حقائق سريعة
ولد سيبويه عام 760 م في همدان في غرب إيران
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري وهو الأستاذ الأكبر لسيبويه
قواعد سيبويه في اللغة العربية: وهي أول نص رسمي في قواعد اللغة التحليلية الأولى
مات سيبويه في ريعان شبابه حزناً وقهراً أثناء عودته من بغداد بعد فشله في مناظرته الشهيرة مع الكسائي
سيبويه.. إمام النحاة وأعظم اللغويين
760-796
مات هماً وغماً بعد المناظرة الزنبورية الغير عادلة مع الكسائي
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد سيبويه عام 760 م في همدان في غرب إيران، ثم انتقل للبصرة فبغداد وعاد من ثم إلى شيراز محافظة فارس بإيران.
يعود انتماء عمرو بن قنبر بن عثمان إلى بني الحارث بن كعب بن عمر بن وعلة بن خالد بن مالك بن آدد، وكان يكنّى بأبي البشر، أو أبي الحسن، أو أبي عثمان لكنّه اشتُهر بأبي بشر، كما لُقّب عمرو بن قنبر “بسيبويه” وهي كلمة فارسيّة تتكون من مقطعين “سيب” ومعناها التفاح، و”ويه” ومعناها رائحة، أي رائحة التفاح، ويوجد معنى آخر له وهو “سي” وتعني ثلاثين و”بوي” التي تعني رائحة، فيكون معنى الاسم: ذو الثلاثين رائحة أو الفوّاح الساطع، أما عن سبب تسميته بهذا اللقب, فهناك من قال إنّه أُطلق عليه لأنّ أمه كانت تغنجه به، وهناك من قال لأنّ وجنتيه كانتا كالتفاح، وقيل أيضًا لأنّ رائحته كانت طيبة، ولأنّه كان دائم الشم لرائحة التفاح، وقيل أيضًا إنّه لُقّب بذلك للطفه ودماثته.
الدراسة
تعلم سيبويه اللغات عن مجموعة من أهم اللغويين في ذلك العصر منهم:
حمّاد بن سلم بن دينار البصري هو أول من أخذ عنه العلم، لم يكن في البصرة قرين له في الفضل والدين والنسك والقمع لأهل البدع، وقد رووا له الأئمة الأربعة، كما كان مفتي البصرة، واعتُبر حجة في علم النحو، وهو الذي دفع بسيبويه إلى حذق علم النحو.
الأخفش الأكبر عبد الحميد أبي الخطاب وهو رجل دين تقي وإمام في اللغة، لقي الأعراب ونقل عنهم وعن أبي عمرو بن العلاء، وتفرّد بألفاظ لغوية كان ينقلها عن العرب، فتعلم منه سيبويه اللغة وشيئًا من النحو.
يعقوب بن إسحق بن زيد البصري وهو رجل ذو نفوذ في البصرة، وقد لُقّب بالقارئ لأنّه كان عالماً في القراءة بل وأعلم الناس في زمانه في قراءة اللغة، وله قراءة مشهورة هي إحدى القراءات العشر.
عيسى بن عمر الثقفي البصري حصل على علمه من عبد الله بن أبي إسحق مولى آل الحضرمي الذي قيل عنه إنّه أول من حلل علم النحو وفسر وشرح علم القياس وعلم العلل، وكان له هو وعيسى بن عمرو الفضل في الحفاظ على لغة القرآن الكريم، وكان عيسى معروفاً بألفاظه الغريبة العميقة، ويقال إنّ له كتابين في النحو هما الجامع والإكمال، ويقال أيضاً إنّ له قرابة السبعين مصنفاً ضاعت كلها.
أبو عبد الله بن يونس بن الضبي وكانت له حلقة في البصرة يقصدها طلبة اللغة العربية وفصحاء الأعراب والبادية، نقل عنه سيبويه 200 مرة فكان بذلك ثاني أكثر العلماء نقلاً عنه في كتاب سيبويه، وله من الكتب: كتاب معاني القرآن، وكتاب النوادر الكبير، وكتاب النوادر الصغير، وكتاب الأمثال.
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري وهو الأستاذ الأكبر لسيبويه، كان مع سيبويه ثلاثة آخرين يتتلمذون على يديه، وهم النضر بن شميل، وعلي بن نصر الجهضمي، ومؤرج السدوسي، فكان سيبويه أكثرهم براعة في اللغة، والنحو، والشعر، والحديث، كما كان الخليل يحب سيبويه كثيراً ويوسع له صدره ويرحب ويهلي به أكثر من كلّ تلاميذه.
أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري وهو من رواة الحديث الثقاة، أخذ عنه سيبويه اللغة وروى عنه في كتابه تسع مرات دون أن يصرح باسمه.
هارون بن موسى النحوي هو يهودي من البصرة، كان معلماً في القراءة، وهو أول من شرح علوم القرآن.
أبو عمرو بن العلاء هو قارئ أهل البصرة، تعلم النحو من نصر بن عاصم تلميذ أبي الأسود الدؤلي، وهو شيخ الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب، روى عنه سيبويه لكنّه لم يلقه حيث إنّه مات في الكوفة سنة 154.
عبدالله بن زيد أبي إسحق بن الحارث هو أول من علّل النحو وكان علّامة فيه.
محمد بن الحسن بن أبي سارة لُقّب بالرؤاسي أي صاحب الرأس الكبير، وهو أول من ألّف كتاباً في النحو من أهل الكوفة، وكان معلماً للكسائي والفراء، ومن كتبه كتاب الفيصل وكتاب التصغير.
تلاميذ سيبويه: الاخفش أبو الحسين سعيد بن سعدة، قطرب أبو علي محمد بن المستنير. والناشئ (هو رجل قليل الحظ غير معروف وضع كتباً في النحو لم تصل إلى الناس).
الأعمال
قواعد سيبويه في اللغة العربية: وهي أول نص رسمي في قواعد اللغة التحليلية الأولى، وضعها سيبويه. وكان مع معلمه الفراهيدي، أقرب وأهم من سجلوا النصوص الرسمية للغة العربية، وذلك لرغبة المسلمين غير العرب في التفسير الصحيح للقرآن.
طور سيبويه موضوعه في علم الأصوات، والنطق القياسي للأبجدية وحظر الانحرافات، ولخص مجموعات الحروف في قاموس الفراهيدي، فعبر العديد من اللغويين والعلماء عن تقديرهم لكتاب سيبويه كأكثر قواعد اللغة العربية شمولاً.
مؤلفاته:
من مؤلفاته كتاب ” الكتاب ” وهو كتاب لغوى مكون من عشرة أجزاء، جمعت فيه قواعد الصرف والنحو، وقد تميّز بكثرة المصطلحات النحويّة والصرفيّة التي درجت على ألسنة الناس حتى يومنا هذا، وقسمه سيبويه إلى قسمين كبيرين, جمع في القسم الأول مباحث النحو كلها، وقام بشرحها بالتفصيل الدقيق في الجزء الثاني، ثمّ قسمه إلى أبواب كل باب منها يشرح باستفاضة ناحية من نواحي القواعد، لكنّه لم يضع عناوين واضحة لهذه الأبواب، وقد قيل الكثير عن هذا المؤلف، ويلخص هذه الأقوال ما ذكره الأندلسي: “لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي, فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له”.
مكانة كتاب سيبويه عند الفقهاء وعلماء العقيدة:
قال عنه ابن كثير: “قد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره، واستخرجوا من درره، ولم يبلغوا إلى قعره”، وقال عنه أبو إسحاق: “إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة”.
أما أبو عثمان المازني فقال عنه: “من أراد أن يعمل كتاباً كبيراً في النحو بعد سيبويه فليستح”.
وقال أبو عمر الجرمي، أحد شراح كتاب سيبويه، وهو عالـم جليل متمكن من علم اللغة والنحو: “أنا أفتـي الناس منذ ثلاثين سنةً من كتاب سيبويه”،
ويؤكد الشاطبي أن هذا الكتاب يُتعلم منه النظر والتفتيش، والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم فـي النحو، فقد نبَّه فـي كلامه على مقاصد العرب، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها، ولـم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع، والمفعول منصوب، ونحو ذلك، بل هو يبين في كل باب ما يليق به، حتـى إنه احتوى على علم المعاني والبيان، ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني.
وقال أبو حيان في البحر المحيط في معرض ثنائه على سيبويه: “فجدير لمن تاقت نفسه إلـى علم التفسير، وترقَّت إلى التحرير والتحبير، أن يعتكف على كتاب سيبويه, فهو فـي هذا الفن المعول عليه والمستند في حل المشكلات إليه ويرى الرازي أن “أجل الكتب المصنفة في النحو واللغة كتاب سيبويه، وكتاب العين.
ولكثرة آيات القرآن التي استشهد بـها سيبويه امتنع المازني من إقراء كتاب سيبويه لكافر.
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن “كتاب سيبويه مـما لا يقدر على مثله عامة الخلق، وليس بـمعجز, إذ كان ليس مـختصًّا بالأنبياء، بل هو موجود لغيرهم ويرى أيضاً أن: “نـحو سيبويه لا نظير له… وإن أتى الواحد بـما لا يقدر غيره على نظيره، فليس مختصًّا بالأنبياء، بل معروف أن هذا تعلَّم بعضه من غيره، واستخرج سائره بنظره… فإن ما يقوله الواحد من هؤلاء قد علمه بسماع، أو تجربة أو قياس.
الحياة الشخصية
لم يرد في كتب التاريخ أي شيء يدلّ على أنّه كان لسيبويه زوجة وأولاد، فمن المرجح أنّه لم يتزوج بل وهب نفسه وحياته للعلم والتعليم، ولم يكن له أقارب غير أخٍ واحدٍ كان مقرب له كثيراً.
الوفاة
مات سيبويه في ريعان شبابه حزناً وقهراً أثناء عودته من بغداد بعد فشله في مناظرته الشهيرة مع الكسائي، وهو متوجه إلى بلاد فارس، حيث إنّه لم يرغب بعودته إلى البصرة، فطلب تلميذه أبو الحسن الأخفش فبثّه حزنه وهمه، وما أن وصل بلدته حتى اشتد عليه المرض وفارق الحياة، وهناك من قال إنّه مات في ساوة، وقيل في البصرة وفي شيراز، كما اختلفوا في تاريخ وفاته واجتمع الأغلبية على أنّه توفي سنة 188هـ رحمه الله.
وقد ذكر في قصة المناظرة تلك، أن سيبويه توجه إلى بغداد لمناظرة الكسائي شيخ الكوفيين، زمن خلافة هارون الرشيد ووزارة يحيى البرمكي، فنصحه يحيى ألا يفعل لكنّه أصرّ على ذلك، ثمّ واجه الكسائي وناظره في المسألة المعروفة “بالمسألة الزنبورية“، ويبدو أنّ الكسائي قد أعدّ العدة لإفشاله، ولم يكن إخفاقه إخفاقاً علمياً إنّما هو اختلاف في المذهبين الكوفي والبصري، وكانت مناظرة غير عادلة وبعيدة كلّ البعد عن الحق، ما أدى إلى فشله فيها.
الجوائز والتكريم
اقيمت في مقر منظمة اليونيسكو بالعاصمة الفرنسية باريس ندوة تعريفية بعالم النحو سيبويه، وذلك في ذكرى مرور ١٢٥٠ عاما على ميلاده، حيث تطرقت الندوة الى دوره الرائد ونهجه اللغوي.
عرف المستشرقون قيمة سيبويه جيداً، فكتب عنه المستشرق “Huart” في كتابه الأدب العربي، وعن تلاميذه وأساتذته، أما المستشرق “Silvestre De Sacy”، فقد ترجم بعض فصول كتابه إلى الفرنسية، وطبع المستشرق ديرنابورج سيبويه في مجلدين كبيرين في 1000 صفحة، ثمّ ترجم إلى الألمانية.
الأقوال
“لأطلبنّ علما لا يُنازعني فيه أحد”.
“يؤمل دنيا ليسعى لها فوافى المنية دون الأمل حثيثًا يروي أصول الفسيل فعاش الفسيل ومات الرجل”
“فَأَنِفتُ مِمّا قَد رَأَيتُ وَساءَني وَغَضِبتُ لَو أَنّي أَرى لِيَ مَغضَبا وَلَقَد أَرى حَيّاً هُنالِكَ غَيرَهُم مِمَّن يَحُلّونَ الأَميلَ المُعشِبَ”
حقائق سريعة
ولد سيبويه عام 760 م في همدان في غرب إيران
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري وهو الأستاذ الأكبر لسيبويه
قواعد سيبويه في اللغة العربية: وهي أول نص رسمي في قواعد اللغة التحليلية الأولى
مات سيبويه في ريعان شبابه حزناً وقهراً أثناء عودته من بغداد بعد فشله في مناظرته الشهيرة مع الكسائي
معلومات الأيقونة:
اسم الأيقونة : سيبويهرقم الأيقونة : 2457
الكاتب : فريق أيقونات
اسم الموقع : https://iconaat.com
تاريخ النشر : فبراير 17, 2022
تاريخ آخر تحديث : أبريل 15 , 2022