هشام بن عبد الملك.. آخر الخلفاء الأقوياء من بني أمية

72ه‍- 125ه‍/ سعودي

كان حازمًا عاقلًا قليل الغضب غير متعطش للدماء أو الحروب وفي عهده ساد الأمان أرجاء البلاد الإسلامية التي وصلت لأقصى اتساعها

الولادة والنشأة:

ولد هشام بن عبد الملك عام 72ه‍ في المدينة المنورة. والده هو الخليفة عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي، ووالدته هي عائشة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي.

عاش هشام طفولته في المدينة، ثم انتقل إلى دمشق بعد طلاق والدته من والده. وفي الشام عاش بقية حياته. ولما تُوفي والده كان هشام شابًّا عمره لا يتجاوز الرابعة عشر. ولكنه لم تُؤثر فيه مظاهر الحكم وبهجته، بل كان رجل عاقلًا عفيفًا وحكيمًا.

الدراسة:

تعلم هشام بن عبد الملك في صباه علوم الدين والتاريخ والأدب والسياسة وغيرها، مما جعله ذو حكمة ودراية وحنكة بالسياسة.

الأعمال:

عام 87 هـ قاد هشام بن عبد الملك أحد جيوش الدولة الأموية التي غزت بلاد الروم خلال ولاية أخيه الوليد بن عبد الملك، وقد حقّق العديد من الانتصارات رغم صغر سنه، وكان يتطلع إلى تولّي الخلافة بعد أخيه، وكان من أشد المعارضين لإسناد الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز.

ولما توفي أخيه الخليفة يزيد بن عبد الملك في 25 شعبان عام 105ه‍ تمت مبايعة هشام بن عبد الملك خليفةً للمسلمين بتاريخ 1رمضان من العام نفسه وحينها كان يبلغ من العمر  34عاماً، واستمرت خلافته عشرين عاماً.

نقل الخايفة هشام مقر الخلافة من دمشق إلى مكان إقامته بالرصافة ( القريبة من الرقة حالياً) في شمال شرق دمشق.

وقد تزامن تسلم هشام للخلافة مع كثرة الفتن والاضطرابات التي كان يقودها الخوارج وبنو العباس الذين عملوا على إسقاط الحكم الأموي. ولكن حكمته وعلمه ساعدت في إرساء العديد من القواعد والنظم في مجال السياسية والإدارة، الأمر الذي جعل الكثير من المؤرخين يذهبون إلى القول إنّ هشام كان بمستوى الخليفة معاوية بن أبي سفيان في حسن وتدبير وإدارة أمور الدولة.

أعمال هشام الداخلية:

قام هشام بإصلاح الولايات فعزل الوالي خالد بن عبدالله العشري عن ولاية العراق لقسوته الشديدة وعين بداله الوالي عمر بن هيرة.

كما اهتم بالعلم والثقافة والحضارة، فأكرم العلماء ورعاهم مثل الزهري وابن زناد وغيرهم. وكذلك نشطت حركة الترجمة بشكل كبير، وشرع المؤلفون في جمع الكتب وتصنيفها، وشهد عصره ازدهارًا كبيرًا بالإنتاج الفنيّ في مجال العمارة والصناعة.

اهتمّ الخليفة هشام بتنظيم الدواوين اهتمامًا كبيرًا، فكانت غايةً في الإتقان من خلال بريدها ورسائلها وحساباتها. وعامل أهل الذمة خير معاملة وأجرى فيهم حكم الإسلام، وكانوا يُبدون الكثير من الارتياح والرضا لتلك المعاملة. كما اهتم الخليفة ببني قومه، إذ دعم العرب وبني أمية كثيرًا، وذلك كان على حساب الموالي.

وكان هشام حريصًا على الإسلام والسنة النبوية، وحارب البدع أشدّ حربًا، وكان يرى أنّ الحكم ما هو إلا عمل سياسي وهي سياسية مالية؛ لذلك كان حريصًا أشدّ الحرص على الاهتمام ببيت المال.

فتوحات هشام بن عبد الملك:

كما شهد عصره فتوحات إسلامية فدخل المسلمين إلى “سردينيا وسيجليا” في الجزائر وبلاد السودان. كما قاد أخوه مسلمة بن عبد الملك الجيش الذي دك قلاع الخزريين واللان والأتراك وغيرهم، وضم الكثير من البلاد إلى دار الخلافة الإسلامية. وغزا مسلمة بن عبد الملك الترك حتى بلغ مدينة باب الأبواب وهي ميناء كبيرة محصنة على بحر الخزر، من ناحية أذربيجان. ومنذ ذلك التاريخ لم تصل الدولة الإسلامية إلى أكبر من هذه المساحة في الاتساع الجغرافي، من الصين شرقاً إلى الأطلسي غرباً، وكانت عاصمتها دمشق.

وفي تلك الفترة ضعفت الحكومة المركزية في دمشق وانشغل حكام شمال أفريقيا في أعمالهم، مما جعل أهل الأندلس يدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم، وكانت البدايات الأولى من الأندلس كولاية مرتبطة بالحكم المركزي في دمشق، وكانت هناك محاولات توسعية وراء جبال البريينيه حيث بلاد غالة والفرنجة. وبرز من قادة تلك المرحلة السمح بن مالك الخولاني و عبد الرحمن الغافقي الذي استشهد في معركة بلاط الشهداء.

الحياة الشخصية:

تزوج هشام بن عبد الملك وأنجب ستة عشرة ولداً وهم: معاوية، خلف، مسلمة، محمد، سليمان، سعيد، عبد الله، يزيد، مروان، إبراهيم، يحيى، منذر، عبد الملك، الوليد، قريش، عبد الرحمن.

الوفاة:

تُوفّي هشام بن عبد الملك في ربيع الآخر سنة 125 هجرية، وكان موته إثرَ إصابته بمرض الذبحة.

الجوائز والتكريمات:

• أطلق اسمه على العديد من الجوامع والمدارس والساحات على امتداد البلاد الإسلامية.
• تم تمثيل شخصية الخليفة هشام في العديد من الأعمال الدرامية في سورية ومصر وبعض الدول العربية.

الأقوال:

عن الواقدي : حدثني سحبل بن محمد، قال:

• ” ما رأيت أحدا من الخلفاء، أكره إليه الدماء، ولا أشد عليه من هشام ، ولقد دخله من مقتل زيد بن علي وابنه يحيى أمر شديد، حتى قال: وددت لو كنت افتديتهما”.

  وقال أيضاً:

• حدثني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام ، ولقد ثقل عليه خروج زيد، فما كان شيء حتى أتي برأسه.

قال العيشي، قال هشام :

• ” ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئا واحدا، أخ أرفع مؤنة التحفظ منه”.
• ” إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى إلى بعض ما فيه عليك مقال”.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.aljazeera.net/
• https://e3arabi.com/
• https://www.albawabhnews.com/
• https://e3tidal.com/
• https://www.islamweb.net/