حقائق سريعة
- عرف زياد بن أبيه بالوعي والثقافة الشديدة، وكذلك حسن الإلقاء والخطابة .
- عمل كاتبًا لدى أبو موسى الأشعري .
- كان زياد فارسًا شجاعًا، سديد الرأي مما جعل الخليفة عمر بن الخطاب يوكل إليه الكثير من المهام في الجيش والإدارة.
- عندما وقع الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بقي زياد في صف علي بن أبي طالب وفشلت كل محاولات معاوية لاستقطابه بالترغيب واللين تارة، وبالوعيد والتهديد تارة أخرى.
معلومات نادرة
- ويذكر أنه ” في أحد المرات قص زياد إحدى معارك المسلمين فأعجب به الناس فقال أبو سفيان لعلي بن أبي طالب: أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟ فقال علي: نعم، قال أبو سفيان: أما أنه ابن عمك، قال وكيف ذلك؟ قال أبو سفيان: أنا قذفته في رحم أمه سمية. قال علي وما يمنعك أن تدعيه؟ فقال: أخشى الجالس على المنبر وكان الجالس هو عمر بن الخطاب”.
زياد بن أبيه.. سياسي وخطيب مفوه وأحد دهاة العرب الأربع
1ه- 53ه /عربي
تميز بالدهاء والحنكة تبوأ العديد من المناصب الإدارية والسياسية، وارتبط اسمه بمعاوية بن أبي سفيان، وساهم في تثبيت أركان الدولة الأموية
جدول المحتويات
الولادة والنشأة:
ولد زياد بن أبيه في الطائف في السنة الهجرية الأولى، أمه هي سمية التي كانت جارية الحارث بن كلدة الطبيب الشهير.
اختلف العرب في نسبه فمنهم من قال أن أبيه هو عبيد الثقفي، ومنهم من قال أن أبيه هو أبو سفيان.
وقد اعترف به معاوية في خلافته أخاً له، وأصبح اسمه زياد بن أبي سفيان.
الأعمال:
أسلم زياد بن أبيه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق ولم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ،وعمل كاتباً لأبي موسى الأشعري.
كان زياد مفرط الذكاء، استعمله عمر بن الخطاب على بعض صدقات البصرة، إلا أنه عزله بعد ذلك، فسأله زياد: “لم عزلتني يا أمير المؤمنين ألعجز أم لخيانة”، فقال عمر: “لم أعزلك لواحدة منهما ولكنِّي كرهت أن أحمل فضل عقلك عن النَّاس”.
عندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة صار زياد بن أبيه من أصحابه، وأشار بعض الصحابة عليه بتولية زياد بن أبيه أمور فارس، لأن البلاد عندما تولى علي الخلافة كانت مفككة ومضطربة، وكانت الفتن تموج بالكثير من الولايات، ومنها بلاد فارس وكرمان التي رفض أهلها دفع الخراج، وشقوا عصا الطاعة، وطردوا سهل بن حنيف، والي الخليفة، من البلاد.
أرسل علي بن أبي طالب زيادًا في بضعة آلاف إلى فارس وكرمان، فتمكن من إخضاعها بالحرب تارة، و بالسياسة و اللين والمداراة تارة أخرى.
وعندما وقع الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بقي زياد في صف علي بن أبي طالب وفشلت كل محاولات معاوية لاستقطابه بالترغيب واللين تارة، وبالوعيد والتهديد تارة أخرى.
بقي زياد على ولائه لعليٍّ حتى توفي، وعندما آلت الأمور لمعاوية بن أبي سفيان بعد تنازل الحسن عن الخلافة، تحصن زياد بقلعة مدينة اصطخر، إلا أن معاوية لم يكن يرغب بقتاله إنما كان يخطط لضمه إليه، لذلك أعطى معاوية الأمان لزياد أن يأتيه، وطلب منه أن يقدم عليه، فوافق زياد وبذلك نجح معاوية في استقطاب زياد وتحالف الإثنان بعد العداوة، واعترف به معاوية أخاً له.
امتلك زياد قدرات إدارية وسياسية وحزم وصرامة، وأراد معاوية الإستفادة من قدرات زياد و حزمه وصرامته في تثبيت دعائم إمبراطوريته الوليدة .
استعمل معاوية أخاه الجديد واليًا على البصرة، ثم ولاه الكوفة أيضاً فكان يمضي ستة أشهر في الكوفة وستة في البصرة، وضمن بذلك بلاد خراسان والبحرين وعمان، فاستقام الأمر لمعاوية في تلك البلاد بفضل مواهب زياد وقدراته في الإدارة والتنظيم وكبح جماح الثورات.
عندما تولى زياد البصرة، كانت تعج بالفتن والاضطرابات،فجمع الناس وخطب فيهم خطبة صارمة تذهب العقول وتروع القلوب، لم يبدأها بحمد الله أو الصلاة على رسوله كما كانت العادة، ولذلك سميت «الخطبة البتراء»، وهي من أشهر الخطب التي لا يزال يتناقلها اللسان العربي حتى الآن بوصفها عنوانًا للبلاغة وحسن البيان، ومما جاء فيها:
«أما بعد: فإن الجهالة الجهلاء والضلالة العمياء والغيّ الموفى بأهله على النار ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم من الأمور العظام ينبت فيه الصغير ولا ينحاش عنها الكبير كأنكم لم تقرؤوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد الله من ثواب الكريم لأهل طاعته والعذاب الأليم لأهل معصيته».
ثم مضى في تهديده قائلًا: “حرام علي الطعام والشراب أسويها بالأرض هدمًا وإحراقًا، أنى رأيت أنَّ هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، وإني لأقسم بالله لآخذن الوالي بالمولى، والقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح منكم في نفسه بالسقيم، حتى يلقى الرجل أخاه فيقول: انج سعدًا فقد هلك سعيد، أو تستقيم قناتكم، وقد أحدثتم إحداثًا وأحدثنا لكل ذنب عقوبة فمن غرق قومًا أغرقناه، ومن أحرق قومًا أحرقناه ومن نقب نقبناً عن قلبه، ومن نبش قبرًا دفناه فيه حيًّا”.
اعتمد زياد في تدبير شؤون المدينة على كبار الصحابة الرجال مثل أنس بن مالك وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة بن جندب، واستعمل على شرطة البصرة عبد الله بن الحصين وأمره بمنع دخول المدينة ليلا.
كما زاد من عدد أفراد الشرطة والجند حتى بلغ عددهم 4000 شرطي و80000 جندي في البصرة. فعم الأمن في البصرة وهدأت الأحوال وزادت عمارة البصرة وازدادت خيراتها وتوافد الناس إليها من كل جانب.
وكذلك جعل على قضاء البصرة عمران بن حصين فاستقال، فولى مكانه عبد الله بن فضالة ثم أخاه عاصم ثم زوارة بن أوفى.
سعى زياد بن أبيه إلى تخفيف الضغوط المالية في البصرة، لذلك استأنف الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى. ونظم الوجود العسكري العربي في خراسان.
وفي عام 667 م، سير جيشًا إلى المنطقة تحت قيادة الحكم بن عمرو الغفاري الذي غزا طوخستان السفلى و غرشستان وعبر نهر جيحون إلى بلاد ما وراء النهر، مما أجبر بيروز على الانسحاب إلى الصين التانگية.
وكذلك قام زياد بن أبيه بإبعاد القتلى من الجنود وإدخال مجندين جدد في سجلات الجيش العراقي مما أدى إلى سحب رواتب العديد من رجال القبائل.
وأرسل 50000 جندي عربي وعائلاتهم من البصرة والكوفة للاستقرار بشكل دائم في واحة ميرف في خراسان.
إضافة إلى براعته الحربية والسياسية والإدارية أيضاً برع زياد في الشعر من قصائده:
هلموا إلى أهناس يا آل هاشم
ويا عصبة المختار نسل الأعاظم
ودونكم ضرب السهام بشدة
وقطع رؤوس ثم فلق جماجم
لننصر دينا للنبي محمد
نبي الهدى المبعوث من آل هاشم
الحياة الشخصية:
تزوج زياد بن أبيه عدة مرات، ومن زوجاته معاذة بنت صخر العقيلية، مرجانة ،ابنة مهاجر بن حاكم بن طالق ،ابنة القعقاع بن معبد بن زرارة الدارمية، لبابة بنت عوف الحرشية ورزق من الأولاد بـ محمد ،عبد الرحمن،عبيد الله ،سلم، عباد، يزيد ،أبو عبيدة ،عثمان ،أم حبيب ،رملة، صخرة .
الوفاة:
توفي زياد بن أبيه في مدينة الكوفة سنة 53 ه بعد إصابته بمرض الطاعون.
الأقوال :
يقول زياد بن أبيه:
- “أيها الناس، قد كانت بين وبينكم إحن، فجعلت ذلك دبر أذني وتحت قدمي، فمن كان محسنا فليزد في إحسانه، ومن كان مسيئا فلينزع عن إساءته. إني لو علمت أنّ أحدكم قد قتله السّل من بغضي لم أكشف له قناعا ولم أهتك له سترا حتى يبدي صفحته لي”.
يقول عنه الشعبي:
- “ما رأيت أحدًا أخطب من زياد”
ويقول قبيصة بن جابر:
“ما رأيت أحدًا أخصب ناديًا، ولا أكرم جليسًا، ولا أشبه سريرة بعلانية من زياد”.
قال عنه عمرو بن العاص:
- “لو كان هذا الغلام قرشيًّا لساق العرب بعصاه”.
ويروي الطبري في موسوعته معددًا قدرات زياد في سياسة البلاد وإخماد الثورات:
- “لما قدم زياد فارس بعث إلى رؤسائها فوعد من نصره ومناه، وخوف قومًا وتوعدهم، وضرب بعضهم ببعض، ودل بعضهم على عورة بعض، وهربت طائفة، وأقامت طائفة فقتل بعضهم بعضًا، وصفت له فارس فلم يلق فيها جمعًا ولا حربًا، وفعل مثل ذلك بكرمان ثم رجع إلى فارس فسار في كورها ومناهم فسكن الناس إلى ذلك فاستقامت له البلاد”.
كان أهل فارس يقولون:
- “ما رأينا سيرة أشبه بسيرة كسرى أنوشروان من سيرة هذا العربي في اللين والمداراة والعلم بما يأتي”.
المصادر:
- https://www-sasapost-com
- https://ar.m.wikiquote.org
- https://xn--igbhe1a7h.com
- https://m.marefa.org
- https://www.almrsal.com
- https://ar.wikipedia.org
زياد بن أبيه.. سياسي وخطيب مفوه وأحد دهاة العرب الأربع
حقائق سريعة
- عرف زياد بن أبيه بالوعي والثقافة الشديدة، وكذلك حسن الإلقاء والخطابة .
- عمل كاتبًا لدى أبو موسى الأشعري .
- كان زياد فارسًا شجاعًا، سديد الرأي مما جعل الخليفة عمر بن الخطاب يوكل إليه الكثير من المهام في الجيش والإدارة.
- عندما وقع الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بقي زياد في صف علي بن أبي طالب وفشلت كل محاولات معاوية لاستقطابه بالترغيب واللين تارة، وبالوعيد والتهديد تارة أخرى.
معلومات نادرة
- ويذكر أنه ” في أحد المرات قص زياد إحدى معارك المسلمين فأعجب به الناس فقال أبو سفيان لعلي بن أبي طالب: أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟ فقال علي: نعم، قال أبو سفيان: أما أنه ابن عمك، قال وكيف ذلك؟ قال أبو سفيان: أنا قذفته في رحم أمه سمية. قال علي وما يمنعك أن تدعيه؟ فقال: أخشى الجالس على المنبر وكان الجالس هو عمر بن الخطاب”.