عبد العزيز آل سعود.. مؤسس المملكة العربية السعودية

1876- 1953/ سعودي

مؤسس الملكية الثالثة في السعودية، وموحد الأقاليم المتناحرة في شبه الجزيرة العربية في دولة واحدة قوية ومؤثرة في العالم وباني نهضتها في كل المجالات.

الولادة والنشأة:

ولد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود في 15 يناير 1876، في مدينة الرياض بمنطقة نجد في وسط الجزيرة العربية، وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره انتقل مع عائلته إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت.

الدراسة:

في السابعة من عمره عهد به والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل إلى القاضي عبد الله الخرجي لتعليمه القرآن الكريم، وفي العاشرة من عمره تلقى تحصيله في الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ.

كما كان والده الإمام عبد الرحمن حريصاً على تعليمه ركوب الخيل والفروسية بكل معانيها فتم له ذلك في وقت مبكر حيث كان عبد العزيز يتمتع منذ صباه بذكاء مفرط.

الأعمال:

عاش عبد العزيز حياة مليئة بالأحداث السياسية المؤسفة، وقد تحالفت فيها الشدائد ضد أسرة آل سعود، كما كان عبد العزيز يرى عمومته يتنازعون السلطة فيما بينهم.

وفى عام 1892 سافر عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود مع أبيه وإخوانه إلى الكويت فى ضيافة اميرها الشيخ مبارك الصباح بعد انتصار ال رشيد على ال سعود فى الحرب التي دارت بينهم واحتلالهم بعدها لمدينة الرياض. واستغل عبد العزيز وجوده فى الكويت فى تعلم السياسه والمجالس وفنون الحرب.

وفي عام 1900 أقنع عبد العزيز والده الإمام عبد الرحمن بضرورة محاربة آل رشيد وتحرير الرياض من إيديهم.

وبالفعل قام عبد العزيز بجمع 60 رجلاً وتحالف مع عدة قبائل وحارب ال رشيد وانتصر عليهم فى معركة فتح الرياض سنة 1902 وعادت الرياض لحكم آل سعود.

وبعدما أعاد عبد العزيز مدينة الرياض لحكم آل سعود دخل فى معارك عدّه متتالية لكي يحقق حلمه فى تأسيس مملكة آل سعود، ومن هذه المعارك نذكر: معركة الدلم، ومعركة روضة، ضد آل الرشيد  ومعركه الاحساء ضد الحامية التركية، وآخرها معركة جازان ضد قوات الحسن الإدريسي.

الأعمال الداخلية:

وفي يوم 23 سبتمبر 1932 أعلن عبد العزيز آل سعود عن تغيير اسم مملكه الحجاز ونجد إلى المملكه العربيه السعودية وعاصمتها الرياض، كما نصب نفسه ملكاً عليها.

وتلا ذلك تأسيسه لوزارات الخارجية والدفاع والداخلية والمالية، بالاضافة إلى تأسيس مجلس الشورى و وزارة المواصلات.

كما أنشأ أول نظام للمحكمة التجارية، وكذلك أول نظام للمصارف وأول نظام لإدارة الحج، بالإضافة لنظام للطرق والمباني، كما أوجد غرفة الصناعية والتجارية.

ومن أعمال عبد العزيز أنه أنشأ أول نظام للهواتف وأول نظام للتلغراف وأول نظام للطوابع، كما أسس جمعية الاسعاف الخيرية ، وأنشأ أول نظام للمستشفيات و أول مديرية للشرطة فى مكة المكرمة.

ويعود إليه انشاء أول مصنع للتلج وتصدير أول شحنة بترول من المملكة. كذلك قام بتأسيس هيئة الإذاعة، وتأسيس مديرية الزراعة، بالاضافة الي تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي و خطوط الطيران السعودية.

كما مد أول خط سكة حديد فى المملكة بين الرياض و الدمام، وأسس محافظة رفحاء، وقام بتأسيس أول إدارة لرعاية الشباب وتأسيس مديرية الحج العامة، وانشأ مجلس الوزراء.

العلاقات الخارجية:

بريطانيا:

لم تثمر الاتصالات بين عبد العزيز والبريطانيين حتى نجح في الاستيلاء على الأحساء، وأخرج العثمانيين منهما، وذلك عام 1331هـ/1913، فاتخذت بريطانيا موقفاً أكثر جدية تجاهه. بعد أن أصبح نفوذه على ساحل الخليج، يهدد إمارات الساحل التي تربط بريطانيا بمعاهدات معها.  وبعد مد وجذر  تمخضت مباحثات بين بريطانيا وعبد العزيز، إلى عقد معاهدة دارين.

الاتحاد السوفيتي:

كان الاتحاد السوفيتي أول الدول التي اعترفت بالسعودية كدولة مستقلة، وذلك في 19 فبراير 1926، ودخلت إلى السعودية أول حمولة نفط نقلت قادمة من الاتحاد السوفياتي. ثم قام الأمير فيصل بن عبد العزيز، بزيارة إلى روسيا في عام 1932، وقد نالت تلك الزيارة اهتمام  القيادات السياسية في الاتحاد السوفيتي وفتحت صفحة في تنامي العلاقات بين الدولتين في مختلف المجالات.

الولايات المتحدة الأمريكية:

زار معاون الملحق التجاري الأمريكي في الإسكندرية السعودية في صيف عام 1930 لاستكشاف الوضع. حيث أعدّ تقريراً بعنوان «المصادر الاقتصادية والأنشطة التجارية لمملكة الحجاز ونجد وملحقاتها». وأوضح أن العلاقات التجارية بين البلدين يُتوقع لها النمو والازدهار، وهذا شجّع الحكومة الأمريكية على تأسيس علاقات دبلوماسية بين البلدين، فاعترفت الولايات المتحدة بالسعودية في عام 1931. وفي عام 1933 منحت السعودية امتياز التنقيب عن النفط لشركة «ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا» (سوكال).

مصر:

كان أول لقاء جمع الملك عبد العزيز والملك المصري فاروق، في عام 1945، حيث تم التأسيس  لعلاقة قوية وإستراتيجية بين السعودية ومصر. وفي نفس العام 1945 وافق الملك عبد العزيز على «بروتوكول الإسكندرية»، وأعلن انضمام السعودية للجامعة العربية.

الموقف من القضية الفلسطينية:

التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وه عائد من مؤتمر يالطا، بالملك عبد العزيز على ظهر سفينة أمريكية. وطلب روزفلت نصيحة الملك حول مشكلة اللاجئين اليهود الذين طردوا من أوروبا فكان رد الملك عبد العزيز أن عليهم العودة للعيش حيث طردوا، وأن تتحمل ألمانيا ذلك.

الحياة الشخصية :

تزوج الملك عبد العزيز من 22 سيدة نذكر منهم:

• والأميرة شريفة بنت صقر الفجري.
• الأميرة وضحا بنت محمد بن برغش بن عقاب.
• الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل.
• والأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.
• الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري.
• الأميرة فهدة بنت العاصي بن شريم.
• والأميرة هيا بنت سعد السديري.
• الأميرة هيا بنت حسن بن مهنا.
• الأميرة شاهة بنت حزام الخالدي.
• والأميرة الجازي بنت ابن حثلين.
• الأميرة نورة بنت سعد العريفي.
• الأميرة موضى بنت سلطان بن منديل.
• والأميرة فهده بنت العاصي الشريم.

وأنجب نحو 36 ابنا نذكر منهم:

سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وسلمان وكلهم تولوا عرش المملكة.  ومن أولاده أيضاً تركي الأول ومحمد  ونايف وبندر ومشعل وطلال وسلطان وعبد الرحمن ومقرن ومشاري.

الوفاة:

فى يوم 9 نوفمبر 1953 توفى الملك عبد العزيز آل سعود فى قصره فى مدينة الطائف نتيجة مضاعفات مرض تصلب الشرايين، ودفن فى مقبرة العود.

الجوائز والتكريمات:

• سميت باسمه العديد من المنشآت العسكرية، و الطبية، و المدنية.
• كما اقيم مجسم بوابة الرياض، وهو عبارة عن سيف الملك عبد العزيز الذي يشق صخرة كبيرة، كتعبير عن حياة الشقاء التي كان يعانيها الأهالي في تلك البدايات لينساب منها الماء.
• وكذلك أطلقت المملكة العديد من الجوائز التشجيعية باسم الملك، لتكريم الرواد في مختلف الاختصاصات.

الأقوال:

ومن أشهر أقوال الملك عبد العزيز:

• “انّنا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديات، ممّا يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنياً على الدراسة والأسس العلمية الصحيحة”
• ” لست ملكاً بمشيئة أجنبية، بل أنا ملك بمشيئة الله، ثم بمشيئة العرب، الذين اختاروني وبايعوني، على أنها ألقاب وأسماء”
• “إن من يعتقد أنّ الكتاب والسنة عائق للتطوّر أو التقدم فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن”.
• “يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية”.
• ” المملكة ستواصل انتهاج سياسة متوازنة لتعزيز استقرار سوق النفط العالمية”.
• “أسأل الله أن يوفقنى لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء ومكروه”
• “ان هذا المكان بُدئ منه توحيد المملكة من خلال 63 فرداً، وجُمع الشعب، وكونت الوحدة في هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله، وهذا، ولله الحمد، توفيق من الله للملك عبد العزيز ورجاله؛ أن يوحّدوا هذه البلاد، حتى أصبحت بلاداً موحدة تعتز بدينها وتعمل بكتاب الله وسنة رسوله”.
• “استثمرت المملكة بشكل كبير للاحتفاظ بطاقة إنتاجية إضافية لتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية، وبالتالي دعم النمو الاقتصادي العالمي وتعزيز استقراره”.
• إذا أراد المسلمون والعرب قتال أعدائهم ، فإن أعدّوا آلة من آلات الحرب.. أعد أعداؤهم مئات وألوفًا ولكن قوة واحدة إذا أعدها المسلمون لم يمكن أعداءهم أن يأتوا بمثلها هي إيمانهم بالله وثقتهم به”.
• “دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد – صلى الله عليه وسلم – فإّما حياة سعيدة على ذلك، وإما موتة حميدة”.

يقول المؤرخ الصيني البروفيسور يانغ يان هونغ:

• ” لقد كان الملك عبدالعزيز أحد العباقرة الذين قدموا لأممهم وأوطانهم خدمات جليلة بجهودهم الجبارة التي لا تعرف الكلل أو الملل، وأثروا في تطور المجتمعات البشرية وتقدمها نحو الغاية المنشودة، وسجلوا مآثر عظيمة في السجل التاريخي المفعم بالأمجاد الخالدة”.

يصف عباس العقاد شخصية الملك عبدالعزيز بالقول:

• ” كان الملك عبدالعزيز عنيداً مع الأقوياء، متواضعاً مع الضعفاء، لكنه كان يسمع الرأي الآخر، فإذا اقتنع به رجع إليه، لأنه اتخذ من الحق والشريعة إماماً وحكماً”.

المصادر:

• https://saudipedia.com/
• https://www.aljazeera.net/
• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.bbc.com/
• https://www.alarabiya.net/