رياض السنباطي.. الوحيد الذي نال جائزة اليونسكو عن موسيقاه

1906-1981 مصري

هو الموسيقي العربي الوحيد الذى نال جائزة اليونسكو عام 1977

الولادة والنشأة:

رياض محمد السنباطي ولد 30نوفمبر1906 مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط  بشمال دلتا مصر، وكان والده مقرئ تعود الغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة،
تفتحت أذنا الفتى الصغير على أبيه وهو يعزف على العود، ويغني الغناء الأصيل والموشحات الدينية، و لما بلغ التاسعة من عمره، ضبطه والده عند جارهم النجار هارباً من المدرسة، يضرب على العود ويغني بصوته أغنية «الصهبجية»
لم تطل إقامة الشيخ السنباطي الأب في فارسكور، فغادر إلى مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية وألحق ابنه بأحد الكتاتيب، ولكنه لم يكن مقبلاً على الدرس والتعليم بقدر إقباله وشغفه بفنون الموسيقي العربية والغناء.
أصيب في التاسعة من عمره بمرض في عينه، حال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع والده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقي وإيقاعاتها. وقد أظهر رياض استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم «بلبل المنصورة»، وقد استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به إعجاباً شديداً وأراد أن يصحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرص أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة, في عام 1928 كان قرار الشيخ السنباطي الاب بالانتقال إلى القاهرة مع ابنه، الذي كان يرى انه يستحق أن يثبت ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل ام كلثوم التي كان والدها صديقا له قبل نزوحه إلى القاهرة

الدراسة

تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية، ليدرس به فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية في ذلك الوقت، إلا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول، حيث كانت قدراته اكبر من أن يكون طالباً لذا فقد أصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذا لآلة العود والأداء. ولم تستمر مدة عمله بالمعهد إلا ثلاث سنوات، قدم استقالته بعدها حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين،

الأعمال

دخل عالم التلحين في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق شركة (أوديون) للأسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم صالح عبد الحى, نجاة علي, عبد الغنى السيد ورجاء عبده), وبحلول منتصف ثلاثينات تعرف على هرم الغناء العربي (أم كلثوم) لتبدأ بينهما رحلة طويلة عدها الكثيرون أعظم شراكة موسيقية عربية حدثت على الإطلاق, شراكة قدما خلالها أعمالاً خُلدت في تاريخ الموسيقى والغناء العربي، ويعد الكثير من النقاد أغنيتهما (الأطلال) أفضل أغنية عربية في القرن العشرين على الإطلاق، وقد جمعت بينهما صداقة من نوع فريد، فقد تحدث بعد وفاة أم كلثوم أنها كانت تأنس له كصديق بشكل خاص دونًا عن باقي الملحنين قاطبةً، ولم تنته هذه الشراكة العظيمة سوى بوفاة (أم كلثوم) عام 1975، وقال عنها (السنباطي) ببساطة: “أم كلثوم هي قصة حياتي”

*بلغت أعمال رياض السنباطي الفنية حاجز الألف لحن “رصيد ام كلثوم منها 282أغنية وقصيدة
*أول الموسيقيين الذين ادخل ألة العود مع الأوركسترا واستبدل المقدمة القصيرة بأخرى طويلة
*أعماله الفنية539عملا في الأوبرا العربية والأوبريت الاسكتش والديالوج والمونولوج  والأغنية السينمائية والدينية..
*عدد مؤلفاته الموسيقية 38 قطعة, وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم 120 شاعراً
*دخل عالم السينما وقدم فيلم عام 1952 (حبيب قلبي) وبعدها قرر أن  يعتزل التمثيل واعتنق التلحين
*من أبرز أعماله “الاطلال -حيرت قلبي معاك -افرح ياقلبي-لعبة الأيام –هجرتك “

الحياة الشخصية

تزوج رياض السنباطي في بدايته الفنية وحضر زفافه كوكب الشرق أم كلثوم، من امرأة من خارج الوسط الفني، وكانت حياته الخاصة بسيطة بدرجة كبيرة، وكانت قريبة من العزلة والانطوائية إلا الذين يتعامل معهم من الفنانين، وكان معروفاً عن  رياض السنباطي بأنه يقضي الكثير من وقته بمفرده يسجل ألحان وينتظر الإلهام، وقد روت زوجته أنه في أغلب الأوقات يكون السنباطي جالساً مع عائلته على المائدة لتناول الطعام وفجأة يترك الأكل ويفكر، ثم يذهب إلى غرفته الخاصة وبها يصب اللحن الذي ألفه والذي كان يظل يفكر فيه لشهور، وكانت زوجته تبرر فعله أمام الضيوف وتوضح لهم أن هذه عادته

الوفاة

توفي رياض السنباطي في التاسع من سبتمبر عام 1981 ليسدل الستار على مشوار واحد من أعظم وأشهر موسيقي العالم العربي..

الجوائز والتكريم

*وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 1964م
*وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات
*جائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس 1964م
*جائزة الدولة التقديرية في الفنون الموسيقية
*الدكتوراه الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى من أكاديمية الفنون عام 1977م ويعد أول موسيقار عربي ينال جائزة اليونسكو العالمية..

الأقوال

“التلحين فن هندسي، كل واحد منا يحاول أن يزيّن هذا الفن بما عنده من إبداع. التلحين هو التوليف في المقامات، والتجنيس لأنغام، ومواءمة بين تلك المقامات والأنغام، يبقى بعد ذلك جمال اللحن، ومدى تماسكه، ومدى تأثيره في السمع. وطريقتي هي أن أضع لحنًا يتسابق مع المغني، أو يقترب منه على الأقل. وهي لا تسمى طريقة، وإنما عمل متميز ومبدع، ومؤثر في النفوس. والتلحين ما هو إلا إلهام وإحساس وانفعال وتذوّق. والروح هي التي تملي على الملحن طريقته”.