حقائق سريعة
- هو محمد إدريس بن محمد المهدي ابن محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي.
- ينتمي إلى العائلة السنوسية من سلالة محمد بن علي السنوسي (مؤسس الطريقة السنوسية) وورث موقع جده فأصبح زعيم الطريقة الإسلامية السنوسية، وهي حركة دينية سياسية صوفية إصلاحية استطاعت أن تنتشر في ليبيا والسودان وتشاد وكان لها دور مهم في صقل الهوية الليبية الحديثة.
- بلغت الدعوة السنوسية في عهد والده محمد المهدي ذروتها من حيث القوة والانتشار، ووصل عدد «الزوايا» التي تتبع لها إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب.
- وبعد أن أعلن الملك إدريس السنوسي أن ليبيا أصبحت دولة ذات سيادة عقب إصدار الدستور انضمت إلى جامعة الدول العربية عام 1953 م ، وإلى هيئة الأمم المتحدة عام 1955م.
- يرى كثيرون في ليبيا أ الملك إِدْريْس كان ملكًا صالحًا متواضعًا، عمل في صمت، وتحققت في عهده إنجازات عظيمة لكنه لم ينسب أيًا منها لشخصه لأنه كان يرجو مرضات ربه ويبتغي الأجر والمثوبة منه وحده ولا ينتظر مِن النَّاس جَزَاءً وَلا شُكُورًا.
- تأثَّر السنوسيُّ بأئمة المالكية وبالإمام أحمد بن حنبل وأبي حامد الغزالي. تتشدد السنوسية في أمور العبادة، وتتحلى بالزهد في المأكل والملبس. تدعو السنوسية إلى الاجتهاد ومحاربة التقليد. وعلى الرغم من أن السنوسيِّ مالكيُّ المذهب، إلا أنه لا يرى ضيرا من الخروج على آراء المالكية إذا ارتاح إلى رأي غيرهم.
- في شبابه اهتم إدريس السنوسي بتكوين مكتبة خاصة، أصبحت في طليعة المكتبات العربية، وكان مجلسه عامراً بالعلماء والأدباء، حيث كان يحب العلماء ويدنيهم، وكانت أحب العلوم إليه الحديث الشريف والأدب.
معلومات نادرة
- يعتبر البعض أن الملك إدريس السنوسي نموذج فريد من نوعه بين الملوك والزعماء العرب، فهو ينفرد بخاصيتين تميزه عن غيره من الحكام؛ الأولى أنه الحاكم الوحيد لدولة نفطية غنية كشفت الأيام عدم تملكه لأرصدة أو حسابات مصرفية خارج ليبيا، بل وأظهرت المصادر الموثوقة بعد وفاته بأن الحكومة التركية هي من تكفّل بدفع تكاليف الفندق الذي كان ينزل به عند حدوث انقلاب سبتمبر ودفعت مصاريف سفره منها إلى اليونان قبل رحيله إلى مصر. والثانية أنه الحاكم العربي الوحيد الذي جددت له البيعة قطاعات من شعبه قائداً تاريخياً لكفاح الشعب الليبي من أجل الاستقلال وطالبت بعودته حاكما شرعياً لليبيا بعد 11 سنة من سقوط عرشه.
إدريس السنوسي.. أول وآخر ملك لليبيا في العصر الحديث
1890- 1983 / ليبي
أول ملك لليبيا بعد الاستقلال عن الاحتلال الإيطالي، كان زاهداً بالحكم وحاول أن يجنب بلاده الحروب والويلات، انتهى حكمه على يد معمر القذافي ولم يقم بأي فعل لاستعادة السلطة.
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد محمد إدريس بن محمد المهدي السنوسي في 12 مارس عام 1890، في واحة الجغبوب قرب مدينة طبرق شرق ليبيا. ويعود نسبة إلى الأشراف الأدارسة الهاشميين.
وقد نشأ في كنف أبيه الذي كان قائماً على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها. إلى أن توفي والده عام 1902م وكان عمر إدريس 12 عاماً، فانتقلت الزعامة إلى ابن عمه أحمد الشريف السنوسي.
الدراسة:
التحق إدريس السنوسي بالكتّاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية «الكفرة»، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة 1902م)، ولكن والده توفي في ذات العام، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، الذي صار وصيّاً على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته.
وبعدها أتقن القراءات وعلوم الحديث، كما حفظ صحيحي البخاري ومسلم ومسند أبي داود وسنن ابن ماجة والنسائي والترمذي.
الأعمال:
مع قدوم القوات الإيطالية لاحتلال ليبيا عام 1911م قام زعيم السنوسيين أحمد السنوسي بتحويل الزوايا إلى معسكرات مقاومة، وتواصل مع الدولة العثمانية للقضاء على الخطر الإيطالي.
وعندما علم السنوسي باعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا، أرسل للوالي العثماني رسالة خطية جاء فيها: “نحن والصلح على طرفي نقيض، ولا نقبل صلحاً بوجه من الوجوه، إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد إلى العدو”.
ورغم ذلك وقعت الدولة العثمانية معاهدة لوزان والتي تنازلت بموجبها لإيطاليا عن ليبيا، فأعلن أحمد السنوسي الجهاد وأعلن أن السنوسية هي الجهة الشرعية التي تحكم ليبيا.
إدريس السنوسي يتزعم ليبيا:
وفي عام 1917 م وفي أثناء الحرب العالمية الأولى خاض الزعيم أحمد السنوسي معارك كبيرة مع البريطانيين حلفاء إيطاليا وقد تكبد فيها خسائر هائلة أجبرته على التنازل عن الزعامة لابن عمه إدريس السنوسي.
وعلى النقيض من ابن عمه أحمد انتهج إدريس منهجاً سلمياً، فخاض سلسلة مفاوضات مع إيطاليا وتوصل في النهاية لاتفاقية حكم ذاتي في مناطق ليبيا على أن يكون مركز في أجدابيا. ولكن هذه الاتفاقية لم تصمد طويلاً بسبب وصول الفاشيين لحكم إيطاليا عام 1922م، وبعدها غادر إدريس إلى مصر، وعين عمر المختار قائداً عسكرياً للمقاومة الليبية.
ولكن إيطالية استطاعت فرض سيطرتها على ليبيا بشكل كامل، وخاصة بعد إعدام عمر المختار عام 1931م، والذي كبد الإيطاليين خسائر فادحة في العتاد والأفراد، ولكن ميزان القوى كان في مصلحة الإيطاليين، وفي ضوء ذلك لم يعد لليبيا أمل في التحرر إلى أن بدأت الحرب العالمية الثانية عام 1939م.
مع بداية الحرب العالمية الثانية تواصل إدريس السنوسي مع البريطانيين أعداء الإيطاليين في الحرب، وعرض عليهم التحالف معهم، فدخل ليبيا عام 1940 م بالجيش السنوسي وهو جيش أسسه في المنفى بمساعدة بريطانية، وانضم إليه أنصاره في الأراضي الليبية، فخرج الإيطاليون واعترفوا بإدريس زعيماً على ليبيا عام 1946م.
ولكن إدريس لم يستطع أن يحكم بشكل مستقل، فقد بقي البريطانيون يحكمون ليبيا إلى أن وافقوا على نقل الإدارة إلى حكومة برقة التي أعلنها إدريس عام 1949م، ونتيجة لمطالبة الليبيين بضرورة الاحتفاظ بوحدة الأقاليم الثلاثة (برقة- طرابلس- فزان) في دولة واحدة، تم تأسيس المملكة الليبية المتحدة عام 1951م، وأصبح إدريس السنوسي ملكا عليها، لأنه كان يحظى بأكبر إجماع شعبي وحتى دولي.
إنجازات الملك إدريس السنوسي:
اهتم الملك بالتعليم، فأنشأ المدارس وافتتح الجامعة الليبية وكلية عسكرية، وركز بشكل كبير على صحة وتعليم المواطن الليبي، فأنتجت هذه المرحلة رجالا في ريعان النضج السياسي والأكاديمي والمهني.
خارجياً دعم الملك الثورة الجزائرية ضد الفرنسيين منذ اندلاعها في نوفمبر/تشرين الثاني 1954 بكل إمكانات ليبيا المادية والسياسية، وتحولت ليبيا إلى قاعدة خلفية ولوجيستية للثورة الجزائرية، يتدفق منها السلاح والعتاد، إضافة إلى احتوائها على مراكز تدريب وإقامة قادة جبهة التحرير وتأمين تنقلاتهم.

السنوسي بين مؤيد ومعارض:
هنالك اختلاف كبير في تقييم حكمه ما بين المؤيدين والمعارضين له، فأما المؤيدين فيرون أنه كان ملكاً زاهداً نظيف اليد، استطاع أن يبني علاقات دولية أدت لاستقلال ليبيا، وعاش الشعب الليبي في عهده فترة من التقدم والازدهار نتيجة حسن إدارته واستغلاله لعوائد النفط.
وأما المعارضون له فيرون فيه عميلاً لبريطانيا، حيث سمح بإقامة قواعد بريطانية وأمريكية على أرض ليبيا، وكذلك يرون أن ليبيا كانت تحصل على نسبة قليلة من عائدات نفطها بسبب الاتفاقيات التي أبرمها مع الشركات الأجنبية.
ولذلك واجه نظام إدريس السنوسي تحديات متزايدة، بما في ذلك تنامي المشاعر القومية العربية والاشتراكية العربية في ليبيا نتيجة تأثر البلاد بحركة الضباط الأحرار في مصر، وتنامي حركات التحرر العربي في المشرق والمغرب. بالإضافة إلى حالة الإحباط المتزايد بين السكان بسبب ارتفاع مستويات الفساد في المملكة الوليدة والعلاقات الوثيقة مع الدول الغربية.
الحياة الشخصية:
تزوج الملك إدريس خمس مرات، أولها فهي السيدة عائشة السنوسي، وبعد وفاتها تزوج اختها الصغرى سكينة السنوسي. ثم تزوج للمرة الثالثة من السيدة نفيسة العيساوية، وأما زوجته الرابعة فكانت ابنة عمه الملكة فاطمة الشريف.
وبسبب مشكلة عدم الإنجاب، أصبحت ولاية العهد أكبر المشاكل التي يواجهها فهي مشكلة تؤثر حتى على بقاء المملكة، فقام في عام 1955م بالزواج من المصرية عالية لملوم ، ولكن حدث الانفصال بعد فترة قصيرة بسبب عدم إنجاب أيضاً، ليقوم الملك إدريس بتعيين ابن أخيه الأمير حسن الرضا ولياً لعهده. ويقال أنه كان يرتب مسألة التنازل له عن الحكم عام 1969م لولا الانقلاب الذي حدث ضده.

الوفاة:
في 1 سبتمبر 1969 قام مجموعة من ضباط الليبيين بقيادة الملازم معمر القذافي بتنفيذ انقلاب عسكري على إدريس السنوسي الذي كان مسافراً للعلاج في تركيا. لينتهي بذلك حكم السنوسين لليبيا.
وبعد ذلك استقر الملك إدريس في مصر ولم يغادرها إلا مرتين إحداهما للحج إلى بيت الله الحرام، إلى أن توفي في القاهرة عام 1983 ونقل جثمانه إلى المدينة المنورة ليُدفن في البقيع كما طلب في وصيته.
وكان الملك قد اختار سابقاً أن يدفن في ليبيا بجوار أخيه الرضا، ثم في مصر بعد الانقلاب عليه، ولكن لما التقي المَلِك خالد بِن عبدالعزيز آل سعود بعْد موسم الحج في العَام 1977 حصل على وعد منه يقضي بسماح المملكة السّعوديّة -متى حانت المنيَّة- أنّ يدفن جسده في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، وهذا ما كان.
الجوائز والتكريمات:
- بعد نصف قرن على الانقلاب على إدريس السنوسي أعيد له الاعتبار رسمياً وعائلته، فألغى البرلمان الليبي بخطوة اعتبارية حكم الإعدام الصادر بحقه وإرجاع الجنسية الليبية له ولأسرته وحفظ حقهم في التعويض المادي والمعنوي.
الأقوال:
- ” ليس لي مأرب ولا غاية في هذه الحياة الفانية إلاّ أن أرى أهل وطني أعزاء متمتعين بحريتهم”.
المصادر:
- https://ar.wikipedia.org/
- https://alwasat.ly/
- https://www.aljazeera.net/
- https://www.bbc.com/
- https://manshurat.org/
- https://www.alarabiya.net/
- صفجة المؤرخ تامر الزغاري على الفيس بوك.
حقائق سريعة
- هو محمد إدريس بن محمد المهدي ابن محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي.
- ينتمي إلى العائلة السنوسية من سلالة محمد بن علي السنوسي (مؤسس الطريقة السنوسية) وورث موقع جده فأصبح زعيم الطريقة الإسلامية السنوسية، وهي حركة دينية سياسية صوفية إصلاحية استطاعت أن تنتشر في ليبيا والسودان وتشاد وكان لها دور مهم في صقل الهوية الليبية الحديثة.
- بلغت الدعوة السنوسية في عهد والده محمد المهدي ذروتها من حيث القوة والانتشار، ووصل عدد «الزوايا» التي تتبع لها إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب.
- وبعد أن أعلن الملك إدريس السنوسي أن ليبيا أصبحت دولة ذات سيادة عقب إصدار الدستور انضمت إلى جامعة الدول العربية عام 1953 م ، وإلى هيئة الأمم المتحدة عام 1955م.
- يرى كثيرون في ليبيا أ الملك إِدْريْس كان ملكًا صالحًا متواضعًا، عمل في صمت، وتحققت في عهده إنجازات عظيمة لكنه لم ينسب أيًا منها لشخصه لأنه كان يرجو مرضات ربه ويبتغي الأجر والمثوبة منه وحده ولا ينتظر مِن النَّاس جَزَاءً وَلا شُكُورًا.
- تأثَّر السنوسيُّ بأئمة المالكية وبالإمام أحمد بن حنبل وأبي حامد الغزالي. تتشدد السنوسية في أمور العبادة، وتتحلى بالزهد في المأكل والملبس. تدعو السنوسية إلى الاجتهاد ومحاربة التقليد. وعلى الرغم من أن السنوسيِّ مالكيُّ المذهب، إلا أنه لا يرى ضيرا من الخروج على آراء المالكية إذا ارتاح إلى رأي غيرهم.
- في شبابه اهتم إدريس السنوسي بتكوين مكتبة خاصة، أصبحت في طليعة المكتبات العربية، وكان مجلسه عامراً بالعلماء والأدباء، حيث كان يحب العلماء ويدنيهم، وكانت أحب العلوم إليه الحديث الشريف والأدب.
معلومات نادرة
- يعتبر البعض أن الملك إدريس السنوسي نموذج فريد من نوعه بين الملوك والزعماء العرب، فهو ينفرد بخاصيتين تميزه عن غيره من الحكام؛ الأولى أنه الحاكم الوحيد لدولة نفطية غنية كشفت الأيام عدم تملكه لأرصدة أو حسابات مصرفية خارج ليبيا، بل وأظهرت المصادر الموثوقة بعد وفاته بأن الحكومة التركية هي من تكفّل بدفع تكاليف الفندق الذي كان ينزل به عند حدوث انقلاب سبتمبر ودفعت مصاريف سفره منها إلى اليونان قبل رحيله إلى مصر. والثانية أنه الحاكم العربي الوحيد الذي جددت له البيعة قطاعات من شعبه قائداً تاريخياً لكفاح الشعب الليبي من أجل الاستقلال وطالبت بعودته حاكما شرعياً لليبيا بعد 11 سنة من سقوط عرشه.