حقائق سريعة
- أُجيزت له الفتوى فأفتى ودرّس وصحح وصنّف ونظيم الشعر، جيد البديهة ذا بلاغة وذكاء وذهن وقاد قوي الحجة وله قدرة على التكيف.
- من أهم تصانيفه، طبقات الشافعية الكبرى، معيد النعم ومبيد النقم، أصول الفقه، ومنع الموانع.
- تعدّ الأسرة التي منها التاج السبكي أسرة عريقة فريدة من نوعها، إذ أنّ معظم أفراد هذه الأسرة علماء أو قضاة أو خطباء أو مدرسون للعلم.
- كان سَليطَ اللّسان والبنان في محاربة المنكرات أيا كان نوعها وأيا كان فاعلها، فهو دائماً ما يصحّح ويشدّد النكير إما على عامّي فاسق، أو حاكم مارق، أو عالمٍ أو قاضٍ أو مُفتٍ أو صوفي جاهل.
- استرسل السبكي في بيان قبائح الولاة والحكام، وبيّن ما يجب عليهم أن يفعلوه، ومن ثم تناول جميع فئات الشعب، مبيّناً لكل فئة ما يجب عليها فعله وما ينبغي عليها الكفَّ عنه، بأسلوب سهل مبسط مقبول.
معلومات نادرة
- عاصر تاج الدين السبكي دولة المماليك وعاش في الحقبة التي حكم فيها أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وأحفاده.
- قيل إن من أسباب عزله عن القضاء أحكام أصدرها لم تعجب أولي الأمر، وطلبوا منه الرجوع عنها لكنه رفض ذلك، وقيل إنما سجن بسبب تأليفه كتابه “معيد النعم” الذي عرض فيه رؤيته لإصلاح نظام الحكم في دولة المماليك، وقيل غير ذلك.
- يعده السيوطي من الأئمة المجتهدين، ويقول: «كتب مرة إلى نائب الشام ورقة يقول فيها: وأنا اليوم مجتهد الدنيا على الإطلاق لا يَقدِرُ أحدٌ يردٌ هذه الكلمة» وعقّب السيوطي على ذلك بقوله: … «وهو مقبول فيما قال عن نفسه».
- مع أن الإمام الذهبي شيخه إلا أنه في ترجمته له في ” العبر في خبر من غبر” يقول: «وسئل سيدنا قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي -فسح الله في مدته- في العود إلى قضاء الشام على عادته فلم يجب، حتى روجع في ذلك مرات، فعاد بحمد الله تعالى إلى دمشق قاضيًا على عادته، ودخلها بكرة يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر فقرت برؤية وجهه العيون، وسُرَّ بقدومه الناس أجمعون. وكان يوم دخوله إلى دمشق كالعيد لأهلها، وقد كان أيده الله تعالى في مدة إقامته بمصر على حال شهيرةٍ من التعظيم والتبجيل، يعتقده الخاص والعام، ويتبرك بمجالسته ذوو السيوف والأقلام، ويزدحم طلبة فنون العلم على أبوابه، وتمسح العامة وجوهها بأهداب أثوابه، ويقتدي المتنسكون بما يرونه من آدابه. فالله يمتع ببقائه أهل المصرين، ويجمع له ولمواليه خير الدارين بمحمد وآله».
تاج الدين السبكي.. قاضي قضاة دمشق وأحد أشهر المجتهدين في القرن 8 الهجري
727- 771 هـ/ مصري
فقيه شافعي وعالم ومحدث ومؤرخ، كان سيدًا جوادًا كريمًا، كان مهيبًا تخضع له أرباب المناصب من القضاة، وقد حصلت له محنة بسبب القضاء فأوذي وسجن ولكنه صبر وأنفق علمه في سبيل العلم والدين.
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد أَبُو نَصْرٍ تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ الكَافِيِّ السُّبْكيُّ والمعروف بتاج الدين السبكي في أول من شهر صفر سنة 727 هـ. ولد في قرية سبك العبيد في مصر، ونشأ تاج الدين في أسرة عرفت بالعلم والمعرفة، فأبوه هو الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي.
الدراسة:
نشأ تاج الدين السبكي في بيئة علمية، سمع بمصر من جماعة من الشيوخ. ثم قدم دمشق مع والده وقرأ على الحافظ المزي ولازم الحافظ الذهبي وتخرج به وطلب بنفسه وأجازه ابن النقيب بالإفتاء والتدريس وهو ابن ثمان عشرة سنة.
الأعمال:
بعد أن أجازه ابن النقيب بالإفتاء والتدريس بعمر الثامنة عشرة اشتغل الإمام تاج الدين بالتدريس في كثير من مدارس دمشق وغيرها، فقد درس في العزيزية، والعادلية الكبرى، والغزالية، والعذراوية، والناصرية، والأمينية، ومشيخة دار الحديث الأشرفية، والشيخونية والتقوية وغيرها.
كما ولي الخطابة بالجامع الأموي الكبير في دمشق. وكذلك اشتغل تاج الدين السبكي بالقضاة في دمشق عدة مرات، إلا أنه تم عزله بسبب فتنة حصلت بحقه فتم سجنه مدة ثمانين يوماً وامتحن كثيراً وأصابه من المصائب الشيء الكثير.
بالإضافة لذلك عُقدت للسبكي مجالس عدة فأبان عن شجاعة وفحم خصومه مع تواطئهم عليه، ثم عاد إلى مرتبته وعفا وصفح عمن قام عليه.
وقد ذكره الذهبي في المعجم المختصر وأثنى عليه، وقال ابن كثير: جرى عليه من المحن والشدائد مال م يجر على قاضي قبله.
حصّل تاج الدين السبكي فنوناً من العلم في الفقه والأصول وكان ماهراً فيه وكذلك برع في الحديث، وشارك في العربية وكان له يد في النظم والنثر.
كان السبكي جيد البديهة، انتهت إليه رئاسة القضاء والمناصب بالشام. ونزل له الذهبي عن مشيخة دار الحديث الظاهرية قبل وفاته.
رؤية السبكي الإصلاحية:
كان تاج الدين السبكي أماماً إصلاحياً وقد قال مبينًا سبب تقديمه رؤيته الإصلاحية: “فقد ورد عليَّ سؤال مضمونه: هل من طريق لمن سُلب نعمة دينية أو دنيوية، إذا سلكها عادت إليه، ورُدَّت عليه؟” فأجاب السائل عن الطريق بـ3 أمور:
- أن يعرف من أين أُتي فيتوبُ منه.
- ويعترف بما في المحنة بذلك من الفوائد فيرضى بها.
- ثم يتضرع إلى اللَّه تعالى بالطريق التي تذكرها.
ولما قدم إليه السائل طالباً شرحاً أوفى، كتب ابن السبكي كتابه: “معيد النعم ومبيد النقم” الذي تحدث فيه عن أول أمرين وفاته ذكر الثالث، وكان أن ذكر في بيان الأمر الأول أن النعم لا تزول سدى، بل لا تزول إلا بالإخلال بواجباتها وهو الشكر، لأن كل نعمة لا تُشكر جديرة بالزوال، وبيَّن أن الشكر يكون بالقلب واللسان والأفعال، وعند حديثه عن الشكر بالأفعال ضرب لذلك أمثلة بذكر الوظائف والمهن، فبدأ بأعلى وظيفة في الدولة وهي وظيفة السلطان، وانتهى بذكر مهنة الشحاذين في الطرقات، وذكر بين يدي ذلك أهم القائمين على مؤسسات الدولة، وبيَّن ما يجب على كل واحد منهم من القيام بشكر نعمة الله تعالى عليه لتدوم له نعمته، وتصلح به حال دولته.
تتلمذ على يدي السبكي العديد من كبار علماء الأمة نذكر منهم: الإمام قاضي القضاة مجد الدين الفيروزآبادي الشيرازي اللغوي (729-817هـ)، والشيخ عز الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز الحموي الشافعي المعروف بابن جماعة، وغيرهم كثير.
مؤلفات تاج الدين السبكي:
للسبكي مؤلفات كثيرة نذكر منها:
- معيد النعم ومبيد النقم، (في السلوك الواجب على أصحاب مختلف المهن).
- السيف المشهور في شرح عقيدة أبي منصور.
- شرح مختصر ابن الحاجب.
- الإبهاج في شرح المنهاج، شرح منهاج البيضاوي في أصول الفقه.
- القواعد المشتملة على الأشباه والنظائر.
- طبقات الشافعية الكبرى والوسطى والصغرى.
- جمع الجوامع في أصول الفقه.
- أوضح المسالك إلى المناسك في الفقه.
- كتاب الأربعين في الحديث.
- قاعدة في الجرح والتعديل.
- معجم الشيوخ.
الوفاة:
توفي تاج الدين السبكي بعد إصابته بالطاعون في ذي الحجة سنة 771هـ الموافق 1370م عن أربع وأربعين سنة. ودفن في مقبرة آل السبكي في سفح جبل قاسيون في دمشق.
الجوائز والتكريمات:
- سميت باسمه العديد من الجوامع والمدارس والساحات العامة والمؤسسات الدينية في الكثير من البلاد العربية.
- كما درست كتبه ومازالت تدرس في الجامعات العربية والعالمية.
الأقوال:
يقول تاج الدين السبكي في “معيد النعم ومبيد النقم”:
” وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة، ولله الحمد في العقائد يد واحدة، كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، لا يَحيد عنها إلا رِعاع من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الاعتزال، ورِعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبَرّأ الله المالكية فلم نَرَ مالكياً إلا أشعرياً عقيدة، وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي، التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة”.
ويقول عن كتابة الطبقات:
- ” إنّ هذا المجموع شمس عوارف المعارف، وقمر لطائف الظرائف، ونجم سماء العلم، والناس تِلقاءَ حرمه بين عاكف وطائف، من شاهده قال: هكذا هكذا، وإلا فلا لا، ومن أنفق من خزانة علمه لم يخش من ذي العرش إقلالاً، ومن تأمله منصفاً جبن عن معارضته وأنشد: ..أهابك إجلالاً..”.
قال فيه الصادق حسين:
- “وهو -فيما أرى- مصلحٌ لم تعرف مصر من أبنائها آخر من طرازه حتى ظهر الشيخ محمد عبده، فكان فيها الأستاذ الإمام”.
يقول عنه الشيخ علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف:
- ” الراجل ده عمل لينا حاجة ولد بيها علما جديدا وهو معرفه تاريخ المذاهب من خلال علمائها، وهو مؤلف الكتاب الماتع الكبير طبقات الشافعية، وعندما نقرأ ما كتبه عن العلماء فنجد انه لم يهتم بموعد ولاده الأئمة أو وفاتهم بل جاء ببعض المسائل التي تفرد بها وكانت محلا للنقاش”.
- ” الإمام تاج الدين قد تتلمذ عن طريق الذهبي، ولكنه كان إماما للأشعرية، ولم يتوان إطلاقا على انتقاد معلمه وأن يرد عليه ويحذر منه، وذلك لأن الذهبي كان يتهاون بعلماء أصول الأشاعرة عندما كان يترجم سير أعلام النبلاء”.
قال عنه ابن تغري بردي:
- ” قاضي قضاة دمشق وعالمها”.
- ” كان إماماً عالماً بارعاً فقيهاً نحوياً أصولياً… وكان ذكياً صحيح الذهن، وبرع في الفقه وغيره، وأفتى ودرّس”.
المصادر:
- https://ar.wikipedia.org/
- https://shamela.ws/
- https://www.aljazeera.net/
- https://islamstory.com/
- https://www.elwatannews.com/
تاج الدين السبكي.. قاضي قضاة دمشق وأحد أشهر المجتهدين في القرن 8 الهجري
حقائق سريعة
- أُجيزت له الفتوى فأفتى ودرّس وصحح وصنّف ونظيم الشعر، جيد البديهة ذا بلاغة وذكاء وذهن وقاد قوي الحجة وله قدرة على التكيف.
- من أهم تصانيفه، طبقات الشافعية الكبرى، معيد النعم ومبيد النقم، أصول الفقه، ومنع الموانع.
- تعدّ الأسرة التي منها التاج السبكي أسرة عريقة فريدة من نوعها، إذ أنّ معظم أفراد هذه الأسرة علماء أو قضاة أو خطباء أو مدرسون للعلم.
- كان سَليطَ اللّسان والبنان في محاربة المنكرات أيا كان نوعها وأيا كان فاعلها، فهو دائماً ما يصحّح ويشدّد النكير إما على عامّي فاسق، أو حاكم مارق، أو عالمٍ أو قاضٍ أو مُفتٍ أو صوفي جاهل.
- استرسل السبكي في بيان قبائح الولاة والحكام، وبيّن ما يجب عليهم أن يفعلوه، ومن ثم تناول جميع فئات الشعب، مبيّناً لكل فئة ما يجب عليها فعله وما ينبغي عليها الكفَّ عنه، بأسلوب سهل مبسط مقبول.
معلومات نادرة
- عاصر تاج الدين السبكي دولة المماليك وعاش في الحقبة التي حكم فيها أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وأحفاده.
- قيل إن من أسباب عزله عن القضاء أحكام أصدرها لم تعجب أولي الأمر، وطلبوا منه الرجوع عنها لكنه رفض ذلك، وقيل إنما سجن بسبب تأليفه كتابه “معيد النعم” الذي عرض فيه رؤيته لإصلاح نظام الحكم في دولة المماليك، وقيل غير ذلك.
- يعده السيوطي من الأئمة المجتهدين، ويقول: «كتب مرة إلى نائب الشام ورقة يقول فيها: وأنا اليوم مجتهد الدنيا على الإطلاق لا يَقدِرُ أحدٌ يردٌ هذه الكلمة» وعقّب السيوطي على ذلك بقوله: … «وهو مقبول فيما قال عن نفسه».
- مع أن الإمام الذهبي شيخه إلا أنه في ترجمته له في ” العبر في خبر من غبر” يقول: «وسئل سيدنا قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي -فسح الله في مدته- في العود إلى قضاء الشام على عادته فلم يجب، حتى روجع في ذلك مرات، فعاد بحمد الله تعالى إلى دمشق قاضيًا على عادته، ودخلها بكرة يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر فقرت برؤية وجهه العيون، وسُرَّ بقدومه الناس أجمعون. وكان يوم دخوله إلى دمشق كالعيد لأهلها، وقد كان أيده الله تعالى في مدة إقامته بمصر على حال شهيرةٍ من التعظيم والتبجيل، يعتقده الخاص والعام، ويتبرك بمجالسته ذوو السيوف والأقلام، ويزدحم طلبة فنون العلم على أبوابه، وتمسح العامة وجوهها بأهداب أثوابه، ويقتدي المتنسكون بما يرونه من آدابه. فالله يمتع ببقائه أهل المصرين، ويجمع له ولمواليه خير الدارين بمحمد وآله».