والت ديزني.. الشّخصِيّة المِحورِيّة في تارِيخ سِينما الرُّسُوم المُتحرِّكة

1901- 1966/ أمريكي

مخترع شخصية ميكي ماوس، ارتبط اسمه في ذاكرة أجيال متعددة بالكثير من أفلام الرسوم المتحركة وشخصيات الكرتون الرائعة. وحصل على 26 جائزة أوسكار من أصل 59 مرة تم ترشحه.

الولادة والنشأة:

ولد والت ديزني واسمه “والتر الياس ديزني”في 5 ديسمبر عام 1901 في شيكاغو، ترتيبه الرابع بين إخوته، كان والده من أصول ايرلندية كندية يدعى إلياس ديزني وكان يعمل مزارعاً ونجار فاشل ومتفائل دائماً، كانت أمه ألمانية أمريكية اسمها فلورا كول ديزني.

عندما كان والت ديزني في الخامسة من عمره انتقل مع عائلته إلى مزرعة في مارسيلين بولاية ميسوري، حيث ولع بالرسم، تعرضت عائلته لضائقة مالية قاسية فانتقلت إلى مدينة كنساس.

الدراسة:

درس والت ديزني المرحلة الإبتدائية في مدرسة “بنتون غرامار” بمدينة كنساس ،  ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة “ماكينلي” في مدينة شيكاغو، في عمر الـ 16 ترك المدرسة الثانوية كي ينضم للصليب الأحمر بعد أن قام بتزوير تاريخ ميلاده.  حضر بعض الفصول الليلية بمعهد الفنون في نفس شيكاغو.

الاعمال:

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، التحق والت ديزني بفريق الصليب الأحمر من أجل مساعدتهم بالخدمة في الحرب من خلال تزوير شهادة ميلاده من أجل تلبية الحد الأدنى لسن الفيلق.

عمل سائقًا لسيارات الإسعاف في ذلك الوقت، في أواخر عام 1918 أرسل ديزني إلى فرنسا وكان ذلك عبر بعثة لسيارات الإسعاف التي كانت تابعة للصليب الأحمر، وفي خلال تلك الفترة كان يدخر مبالغ قليلة وهو كان يوفرها من بيع تذكارات حربية.

بعد وقت قصير من توقيع الهدنة التي أنهت القتال، أمضى ديزني وقته في قيادة مسؤولي الصليب الأحمر والقيام بمهام أخرى قبل تسريحه في عام 1919.

انتقل ديزني بعد ذلك إلى مدينة كانساس، على أمل أن يصبح رسام كاريكاتير في الصحف، وبدلاً من ذلك وجد عملاً في تصميم إعلانات للمجلات ودور السينما، ثم أصبح مهتمًا بالرسوم المتحركة.

وبعدها استطاع أخوه روي أن يعيِّنه في وظيفة في “معرض بيسمين-روبين للفنون” وهناك قابل رسام الكارتون أب أيوركس، ومن هنا بدأ والت العمل في شركة “كنساس سيتي لدعايات الأفلام” التي نشر فيها أول إعلاناتٍ تجارية متعلقة بتقنيات الرسوم المتحركة.

في ذلك الوقت بدأ والت في تجربة العمل بالكاميرا والرسم بأوراق السيلولويد، وقرر أن يفتح شركة للرسوم المتحركة خاصة به، واستعان بفريد هارمان من شركة دعايات الأفلام كأول موظف له.

ثم قام والت وفريد بإنشاء شركة أسمياها ” لاف-أو-جرام” المتخصصة في صناعة أفلام الرسوم المتحركة القصيرة، واتفقا مع مسرح كنساس على أن يتم عرض أفلامهم فيه. وقد لقيت عروضهم شهرة وذاع صيتها وبات والت قادرًا على إنشاء الأستوديو الخاص به والذي أطلق عليه الاسم نفسه.

وهذه الشهرة  أدت إلى توسيع لاف-أو-جرام وتعيين أكثر من موظف من بينهم هيو، شقيق فريد. عملت لاف-أو-جرام على سلسلة من القصص الخيالية جمعت بين العمل الحي والرسوم المتحركة، وكانت مدة عرض كل منها 7 دقائق وأطلقوا عليها “أليس في كارتون لاند”.

وفي عام 1922، قام بافتتاح استديو أفلام باسم Laugh-O-Gram، رغم النجاح الذي حققه، إلا أنه بحلول عام 1923 تراكمت الديون على الأستوديو واضطر ديزني لإعلان إفلاسه.

لينتقل ديزني في العام نفسه إلى هوليوود بولاية كاليفورنيا وشكل استوديو ديزني براذرز مع شقيقه الأكبر روي.

أما أول صفقة لهم فكانت مع موزعة في نيويورك اسمها مارغريت وينكلز، كي توزع لهم أليس كارتونلاند، أيضاً قاموا بابتكار شخصية أطلقوا عليها اسم أوزوالد الأرنب المحظوظ، وتعاقدوا على عرض الأفلام القصيرة مقابل 1500 دولار لكل فيلم. وفي 1925 قام والت بتعيين فنانة تعمل بالحبر والألوان اسمها ليليان بوندز والتي أصبحت في وقت لاحق زوجة له.

وبعد أن أنتج العديد من الرسوم المتحركة القصيرة، بدأ الاستوديو في عام 1927 بإنتاج  سلسلة حول الشخصية التي طورها والت وهي أوزوالد الأرنب المحظوظ Oswald the Lucky Rabbit.

كان العام التالي، بمثابة ضربة كبيرة، حيث فقد والت حقوقه، وردا على ذلك، قام بتطوير شخصية جديدة أطلق عليها في الأصل مورتيمر ماوس قبل أن يقرر تغيره إلى ميكي حيث رأى أنه أفضل.

في عام 1929 بدأ والت ديزني بتأليف سلسلة جديدة اسمها ” Silly Symphonies” وضمت أصدقاء ميكي ماوس من حبيبته ميني ماوس، والمنحوس بطوط، وصديقه بندق، وكلبه بلوتو.

أيضاً من أفلامه التي حققت شهرة كبيرة فيلم ” الزهور والأشجار” الذي كان أول فيلم يطلق بالألوان وربح الأوسكار؛ بعد ذلك عام 1933 أصبحت أغنية “من يخاف من الذئب الكبير السيء” من فيلم “الخنازير الثلاثة الصغار” شعار الدولة في خضم الكساد الكبير.

في عام 1937 كان فيلم ” سنو وايت والأقزام السبعة” أول فيلم رسوم متحركة طويل، تم عرضه لأول مرة في لوس أنجلوس، بلغت ميزانيته 1.499 مليون وهي ميزانية مهولة في ذلك الوقت، بالرغم من أن البلاد كانت تعاني من الكساد، إلا أن الفيلم نجح في الحصول على  8 جوائز أوسكار،  وعلى مدار الخمس سنوات التالية نجح استوديو والت ديزني في إكمال سلسلة أخرى من أفلام الرسوم المتحركة الطويلة مثل بينوكيو (1940) وفانتازيا (1940) ثم دمبو (1941) وبامبي (1941)

في عام 1939، تم افتتاح فرع جديد لأستوديو والت ديزني في بربانك بكاليفورنيا، وفي عام 1941 تعرضت الشركة لفترة إخفاق بسبب إعلان رسّامو ديزني الإضراب واستقالة بعضهم ، واستغرقت الشركة عدة سنوات قبل أن تستعيد عافيتها بالكامل.

في الخمسينات من القرن الماضي ركز والت على إصدار الأفلام الطويلة  فقام بإصدار سندريلا (1950) و أليس في بلاد العجائب (1951) و بيتر بان (1953) و النبيلة والشارد (1955) والجميلة النائمة (1959) و101 كلب (1961). بشكلٍ عام، أنتج هذا الأستوديو أكثر من 100 فيلم.

أيضاً استخدم والت التلفاز كوسيلة ترفيهية حيث كان والت ديزني من أوائل من استخدموا التلفاز كوسيلة ترفيهية حيث كانت عروض زورو وديفي كروكيت محبوبة جدًا من الأطفال إلى جانب “نادي ميكي ماوس”. كذلك كان عرض “عالم ألوان والت ديزني الرائع”  عرضًا محبوبًا واستخدمه ديزني في الترويج لمنتزهه الجديد.

في عام 1964 أنتج والت بنفسه فيلماً موسيقياً  اسمه” ماري بوبينز” والذي جمع بين الرسوم المتحركة والعمل البشري، وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً.

في 17 يوليو عام 1955 تم افتتاح مدينة ألعاب ديزني لاند في أنهايم بكاليفورنيا بتكلفة 17 مليون، تولى الإشراف على نشاطات المدينة  الممثل -رونالد ريغان – الذي ترأس الولايات المتحدة بعد ذلك .

الحياة الشخصية:

تزوج والت ديزني في عام 1925 من ليليان باوند، رزق الزوجان بابنة، دايان ماري ديزني وتبنيا أيضًا شارون ماي ديزني بعد ذلك.

الوفاة:

في عام 1966 توفي والت ديزني بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة عن عمر ناهز الـ 65 . بعد وفاة والت تولى أخوه روي خطط ملاهي فلوريدا وتم افتتاحها عام 1971 باسم “عالم والت ديزني”.

الجوائز والتكريمات:

حصل والت ديزني على العديد من الجوائز منها:

• ميدالية ذهبية في عام 1935 من هيئة عصبة الأمم المتحدة.
• حصل على 26 جائزة أوسكار من أصل 59 ترشح لها خلال حياته المهنية.
• حصل على جائزتين من جوائز غولدن غلوب للإنجاز الخاص .
• جائزة إيمي.

الأقوال :

يقول والت ديزني:

• “آمل ألا ننسى أبداً أمراً واحداً، وهو أن كل هذا النجاح انطلق من فأر”.
• “كل أحلامنا يمكن أن تتحقق اذا ما امتلكنا الشجاعة لمطاردتها”.
• “نواصل التقدم للأمام، ونفتح أبواباً جديدة، ونتعرف على عوالم مختلفة، ونقوم بأشياء جديدة, هذا كله بدافع الفضول. فالفضول هو دليلنا في سلوك طرق مختلفة وعوالم عديدة”.
• ” أسلم طريقة للبدء هي التوقف عن الحديث والبدء بالعمل”.
• “أحاول دائماً أن أنظر للجانب المشرق من الحياة، لكنني واقعي كفاية لأدرك أن الحياة معقدة”.
• ” يمكنك أن تصمم وتشيد أجمل مكان في العالم، لكن يتوقف تحويل هذا الحلم إلى حقيقة على الأشخاص الآخرين”.
• “عندما تؤمن بشيء ما، آمن به بكل جوارحك دون شك أو تردد”.
• “عالم ديزني لاند لن يكتمل أبداً، طالما هناك خيال ستستمر في النمو”.

المصادر:

• https://www.arageek.com
• https://ohioinarabic.com
• https://www.alqabas.com
• https://www-aljazeera-net