الإمام نور الدين السالمي.. علامة ومحقق وشاعر ومؤرخ عماني

عماني 1248-1332 هـ

عالم وإمام جليل ومصلح اجتماعي وديني عُماني

الولادة والنشأة

ولد الإمام نور الدين السالمي في بلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق في منطقة الباطنة وهناك نشأ .

لكن  اختلفت الروايات حول تاريخ ولادته  فالبعض يرى أنه ولد سنة (1286) للهجرة، ويرى البعض الآخر  أنه ولد سنة (1284) للهجرة.

وهناك  بعض المصادر تقول أنه ولد سنة (1288) للهجرة. والقول الراجح أن ولادة الشيخ إنما كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة.

بدليل قول الإمام السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره.

فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا ( من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة (1326 هجرية ).

الدراسة

توفيت والدة الإمام نور الدين وهو في سن صغيرة وتركت معه أخته, عندما بلغ عمره اثنتا عشر عاماً أصيب بمرض بعينيه أدى إلى فقدان بصره. لكن عوضه الله تعالى بصيرة نافذة, فكان بمجرد سماعه للشيء يحفظه مباشرة عن ظهر قلب.

كانت بدايته العلمية على يد والده حميد بن سلوم حيث درس القرآن الكريم. بعد ذلك هاجر إلى الرستاق لتلقي العلم في مدرستها الشهيرة في مسجد البياضة.

وتنقل بين علمائها لينهل من بحر علومهم حتى أصبح نابغة, يناقش مشايخه وتمكن من التأليف وهو لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره. درس مختلف العلوم الشرعية واللغوية مثل علم الحديث والتفسير والبيان والنحو والمنطق.

وكانت هذه المدرسة تضم مشاهير العلماء القائمين بالتدريس ويدرس فيها شتى العلوم من نحو وصرف وفقه وعقيدة,  ألف أول كتبه (بلوغ الامل في المفردات والجمل ), بعد ذلك ذهب إلى الباطنة ومنها انتقل الى الشرقية طلبا للعلم.

بقي الامام السالمي يتنقل بين العلماء حتى وصل “القابل” لطلب العلم من الشيخ صالح بن علي الحارثي , وأصبح الشيخ صالح الحارثي ملهمه الذي تعلم على يديه علوم التفسير والحديث وأصول الدين والمعاني والبيان والمنطق وأصول الدين.

أعمال نور الدين السالمي

طلب الشيخ صالح من الإمام نور الدين السالمي أن يسكن  القابل من شرقية عمان فقبل السالمي ذلك في عام 1308, وكان وقتها لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره.

وبقي  عنده ينهل من فوائده. كان الشيخ صالح كثير الخروج إلى الجهاد لذلك لم يكن يتفرغ للتدريس كثيراً, فوجد في الإمام نور الدين سندا له في إقامة مدرسة علمية تدرس شتى أنواع العلوم.

توفي الشيخ صالح بن علي الحارثي في سنة 1314هـ، أثرت وفاته كثيرا على الشيخ السالمي، فصار  الحمل عليه أكبر. والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من الماضي ورثاه  بقصائد كثيرة تدل على عظم شيخه عنده. مرت الأيام وتعاقبت الشهور والأعوام والإمام السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها.

في  عام 1323 ذهب الإمام نور الدين السالمي  الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج, فالتقى بعدد من العلماء من مختلف دول العالم الإسلامي من مختلف المذاهب.

تناقش معهم في الكثير من أمور المسلمين واطلع على الكثير من علوم الحديث,  أحضر الإمام السالمي الكثير من الكتب المهمة التي تركت مع ما جرى معه في رحلة الحج تلك أثراً  طيباً في فكره وعلمه واطلاعه. عاد إلى موطنه عُمان لمواصلة دوره النبيل في مشواره العلمي والإصلاحي بالمجتمع.

خلف الامام نور الدين  السالمي كنوزاً علمية كثيرة شملت على علوم اللغة والتاريخ والدين والفقه ومنها:

في علوم العقيدة:

– أنوار العقول.

– بهجة الأنوار.

– مشارق أنوار العقول.

– غاية المراد في الاعتقاد.

– رسالة في التوحيد .

– الشرف التام في شرح دعائم الإسلام .

– كشف الحقيقة في الرد على جهل الطريقة.

– روضة البيان على فيض المنان.

في أصول الفقه:

– شمس الأصول.

– طلعة الشمس.

– الحجة الواضحة.

في الحديث الشريف:

– شرح الجامع الصحيح.

في علوم الفقه:

– جوابات وفتاوي.

– مدارج الكمال.

– معارج الآمال.

– جوهر النظام.

– تلقين الصبيان.

– الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.

– سواطع البرهان.

– إيضاح البيان.

– بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود.

في علوم النحو:

– بلوغ الأمل.

– شرح بلوغ الأمل في المفردات والجمل.

– المواهب السنية على الدرر البهية.

في علم العروض:

– المنهل الصافي في العروض والقوافي.

– شرح المنهل الصافي في العروض والقوافي.

في علم التأريخ:

– تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان.

– اللمعة المرضية.

– رسالة الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي.

الحياة الشخصية

تزوج الإمام نور الدين  السالمي عدة مرات, وأنجب عدد من الأبناء الذين ساروا بهديه الشريف.

وفاة نور الدين السالمي

في الخامس عشر من ربيع الأول عام 1332 هجرية توفي الإمام نور الدين السالمي وكان له من العمر ثمانية وأربعون عاماً. كان يعاني من مشاكل صحية وكان أيضا كفيفاً لا يرى. وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي، ودفن ببلدة (تنوف) وقبره معروف حتى الآن.

الجوائز والتكريم

أدرج الإمام نور الدين السالمي ضمن برنامج الذكرى المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً ضمن أعمال الدورة 38 للمؤتمر العام لليونسكو.

أقيمت الندوات على مساحة عمان لشرح فكر وعلم الإمام نور الدين.

سميت الساحات والمدارس والمساجد باسم الإمامنور الدين.

أقوال نور الدين السالمي

“ليس لنا مذهب إلا الإسلام. فمن ثم تجدنا نقبل الحق ممن جاء به وإن كان بغيضاً ورد الباطل على من جاء به وإن كان حبيباً. ونعرف الرجال بالحق فالكبير عندنا من وافقه والصغير من خالفه. ولم يشرع لنا ابن اباض مذهباً وإنما نسبنا إليه لضرورة التمييز حينما ذهب كل فريق إلى طريق. وأما الدين فهو لم يتغير عندنا ولله الحمد”

من أشعاره:

الصدق قل وذر الكذب

فالصدق ينجي في العقب

والحــق فانشـره ولا

تخشى الدوائر تنقلب

ما قد مضى سيكون إن

هبت الفنا أو لم تهب

قل للذي في زعمه

أبدى النصائح ويك هب

إن الذي خوفتني

إياه أمر لم يهـــب..

اقرأ أيضا:صاحب القراءات العشرة للقرآن الكريم.. الأيقونة الشيخ محمد كريم راجح