إريك لاندر.. القائد الرئيسي لمشروع الجينوم البشري الدولي في الفترة 1990- 2003

1957- / أمريكي

 أستاذ علم الأحياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وأستاذ علم أحياء الأنظمة في كلية الطب بجامعة هارفارد. والمدير الفخري المؤسس لمعهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد.

الولادة والنشأة:

وُلِد إريك ستيفن لاندر في بروكلين، مدينة نيويورك، في 3 فبراير 1957. وهو ابن رودا ج. لاندر، مُعلمة دراسات اجتماعية، وهارولد لاندر، وهو محامٍ.

الدراسة:

كان إريك لاندر قائد فريق الرياضيات في مدرسة ستايفسانت الثانوية، وتخرج عام 1974 متفوقًا وحصل على الميدالية الفضية في أولمبياد الرياضيات الدولي للولايات المتحدة. وفي سن السابعة عشرة، كتب بحثًا عن الأعداد شبه الكاملة، وفاز عنه بمسابقة وستنجهاوس للمواهب العلمية.

وفي عام 1978 تخرج لاندر من جامعة برينستون متفوقًا أيضاً، وحصل على بكالوريوس الآداب في الرياضيات.ثم أكمل أطروحته النهائية “حول بنية الوحدات الإسقاطية” بإشراف جون كولمان مور.

ثم انتقل إلى جامعة أكسفورد حيث حصل على منحة رودس ودرس في كلية وولفسون بأكسفورد. وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد عام 1980 بأطروحة حول نظرية الترميز الجبري وتصميمات الكتل المتماثلة بإشراف بيتر كاميرون.

الأعمال:

خلال مسيرته المهنية، عمل إريك لاندر على التنوع الجيني البشري، وتاريخ السكان البشريين، وتطور الجينوم، والحمض النووي الريبوزي غير المشفر، والطي ثلاثي الأبعاد للجينوم البشري ودراسات الارتباط على مستوى الجينوم لاكتشاف الجينات الأساسية للعمليات البيولوجية باستخدام التحرير القائم على CRISPR.

بصفته عالم رياضيات، درس لاندر التركيبات وتطبيقات نظرية التمثيل على نظرية الترميز. وكان يستمتع بالرياضيات، لكنه لم يرغب في قضاء حياته في مهنة “رهبانية” كهذه. ولما لم يكن متأكدًا مما سيفعله لاحقًا، عمل في تدريس الاقتصاد الإداري في كلية هارفارد للأعمال.

وبناءً على اقتراح شقيقه، عالم الأحياء النمائية آرثر لاندر، بدأ دراسة علم الأعصاب، قائلًا آنذاك: “لأن الدماغ يحتوي على الكثير من المعلومات”. ولفهم علم الأعصاب الرياضي، شعر أنه يجب عليه دراسة علم الأعصاب الخلوي؛ وهذا بدوره قاده إلى دراسة علم الأحياء الدقيقة، وفي النهاية علم الوراثة. قال لاندر: “عندما أشعر أخيرًا أنني قد تعلمت علم الوراثة، يجب أن أعود إلى هذه المسائل الأخرى. لكنني ما زلت أحاول فهم علم الوراثة بشكل صحيح”.

مشروع الجينوم البشري:

حاولت مجموعتان رئيسيتان تحديد تسلسل الجينوم البشري. الأولى هي مشروع الجينوم البشري، وهو جهدٌ غير منظم وممول من القطاع العام، يهدف إلى نشر المعلومات التي يحصل عليها بحرية ودون قيود. وقد شاركت في هذا الجهد العديد من المجموعات البحثية من جميع أنحاء العالم.

أما المجموعة الثانية، فقد تولتها شركة سيليرا جينوميكس، والتي كانت تهدف إلى تسجيل براءات اختراع للمعلومات التي تحصل عليها وفرض اشتراكات لاستخدام بيانات التسلسل.

تأسس مشروع الجينوم البشري في البداية، وتحرك ببطء في مراحله الأولى نظرًا لعدم وضوح دور وزارة الطاقة، وكانت تقنية التسلسل في بداياتها. رسميًا، كان لمشروع الجينوم البشري تقدمٌ بثماني سنوات قبل دخول سيليرا السباق، وعلى الرغم من أن مناقشات مشروع الجينوم البشري بدأت قبل أربعة عشر عامًا من إعلان سيليرا عن مشروعها الخاص.

ولأن مشروع الجينوم البشري كان مشروعًا ممولًا من القطاع العام بقيمة 3 مليارات دولار، سارعت الاتحادات إلى إدخال أكبر قدر ممكن من الجينوم البشري إلى المجال العام بأسرع ما يمكن بمجرد أن بدأت شركة سيليرا العمل في عام 1998. كان هذا تغييرًا في استراتيجية مشروع الجينوم البشري، لأن العديد من العلماء في ذلك الوقت أرادوا إنشاء نسخة أكثر اكتمالًا من الجينوم، وليس مجرد نشر العديد من الأجزاء بشكل فردي.

وقد ضغط إريك لاندر بشدة على علماء مشروع الجينوم البشري للعمل لفترة أطول وأسرع لنشر أجزاء الجينوم قبل سيليرا. لاندر نفسه مدرج الآن في 73 براءة اختراع وطلبات براءات اختراع متعلقة بعلم الجينوم.

وفي فبراير 2001، نشر كل من مشروع الجينوم البشري وسيليرا مسودات الجينوم البشري في المجلات العلمية نيتشر وساينس، على التوالي. وفي منشور مشروع الجينوم البشري في مجلة Nature، تم إدراج معهد وايت هيد للأبحاث الطبية الحيوية، ومركز أبحاث الجينوم، أولاً، مع إدراج لاندر كأول مؤلف مذكور.

وبالاستفادة من تقنيات سيليرا للتسلسل والتحليل، ساهم معهد وايت هيد أيضًا في تسلسل جينوم الفأر، وهي خطوة مهمة في فهم البيولوجيا الجزيئية للفئران بشكل كامل، والتي تُستخدم غالبًا ككائنات نموذجية في دراسات كل شيء من الأمراض البشرية إلى التطور الجنيني.

مساهمات معهد وايت هيد:

ومنذ ذلك الحين، قام معهد وايت هيد بتسلسل جينومات سيونا سافينيي (قنبرة البحر)، وسمكة الينفوخ، والفطر الخيطي نيوروسبورا كراسا، والعديد من أقارب خميرة سكاروميسيس سيريفيسياي، وهي واحدة من أكثر أنواع الخميرة دراسة.

يوفر جينوم سيونا سافينيي نظامًا جيدًا لاستكشاف الأصول التطورية لجميع الفقاريات. وتتميز سمكة الينفوخ بجينومات أصغر حجمًا من الفقاريات الأخرى؛ ونتيجة لذلك، تُعتبر جينوماتها نماذج “مصغرة” للفقاريات. وسيُسهّل تسلسل الخميرة المرتبطة بخميرة Saccharomyces cerevisiae تحديد العناصر التنظيمية الجينية الرئيسية، والتي قد يكون بعضها مشتركًا بين جميع حقيقيات النوى (بما في ذلك المملكتين النباتية والحيوانية).

وكان لاندر المحرر المؤسس للمجلة السنوية لعلم الجينوم وعلم الوراثة البشرية. وظلّ محررًا حتى عام 2004.

بعد مشروع الجينوم البشري:

أسس إريك لاندر وأدار معهد برود، وهو ثمرة تعاون بين معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد ومعهد وايت هيد والمستشفيات التابعة له.

ويهدف المعهد إلى “تسخير قوة علم الجينوم لفهم الأمراض وتسريع البحث عن علاجات لها”. وعلى وجه الخصوص، اكتشف لاندر حقائق علمية في بيولوجيا الخلية والبيولوجيا الجزيئية للسرطان، بالإضافة إلى دفعه لنهج الطب الدقيق. ويُنسب إليه الفضل في الصعود الهائل لمعهد برود خلال فترة إدارته التي استمرت 16 عامًا.

وفي عام ٢٠٠٩، عيّن الرئيس أوباما لاندر رئيسًا مشاركًا لمجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا (PCAST)، واستمر في هذا المنصب طوال فترة ولايته (٢٠٠٩-٢٠١٧).

لاندر مستشاراً علمياً للرئيس بايدن:

في يناير ٢٠٢١، رشّح الرئيس المنتخب جو بايدن لاندر مستشاراً علمياً للرئيس، وأعلن أنه سيرفع المنصب إلى مستوى وزاري. وفي يناير ٢٠٢١، نشرت منظمة “٥٠٠ عالمة” افتتاحيةً في مجلة “ساينتفك أمريكان” للنظر في ترشيح شخص آخر لهذا المنصب، نظرًا لشهرته في الأوساط العلمية بإساءة معاملته للنساء.

وتم تأجيل ترشيحه ربما بسبب طلبات التوضيح بشأن حضوره اجتماعين كان حاضرًا فيهما جيفري إبستين، وهو متبرع ثري كبير النطاق للعلوم وكان أيضًا مدانًا بجرائم جنسية. كما تم استجوابه بشأن اتهامات بالتمييز على أساس الجنس ونخبه لجيمس واتسون.

وفي 29 أبريل، عقدت جلسة استماع للتأكيد في لجنة مجلس الشيوخ للتجارة والعلوم والنقل. ثم صوتت اللجنة في 20 مايو  على تقرير إيجابي بشأن الترشيح، مع تصويت خمسة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ ضده.

في 28 مايو 2021، قبل عطلة يوم الذكرى، تم تأكيد ترشيحه بالتصويت الصوتي من قبل مجلس الشيوخ بكامل هيئته. م أدى لاندر اليمين الدستورية كمدير لمكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا (OSTP) في 2 يونيو 2021. وأدى اليمين مستخدمًا نسخة نادرة من Pirkei Avot تعود لعام 1492.

وفي 7 فبراير 2022، نشرت بوليتيكو تقريرًا عن تحقيق أجراه البيت الأبيض، اتهم فيه أربعة عشر موظفًا حاليًا وسابقًا في مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا لاندر في 4 فبراير بالتنمر على مرؤوسيه وإهانة كرامتهم. قدّم إريك لاندر اعتذارًا للموظفين في 4 فبراير، جاء فيه: “أنا مُدمّر لأنني أذيت زملائي السابقين والحاليين بالطريقة التي تحدثت بها إليهم… أعتقد أنه من غير الممكن الاستمرار في دوري بفعالية، وأن عمل هذا المكتب بالغ الأهمية بحيث لا يمكن إعاقته”. واستقال لاحقًا في 7 فبراير. وفي الشهر التالي، نشرت بوليتيكو تحليلًا لعلاقات لاندر مع إريك شميدت. وثّقت بوليتيكو ظهور تضارب في المصالح يتعلق بالدعم المالي الذي قدمه شميدت للعديد من موظفي مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا.

لاندر بعد الاستقالة:

بعد استقالته، عاد إريك لاندر منذ عام 2023 إلى مناصبه كأستاذ دائم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، بالإضافة إلى معهد برود، كعضو أساسي في المعهد ومدير مؤسس فخري. وبينما زعمت بعض مقالات الرأي أن “إريك لاندر يُلغى”، أشارت مجلة كرونيكل أوف هاير إديوكيشن إلى أن بعض الموظفين في برود أعربوا عن قلقهم إزاء عودة لاندر المفاجئة دون مزيد من النقاش من قيادتهم.

وفي عام 2023، أسس لاندر منظمة غير ربحية تُدعى “العلوم من أجل أمريكا” تُركز على أفكار “الطموحات الكبرى” مثل الاندماج النووي أو أبحاث السرطان.

الحياة الشخصية:

يقيم إريك لاندر في كامبريدج، وهو متزوج من لوري وينر لاندر، التي التقى بها في الجامعة. وهي فنانة ترسم لوحات زيتية لنساء عاملات حول العالم، ومنظمة مجتمعية تُنسق العديد من الأنشطة، بما في ذلك يوم مارتن لوثر كينغ السنوي للخدمة في كامبريدج. وقد مارست المحاماة سابقًا في سكادن، وأربس، وسليت، وميجر، وفلوم. ولديهما ثلاثة أبناء بالغين، جيسيكا، ودانيال، وديفيد.

الجوائز والتكريمات:

• في عام ١٩٩، حصل لاندر على جائزة اللوحة الذهبية من الأكاديمية الأمريكية للإنجاز.
• وفي عام ٢٠٠٤، اختير لاندر كواحد من أكثر ١٠٠ شخصية تأثيرًا في عصرنا وفقًا لمجلة تايم لعمله في مشروع الجينوم البشري.
• كما ظهر في العديد من الأفلام الوثائقية لشبكة بي بي إس حول علم الوراثة. واحتل المرتبة الثانية في قائمة MIT150 لمبتكري وأفكار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
• في ديسمبر ٢٠٠٨، عُيّن لاندر وهارولد إي. فارموس رئيسين مشاركين لمجلس مستشاري إدارة أوباما للعلوم والتكنولوجيا. وفي عام ٢٠١٢، حصل على جائزة دان ديفيد.
• ولاندر عضو في المجلس الاستشاري لمهرجان العلوم والهندسة الأمريكي.
• وفي عام ٢٠١٣، مُنح لاندر أول جائزة اختراق في علوم الحياة.
• في عام ٢٠١٦، صنفه برنامج الذكاء الاصطناعي Semantic Scholar في المرتبة الأولى على قائمته لأكثر الباحثين تأثيرًا في مجال الطب الحيوي.
• وفي نفس العام ٢٠١٦، حصل على جائزة التميز في التشخيص الجزيئي من جمعية علم الأمراض الجزيئي.
• في عام ٢٠١٧، حصل لاندر على دكتوراه فخرية من جامعة لوفان الكاثوليكية. كما حصل على جائزة ويليام ألان من الجمعية الأمريكية لعلم الوراثة البشرية.
• وفي عام ٢٠١٩، عمل في لجنة تحكيم جائزة إنفوسيس للعلوم الحيوية. في عام ٢٠٢٠، عيّنه البابا فرانسيس عضوًا في الأكاديمية البابوية للعلوم.
• لاندر مُدرّس شغوف. أشرف على أكثر من 100 متدرب وعضو هيئة تدريس في بداية مسيرتهم المهنية، وحصل على جائزة أ. كليفورد بارغر للتميز في التوجيه من كلية الطب بجامعة هارفارد.

الأقوال:

• ” فجأة أصبح واضحًا لي أن كل التعقيدات الجميلة في الحياة كانت البساطة في جوهرها”.
• ” إذا قدمتَ لعملائكَ شيئًا استثنائيًا، فلن يُنسى أبدًا. أبطال خدمة العملاء يبقون في الذاكرة، لكن الأساطير لا تموت.”
• ” حان وقت المستقبل!! سنرى علماء شباب في المستقبل يكتبون D++ (شيفرة الحمض النووي).”
• ” نحن نعلم الآن 600 جين مختلف متورط في السرطان – مما أدى إلى ظهور أهداف جديدة للأدوية.”
• ” من بين أكثر من 5500 حيوان ثديي تعيش اليوم، تُعدّ الكلاب بلا شك الأبرز. فالتنوع الجسدي والسلوكي المذهل للكلاب – من الشيواوا إلى الدانماركي الكبير – مُشفّر في جينوماتها. وهذا التنوع يُساعدنا بشكل فريد على فهم التطور الجيني، وعلم الأعصاب، والأمراض البشرية، وأساس التطور.”

المصادر:

• https://en.wikipedia.org/
• https://www.broadinstitute.org/
• https://www.nytimes.com/
• https://www.azquotes.com/
• https://biology.mit.edu/
• https://achievement.org/