الملا عطية الجمري.. قيثارة الرثاء والخطابة في البحرين

1899- 1981/ بحريني

تميز بقصائده النبطيةالتي أبدع فيها، تميز بساطة التعابير وحجم العاطفة الدفاق حتى غدت ركناً أساسياً يعاد ترديده عند الخطيب والمستمع البحريني عند استحضار المواقف والحوارات الكربلائية.

الولادة والنشأة:

ولد عطية بن علي بن عبد الرسول الجمري في قرية بني جمرة في البحرين، ليلة 20 جمادي الثانية سنة 1317هـ (1899م).

الدراسة:

في صغره أرسل الملا عطية الجمري لتعلم القراءة و الكتابة والقرآن الكريم على يد الملا سلمان بن علي بن فتيل. وقد عانى الضرب من والده ومن المعلم في تلك الفترة.

وبعد ذلك انتقل الى معلمة جيدة تدعى المساحبة نسبة إلى أسرة آل مسباح بقي عندها ستة أشهر وتمكن من حفظ القرآن الكريم بفضل عنايتها.

ثم انتقل مع والده إلى البصرة في العراق، وهناك الخطابة تلقى الخطابة على أيدي خطباء ماهرين، وراح يرقى المنبر الحسيني بجدارة وهو في سن مبكرة.

الأعمال:

في البداية عمل كاتب ديوان لوالده في التجارة. ولما ساء وضع والده وأعمامه التجاري وتراكمت عليهم الديون للتجار الهنود، قامت مجموعة من (الفداوية ) بالإغارة ليلا على منزل والد عطية وأعمامه والاستيلاء على كل ماوقعت عليه أيديهم في  المنازل والدكاكين قامو باعتقال أحد أعمام عطية. وقد استطاع والد عطية الهروب مع عائلته إلى المحمرة.

وعلى الرغم من صغر سن عطية الذي لم يتجاوز العاشرة  اصطحب معه أغلى مايملك وهو كتاب الأشعار للشيخ عبدالله العرب.

تنقل الملا عطية بين عدة مدن بحرينية وعراقية وحتى إيرانية، أما آخر محطات الغربة فكانت في مدينة القصبة العراقية، وبعدها قررت عائلته العودة إلى البحرين، بعد تغرب دام نحو 10 سنوات قضتها العائلة رحالة بين محمرة إيران ومدن عراقية متعددة.

وفي الدراز قرب مسقط رأسه بني جمرة، بدأ الملا عطية مشواره كخطيب في البحرين،  وكان صعوده للمنبر أول مرة في مجلس عزاء الشيخ سلمان العصفور، وبدأ نجمه بالصعود  حتى ليحيي أول عشرة محرم في عمره، في حسينية المتروك بالدراز عام 1920م، وكان أجره مرتفعاً جداً ومقداره 400 روبية.

كتب الملا عطية الشعر بمختلف الأوزان، إلا أنه اشتهر بالكتابة على الوزن الفائزي الذي أخذه عن الملا علي بن فايز الإحسائي.

قدم الملا عطية ديوانه الأشهر ” الجمرات الودية في المودة الجمرية” في ستة أجزاء، ويحوي الكتاب على أشعار الملا عطية في رثاء العترة الطاهرة، وقد طبع منها في حياته أربعة أجزاء، وبعد وفاته جزآن.

يمتاز شعره بالرقة والابتكار للمعاني، والجودة في السبك، والدقة في التصوير. وقد نظم الملا عطية الكثير من القصائد منها:

• رثاء الإمام الحسن
• رثاء الإمام الحسين
• في أحوال عبدالله الرضيع في أحوال السيدة زينب

الحياة الشخصية:

تزوج الملا عطية وأنجب م 12 ولداً منهم 4 بنات، سار عدد منهم على شاكلة والدهم، وهم: الملا يوسف، الملا محمد صالح، الملا محمد رضا، الشيخ عبدالمحسن الجمري، جعفر، عبدالكريم، حسين، عباس، أما بناته فهن: ملكة، ثرية، فاطمة، آية.

الوفاة:

اشتد المرض على الملا عطية في الهند، حيث ذهب إليها قاصداً العلاج لتوافيه المنية في مدينة مومبي في 31 أغسطس 1981 م. ثم نقل الجثمان ودفن في البحرين.

ولا يزال مقام الملا عطية بارز للعيان في قريته وأصبح المقام محل للزيارة وقراءة الفاتحة على روحه.

الأقوال:

من أشعار الملا عطية:

• مات النبي و غاب نور المدينه…و ماجت بَهَلها و فاطم حزينه
• طلعت من الدار ثكلى و كئيبه…تنادي و ذهلها وجد المصيبه
• راح الأبو راح و منين أجيبه…شافته ممدود و مغمّضينه

قال مترجم قصائد الملا عطية إلى اللغة الإنجليزية، البروفيسور في جامعة أكسفورد كلايف هولز:

• ” يمتاز شعر الملا عطية بأنه مستودع للماضي لأشياء اختفت من الوجود، كالغوص وتحضير السفن وما يفعله القلاليف والفزعة وخزانة للأجيال المقبلة والتي لا تعلم الكثير عن تلك الفترة”.

المصادر:

• https://www.alayam.com/
• http://www.alwasatnews.com
• https://alawee.ahlamontada.net
• https://kasaed.net
• https://www.jasblog.com/
• https://ar.wikipedia.org/