محمد عبد الوهاب.. موسيقار الأجيال

1904-1991 مصري

قدم للموسيقا العربية أجمل الأغاني وأهم الألحان

الولادة والنشأة:

ولد محمد عبد الوهاب في 10 آذار عام 1904م في أحد أحياء القاهرة الشعبيّة المسمى باب الشعريّة. ظهرت موهبة الطفل محمد عبد الوهاب مبكراً حيث كان يحفظ ما ترامى إلى سمعه من الأدوار والأغاني القديمة ويرددها في المدرسة وفي الشارع.

كما كان يتردد على المسارح والفرق لسماع المزيد منها إشباعاً لهوايته.

في عام 1914م بدأ العمل كمطرب وهو في العاشرة من عمره حيث كان يغني بين الفصول فسمعه فوزي الجزائرلي صاحب إحدى الفرق وقرر تقديمه للجمهور رغم صغر سنه، فعلّق إعلاناً على باب المسرح قال فيه الطفل الأعجوبة يغني لسلامة حجازي.

بينما كان محمد عبد الوهاب يغني بين فصول الروايات في فرقة عبد الرحمن رشدي المحامي شاهده أمير الشعراء أحمد شوقي في إحدى الليالي يغني، فأشفق عليه واستنكر أن يغني في هذه السن الصغيرة، واعترض لدى صاحب الفرقة.

انزعج عبد الوهاب بسبب هذا الموقف كثيراً وظلّ يخشى الظهور أمام شوقي، ولم يسمعه شوقي يغني مرة أخرى إلّا بعد عشر سنوات.

تعرّف عبد الوهاب على سيد درويش الّذي أسند إليه دور البطولة الغنائيّة في أوبريت شهرذاد وهو مازال في السابعة عشرة من عمره، فاقترب الوهاب من السيد درويش وتعلّم منه الكثير

الدراسة:

أُلحق محمد عبد الوهاب بكتّاب جامع سيدى الشعراني بناءً على رغبة والده الذي أراده أن يلتحق بالأزهر الشريف ليخلفه بعد ذلك في وظيفته, وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالطرب.
درس العود والموسيقى العربية التقليدية في معهد القاهرة للموسيقى العربية والتأليف الغربي في مدرسة بيرغران.

التحق محمد عبد الوهاب عام 1923م بنادي الموسيقى الشرقي، فالتقى بمحمد القصبجي، حيث تعلم منه العزف على العود وأصول المقامات.

ثمّ درس بعض أصول الموسيقى الغربيّة والتدوين الموسيقي بمعهد جويدين الإيطالي بالقاهرة.

وفي تلك الفترة التقى عبد الوهاب مرةً أخرى بأحمد شوقي وكان لذلك نقطة تحول بالنسبة لعبد الوهاب، فأضاف شوقي أشياء كان من شأنها صقل موهبة عبد الوهاب وتسليحها بالدراسة والثقافة، فقد قرر أن يتبناه فنيّاً واهتم بإكمال تعليمه ليس فقط الشعر واللغة العربية إنما الموسيقى الغربيّة والثقافة العامة.

استمر شوقي في رعاية عبد الوهاب وتقديمه إلى صفوة المجتمع من المثقفين وأصحاب النفوذ كما قدّم له أشعاره وشجعه على تلحينها إلى أن توفي شوقي عام 1932م.

وفي عام 1925م اعترف المجتمع الفني بعبد الوهاب.

ونتيجة لصوته الجميل وقدرته المذهلة على الارتجال على العود، زادت شهرته بسرعة خاصّة في المجتمع العالي.

الأعمال:

سجّل أول أسطوانة من ألحانه وكلمات الشيخ يونس القاضي “فيك عشرة كوتشينة” عام 1927م، وظهر فيها متأثراً بالسيد درويش.
دخل عبد الوهاب عالم السينما بأول فيلم غنائي “الوردة البيضاء”. وأتبع هذا الفيلم بخمسة أفلام أخرى.
التقى عبد الوهاب عام 1946م وأم كلثوم في أول عمل فني مشترك يحمل اسم “أنت عمري”.

لليلى مراد “حيران في دنيا الخيال”، “ياللي غيابك حيرني”، “ياللي سكونك حنان” (وكلها من فيلم الماضي المجهول)، “أروح لمين” (فيلم شاطئ الغرام)، “جواب حبيبي”، “الشهيد”، (وكلاهما من فيلم الحياة الحب)، “أرق النسيم”، “يا قلبي مالك” (وكلاهما من فيلم “يحيا الحب)، إضافة إلى أغاني فيلمي “عنبر”، و”غزل البنات”.

ولحن لفايزة أحمد “حمال الأسية”، “بريئة”، “ست الحبايب” (وهي من أشهر، وأجمل أغانيها)، “تهجرني بحكاية”، “خاف الله”، “تراهني”، “ياغالي عليا”، “بصراحة”، “راجع لي من تاني”، “وقدرت تهجر”.

كما لحن لنجاة الصغيرة “دلوقت أو بعدين”، “أما غريبة”، “آه بحبه”، “شكل تاني”، “القريب منك بعيد”، “ع اليادي”، “آه لو تعرف”، “إلا إنت”، “مرسال الهوى”، “دبنا يا حبايبنا”، “ماذا أقول له”، “متى ستعرف”، “أيظن”، “ساكن قصادي”، “لا تكذبي”، “اسألك الرحيلا”.
لحن لوردة “خد عنيه”، “اسأل دموع عنيه”، “لولا الملامة”، “في يوم وليلة”، “أنده عليك”، “بعمري كله حبيتك”، “لبنان الحب”، “مصر الحبيبة”.
ولصباح عدة أغاني منها “ع الضيعة”، وأغاني فيلم “إغراء”، بين الاهلى والزمالك محتارة والله .
لأسمهان “محلاها عيشة الفلاح”، واشترك معها في غناء “مجنون ليلى”.
لحن لشادية “أحبك”، و”بسبوسة”.
وللسيدة لفيروز “سهار بعد سهار”، “سكن الليل”، “مر بي يا واعدا”.
لحن لوديع الصافي “عندك بحرية يا ريس”.
كما لحن  لطلال مداح “ماذا أقول”، “منك يا هاجر دائي”.
ولعبد الحليم حافظ  أهواك، فاتت جنبنا، نبتدي منين الحكاية، يا قلبي يا خالي، توبة، لست قلبي، قولي حاجة، انا لك على طول، شغلوني، ظلموه، فوق الشوك، كنت فين، ايه ذنبي ايه، يا خلى القلب، يا حبايب بالسلامة، ذكريات، من غير ليه بصوتهما معاً وغيرها..

الحياة الشخصية:

تزوج محمد عبد الوهاب ثلاث مرات. الأولى في بداية مشواره الفني وهي سيدة تكبره بربع قرن يُقال أنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو الوردة البيضاء وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات.

في عام 1944 تزوج محمد عبد الوهاب بزوجته الثانية “إقبال” وأنجبت له خمسة أبناء هم أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، واستمر زواجهم سبعة عشر عاماً وتم الطلاق في عام 1957 كان زواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي.

الوفاة:

تُوفي محمد عبد الوهاب في 4 أيار عام 1991؛ إثر جلطة دماغيّة.

الجوائز والتكريم:

نال عبد الوهاب الكثير من الجوائز وتكرم مرات ومرات ومن أهم هذه الجوائز:
الدكتوراه الفخرية عام 1975م من أكاديمية الفنون.
منحته جمعية المؤلفين والملحنين لقب الفنان العالمي عام 1957م.
الميدالية الذهبية للرواد الأوائل في السينما المصرية.
وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر
وسام الأرز اللبناني
الوشاح الأول ون الرئيس بورقيبة
الوسام الأكبر العماني
وسام الكفاءة المغربي

القلادة الأولى من الأردن
وسام الاستقلال الليبي.
وسام الاستحقاق السوري
الميدالية الذهبية من مهرجان موسكو

الأقوال

العلم لا وطن له، أمّا الفن فله وطن، وكل وطن له فن.
يجب أن يكون تطور موسيقانا من عندنا، من نبضنا، ولا ينبغي أن يكون مستورداً.
الموهبة تخلق الاستمراريّة، ولكن الاستمراريّة لا تخلق الموهبة.
أسعد أوقاتي الّتي أنسى فيها كل شيء حينما أصلي وحينما ألحن.