كليوباترا.. أحد أعظم ملكات مصر عبر التاريخ

69 ق.م- 30ق .م/ مصريّة

 آخر حكام البطالمة الذين حكموا مصر بعد تقسيم إمبراطورية الإسكندر، اعتلت العرش وهي بعمر السابعة عشر ،عرفت بجمالها وحنكتها الساسية ودهائها، وثقافتها الغزيرة حتى أنها كانت تتقن تسع لغات.

الولادة والنشأة:

وُلدت ثيا فيلوباتور والتي تعرف بكليوباترا السابعة في عام 69 ق.م في مصر. وترعرعت في كنف والدها بطليموس الثاني عشر ووالدتها كليوباترا الخامسة، وهي من سلالة الاسكندر المقدوني.

الدراسة:

كانت كليوباترا تتحدث 9 لغات. فقد كانت تتقن لغة مصر القديمة كما تعلمت قراءة الهيروغليفية، وهي حالة فريدة من نوعها في سلالتها. وعدا عن ذلك، كانت تعرف اليونانية ولغات البارثيين والعبرانيين والميديين وسكان الكهوف والسريان والإثيوبيين والعرب.
وبهذه المعرفة، كانت قادرة على الإطلاع على كتاب يقع تحت يدها. وبالإضافة إلى اللغات، درست كليوباترا الجغرافيا والتاريخ وعلم الفلك والدبلوماسية الدولية والرياضيات والكيمياء والطب وعلم الحيوان والاقتصاد وغيرها من التخصصات. محاولة الوصول إلى كل المعرفة في عصرها.
وكذلك أمضت كليوباترا الكثير من الوقت في نوع من المختبرات القديمة. وكتبت بعض الأعمال المتعلقة بالأعشاب ومستحضرات التجميل. ولسوء الحظ دمرت جميع كتبها في حريق مكتبة الإسكندرية الكبرى عام 391 م.

الأعمال:

بعد أن توفي والدها بطليموس الثاني عشر عام 52 ق.م انتقل العرش إلى كليوباترا وشقيقها بطليموس الثالث عشر والذي يصغرها بحوالي 8 سنوات. وهذا الفارق في السن جعل منها الحاكمة الفعلية لمصر.

ولكن وبعد عامين صدر مرسوم ملكي بتعيين شقيقها بطليموس الثالث عشر ملكاً على مصر، فطردت من الإسكندرية ،وتوجهت هناك إلى شرق مصر، وهناك بدأت بتجهيز جيش كبير لتستعيد حكمها على مصر، ولم تكتف بذلك بل طلبت مساعدة الروم من الإمبراطور يوليوس قيصر، والذي كان بدوره يطمع بالسيطرة على مصر.
ثم اتجهت جيوش كليوباترا للقاء شقيقها بطليموس الثالث عشر واستعادة العرش فكان ذلك في منطقة بيلوزيوم المعروفة الآن بورسعيد، وبعد عدة معارك حققت كليوباترا تقدماً ميدانياً. لكن وصول يوليوس قيصر إلى الإسكندرية أوقف القتال بينهما حيث أعلن عن دعمه لكليوباترا ،إلا أن أهل الإسكندرية لم يرضوا تسلمها الحكم مجدداً فتم القبض عليها هي ويوليوس قيصر وحبسهما وتنصيب أختها أرسينو الرابعة ملكة على مصر ،بقيا محبوسان هي ويوليوس قيصر حتى عام 48ق.م عندما أتت جحافل الجيوش الرومانية واحتلت الإسكندرية بعد مقتل بطليموس الثالث عشر وسوق أرسينو الرابعة أسيرة إلى روما،وهنا أصبح الطريق معبداً أمامها وبفضل دعم يوليوس تم تنصيبها مجدداً ملكة على عرش مصر وذلك عام 47ق .م .

وبعد فترة وجيزة انتقلت كليوباترا إلى روما برفقة شقيقها بطليموس الرابع عشر وابنها بطليموس قيصر (قيصريون) الذي يقال أن أباه الحقيقي يوليوس قيصر. وأقاموا هناك فترة حتى مارس من عام 44 قبل الميلاد إثر مقتل يوليوس قيصر.

وبعد عودتها إلى مصر توفي شقيقها بطليموس الرابع عشر، وبذلك أصبح بطليموس قيصر الشهير (قيصريون) هو ملك مصر وكونه لم يتجاوز 3 سنوات أصبحت كليوباترا الحاكمة الفعلية.

أعمالها الداخلية:

بعد أن استتب الحكم لكليوباترا أدارة شؤون البلاد بالشكل الأمثل، فأقامت الكثير من المشاريع الكبيرة التي عادت بالنفع على شعب مصر وخاصة الإسكندرية التي تحولت إلى واحدة من أعظم المدن في ذلك الوقت. وحتى في أوقات الضيق التي مرت على مصر كانت كليوباترا رحيمة على الناس فخفضت الضرائب ووفرت القمح والمؤن لعامة الشعب.
وبعد موت يوليوس قيصر تحالفت مع مع مارك أنطوني القائد الروماني الذي حكم الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية وتزوجت منه، وبذلك أظهرت حنكة سياسية كبيرة، حيث ساعدت العلاقات الوطيدة التي أرستها مع قياصرة روما يوليوس ومارك أنطوني في ازدهار مصر وانتشار الخير والرخاء خلال معظم فترة حكمها.

زواجها من مارك ومعركة اكتيوم:

لم يكن مسموحاً لمارك أنطوني الزواج من امرأة رومانية وأخرى أجنبية، فبقي زواجه من كليوباترا سري، ولكنه تسبب بطلاقه من وزوجته أوكتيفيا شقيقة عدوه اللدود أوكتافيان عام 32 قبل الميلاد.

كان ذلك عاملاً جديداً من العوامل التي جعلت من العلاقة بين أوكتافيان وأنطوني سيئة للغاية إضافة لصراعهما على عرش الإمبراطورية الرومانية.

فشهد عام 31 ق. م إحدى أهم المعارك في تلك الفترة التي تقابل فيها أوكتافيان القيصر الروماني الجديد مع أنطونيوس وحليفته كليوباترا، وحدثت معركة أكتيوم التي هزم فيها الحليفان وعادا إلى الإسكندرية.

ولم تفلح التحصينات التي اتخذتها كليوباترا في إيقاف الجحافل الرومانية بقيادة أوكتافيان، فاستول  على المدينة عام 30 ق.م  وأنهت حكم كليوباترا، آخر ملكة من الأسرة المقدونية فأصبحت مصر تحت حكم روما.

الحياة الشخصية:

نشأت علاقة غرامية يشوبها الطابع السياسي بين كليوباترا ويوليوس قيصر إمبراطور روما الذي لم يستطع تزوجها وفقاً للقوانين المتبعة في روما. وفي نفس الفترة تزوجت كليوباترا من شقيقها بطليموس الرابع عشر وأنجبت ابناً أسمته بطليموس قيصر حيث أشارت الكثير من المعلومات أنه ابن يوليوس قيصر، كما تزوجت عام 41 من
مارك أنطوني أحد قادة روما الذي حكم القسم الشرقي من الإمبراطورية، ووأنجبا عام 40 قبل الميلاد توأماً هما كليوباترا سيلين وألكسندر هيليوس.

الوفاة:

بعد سقوط الإسكندرية بيد أوكتافيان فاختبأت كليوباترا في أحد الأضرحة، وعندما هزم أنطوني وصلت إليه أنباء عن انتحار زوجته كليوباترا فما كان منه إلا أن طعن نفسه بالسيف ومات.
ولما وصل نبأ موت مارك أنتوني إلى كليوباترا فضلت اللحاق بزوجها فشربت عقاقير سامة، والبعض يرجح  بلدغة ثعبان الكوبرا فكانت كفيلة بإزهاق روحها وذلك عام 30 قبل الميلاد. كما قتل أوكتافيان ابنها قيصريون الوريث الشرعي ليوليوس قيصر خوفاً من مطالبته بعرش روما فيما بعد.

الجوائز والتكريمات:

• خُلِّدت صورة كليوباترا في الفنون البصرية وشمل ذلك صورها القديمة والتماثيل النصفية واللوحات والمنحوتات الرومانية والنقوش الزجاجية والعملات البطلمية والرومانية والنقوش البارزة.
• وفي عصر النهضة والفن الباروكي، شكلت موضوعًا للعديد من الأعمال بما في ذلك الأوبرا واللوحات والشعر والمنحوتات والدراما المسرحية.
• كما أصبحت رمزًا للثقافة الشعبية للهوس بالمصريات منذ العصر الفيكتوري.
• وفي العصر الحديث، ظهرت كليوباترا في المسرح والتلفزيزن العربي والغربي، وفي العديد من أفلام هوليوود، وفي صور العلامات التجارية لبعض المنتجات. وفي العديد من الألعاب الإلكترونية ومسلسلات وأفلام الرسوم المتحركة.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.aljazeera.net/
• https://streetstory.gov.eg/
• https://www.britannica.com/
• https://www.bbc.co.uk/