جون دالتون.. أبو الكيمياء الحديثة ومكتشف النظرية الذرية

1766- 1844/ بريطاني

 كرس حياته للأبحاث العلمية، أحيا فكرة ديمقريطس التي تتمحور حول انقسام المادة وما تتخذه من بنية مجهرية

الولادة والنشأة :

ولد جون دالتون في 6 سبتمبر عام 1766 في قرية صغيرة في انكلترا تدعى ايكزفليد كمبرلاند، نشأ دالتون وترعرع  في أسرة فقيرة متواضعة، والده كان يعمل حائكاً للملابس، توفي له أخوان بسبب البرد والجوع.

الدراسة :

أحب جون دالتون العلم والمدرسة منذ صغر وأبدى رغبته في طلب العلم والالتحاق بالمدرسة، لكن أوضاع أسرته المادية حالت دون ذلك، لكن فيما بعد تمكن من الألتحاق بمدرسة القرية، ولفت الأنظار إليه بذكائه بتفوقه وخصوصاً في مادة الرياضيات.

وتنوعت اهتمامات دالتون العلمية فدرس اللغات اليونانية، واللاتينية ،و الفرنسية، أيضاً درس الرياضيات وبرع فيها بذكائه وحظي بتقدير معلميه وزملائه .

وفي عام 1832م حصل  دالتون على درجة الدكتوراه في العلوم من جامعة أكسفورد، كما حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعةِ إدنبرة عام 1834م، وكرس بقية حياته للتدريس في الجامعات.

تتلمذ جون على يد مجموعة من المعلمين الملهمين في مختلف المجالات، أبرزهم:

ليهو روبنسون: الذي علمه استخدام أدوات الرصد الجوية، وطريقة القياس، و تدوين سجلات الطقس اليومية.

جون جوف: وهو عالم الرياضيات والكلاسيكية في كيندال الذي علمه أصول الرياضيات.

الأعمال:

عندما كان في سن الثانية عشر فقط، مارس جون دالتون مهنة التدريس، لكنه ترك هذه المهنة في سن الرابعة عشر وعمل كمزارع مدة سنة، لاحقاً عاد من جديد للتدريس وتولى منصب مساعد المدير في إحدى المدارس المحلية

بعد أربع سنوات من عمله كمساعد، تمكن دالتون من شغل منصب مدير المدرسة نفسها، وبقي يزاول هذه المهنة حتى عام 1793 حيث تولى تدريس مادتي الفلسفة والرياضيات في الكلية الجديدة في مدينة مانشستر.

كما تم تعيينه في مهنة مرصد أو راصدٍ جويّ وتولى مهمة وضع الجداول التي تقدم المعطيات اليومية حول نسبة الضغط الجوي في المنطقة، وكمية الأمطار المتوقعة، والرطوبة، والرياح، واحتفظ  بسجلات الطقس اليومية الدقيقة.

وفي عام 1803 أقترح جون دالتون النظرية الذرية للمادة، وبذلك يعتبر دالتون أبا للكيمياء الحديثة، وتعتمد نظريته على قوانين بقاء الكتلة والنسب الثابتة والتي اشتقت من العديد من الاستنتاجات المباشرة.

ومحتوى النظرية هو أن المادة تتكون من العديد من الجسيمات غير القابلة للتجزئة تسمى الذرات كما  أن جميع ذرات العنصر لها نفس الخواص (الحجم – الشكل – الكتلة) والتي تختلف باختلاف العناصر. أيضاً التفاعل الكيميائي يحدث عند تبديل وضعية الذرات وتحويلها من منظومة لأخرى.

وتستند نظرية دالتون الذرية على خمس نقاط هي :

• العناصر مصنوعة من جسيمات متناهية الصغر، تسمى ذرات.
• ذرات عنصر ما تتطابق في الحجم والكتلة والخصائص الأخرى؛ و ذرات العناصر الأخرى تختلف في الحجم والكتلة والخصائص الأخرى.
• الذرات لا يمكن تقسيمها، خلقها أو تدميرها.
• ذرات العناصر المختلفة تجتمع في نسب أعاد صحيحة ليشكلوا مركبات كيميائية.
• في التفاعلات الكيميائية، تجتمع الذرات وتنفصل ويتغير ترتيبها.

كذلك قام دالتون بوضع فكرة الأوزان الذرية النسبية للعناصر الكيميائية، وعندما ألقى أول محاضرة في هذا المجال أدهش العلماء وفتح أذهانهم حول الكثير من الأمور ، فهو وضع المبدأ  إلا أنه وجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى حقيقة الأمر، ورغم أن أبحاثه كان فيها خطأ، إلا أن المبدأ الذي عمل على أساسه كان سليماً.

كما قام جون دالتون بإجراء بعض التعديلات على نظرية ديمقريطس  المتعلقة بانقسام المادة وبنيتها المجهرية الذرية، ومن خلال هذه النظرية توصل إلى أن ذرات النوع الكيميائي الواحد تكون متماثلة فيما بينها ولها نفس الكتلة، بينما ذرات الأنواع المختلفة تكون بدورها مختلفة كما اعتبر أن الذرة متعادلة كهربائياً.

بالإضافة لذلك يعتبر جون دالتون من أوائل العلماء الذين توصلوا إلى فكرة التحليل الإدراكي للنور،فمن خلاله لاحظ أن هناك اختلافاً واضحاً في تحديد لونٍ ما لمادةٍ مُختلفة، وقد استطاع أن يثبت أنّ هناك ما يعرف بظاهرة العمى اللوني الذي توصل إليه من خلال ملاحظته لاختلاف لون زهرةٍ ما عندما يتم تعريضها للضوء.

كما أعاد دالتون إكتشاف نظرية خلية هادلي في الدوران الجوي الذي كان يعتقد أن الهواء يتكون من حوالي 80٪ من النيتروجين و 20٪ من الأكسجين، على عكس معظم نظرائه، الذين اعتقدوا أن الهواء هو مركب خاص به.

وفي عام 1810، طلب السير همفري ديفي شخصياً من جون دالتون التقدم إلى الجمعية الملكية، إلا أن دالتون رفض ذلك، وفي عام 1822، تم ترشيحه دون علمه وانضم إليها.

ومع حلول عام 1817  التحق جون دالتون بجمعية مانشستر الفلسفية والأدبية وتولى منصب رئيس الجمعية .

الحياة الشخصية :

كرس جون دالتون حياته  للعلم والأبحاث العلمية و لم يتزوج.  وكان لديه عدد قليل من الأصدقاء المقربين، الذين يعيشون بشكل عام حياة هادئة ومتواضعة.

الوفاة:

توفي جون دالتون في 27 /7 / 1844، في مدينة مانشستر في إنجلترا عن عمرٍ ناهز 78 عامًا، تاركاً خلفه كنوزاً علمية، ونظريات خالدة استفادت منها الكيمياء الحديثة والعلماء من بعده.

وكان دالتون قد عانى سلسلة من السكتات الدماغية منذ عام 1837، ورغم ذلك تابع  العمل حتى يوم وفاته.

الأقوال :

يقول جون دالتون:

• “إنها الفكرة الصحيحة، ولكن ليس الوقت المناسب”.
• “هذه الورقة ستكون مثيرة للاهتمام بلا شك من قبل أولئك الذين يهتمون بها”.
• “قضيت عدّة سنوات وبشكل يومي بذلك الانضباط الذي تحتاج إليه إن كنت تريد أن تكتب بشكل احترافي، ومن ثم عدة سنوات أخرى كانت أكثر قيمة، قضيتها بدراسة الكتابة الأدبية في جامعة أيوا”.
• “رموز برزيليوس مرعبة. قد يتعلم طالب الكيمياء الصغير اللغة العبرية بمجرد أن يجعل نفسه على دراية بها، يبدو لي بنفس القدر أنه يحير أتباع العلم، ويثبط عزائم المتعلم، وكذلك لإخفاء جمال وبساطة النظرية الذرية”.

قال عنه المؤرخ جونس:

• ” أصبح دالتون رمزاً لمانشستر، وأنه ربما العالم الوحيد الذي حصل على تمثال له في حياته”.

الجوائز والتكريمات :

• حصل على وساماً ذهبياً من قبل الحكومة الإنكليزية.
• حصل على القلادة الملكية.
• حصل على جائزة الزمالة في كل من الجمعية الملكية والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.

المصادر:

• https://eferrit.com
• https://mawdoo3.
• https://mufakeroon.com
• https://m.marefa.org
• https://e3arabi-com
• https://www.ibelieveinsci.com