ويل ديورانت.. المؤرخ الموسوعي ومؤلف قصة الحضارة

1885- 1981/ أمريكي

تميز عمله بأنه بخلاف المؤرخين، لم يكن متخصّصاً في حقبة بعينها أو موضوع بحد ذاته أو جزئية من هذا التاريخ أو ذلك، بل كان يحاول وضع تسلسل شمولي الطابع لقصة تاريخ العالم وتكوّن حضاراته المختلفة.

الولادة والنشأة:

ولد ويل جيمس ديورانت بتاريخ 5 نوفمبر عام 1885في نورث آدمز بولاية ماساتشوستس الأمريكية لوالدين مهاجرين من أصولٍ فرنسية كندية، هما جوزيف ديورانت و ماري ألارد.

الدراسة:

تلقى ويل ديورانت تعليمه في مدارس “نورث آدمز” هذه ومدارس “كيرني” في “نيوجيرسي”، ثم أكمل تعليمه في كلية القديس بطرس (اليسوعية) في مدينة جيرسي. وبعدها حصل  على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة كولومبيا عام 1917 وأصبح استاذاً في الجامعة نفسها.

الأعمال:

بدأ ويل ديورانت حياته المهنية مراسلاً، حيث كتب العديد من المقالات في صحيفة نيويورك المسائية عن المجرمين الجنسيين لـلمحرر آرثر بريزبان، وبعدها عمل مدرساً للغة اللاتينية والفرنسية والإنجليزية والهندسة في جامعة Seton Hall في ولاية نيو جيرسي.

وأصبح عام 1911 مدير مدرسة Ferrer Modern، حيث عمل فيها مدرسًا أيضًا. وفي عام 1913 استقال من منصبه وبدأ يحاضر في الكنيسة المشيخية مقابل القليل من الدولارات لدعم عائلته.

في عام 1917 وأثناء عمله مدرسًا في جامعة كولومبيا، نشر أول كتابٍ له بعنوان الفلسفة والمشكلة الاجتماعية Philosophy and the Social Problem، نشر بعدها عام 1926كتابه تاريخ الفلسفة The Story of Philosophy الذي حقق مبيعاً عالياً، وفي عام 1927نشر الانتقال Transition، وفي عام 1929نشر قصور الفلسفة The Mansions of Philosophy، و قضية الهند Case for India عام 1930 ومغامرات في العبقرية The Adventures in Genius في عام 1931.

وفي عام 1935 بدأ عمله الأكثر شهرة بعنوان قصة الحضارة The Story of Civilization والذي تألّف من إحدى عشر مجلدًا تم نشره على مدى أربعة عقود.

كما نشر ديورانت أيضًا بعض الأعمال الأدبية الأخرى خلال هذا الوقت من ضمنها: دروس التاريخ The Lessons of History عام 1968 وتفسيرات الحياة Interpretations of Life عام 1970.

في عام 1977 نشر كتابه سيرة ذاتية مزدوجة A Dual Autobiography الذي يسلط الضوء فيه على حياته وأوقاته مع زوجته أرئيل ديورانت.

و بعد وفاته ونُشرت العديد من أعماله على مر السنين مثل:

• موجز تاريخ الحضارة من العصور القديمة إلى فجر العصر الحديث عام 2001.
• أعظم العقول والأفكار في كل العصور عام 2002.
• دعوة إلى الفلسفة: مقالات ومحادثات عن حب الحكمة عام 2003.
• مغامرات في الفلسفة عام 2008.

الحياة الشخصية:

في عام 1913، أثناء التدريس ويل ديورانت في مدرسة فيرير الحديثة Ferrer Modern في مدينة نيويورك، تزوج ديورانت من إحدى تلاميذه، آدا (أو إيدا) كوفمان، والتي أطلق عليها اسم آرييل؛ وتبنت الاسم فيما بعد بشكل قانوني.

وعلى الرغم من أنها شاركت في كتابة كل مجلد من قصة الحضارة، إلا أن آرييل ديورانت لم يتم الاعتراف بها رسميًا كمتعاون مع ويل ديورانت حتى عام 1961، مع نشر المجلد السابع، بداية عصر العقل. وواصلت مشاركتها مع زوجها في تأليف المجلدات اللاحقة في السلسلة، بما في ذلك المجلد العاشر الحائز على جائزة بوليتزر، روسو والثورة (1967). لقد وصفوا عملهم معًا في سيرة ذاتية مزدوجة (1977).

وقد أنجبا الزوجان ابنة وحيدة سموها إثيل، ثم تبنيا بعد ذلك ولدًا يدعى لويس.

الوفاة:

توفي ويل ديورانت في 7 نوفمبر من عام 1981 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بعد سماعه نبأ وفاة زوجته التي توفيت قبل أسبوعين.

الجوائز والتكريمات:

نال ويل ديورانت العديد من الجوائز نذكر منها:

• جائزة بوليترز عام 1968.
• وميدالية الحرية عام 1977.

الأقوال:

• ” إن الوضع الدولي كله فاسد. هكذا كان، وهكذا سيظل. ولا أجد سببا يدعو إلى التغير إن كتاب العالم كإرادة حرة ل«شوبنهور» خال من تعقيدات كانت «وتشويش» هيجل «وهندسة» سبينوزا. معظم التاريخ ظن، وبقيته من إملاء الهوى”.

• ” الحضارة اليونانية ليست ميتة تماماً، ولم يذهب إلا إطارها. أما موطنها فقد تغير وانتشر. وهي باقية في ذاكرة الجنس البشري، بوفرة لا يستطيع عمر واحد أن يستوعبها بأسرها، مهما كان طوله وعمره”.
• ” هذا البقاء المختار للعقول المبدعة هو أكثر أنواع الخلود حقيقة وخيراً”.
• ” إن الحضارات هي ذريات الروح العرقية. وكما تتغلب الحياة على الموت بالإنجاب، تُسلم الثقافة المسنة تركتها لورثتها عبر السنين والبحار”.
• ” عقلك كالمظلة، لا يعمل إلا إذا انتفخ”.
• ” المشكلة في معظم الناس أنهم يفكرون بأمنياتهم أو بمخاوفهم، بدلاً من أن يفكروا بعقولهم”.
• ” لا شيء يُعلّمُ الإنسان أكثر من الصدمات واهتزاز المشاعر”.
• ” معظم التقدم الذي حدث للحياة الاقتصادية في المجتمع البدائي كان يعزى للمرأة أكثر من الرجل. بينما ظل الرجل قرونا متمسكا بأساليبه القديمة من صيد ورعي، كانت هي تطور الزراعة على مقربة من محال السكنى، وتباشر تلك الفنون المنزلية التي أصبحت فيما بعد أهم ما نعرف من صناعات”.

كان الكاتب المسرحي والشاعر والروائي الإنجليزي أوسكار وايلد 154 – 1900 من أشد المعجبين بويل ديورانت. وقد كتب عن حياة ديورانت بكثير من التقدير ومما قاله:

• ” يمكن لأي شخص صنع التاريخ، ولكن هناك رجل واحد عظيم يمكنه كتابته”.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.alkhaleej.ae/
• https://www.britannica.com/
• https://www.alaraby.co.uk/
• https://www.hekams.com/
• https://www.aljazeera.net/