
حقائق سريعة
- يعد واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و 1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وأشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف.
- من الأعمدة الرئيسية التي اعتمد عليها الرئيس جمال عبد الناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية.
- كان يؤمن بحتمية الحرب على إسرائيل، ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصرا عليها إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان لا مجرد إستراتيجية عسكرية.
- في فترة من الفترات عُرض عليه منصب سفير، ولكنه رفض لأنه على حد تعبيره “ضابط وابن ضابط”، وقال أنه لا يستطيع أن يترك “الدكتورة” التي أعطته أحلى سنوات حياتها طواعيةً وحباً.
- عام 1968 عُيّن أمينا عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية.
معلومات نادرة
- يقول هيكل عن عبد المنعم رياض: ” من المؤكد أن عبد المنعم رياض ظل إلى آخر يوم في حياته طالب علم، وذلك أعظم ما يمكن أن يكونه أي إنسان مهما علا قدره وارتفع مقامه. وربما ساعد عبد المنعم رياض على حسن تقديره لأهمية العلم الحديث في المعركة، أنه كان بحكم عمله في المدفعية المضادة للطائرات، على اتصال مباشر بتطورات علمية واسعة الأثر، فإن المدفعية المضادة للطائرات أصبحت تعتمد على الصواريخ والتعامل بالصواريخ في حد ذاته مقدرة على الانطلاق إلى بعيد، كذلك فإن تعدد مصادر دراساته في بريطانيا والاتحاد السوفيتى، واستخدامه أكثر من لغة، الإنجليزية والفرنسية والروسية كلها بطلاقة، إلى جانب العربية بالطبع، أتاح له فرصة رحبة غير مقيدة.”
- يقول هيكل: ” أذكر مرة في موسكو وكنت أزور كلية “فوروشيلوف العسكرية”، وقد أصبح اسمها فيما بعد أكاديمية القيادة العامة العليا للقوات المسلحة السوفيتية أن قال لى أحد الدارسين المصريين فيها:- إن عبد المنعم رياض الذى درس هنا قبل سنوات جعل مهمة الذين جاءوا بعده بالغة الصعوبة”.
ويضيف ” إن الجنرال يابتشنكو، وهو من كبار المعلمين السوفيت هنا، وكان له تاريخه في الحرب العالمية الثانية- لا يمل دائماً من أن يكرر للدارسين العرب: على هذا المقعد الرابع، “في الدورة الأولى التي اشترك فيها دارسون عرب في هذه الأكاديمية كان يجلس الجنرال رياض”. - تقول السيدة سميحة رياض شقيقة الفريق عبد المنعم رياض عنه: ” كان إنساناً بكل ما تعنيه الكلمة ..مرحاً ..كريم الأخلاق عطوفاً .. حنوناً، ومن الغريب أنه بعد وفاته حزن عليه البسطاء حزناً شديداً بائع الصحف، جامع الكور والسفرجية في النادي، المكوجي، وبعد وفاته بسنوات إذا دخل أي عامل لإصلاح أجهزة أو أي شيء تالف في المنزل وكان يرى صورة الشهيد كان يسألني هل يقرب لك؟ ..أقول أخويا.. كان يقرأ الفاتحة على روحه وتكفيني هذه المشاعر”.
- على الرغم من الأهمية الكبرى التي كانت للفريق رياض إلا أنه لم يورد في روايات شهيرة أو كُتب عنه في روايات الكتاب الكبار، وهذا خلافاً للشعر الذى سجل عدد من القصائد الرثائية في موته فرثاه الشاعر السوري نزار قباني، والشعراء أحمد فؤاد نجم و فؤاد حداد، وتناوله كتابان.
عبد المنعم رياض.. الجنرال الذهبي الذي استشهد على الخط الأول مع العدو
1919- 1969/ مصري
أحد أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن 20، تولى رئاسة أركان الجيش المصري بعد هزيمة حزيران فأعد الجيش لانتصار أكتوبر وقاد حرب الاستنزاف حيث حقق انتصارات عسكرية هامة ودمر قسماً كبيراً من تحصينات خط بارليف.
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد عبد المنعم رياض بتاريخ 22أكتوبر عام 1919في قرية سبرباي إحدى ضواحي مدينة طنطا، محافظة الغربي بمصر. كان والده محمد رياض عبد الله قائم مقام وقائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، وقد تخرج على يديه الكثير من قادة المؤسسة العسكرية المصرية.
الدراسة:
درس عبد المنعم رياض المرحلة الابتدائية والإعدادية في قريته سباياي، وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الخديوي إسماعيل. وبعد ذلك رياض التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، ولكنه بعد عامين من الدراسة فضّل الالتحاق بالكلية الحربية لأنها رغبته منذ الصغر، وتخرج منها عام 1938.
ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول. ليكمل بعدها دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا عامي 1945 و1946. كما انتسب أيضاً لكلية العلوم لدراسة الرياضيات البحتة.
وعندما أصبح رياض برتبة فريق درس في كلية التجارة لإيمانه بأهمية الاقتصاد في صنع الاستراتيجيات.
كما أتم دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا عام 1966.
وكان رياض قد اتبع دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عامي 1962 و1963، وكان حينها برتبة لواء وحصل في نهايتها على تقدير الامتياز أيضاً.
وقد أجاد عبد المنعم رياض الإنجليزية والفرنسية والروسية كلها بطلاقة، إلى جانب العربية.
الأعمال:
عام 1941 عُين عبد المنعم رياض بسلاح المدفعية، ثم التحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية. وفي العام 1947 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة لمدة سنة، حيث أظهر قدرات عسكرية متميزة جعلته يحصل على وسام الجدارة الذهبي.

ثم تولى عام 1951 وكان برتبة مقدم قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، ثم عُيّن عام 1953 قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية.
ومنذ يوليو 1954 وحتى أبريل 1958 تولّى رياض قيادة قوات الدفاع المضادة للطائرات في سلاح المدفعية.
وفي 9 أبريل 1958 أُرسل عبد المنعم ببعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وهناك أتمها عام 1959 بتقدير امتياز، ونال لقب بالجنرال الذهبي.
وبعد عودته من الاتحاد السوفييتي عام 1960شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية. ثم نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 1961، كما أُسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي.
وفي عام 1964 عُيّن رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة. ورُقّي في عام 1966 إلى رتبة فريق.
وبعد زيارة الملك الحسين بن طلال ملك الأردن للقاهرة في مايو 1967، من أجل التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك عُيّن الفريق عبد المنعم رياض قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، ووصل إلى الأردن في الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة.
حرب حزيران 1967:
عندما اندلعت حرب يونيو/ حزيران عام 1967 عُيّن الفريق عبد المنعم رياض قائداً عاماً للجبهة الأردنية. وبعد هزيمة الأيام الخمسة وفي 11 يونيو 1967 تم اختيار رياض رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، حيث بدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.

حرب الاستنزاف واستشهاد الفريق عبد المنعم:
حقق الفريق رياض انتصارات عسكرية هامة في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف، ولعل أشهرها معركة رأس العش، عندما تكمنت قوة صغيرة من المشاة المصرية من منع سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، وهو المسؤول عن تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967.
بالإضافة لإسقاط العديد من طائرات الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1967 و1968. فضلاُ عن تدمير 60% من تحصينات خط بارليف الذي تحوّل من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر.
وفي نفس الفترة صمّم رياض الخطة (200)، وهي أصل الخطة (جرانيت)، والتي طُورت فيما بعد لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر/ تشرين تحت مسمى (بدر).
الحياة الشخصية:
لم يغير عبد المنعم رياض مسكنه الذى كان فيه بمصر الجديدة وهو شقة من أربع غرف في شارع جانبي صغير. وكانت تشاركه فيها شقيقته، وهي أستاذة بكلية العلوم بجامعة عين شمس. ولم يتزوج رياض و لأن السنوات التي كان يستطيع فيها الزواج قد انقضت وهو في دراسات بعيدة أو في مواقع خدمة في المعسكرات. كما لم تتزوج أخته أيضاً، لأنها أحست أن واجبها خدمته، وكانت أحاديثه دائماً عن “الدكتورة”، نابضة بحنان عميق وأصيل.
الوفاة:
أشرف الفريق عبد المنعم رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يحضر تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
وفي صبيحة اليوم التالي قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا#، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
وقد شهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملاً في الجيش متأثراً بجراحه عن عمر 49 عاماً.
الجوائز والتكريمات:
تم تكريم عبد المنعم رياض في حياته وبعد مماته كما نال العديد من الأنواط والأوسمة، نذكر منها:
- نعاه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ومنحه رتبة فريق أول ونجمة الشرف العسكرية، والتي تعتبر أعلى وسام عسكري في مصر.
- وسام الجدارة الذهبي.
- ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
- وسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان.
- وسام الكوكب الأردني طبقة أولى.
- كذلك سميت باسمه العديد من الساحات والمدارس أشهرها ميدان باسمه في القاهرة.

الأقوال:
- ” القائد هو الذى يقود، هو الذى يملك مقدرة إصدار القرار وليس مجرد سلطة إصدار القرار، ويدخل التوقيت السليم في المقدرة على إصدار القرار.”
- ” تكاد إسرائيل أن تكون في هذا الموقع المطل على الساحل الشرقي للبحر الأبيض، أن تكون حاملة طائرات ثابتة في موقعها يحتفظ عليها الاستعمار بقوته الجوية التكتيكية. ووراءها الاحتياطي الاستراتيجي له متمثلاً في أساطيله البحرية في هذا البحر الأبيض.”
- ” إذا أردت أن تضرب فبالطيران قبل غيره، وإذا أردنا ضربها فبالطيران قبل غيره، وإذا فقدت الحاملة طائراتها أصبحت مجرد لوح خشب طاف على سطح الماء.”
- ” حرب الطيران هي حرب الانقضاض المفاجئ، حرب السرعة الخاطفة، حرب الأيام المعدودة على أصابع اليد الواحدة، وبعدها يكون النصر أو تكون الهزيمة”.
- ” من الشرق نستطيع الوصول إلى قلب إسرائيل أو على الأقل نطوله”.
- ” إذا بدأت الجبهة المدنية وراء الخطوط تعانى من التمزق، فكيف نحتفظ بتماسك الجبهة العسكرية؟.”
- ” إنني أدعو الله ألا أعيش وأرى يوماً تنزل فيه قوات من الجيش لحفظ الأمن والنظام في الشارع.”
- ” لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعنى التجريد هنا، وإنما أعنى شرف كل فرد، شرف كل رجل وكل امرأة.”
- ” لا تتصور ضيقي كلما طلبنا اعتماداً إضافياً للتسليح، لأن شعبنا في حاجة إلى كل قرش ليستثمره في المصانع الجديدة، ولكن ماذا نفعل؟ إذا ضاع شرف الأمة، فلن يستطيع أي قدر من الغنى أن يعوضنا عنه.”
- ” إنني أفهم الجنرال ماك آرثر، عندما قال “إن الجنود القدامى لا يموتون.. ولكنهم يبتعدون فقط”.
كتب رفيقه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بتاريخ 14 مارس 1969:
- ” سيبقى دائماً مصدر عطاء لا ينفد لأمة تبحث عن المثل الأعلى، نفس بحثها عن السلاح الأقوى…”
- ” كانت مشكلته أنه لا يستطيع أن يسكت ببساطة! وكانت مشكلة الآخرين حياله أنهم لا يستطيعون الخلاص منه وإسكاته تحت أي غطاء، فلقد كان امتيازه في عمله لا ينازع، ولم تكن له مطالب شخصية..”
- ” كان عبد المنعم رياض، وهو الجندي النظامي من الدرجة الأولى، خبيراً في الحرب الشعبية، ومن الدرجة الأولى أيضاً، ولم يكن ذلك رأيي وإنما كان رأى ياسر عرفات، وهو صاحب تجربة عملية مباشرة جرت وتجرى على أرض المعركة ذاتها.”
- أكاد في هذه اللحظة أسمع صوت عبد المنعم رياض وأشعر بيده تصافح يدى في آخر مقابلة بيننا قبل شهر، وهو يقول: “الجنود القدامى لا يموتون.. لكنهم يبتعدون فقط”.
كما رثاه الشعر الكبير نزار قباني بقصيدة طويلة نذكر منها:
- يا أشرف القتلى على أجفاننا ازدهرت ..
الخطوة الأولى إلى مجدنا أنت بها بدأت..
يا أيها الغارق في دمائه..
جميعهم قد كذبوا وأنت قد صدقت..
جميعهم هزموا.. ووحدك انتصرت
المصادر:
- https://www.aljazeera.net/
- https://www.shorouknews.com/
- https://gate.ahram.org.eg/
- https://www.youm7.com/
حقائق سريعة
- يعد واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و 1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وأشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف.
- من الأعمدة الرئيسية التي اعتمد عليها الرئيس جمال عبد الناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية.
- كان يؤمن بحتمية الحرب على إسرائيل، ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصرا عليها إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان لا مجرد إستراتيجية عسكرية.
- في فترة من الفترات عُرض عليه منصب سفير، ولكنه رفض لأنه على حد تعبيره “ضابط وابن ضابط”، وقال أنه لا يستطيع أن يترك “الدكتورة” التي أعطته أحلى سنوات حياتها طواعيةً وحباً.
- عام 1968 عُيّن أمينا عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية.
معلومات نادرة
- يقول هيكل عن عبد المنعم رياض: ” من المؤكد أن عبد المنعم رياض ظل إلى آخر يوم في حياته طالب علم، وذلك أعظم ما يمكن أن يكونه أي إنسان مهما علا قدره وارتفع مقامه. وربما ساعد عبد المنعم رياض على حسن تقديره لأهمية العلم الحديث في المعركة، أنه كان بحكم عمله في المدفعية المضادة للطائرات، على اتصال مباشر بتطورات علمية واسعة الأثر، فإن المدفعية المضادة للطائرات أصبحت تعتمد على الصواريخ والتعامل بالصواريخ في حد ذاته مقدرة على الانطلاق إلى بعيد، كذلك فإن تعدد مصادر دراساته في بريطانيا والاتحاد السوفيتى، واستخدامه أكثر من لغة، الإنجليزية والفرنسية والروسية كلها بطلاقة، إلى جانب العربية بالطبع، أتاح له فرصة رحبة غير مقيدة.”
- يقول هيكل: ” أذكر مرة في موسكو وكنت أزور كلية “فوروشيلوف العسكرية”، وقد أصبح اسمها فيما بعد أكاديمية القيادة العامة العليا للقوات المسلحة السوفيتية أن قال لى أحد الدارسين المصريين فيها:- إن عبد المنعم رياض الذى درس هنا قبل سنوات جعل مهمة الذين جاءوا بعده بالغة الصعوبة”.
ويضيف ” إن الجنرال يابتشنكو، وهو من كبار المعلمين السوفيت هنا، وكان له تاريخه في الحرب العالمية الثانية- لا يمل دائماً من أن يكرر للدارسين العرب: على هذا المقعد الرابع، “في الدورة الأولى التي اشترك فيها دارسون عرب في هذه الأكاديمية كان يجلس الجنرال رياض”. - تقول السيدة سميحة رياض شقيقة الفريق عبد المنعم رياض عنه: ” كان إنساناً بكل ما تعنيه الكلمة ..مرحاً ..كريم الأخلاق عطوفاً .. حنوناً، ومن الغريب أنه بعد وفاته حزن عليه البسطاء حزناً شديداً بائع الصحف، جامع الكور والسفرجية في النادي، المكوجي، وبعد وفاته بسنوات إذا دخل أي عامل لإصلاح أجهزة أو أي شيء تالف في المنزل وكان يرى صورة الشهيد كان يسألني هل يقرب لك؟ ..أقول أخويا.. كان يقرأ الفاتحة على روحه وتكفيني هذه المشاعر”.
- على الرغم من الأهمية الكبرى التي كانت للفريق رياض إلا أنه لم يورد في روايات شهيرة أو كُتب عنه في روايات الكتاب الكبار، وهذا خلافاً للشعر الذى سجل عدد من القصائد الرثائية في موته فرثاه الشاعر السوري نزار قباني، والشعراء أحمد فؤاد نجم و فؤاد حداد، وتناوله كتابان.