الجاحظ..الكاتب الذي قتلته الكتب والمؤلفات

776- 868 عراقي

هو الجاحظ الذي اشتهر في الأدب العربي فألف مئات الكتب في العلوم المختلفة حتى قضى بسبب علمه

الولادة والنشأة:

وُلد عمرو بن بحر الكناني الفقيمي البصري الشهير بـ”الجاحظ” في البصرة عام 776 ميلادي، وهو من بني فقيم إحدى عشائر قبيلة كنانة.

وفي طفولته كان يبيع الخبز والسمك في سوق البصرة. كما أنّ الجاحظ عرف بهذا الاسم نظرًا لجحوظ عينيه.

وكما عرف الجاحظ بجحوظ عينيه،  فقد عرف ايضا بوجود نتوءٍ واضحةٍ في حدقتيه، لذلك لقِّب أيضًا بالحدقيّ ولكن لم يشع هذا اللَّقب كثيرًا بين النَّاس كما شاع لقبه المعروف “الجاحظ”.

وكان الجاحظ مطلعًا على الثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية اطلاعًا واسعًا، وقيل أنه تعلّم الفارسية لأنه دوّن بعض النصوص باللغة الفارسية في كتابه “المحاسن والأضداد”.

شد الرحال إلى بغداد، وهناك تصدّر للتدريس فبرز وتميز، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة “المأمون”.

الدراسة

بدأ الجاحظ بتعلم اللغة العربية وآدابها على يد الأصمعي، وأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري، كما درس النحو على يد الأخفش، ومن ثم درس علم الكلام على يد العالم إبراهيم بن سيار بن هانئ الناظم البصري.

وكان الجاحظ يذهب إلى مربد البصرة ليتعلم من الأعراب فصاحة اللغة العربية، كما أنه ناقش أبو يزيد الحنين ابن اسحاق العبادي، وهو من الأطباء الذين ترجموا كتب الطب اليوناني للعربية.

الأعمال

   ألَّف الجاحظ ما يقارب 360 كتابًا في العديد من المجالات المعرفية بالرغم من أنّ عددًا كبيرًا من هذه الكتب ينتمي لفكر المعتزلة وغيرها.. فقد تعلم الجاحظ  علوم الثقافة اليونانية واتصاله بالثقافة الفارسية من خلال قراءاته لابن المقفع

ترك الكثير من الكتب ولكن أشهرها على الإطلاق كتاب “البخلاء”، وهو عبارة عن كتاب أدب وعلم وفُكاهة عن قصص البخل في المجتمع في صدر الدولة العباسية

تعرف عليهم في بيئته في بلدة مرو عاصمة خرسان، وصورهم الجاحظ بطريقة واقعية وفكاهية بعدة عن الكراهية.

ومن كتبه الشهيرة أيضًا كتاب “الحيوان” وكتاب “البيان والتبيان”، وهو كتاب في علم الأدب، وكتاب “المحاسن والأضداد”  الذي جمع  فيه إيجابيات الأشياء وعيوبها.

كما أنتج الجاحظ كتبًا في السياسة والتاريخ والأخلاق وعلم الأحياء، فقد كان واسع الاطلاع والمعرفة واستوعب العديد من الثقافات التي قرأ عنها كالفارسية واليونانية وحفظ للشعراء والحكماء اليونان والفرس.

وقد تميز أسلوب الجاحظ بأنه أسلوب يعتمد على الاستطراد لكن دون ملل، إضافة للسهولة ووضوح المعاني، لقد عبّر من خلال أسلوبه عن إيمانه العميق في سلطة العقل، واعتمد الأسلوب السردي المتداخل كالقصص المتداخلة.

الحياة الشخصية

اختلف المؤرخون على أصل وعرق الجاحظ فبعضهم قال: إنّه عربيّ تعود أصوله لقبيلة بني كنانة، وبعضهم الآخر قال: إنّه من العرق الزنجيّ

حتّى وُرِدَ على لسانه: “إني رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفاعة، وهم بعد جنس وعصبة

  رفضَ الجاحظ أن لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم مكانة أعلى بين الناس فلا يحقّ لأي شخص أن ينتقدهم أو يقيّم أعمالهم.

كان يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها ليقرأ كل ما فيها من كتب مؤلفة ومترجمة وذلك رغبةً منه للتعرف على الثقافات المختلفة.

وترجّح المصادر أنه لم يتزوج.

الوفاة

تشير المصادر ومنها كتاب “السير” أنه توفي عن عمر يناهز التسعين عامًا على إثر سقوط كتب مكتبته عليه، مما أدى إلى شلله ومن ثم وفاته التي كانت عام 868 ميلادي.

الأقوال

يقول الجاحظ: “تنخرط الحيوانات في صراع من أجل الوجود، للحصول على الموارد، لتجنب أكلها والتكاثر، تؤثر العوامل البيئية على الكائنات الحية لتطوير خصائص جديدة لضمان البقاء وبالتالي التحول إلى أنواع جديدة، يمكن للحيوانات التي تعيش لتتكاثر أن تنتقل خصائصها الناجحة إلى الأبناء.

إذا فكرت بعمق في أحوال الناس، ستجد أولئك الذين يهتمون أكثر بأخطاء الآخرين هم أنفسهم أكثر عيوبًا”.

المشورة لقاح العقول، ورائد الصواب، والمستشير على طرف النجاح

إني لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً ولا أقرب مجتنى من كتاب.