أحمد طوغان.. لوحاته قصة ضاحكة لأمة باكية

1926-2014 مصري

رسام كاريكاتير مبدع، تمتزج عنده السخرية بالجد والبكاء بالفرح

الولادة والنشأة:

في أواخر عام 1926ولد الفنان أحمد ثابت طوغان في مدينة القاهرة ، لأسرة متوسطة الحال تتمنى أن يكون أحد أبناءها من صفوة القوم، وقد ابتسم القدر لأحمد ليكون النجاح رفيق درب هذا الفنان المثابر، والذي استشعر موهبته منذ صغره. أخذ بيده الفنان محمد عبد المنعم رخا وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره عندما دهش بموهبته الفذة.

تعلم القراءة والكتابة على يدي أمه التي أنشأته على الجد والالتزام وحب الناس والاعتزاز بالنفس والصدق والصبر والقناعة ومجابهة الظلم

الدراسة:

درس أحمد طوغان الابتدائية والاعدادية في القاهرة, وبعدها حصل على دبلوم تجارة متوسط

الأعمال:

عندما بلغ ١٩عاماً من عمره اشترك في تمثيل فيلم (أرض السلام ) مع الفنانان عمر الشريف وعبد السلام النابلسي

نشر أحمد طوغان أول رسوماته في جريدة المساء التي تصدرها نقابة الصحافيين، فلاقت الكثير من القبول والسؤال عن صاحبها.

التقى أحمد طوغان مع الرئيس الراحل السادات عام 1947، على أحد المقاهي,ومن حينها توطدت علاقته بالرئيس السادات.

بعد أن أنشئت جريدة الجمهورية عقب الثورة، والتي كان رئيس تحريرها الرئيس الراحل السادات فعرض الفنان أحمد طوغان العمل بها رسام كاريكاتير، ليقوم  طوغان برواية تاريخ الأمة الباكية بشكل ساخر كل يوم، مقدماً لوحات رائعة يتعانق فيها الأبيض والأسود بشكل يومي, لتسحر كل من ينظر إليها ويتفكر في معانيها.

تقلد أحمد طوغان الكثير من الوظائف، فعمل مستشار دار التحرير للطباعة والنشر، ورئيس تحرير مجلة أمبسادور العالمية, ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير، ورسم الكاريكاتير لمعظم الصحف والمجلات المصرية منذ عام 1946،حتى لقب بشيخ الرسامين في جمعية رسامي الكاريكاتير المصرية.

شارك طوغان في تأسيس جريدة الجمهورية ورسم الكاريكاتير السياسى فيها من  اليوم الأول لصدورها.

إلى جانب الرسم كتب طوغان في الصحف والمجلات وكانت له عدة مؤلفات مثل “أيام المجد في وهران” عام 1954 وهو عن أدب الرحلات كتبه عندما كان في الجزائر في مطلع الخمسينيات، وكذلك كتاب قضايا الشعوب «كاريكاتير سياسي»

برع الفنان أحمد طوغان برسم الكاريكاتير السياسي وأصدر عدة كتب تحمل رسوماته في الكاريكاتير السياسي منذ عام -1970 2000.

على مدار أكثر من 53 عاماً ظل هذا أحمد طوغان يرسم الكاريكاتير بشكل يومي, ليقدم كل يوم رشفة يروي بها ظمأ الحرية للمواطن العربي، ويحكي من خلال لوحاته قصة ضاحكة لأمة باكية

كتب  أحمد طوغان مذكراته بكتاب حمل اسم “سيرة فنان صنعته الألام”، وهي مذكرات الراحل, كتب مقدمته الروائي الراحل خيري شلبي، وكانت عبارة عن مقال نشره شلبي سابقاً في 2011 قال فيه إن مذكرات طوغان ليست مجرد مذكرات صحفي رسام حقق شهرة كبيرة، بل هي فصول من تاريخنا المعاصر.

وبين صفحات كتابه أحداث عديدة وذكريات حدثت في حياة طوغان ، لذلك يمكن اعتبار كتاب أحمد طوغان أكثر من سيرة ذاتية، إنه شاهد على عصر مضى

في آخر فصل في كتابه تكلم طوغان عن فقده لابنه بسام, وقال أن وفاة بسام كان بمثابة مفاجأة صاعقة، الذي فارق الحياة وهو يمارس رياضته المفضلة الفروسية ، وكتب متحسراً, لقد كان بسام كان راجح العقل وسليم التقييم ينتقد رسماته الكاريكاتيرية بحرفية، ، وكان يلجأ إليه للمشورة.

واختتم أحمد طوغان كتابه بمقال للرئيس السادات يروي فيه علاقتهما ويعرض ذكرياتهما، وقال السادات في مقالته “أن الآلام صهرت نفس أحمد طوغان في مستهل العمر و”طوغان” حكى لنا في كتابه عن الآلام الإنسانية التي صنعت قصة حياته”.

أقام أحمد طوغان العديد من المعارض الخاصة والجماعية الناجحة فمن المعارض الخاصة نذكر:

• معرض بساقية عبد المنعم الصاوي بالزمالك.
• معرض (مصر الأربعينيات) بقاعة الفن التشكيلى بالأوبرا أبريل 2010.
• معرض (قمة وقامة) بأتيليية القاهرة مايو 2011

ومن المعارض الجماعية المحلية :

• صالون جاليرى الدورة الأولى بقاعة ساقية عبد المنعم الصاوى مايو 2007.
• معرض بعنوان (100 سنة كاريكاتير) بمركز رامتان الثقافى – متحف طه حسين يناير 2011.

معرض “الكاريكاتير والثورة” بقاعات جمعية محبى الفنون الجميلة بجاردن سيتى أكتوبر 2011

الحياة الشخصية:

تزوج أحمد طوغان من عابدة الباز التي متزوجة سابقاً وأعتبر أبناءها هم أبنائه

الوفاة:

توفى رسام الكاريكاتير أحمد ثابت طوغان عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع مع المرض، بتاريخ ١٢نوفمبر ٢٠١٤

الجوائز والتكريم:

وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1977

جائزة حقوق الإنسان عام 1989

جائزة علي ومصطفى أمين الصحافية عام 1987

جائزة مهرجان الجونة الدولي عام 1999

جائزة المهرجان الدولي للكاريكاتير في الإسماعيلية «مصر» عام 2000.

جائزة النيل للفنون لعام 2014

الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير عن حقوق الإنسان من الأمم المتحدة.

الأقوال:

يرى الفنان أحمد طوغان “أن لكل رسام كاريكاتير ريشة خاصة تميزه عن غيره من رسامي الكاريكاتير، ولا بد لرسام الكاريكاتير أن يعتمد على نفسه في استنباط الأفكار، والتي لن تأتي إلا من خلال الثقافة والوعي السياسي”.

كتب الروائي خيري شلبي،  مقال نشره شلبي سابقاً في 2011 قال فيه “إن مذكرات طوغان ليست مجرد مذكرات صحفي رسام حقق شهرة كبيرة، بل هي فصول من تاريخنا المعاصر”.