نصري شمس الدين.. عملاق المسرح الغنائي في لبنان والوطن العربي

1927- 1983 لبناني

ملأ الساحة الغنائية العربية بصوت نادر جعل للأغنية الشعبية اللبنانية نكهة مميزة ولوناً قلّ مثيله

الولادة والنشأة:

ولد الفنان نصر الدين مصطفى شمس الدين المعروف بنصري شمس الدين في 7 حزيران 1927 في  بلدة جون الشوف.  ترعرع وسط  أسرة عريقة من عائلة المشايخ,  كان نصري السادس بين أخوته التسعة, حيث ورث جمال الصوت عن والدته, والتي كان لها الفضل في تنمية موهبته منذ صغره, إذ كانت تستمتع بسماع  نصري  يدندن أغاني كارم محمود، واشترت له عود ليعزف عليه.

بدأ يغني  في مدرسته وبين رفاقه و وبعدها أصبح يغني في أعراس وحفلات الضيعة حتى  لقب “مطرب الضيعة”

الدراسة:

تعلم الفنان نصري شمس الدين في مدرسة جون الابتدائية وبعدها درس في مدرسة المقاصد الإعدادية في صيدا, وأنهى المرحلة الثانوية في سن السابعة عشر.

ثم سافر إلى مصر ومنها إلى بلجيكيا ليدرس الموسيقا في خلال ثلاث سنوات, وليحصل على دبلوم في الموسيقى.

الأعمال:

في العام 1944 عندما  كان الفنان نصري شمس الدين  في السابعة عشرة من عمره, وقبل إتمام دراسته الثانوية، أصبح مدرساً للغة العربية في مدرسة شبعا – قضاء حاصبيّا، ثمّ انتقل للتدريس في مدرسة الجعفرية  في صور عام 1946.  وبعد  ثلاث سنوات من التدريس في صور, قرر نصري التوقف عن التدريس, وقرر السفر إلى مصر في عام 1949, فعمل  في شركة (نحاس فيلم) مع فرقة اسماعيل ياسين، ثمّ سافر بعدها إلى بلجيكا لدراسة الموسيقى.

عاد إلى لبنان بعد إتمام دراسته وحصوله على دبلوم في الموسيقى، ولكنَّ لم يحالفه الحظ  بالعمل في هذا المجال، لضيق مساحة العمل الفني في تلك الفترة, فعمل في مركز البريد في بيروت لفترة.

وشاءت الأقدار أن يقرأ إعلاناً في إحدى الصحف “أنّ إذاعة الشرق الادنى تريد مواهب فنية شابة”, وذلك في عام 1954، فقرر نصري الذهاب والتقدُّم.

كانت لجنة التحكيم مؤلفة من عاصي ومنصور الرحباني، عبد الغني شعبان، حليم الرومي، وغيرهم.

ووقع اختيار اللجنة  ومنهم الاخوين رحباني على نصر الدين, وقرروا ضمّه للفريق الغنائي في الإذاعة، التي سمّيت فيما بعد إذاعة لبنان الرسمية، وأدّى فيها ثلاث  اسكتشات غنائية، هي:

كاسر مزراب العين، حلوة وأوتوموبيل، وبراد الجمعية, وجهلة بو فارس.

بعدها صدرت أغنيته الفردية الأولى التي كانت من ألحان فليمون وهبي بعنوان “بحلفك يا طير بالفرقة”, وبدأ نجمه يلمع في تلك الفترة، وشقّ طريقه إلى النجومية.

وبدءً من العام 1959 انضم الفنان نصري شمس الدين  لمسرح الرحابنة فقدم على مسرح الأرز بين عامي 1959-1960 مسرحية موسم العز, والليل والقنديل عام 1963, وبياع الخواتم سنة 1964, وهالة والملك عام 1967.

أما مهرجانات بعلبك, فكانت لها الحصة الأكبر من أعمال شمس الدين والرحابنة, فقدم عام 1961 مسرحية  البعلبكية, وفي 1962 مسرحية جسر القمر, ودواليب الهوى عام 1965, ومسرحية فخر الدين عام 1966, وجبال الصوان عام  1969وناطورة المفاتيح سنة 1972 وكان آخر مشاركاته في بعلبك بمسرحية قصيدة حب عام 1973 ).

أما على مسرح البيكاديلي في بيروت قدم شمس الدين مسرحيات (الشخص 1969, يعيش يعيش 1970, صح النوم 1971, ناس من ورق 1972, المحطة 1973, لولو 1974, ميس الريم 1975, ومسرحية بيترا عام 1978).

كما شارك شمس الدين في مهرجانات بيت الدين وقدم فيها مسرحياته وادي الغزار عام 1968, وجوار الغيم عام 1969, ومدينة الفرح عام 1970, وأيام الصيف عام 1972.

شارك نصري شمس الدين بطولة عدة أفلام مع فيروز وفنانين آخرين أولها فيلم “لبنان في الليل سنة 1963,  وسنة 1965شارك الفنان نصري شمس الدين في فيلمي “بياع الخواتم، وليالي الشرق “, وفي عام67 19شارك بأفلام “بنت الحارس -السفر برلك.

وكثير ة هي الأعمال المسرحية التي أطل بها على جمهوره الذي عشق صوته وأداءه الفريد الرائع, حيث اعتاد جمهور المسرح رؤية الفنان نصري شمس الدين على المسرح مرتدياً الشروال ومعتمراً الطربوش، فتجسدت روحه بالأغنية الفلكلورية والشعبية بالشكل والمضمون.

كان للفنان نصري شمس الدين مع فيروز والرحابة مشاركة سنوية بمهرجان معرض  دمشق الدولي, ومازال صدى صوته يتردد في مسارح دمشق مع كل موسم لمعرض دمشق الدولي, عرفاناً بفضله وتقديراً لفنه الراقي الأصيل.

كما أحيا حفلات في مصر – الاردن-تونس- المغرب..

تعامل الفنان نصري  شمس الدين مع كبار الملحنين في لبنان من الرحابنة إلى حليم الرومي، وفليمون وهبي، وزكي ناصيف وعفيف رضوان وغيرهم

الحياة الشخصية:

تزوج الفنان ننصري شمس الدين عام 1956 من يسرى الداعوق، وأنجبا ستّة أبناء هم: مصطفى وألماسة (توأم)، ميّ، ماهر، وريما ولين (توأم).

الوفاة:

توفي عملاق المسرح الغنائي اللبناني والوطن العربي نصري شمس الدين  في 18 مارس من العام 1983 على المسرح نادي الشرق في سوريا نتيجة نزيف دماغي حاد بينما كان يؤدي وصلة غنائية، ما أدى إلى وفاته في عزّ عطائه عن 56 عاماً ووري بعدها الثرى في بلدته جون (الشوف).

الجوائز والتكرم:

حصل الفنان نصري شمس الدين خلال حياته الفنية التي امتدت ما يقارب 32 عاماً على عدّة ميداليات وأوسمة، منها:

*وسام من جمعية المؤلفين والموسيقيين الفرنسية برتبة فارس

*وسام الاستحقاق اللبناني

*ميدالية ذهبية من دولة الكويت

*ميدالية ذهبية من دولة ليبيا

*مفتاح مدينة العرب

*وسام العيد الوطني البلجيكي.

 الأقوال:

“الأغنية الشعبية هي الرائجة اليوم بسبب قصر مدتها ”

“كنت أحب أن تنجح المسرحية قبل أن أنجح أنا ”

“أفخر جداً بالتعاون بتعاون مع الأخوين رحباني فقد استطاعا أن يفهماني أكثر من غيرهم “