حقائق سريعة
- لقب الفريق الشاذلي بعدة ألقاب من قبل العرب والأجانب ومنها: دايان مصر، نسبة لموشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي في حرب 1967 / 1973. ورومل العرب، نسبة للقائد العسكري الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية إرفين رومل. ومهندس حرب أكتوبر.
- في الذكرى الأولى لوفاة الفريق الشاذلي صدر كتاب عن قصة حياته للمؤلف مصطفى عبيد : “الفريق الشاذلي العسكري الأبيض وصاحب التوجيه رقم ( 41 ) مفتاح نصر حرب أكتوبر 1973”
- ظهر الشاذلي في بعض القنوات الفضائية كمحلل عسكر ي، وكان يتمتع بسلاسة وفكر متقد أثناء شرحه العسكري
الشاذلي.. ثعلب أكتوبر من البداية للنهاية ومخطط اقتحام خط بارليف الإسرائيلي (الذي لا يقهر)
1922- 2011- مصري
أول وآخر قائد مصري يجمع بين قيادة القوات الثلاث الخاصة والصاعقة والمظلات
جدول المحتويات
الولادة والنشأة :
الشاذلي, ولد سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي في ١أبريل عام ١٩٢٢في قرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل، وهو من أسرة فوق المتوسطة، والده كان من الأعيان وأمه السيدة نفيسة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه, وسُمّى على اسم الزعيم سعد زغلول, مما يعكس التوجه الوطني العروبي عند العائلة.
الدراسة :
درس سعد الدين الشاذلي المرحلة الابتدائية في مدرسة بسيون, وبعد إكماله الابتدائية انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ ١١عام فأكمل المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة ثم التحق بكلية الزراعة ودرس بها عام واحد فقط ، ليترك كلية الزراعة ويلتحق بالكلية الحربية في فبراير ١٩٣٩, وكان أصغر طالب في دفعته وقد تخرّج من الكلية الحربية في يوليو ١٩٤٠برتبة ملازم في سلاح المشاة.
الأعمال:
انتدبَ عام ١٩٤٣للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم.
كما شارك في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فلسطين عام ١٩٤٨.
أسسَ أول فرقة سلاح مظلات في مصر بين (١٩٥4-١٩٥9).
كما كان قائد الكتيبة ٧٥مظلات خلال العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦.
وفي الكونغو كان قائد أول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية ) كجزء من قوات الأمم المتحدة (١٩٦٠-١٩٦١)
شارك في حرب اليمن كقائد لواء اول مشاة (١٩٦٥-١٩٦٦)، كما كان في عام 1967-1968) قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة).
وبين عام ١٩٧٠-١٩٧١شغل منصب قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية.
كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية من (١٩٧١-١٩٧٣) كما شغل منصب أمين عام مساعد في جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية ،كما كان سفيراً لمصر في بريطانيا من عام ١٩٧٤-١٩٧٥) وسفير لمصر في البرتغال من عام ١٩٧٥-١٩٧٨
علاقته بالضباط الأحرار:
بدأت علاقته بجمال عبد الناصر حين كان يسكن في نفس العمارة التي يسكنها جمال عبد الناصر بالعباسية قبل ثورة 23 يوليو.
وكانت بينهم علاقات أسرية، وبالإضافة كونهم ضباط مدرسين في مدرسة الشؤون الإدارية وكانا يلتقيان بشكل يومي، وقد فاتحه جمال عبد الناصر عن الضباط الأحرار في 1951، ورحب الشاذلي بالفكرة وانضم إليهم ولكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة في كلية أركان الحرب.
سلاح المظلات :
سافر الشاذلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ببعثة تدريبية عام ١٩٥٣ في سلاح المظلات, وكان وقتها برتبة رائد، وكان تدريبه مع فرقة رينجرز وهي مدرسة المشاة الأميركية .
وفي عام ١٩٥٤أثناء الاحتفال بعيد الثورة اقترح الشاذلي على اللواء نجيب غنيم أظهار سلاح المظلات بشكل مختلف عن بقية وحدات القوات المسلحة.
الشاذلي في الكونغو:
أرسل جمال عبد الناصر أيام الوحدة مع سورية عام ١٩٦٠ كتيبة مظلات بقيادة العقيد الشاذلي, كجزء من قوات الأمم المتحدة إلى الكونغو، بطلب من رئيس الوزراء لومومبا وبالتنسيق مع داغ همرشولد أمين عام الأمم المتحدة، لحفظ الأمن والقانون وبهدف منع بلجيكا من العودة إلى احتلال بلاده التي استقلت في 30 يونيو 1960.
كانت الكتيبة العربية مكونة من 5 سرايا (4 سرايا من مصر وسرية من سوريا) والتي أصبح اسمها الكتيبة العربية في الكونغو وتمركزت الكتيبة في أقصي الشمال على بعد أكثر من 1200 كيلو من العاصمة. وكانت أول قوة عربية ترسل للقيام بمهام خارجية تحت قيادة الأمم المتحدة.
تطورت الأحداث وقاد رئيس هيئة الأركان الجنرال موبوتو سيسيسيكو انقلاباً عسكرياً سيطر به على البلاد، وتمكن لومومبا من الهرب إلا أنه اعتقل وقتل في يناير 1961.
حينئذ أرسل جمال عبد الناصر لجنة عسكرية برئاسة العميد أحمد إسماعيل علي إلى الكونغو لدراسة ما يمكن لمصر أن تقدمه للنهوض بالجيش الكونغولي، ولكن الوضع قد تغير فالحكومة الجديدة كانت تناصب العداء لجمال عبد الناصر وتطالب بإعادة القوات العربية. في تلك الفترة وقع الخلاف بين العقيد الشاذلي والعميد أحمد إسماعيل علي .
بعد مقتل لومومبا أحس الشاذلي بالخطر وقرر بشكل منفرد تسريب جنوده من مواقعهم، كما أمن تهريب أبناء لومومبا إلى مصر قبل انسحاب الكتيبة المصرية.
أثناء النكسة عام 1967:
في صباح ٥ يونيو اجتاحت القوات الإسرائيلية سيناء, واتّخذت القوات العامة المصرية قراراً بالانسحاب, بعد ضرب سلاح الجو المصري وتدميره على الأرض من قبل الإسرائيليين, وهذا القرار أدى إلى أرباك القوات المصرية, كما انقطعت الاتصالات بين القوات المتواجدة في سيناء وبين القيادة العامة المصرية في القاهرة, ما سبب حدوث الفوضى بين القوات المنسحبة التي تم قصفها بواسطة الطيران الإسرائيلي, وفي ذلك الأثناء انقطع الاتصال بين الشاذلي وقيادة الجيش في سيناء, وقد أظهر الشاذلي الذي كان يقود مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة مجموعة عدد أفرادها ١٥٠٠ضابطاً تميزاً نادراً وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة.
واتخذ قراراً جريئاً وخصوصاً بعد أن شاهد الطيران الإسرائيلي يسيطر تماماً على سماء سيناء, حيث عبر بقواته شرقًا وتخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو واتجه شرقاً فيما كانت القوات المصرية تتجه غرباً للضفة الغربية للقناة، وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات شرقاً داخل صحراء النقب, من خلال شريط ضيق بعيد عن مسار الطيران الإسرائيلي، وبقي الشاذلي في النقب يومي 6 و7 يونيو، واتخذ موقعاً بين جبلين لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي، إلى أن تمكن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورًا.
استجاب الشاذلي لأوامر القيادة وقام بعملية مناورة عسكرية رائعة، حيث قام بعملية الانسحاب ليلاً وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، ورغم هذه الظروف لم ينفرط عقد قواته، كما حدث مع وحدات أخرى، لكنه ظل مسيطرًا عليها بمنتهى الكفاءة.
استطاع الشاذلي بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالى 200 كم) في عملية انسحاب عالية الدقة، باعتبار أن الشاذلي كان يسير في أرض يسيطر العدو تماماُ عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، إلى أن وصل الضفة الغربية للقناة، وقد نجح في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالماً، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. وكان بذلك آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء قبل أن تتم عملية نسف الجسور المقامة بين ضفتي القناة.
بعد عودة الشاذلي إلى غرب القناة، اكتسحت سمعة صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات في الفترة (1967 – 1969) ، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها الجمع بين القوات الثلاث
قائد منطقة البحر الاحمر :
أثناء حرب الاستنزاف، كانت إسرائيل تقوم بغارات سريعة على منطقة البحر الأحمر, وتقوم بعمليات اختطاف يومية للمدنيين وتدمير المنشآت على سواحل البحر الأحمر والتي وصلت ذروتها في حادثة الزعفرانة في 9 سبتمبر 1969.
رأى الرئيس جمال عبد الناصر أن اللواء الشاذلي أنسب شخص يمكنه وقف اختراقات إسرائيل لمنطقة البحر الأحمر وتأمين المنطقة, فقام بتعيينه قائداً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في 1970، وقد تمكن اللواء الشاذلي من وقف عمليات الاختطاف اليومية التي كانت تتم ضد مدنيين وموظفين الذين كانوا يؤخذون كأسرى من جانب القوات الإسرائيلية في تلك الفترة، واستطاع وقف الهجمات الإسرائيلية.
حادثة شدوان :
في 22 يناير 1970، قامت إسرائيل بالهجوم على جزيرة شدوان الواقعة في البحر الأحمر بالقرب من مدخل خليج السويس وقامت القوات الإسرائيلية بقصف الجزيرة جواً, فأمر اللواء الشاذلي بمهاجمة الجزيرة بمعاونة عدد من الصيادين من أبناء المحافظة، ما أثمر في نقل الجنود والمعدات وسط الظلام إلى جزيرة شدوان للقيام بالهجوم على القوات الإسرائيلية واستمرت المعارك في الجزيرة 36 ساعة متواصلة، فشلت القوات الإسرائيلية بالنتيجة في احتلال الجزيرة وتم تحريرها من أيدي قوات العدو الإسرائيلي.
رئيس أركان الحرب القوات المسلحة:
بعد إطاحة الرئيس أنور السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سماه بثورة التصحيح عين الشاذلي رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في 16 مايو 1971، باعتبار أنه لم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.
ولكفاءته وقدرته العسكرية ولخلفيته الغنية التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية إلي جانب تاريخه العسكري.
خطة المآذن_ حرب أكتوبر/تشرين الأول:
هذه الخطة التي وضعها الشاذلي للهجوم على القوات الإسرائيلية وفي ٦أكتوبر عام ١٩٧٣ حيث شن الجيشان المصري السوري هجوماً كاسحًا على القوات الإسرائيلية، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة عدم صدور أي أوامر من القيادة العامة لأي وحدة فرعية. لأن القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة وقد حققت القوات المصرية نجاحاً حاسماً في معركة القناة، وعبرت أصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة، وهو رقم قياسي لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية.
وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة، بلغت 5 طائرات و20 دبابة و280 شهيداً، ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3% من الرجال، أما العدو ففقد 30 طائرة و300 دبابة وعدة آلاف من القتلى، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف التي كان يتغنى بها الإسرائيليون.
العمل في السلك الدبلوماسي:
بعد انتهاء حرب أكتوبر أصدر السادات أمراً بتعيين الشاذلي سفيراً لمصر في لندن وأنهاء خدمته كرئيس لهيئة أركان القوات المسلحة.
رفض الشاذلي قرار تعيينه سفيراً وفضل البقاء في منزله فأرسل إليه الرئيس السادات محمد حسني مبارك لإقناعه بالعرض فرفض أولاً ثم أقنعه السادات بالسفر إلى لندن بعد مقابلته للفريق الشاذلي في يناير 1974 بأسوان بحجة أنه ستتم عملية إعادة تنظيم للقوات المسلحة بأسلحة غربية وأنه سيكون بالقرب من ألمانيا ويستطيع إنجاز صفقات الأسلحة السرية التي ستجلبها مصر من هناك بعد أن تغير المصدر السوفيتي، وبحجة أيضا أنه الأكثر دراية بهذه الأسلحة، وأنه سيكون المشرف على هذه الصفقات، وهذا ما دفع الشاذلي للموافقة، وغادر إلى لندن في 13 مايو 1974 وبعد قيامة بالاتصال بالسفير الألماني في لندن اكتشف الشاذلي أنه لا توجد صفقات أسلحة.
انتقاده لاتفاقية كامب ديفيد:
انتقد الفريق الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد التي وقعها الرئيس أنور السادات عام 1978، وعارضها علانية وهاجم الرئيس أنور السادات واتهمه بالديكتاتورية واتخذ القرار بترك منصبه سفيراً لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.
عرض عليه العديد من الرؤساء والملوك الإقامة عندهم، لكنه اختار الجزائر، وبرر اختياره أنها دولة تقوم على مبدأ الحكم الجماعي وليس الحكم الفردي.
خلافه مع السادات :
في عام 1978 أصدر الرئيس أنور السادات مذكراته البحث عن الذات واتهم فيها الفريق الشاذلي بالتخاذل وحمله مسؤولية التسبب بالثغرة ( الدفر سوار) ووصفه بأنه عاد منهاراً من الجبهة يوم 19 أكتوبر وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق، هذا ما دفع بالفريق الشاذلي للرد على الرئيس أنور السادات بنشر مذكراته (حرب أكتوبر)
وفي كتابه اتهم الفريق الشاذلي السادات باتخاذ قرارات خاطئة على الرغم من جميع النصائح التي قدمها المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر في الخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة مما أدى إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ, وحصار الجيش الثالث لمدة زادت عن الثلاثة أشهر حيث كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
كما اتهم الشاذلي في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى.
وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس أنور السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابياً في عهد محمد حسني مبارك عام 1983 بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية.
أمر الرئيس أنور السادات بالتخلص من جميع الصور التي يظهر فيها الفريق الشاذلي إلى جواره داخل غرفة العمليات، واستبدالها بصور يظهر فيها اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في ذلك الوقت، في محاولة منه بمحو أي دليل يشير إلى دور الفريق الشاذلي في معركة العبور.
عودته لمصر ودخوله السجن :
في مساء 14 مارس 1992، عاد الفريق الشاذلي إلى مصر بعد أن قضى 14 سنة منفياً في الجزائر منها سنتان في عهد الرئيس أنور السادات، و12 سنة في عهد الرئيس حسني مبارك، قبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي التابع للجيش الثالث الميداني لأن الأحكام العسكرية ليس بها استئناف ولا نقض ولا تسقط بالتقادم.
وقد وجهت للفريق للشاذلي تهمتان: الأولى, هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف الفريق الشاذلي بارتكابها.
أما التهمة الثانية : فهي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية. وطالب الفريق الشاذلي أن تتم إعادة محاكمته وبشكل علني إلا أن طلبه قد رفض .
تم الإفراج عن الفريق الشاذلي في بداية أكتوبر 1993عن طريق عفو عام، وبعد خروجه عاش منعزلاً بعيدًا عن الناس.
وعاد لقريته وخصص أرضاً كوقف للإنفاق على مسجد، وعاش كخبير استراتيجي يكتب ويحلل كل ما يدور على الساحة.
مؤلفاته :
كتب الفريق الشاذلي 4 كتب متنوعة لم ينشر في مصر منها سوى كتاب واحد هو:
- حرب أكتوبر
أما باقي الكتب فقد صدرت جميعاً في الجزائر.
- الخيار العسكري العربي (1983).
- الحرب الصليبية الثامنة (في جزئين).
- أربع سنوات في السلك الدبلوماسي.
وقام بعمل كتيب تم توزيعه على الجنود والضباط خلال الحرب لرفع الروح المعنوية والقتالية وهو
- كتيب عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر
الحياة الشخصية:
تزوج الشاذلي في 13 ديسمبر 1943 من زينات محمد متولي السحيمى ابنة محمد متولي باشا السحيمي مدير الكلية الحربية في ثلاثينات القرن الماضي وأنجب 3 بنات هنّ: شهدان وناهد وسامية.
الوفاة :
تُوفي الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي يوم الخميس في 10 فبراير / شباط 2011 م، بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وقد جاءت وفاته في خضم ثورة 2011 في مصر، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، قام ثوار ميدان التحرير بأداء صلاة الغائب على روحه، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة حضرة آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة بعد صلاة الجمعة. وقد تقدم المشيعين الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس إبان حرب أكتوبر.
وكانت جنازته في نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية.
الجوائز والتكريم:
ظل الفريق الشاذلي منسياً لمدة 19 سنة بعد الإفراج عنه ولم يتم دعوته إلى أي نوع من الاحتفالات الخاصة بحرب أكتوبر لحين وفاته في خضم ثورة 25 يناير 2011.
- بعد ثورة 25 يناير أعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نجمة سيناء لأسرة الفريق الشاذلي عام 2011 بعد تنحي الرئيس محمد حسني مبارك بأسبوعين.
- في 3 أكتوبر 2012 منحه الرئيس محمد مرسي قلادة النيل العظمى لدوره الكبير في حرب أكتوبر.
- سمي الطريق الكبير الرابط بين طريق القاهرة / الإسماعيلية الصحراوي بالطريق الدائري باسم محور الفريق سعد الشاذلي.
- تم تسميه اسم الفريق الشاذلي على إحدى الميادين بالغردقة (لدوره الكبير في صد اختراقات إسرائيل في منطقة البحر الأحمر).
- اطلق اسم الفريق الشاذلي على إحدى دفعات الكلية الحربية والتي تضم الدفعات 109 حربية و67 بحرية و82 جوية و54 فنية عسكرية و44 دفاع جوي ومعهد فني وطلبة من عدد من البلاد العربية منها السودان والبحرين، بلغ عدد طلبة تلك الدفعة نحو 2400 طالب.
- تم افتتاح مدرسة جديدة باسم الفريق سعد الدين الشاذلي للتعليم الأساسي في الإسكندرية.
الأقوال:
شهادة المشير الجسمي بالشاذلي:
- «لقد عاصرت الفريق الشاذلي خلال الحرب، وقام بزيارة الجبهة أكثر من مرة، وكان بين القوات في سيناء في بعض هذه الزيارات. وأقرر أنه عندما عاد من الجبهة يوم 20 أكتوبر لم يكن منهاراً، كما وصفه الرئيس السادات في مذكراته (البحث عن الذات صفحة 348) بعد الحرب. لا أقول ذلك دفاعاً عن الفريق الشاذلي لهدف أو مصلحة، ولا مضاداً للرئيس السادات لهدف أو مصلحة، ولكنها الحقيقة أقولها للتاريخ.»
قال عنه الجنرال موشيه ديان (وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق):
- «المصريون كانوا يملكون قائد عظيم يعرف باسم الشاذلي كان قائداً للهيئة العامة لإركان حرب القوات المصرية إنه حقاً من أذكي القادة العسكريين أنني أقولها للتاريخ فقط و ليس لمصلحه فهو من أشجع الضباط المصريين.»
الجنرال أرييل شارون (قائد فرقه ضباط احتياط أثناء حرب أكتوبر 1973:
- «إن الشاذلي من أذكي الضباط المصريين عسكرياً إنه محترف بكل المقاييس يجب علي إن أعترف بذلك.»
حقائق سريعة
- لقب الفريق الشاذلي بعدة ألقاب من قبل العرب والأجانب ومنها: دايان مصر، نسبة لموشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي في حرب 1967 / 1973. ورومل العرب، نسبة للقائد العسكري الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية إرفين رومل. ومهندس حرب أكتوبر.
- في الذكرى الأولى لوفاة الفريق الشاذلي صدر كتاب عن قصة حياته للمؤلف مصطفى عبيد : “الفريق الشاذلي العسكري الأبيض وصاحب التوجيه رقم ( 41 ) مفتاح نصر حرب أكتوبر 1973”
- ظهر الشاذلي في بعض القنوات الفضائية كمحلل عسكر ي، وكان يتمتع بسلاسة وفكر متقد أثناء شرحه العسكري