي إلى حلب وناظر فقهاءها لم يجاره أحد فطلبه الظاهر وعقد له مجلسا فغلب كل من ناظره فقربه الظاهر الأمر الذي أثار غيظ علماء حلب وحفيظتهم فشنعوا عليه.

معلومات نادرة

كتاب “حكمة الإشراق” هو العمل الرئيسي لشهاب الدين يحيى السهروردي، ويُعدّ الأساس الذي قامت عليه فلسفته الإشراقية. ألفه باللغة العربية في سنواته الأخيرة، وهو يمثل ذروة فكره الفلسفي والصوفي. ينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين: الأول تمهيدي يناقش المنطق والفلسفة التقليدية، والثاني يشرح فلسفة الإشراق الجديدة. سأقدم لك تفاصيل جوهرية عن محتواه وأفكاره الأساسية.
هيكل الكتاب
  1. القسم الأول: المنطق والفلسفة المشائية
    • يبدأ السهروردي بمراجعة المنطق الأرسطي والفلسفة المشائية (كما طورها الفارابي وابن سينا)، لكنه لا يكتفي بها. ينتقد بعض المفاهيم، مثل تعريف “الجوهر”، ويؤسس لانتقاله إلى رؤية جديدة.
    • يهدف هذا القسم إلى تهيئة القارئ العقلاني لفهم الإشراق، مع إظهار حدود العقل وحده في الوصول إلى الحقيقة.
  2. القسم الثاني: حكمة الإشراق
    • هنا يقدم السهروردي فلسفته المبتكرة التي تعتمد على “النور” كمبدأ أساسي للوجود والمعرفة. يتناول الميتافيزيقا، الوجود، النفس، والعلاقة بين الله والكون.
    • يمزج بين العقل والكشف (الإلهام المباشر)، معتبراً أن الحكمة الحقيقية تتطلب تجربة روحية إلى جانب التفكير المنطقي.
الأفكار الأساسية
1. النور كأساس الوجود
  • السهروردي يرفض فكرة “الجوهر المادي” التقليدية عند المشائيين، ويقترح أن الوجود يتحدد بـ”النور”. النور هو الحقيقة الأولية التي تتدرج من الله (النور الأقصى) إلى المخلوقات.
  • يقسم الأنوار إلى:
    • النور المجرد: الأنوار غير المادية، مثل الله والعقول العلوية.
    • النور العرضي: النور المنعكس في الأشياء المادية.
    • العالم المادي مجرد “ظلمة” أو غياب للنور، وليس جوهراً مستقلاً.
2. تسلسل الأنوار
  • يصف السهروردي الكون كسلسلة من الأنوار المتتالية:
    • نور الأنوار: الله، المصدر الأول الذي يشع نوره دون وسيط.
    • الأنوار الطولية: العقول أو الكائنات الروحية التي تنبثق من الله، وكل نور يولد نوراً أدنى منه.
    • الأنوار العرضية: التي تتحكم في العالم المادي، مثل النفوس والأرواح.
  • هذا التسلسل يشبه إلى حد ما الأفلاطونية الحديثة، لكنه متجذر في التصور الإسلامي والفارسي.
3. المعرفة الإشراقية
  • يرى السهروردي أن المعرفة الحقيقية لا تأتي من العقل وحده، بل من “الكشف” أو “المشاهدة الروحية”. العقل يمهد الطريق، لكن التجربة الصوفية هي التي تكشف عن الحقائق العليا.
  • يشير إلى أن الفلاسفة السابقين (مثل أفلاطون، هرمس، والحكماء الفرس) وصلوا إلى هذه الحكمة عبر الإشراق، وليس المنطق فقط.
4. العالم الرمزي (عالم المثال)
  • يقدم السهروردي مفهوم “عالم المثال”، وهو عالم وسيط بين المادة والروح، حيث تتجلى الرموز والصور المجردة. هذا العالم يفسر الرؤى والأحلام والتجارب الصوفية.
  • على سبيل المثال، يرى أن الجنة والنار ليست ماديتين فقط، بل لهما وجود في هذا العالم الرمزي.
5. نقد الفلسفة المشائية
  • ينتقد السهروردي تعريف ابن سينا للوجود والجوهر، معتبراً أن التركيز على المادة يُغفل البعد الروحي. يقول إن النور هو المعيار الحقيقي للوجود، وليس الجوهر أو العَرَض.
الأسلوب واللغة
  • الكتاب مكتوب بلغة فلسفية دقيقة، لكنه يحمل طابعاً صوفياً وشاعرياً في بعض الأحيان. يستخدم السهروردي أحياناً لغة رمزية (مثل النور والظلمة) للتعبير عن أفكاره.
  • يوجهه إلى “أهل الكشف”، أي من يجمعون بين العقل والروحانية، وليس لعامة الناس أو الفلاسفة التقليديين فقط.
أهميته
  • حكمة الإشراق ليست مجرد كتاب فلسفي، بل دعوة إلى منهج حياة يجمع بين التفكير والتأمل الروحي. أثرت في الفكر الإسلامي لاحقاً، خصوصاً في إيران، حيث تبناها فلاسفة مثل ملا صدرا وقطب الدين الشيرازي.
  • يُعتبر تأسيساً لتيار فلسفي متميز يختلف عن المشائية والكلام، ويربط بين التراث الإسلامي والفارسي القديم.

السهروردي المقتول.. مؤسس فلسفة الإشراق أحد أهم المدارس الفكرية الفلسفية الإسلامية

1155- 1191/ إيراني

فيلسوف ومتصوف إسلامي بارز لقب بشيخ الإشراق باعتبارهِ يحمل اسم حكمته التي اشتهر بها، والتي أضحت مدرسة فلسفية صوفية متكاملة ما تزال حتى يومنا هذا لا سيما في الهند وباكستان وإيران.

الولادة والنشأة:

ولد أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي عام 549ه‍ الموافق ل1155م في بلدة سهرود بالقرب من مدينة زنجان الحديثة شمال إيران، ونشأ في مدينة مراغة.

الدراسة:

درس السهروردي في مدينة زنجان، حيث أرسله والده إليها وهو ابن عشر سنوات، فتعلم على يد الشيخ مجد الدين الجيلي. كما شرع بقراءة القرآن والحديث وقواعد الصرف والنحو، ثم حضر دروس الفقه والأصول والمنطق والفلسفة حتى برع فيها وهو في سن صغيرة.

كما لاحقاً، سافر إلى أصفهان وحلب وبغداد ودمشق، وفي رحلاته تلقى علوماً متنوعة وتواصل مع علماء وفلاسفة عصره. كان شخصية غير تقليدية، يميل إلى العزلة والتأمل، ويمزج بين الفلسفة المشائية (الأرسطية) والتصوف والتراث الفارسي القديم.

كذلك تعرف على زميل الدراسة فخر الدين الرازي وجرت بينهما نقاشات ومباحثات عديدة هناك، وسافر بعدها إلى أصفهان فكانت السنة السينوية مازالت قائمة، فأكمل دراسته على يد الشيخ ظهير الدين القاري، وقرأ كتاب البصائر النصرية في المنطق لعمر بن سهلان الساوي، كما طالع كتب ابن سينا.

الأعمال:

بدأ السهروردي كتاباته منذ كان موجوداً في أصفهان، فكتب مطولته الأولى بستان القلوب، كما أعجب برسالة الطير لابن سينا فقام بترجمتها إلى الفارسية، وتبعها بكتب عديدة مثل كتاب التلوحيات وهياكل النور والمشارع والمطارحات والأسماء الإدريسية والألواح المعادية والمناجاة ومقامات الصوفية ومعاني مصطلحاتهم ورسالة في اعتقاد الحكماء وغيرها.

فلسفة الإشراق:

فلسفة السهروردي تمثل قطيعة مع الفلسفة المشائية التي سيطر عليها الفارابي وابن سينا. بينما اعتمد المشاؤون على المنطق الأرسطي والعقل وحده، رأى السهروردي أن المعرفة الحقيقية تجمع بين العقل والإلهام (الكشف). استخدم مفهوم “النور” كأساس لفلسفته:
  • النور الأقصى: الله، مصدر كل وجود وإشعاع.
  • الأنوار الطولية والعرضية: درجات النور التي تتجلى في الكون والنفوس.
  • العالم المادي مجرد ظلال لهذه الأنوار.
انتقد السهروردي مفهوم “الجوهر” عند ابن سينا، معتبراً أن الوجود يتحدد بالنور وليس بالمادة. كما استلهم من الحكمة الفارسية القديمة (مثل الزرادشتية) والأفلاطونية، مما جعل فلسفته مزيجاً فريداً.

مؤلفات السهروردي:

كتب السهروردي عشرات المؤلفات بالعربية والفارسية، منها:
  1. حكمة الإشراق: أهم أعماله، يشرح فيه فلسفته بالتفصيل.
  2. المشارع والمطارحات: نقاشات فلسفية.
  3. هياكل النور: عرض مبسط لفكرته عن النور.
  4. التلویحات: كتاب تمهيدي في الفلسفة الإشراقية.
  5. رسائل رمزية: مثل “رسالة الطير” و”قصة الغربة الغربية”، وهي نصوص صوفية رمزية.

تأثيره:

أثر السهروردي بشكل كبير على الفكر الإسلامي والفارسي لاحقاً، خاصة في إيران حيث اعتبر رمزاً للفلسفة الصوفية. تأثر به فلاسفة مثل ملا صدرا، واستمر تدريس فلسفته في الحوزات العلمية. كما ألهم الشعراء والمتصوفة بفكرة النور كرمز للحقيقة.
ويعدّ أول من تصدّى للفلسفة المشائية في القرن السادس الهجري، فقد أعرب في مؤلفاته عن تبرّمه بها، ونزوعه إلى الفلسفة الإشراقية، وهذا يعني أنه كان صوفياً أكثر من كونه فيلسوفاً، على أنه يضع الفلسفة والتصوف في علاقة خاصة لا توجد عند غيره. إن السهروردي جعل الفلسفة الإسلامية بالمعنى الأعمق عمّا كانت عليه من قبل.

موقف الفقهاء منه:

أفتى علماء حلب بقتلهِ لما ظهر لهم من سوءِ مذهبه”. وهو بحسب تعبير ابن تيمية في فتوى من فتاويه “المقتول على الزندقة”، “وكان في فلسفته مستمدًا من الروم الصابئين والفرس المجوس”. وبدوره، جمع شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء طائفة من أخبار السهروردي، ونقل موقف الفقهاء القاضي بقتلهِ، وأضاف معلِّقًا: “أحسنوا وأصابوا”. في المقابل، استعاد ابن كثير أخبار الفيلسوف الضال في طبقات الشافعيين، ورأى أنَّ ما ساقه من علم الأوائل أدى إلى مقتله.
كما ذكره ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، وأكَّد أنّه “قُتل لسوء معتقده”، ويُلقَّب بالمؤيد بالملكوت، وكان يُتهم بانحلال العقيدة والتعطيل، واعتقاد مذهب الحكماء.
ويقول ابن خلكان إن السهروردي كان يتهم بالانحلال والتعطيل، فأفتى علماء حلب بقتله وأشدهم الزين والمجد ابنا جهبل. حتى أنهم لم يعتبروا كتبه من كتب الإسلام مثل كتاب “التلويحات اللوحية والعرشية”، وكتاب “اللمحة” وكتاب “هياكل النور”، وكتاب “المعارج والمطارحات”، وكتاب “حكمة الإشراق”.

الحياة الشخصية:

عاش السهروردي أعزباً ولم يتزوج، وقضي حياته طلباً للعلم.

الوفاة:

في حلب، جذب السهروردي انتباه السلطات بسبب أفكاره غير المألوفة وجرأته في نقد بعض المفاهيم الدينية التقليدية. واتهمه الفقهاء بالزندقة وفساد العقيدة، مما دفع صلاح الدين الأيوبي إلى إصدار أمر بإعدامه سنة 586 هـ/1191 م، بعد ضغوط من ابنه الملك الظاهر، حاكم حلب آنذاك. رغم أن بعض الروايات تشير إلى تردد صلاح الدين، إلا أن السهروردي أُعدم في قلعة حلب وهو في الـ36 من عمره تقريباً.

الجوائز والتكريمات:

  • يعتبر ۳۰ تموز/ يوليو من كل عام يوم احياء ذكرى الفيلسوف وشيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي في إيران. وبالتزامن مع احياء الذكري السنوية له تعمل إيران على تسجيل اسمه في اليونسكو.
  • كما أن له عدد من التماثيل والنصب التذكارية التي تمجد عمله في بلاده.
تمثال رأسي للسهروردي
تمثال رأسي للسهروردي

الأقوال:

يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ   إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ

من قصيدته أبداً تحن إليكم الأرواح نورد هذه الأبيات:

  • أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ                   وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
  • وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم          وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ
  • وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا            سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
  • بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم         وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
  • وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم         عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
  • أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ          بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ
  • خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم   لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ

 

  • “ها هو ذا قد بلغ سنّي تقريباً ثلاثين سنة وأكثر عمري في الأسفار والاستخبار والتفحص عن مطّلع على العلوم، ولم أجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة، ولا من يؤمن بها”.

يقول الدكتور إميل المعلوف عنه:

  • ” وليس ببعيد أن يكون السهروردي قد عرف في مرحلة شبابه وأثناء تجواله الديانات الشرقية ووقف على تعاليم قدماء فارس.. الأمر الذي اولد عنده اتجاهاً فكرياً مزيجاً من الفلسفة والتصوف والعقائد الشرقية القديمة”.

المصادر:

  • https://ar.wikipedia.org/
  • https:https://alarab.co.uk/
  • www.aldiwan.net/
  • https://ar.irna.ir/
  • https://arabicradio.net/
  • https://www.discover-syria.com/
  • https://marayana.com/
  • https://www.wikidata.org/
علماء الأديانعلماء الدين

السهروردي المقتول.. مؤسس فلسفة الإشراق أحد أهم المدارس الفكرية الفلسفية الإسلامية



حقائق سريعة

  • مذهبه الذي سبب إباحة دمه: في مطلع شبابه كان له طابعان دينيان أحدهما عملي قوامه الفقه والأصول والكلام والحكمة النظرية، والآخر عملي قوامه التصوف وما يوجد فيها من تصفية النفس وتنقية الروح وهذا ما ظهر على ظاهره حيث كان رديء الهيئة زريّ الخلقة لا يغسل ثيابه ولا بدنه ولا يقلم ظفرا أو يقص شعراً.
  • يوجد أكثر من طريقة قيل إنه قتل فيها فمنهم من قال أنه قتل عن طريق الجوع ومنعه من الطعام، ومنهم من قال قتل بالسيف، كما قيل إنه أحرق لكنهم أجمعوا على أنه حكم عليه بالقتل بتهمة الزندقة وذلك كان عام 1191 عن عمر 36 عاماً.
  • اشتُهر باسم السُّهْرَوَرْدي المقتول تمييزاً له عن صوفيين آخرين هما: شهاب الدين عمر السهروردي (632هـ)، مؤلف كتاب «عوارف المعارف» في التصوف، وصاحب الطريقة السهروردية، أما الآخر فهو أبو النجيب السهروردي (ت:563هـ). وعند المسلمين في الشرق الأوسط نلاحظ غلبة لقب شيخ الإشراق على بقية الألقاب باعتبارهِ يحمل اسم حكمته التي اشتهر بها، وحكمة الإشراق هي التي أضحت مدرسة فلسفية صوفية متكاملة ما تزال حتى يومنا هذا لا سيما في الهند وباكستان وإيران
  • قيل إنه شافعي المذهب، وقيل إسماعيلي العقيدة والفكر، خاصة في مرحلة شبابه حينما انتدب داعياً للمدرسة الإسماعيلية النزارية.
  • يزعم السهروردي أن أساتذته هم أغاثوديمون وهرمس وفلاسفة اليونان الخمسة الكبار: أنباذوقليس وفيثاغورس وسقراط وأفلاطون وأرسطو، ثم جماسب وبزرجمهر، وكذلك يؤكد مفاخرأ وقد اخذته العزة الوطنية بأن بزرجمهر هو الرائد الحق للمفكرين اليونان.
  • حين أتى السهروردي إلى حلب وناظر فقهاءها لم يجاره أحد فطلبه الظاهر وعقد له مجلسا فغلب كل من ناظره فقربه الظاهر الأمر الذي أثار غيظ علماء حلب وحفيظتهم فشنعوا عليه.

معلومات نادرة

كتاب “حكمة الإشراق” هو العمل الرئيسي لشهاب الدين يحيى السهروردي، ويُعدّ الأساس الذي قامت عليه فلسفته الإشراقية. ألفه باللغة العربية في سنواته الأخيرة، وهو يمثل ذروة فكره الفلسفي والصوفي. ينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين: الأول تمهيدي يناقش المنطق والفلسفة التقليدية، والثاني يشرح فلسفة الإشراق الجديدة. سأقدم لك تفاصيل جوهرية عن محتواه وأفكاره الأساسية.
هيكل الكتاب
  1. القسم الأول: المنطق والفلسفة المشائية
    • يبدأ السهروردي بمراجعة المنطق الأرسطي والفلسفة المشائية (كما طورها الفارابي وابن سينا)، لكنه لا يكتفي بها. ينتقد بعض المفاهيم، مثل تعريف “الجوهر”، ويؤسس لانتقاله إلى رؤية جديدة.
    • يهدف هذا القسم إلى تهيئة القارئ العقلاني لفهم الإشراق، مع إظهار حدود العقل وحده في الوصول إلى الحقيقة.
  2. القسم الثاني: حكمة الإشراق
    • هنا يقدم السهروردي فلسفته المبتكرة التي تعتمد على “النور” كمبدأ أساسي للوجود والمعرفة. يتناول الميتافيزيقا، الوجود، النفس، والعلاقة بين الله والكون.
    • يمزج بين العقل والكشف (الإلهام المباشر)، معتبراً أن الحكمة الحقيقية تتطلب تجربة روحية إلى جانب التفكير المنطقي.
الأفكار الأساسية
1. النور كأساس الوجود
  • السهروردي يرفض فكرة “الجوهر المادي” التقليدية عند المشائيين، ويقترح أن الوجود يتحدد بـ”النور”. النور هو الحقيقة الأولية التي تتدرج من الله (النور الأقصى) إلى المخلوقات.
  • يقسم الأنوار إلى:
    • النور المجرد: الأنوار غير المادية، مثل الله والعقول العلوية.
    • النور العرضي: النور المنعكس في الأشياء المادية.
    • العالم المادي مجرد “ظلمة” أو غياب للنور، وليس جوهراً مستقلاً.
2. تسلسل الأنوار
  • يصف السهروردي الكون كسلسلة من الأنوار المتتالية:
    • نور الأنوار: الله، المصدر الأول الذي يشع نوره دون وسيط.
    • الأنوار الطولية: العقول أو الكائنات الروحية التي تنبثق من الله، وكل نور يولد نوراً أدنى منه.
    • الأنوار العرضية: التي تتحكم في العالم المادي، مثل النفوس والأرواح.
  • هذا التسلسل يشبه إلى حد ما الأفلاطونية الحديثة، لكنه متجذر في التصور الإسلامي والفارسي.
3. المعرفة الإشراقية
  • يرى السهروردي أن المعرفة الحقيقية لا تأتي من العقل وحده، بل من “الكشف” أو “المشاهدة الروحية”. العقل يمهد الطريق، لكن التجربة الصوفية هي التي تكشف عن الحقائق العليا.
  • يشير إلى أن الفلاسفة السابقين (مثل أفلاطون، هرمس، والحكماء الفرس) وصلوا إلى هذه الحكمة عبر الإشراق، وليس المنطق فقط.
4. العالم الرمزي (عالم المثال)
  • يقدم السهروردي مفهوم “عالم المثال”، وهو عالم وسيط بين المادة والروح، حيث تتجلى الرموز والصور المجردة. هذا العالم يفسر الرؤى والأحلام والتجارب الصوفية.
  • على سبيل المثال، يرى أن الجنة والنار ليست ماديتين فقط، بل لهما وجود في هذا العالم الرمزي.
5. نقد الفلسفة المشائية
  • ينتقد السهروردي تعريف ابن سينا للوجود والجوهر، معتبراً أن التركيز على المادة يُغفل البعد الروحي. يقول إن النور هو المعيار الحقيقي للوجود، وليس الجوهر أو العَرَض.
الأسلوب واللغة
  • الكتاب مكتوب بلغة فلسفية دقيقة، لكنه يحمل طابعاً صوفياً وشاعرياً في بعض الأحيان. يستخدم السهروردي أحياناً لغة رمزية (مثل النور والظلمة) للتعبير عن أفكاره.
  • يوجهه إلى “أهل الكشف”، أي من يجمعون بين العقل والروحانية، وليس لعامة الناس أو الفلاسفة التقليديين فقط.
أهميته
  • حكمة الإشراق ليست مجرد كتاب فلسفي، بل دعوة إلى منهج حياة يجمع بين التفكير والتأمل الروحي. أثرت في الفكر الإسلامي لاحقاً، خصوصاً في إيران، حيث تبناها فلاسفة مثل ملا صدرا وقطب الدين الشيرازي.
  • يُعتبر تأسيساً لتيار فلسفي متميز يختلف عن المشائية والكلام، ويربط بين التراث الإسلامي والفارسي القديم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى