قسطنطين ترويفتسيف…آخر المستشرقين الروس الكبار

1943- 2023/ روسي

عكف المستعرب اللامع على إعداد دراسات وألف كتباً ذات قيمة تاريخية وبحثية مميزة عن العالم العربي

الولادة والنشأة :

ولد قسطنطين ميخائيلوفيتش ترويفتسيف في 29 تموز/ يوليو عام 1943، بمدينة موسكو، وهو ينحدر من عائلة روسية عريقة.

الدراسة :

تخرج ترويفتسيف من معهد اللغات الشرقية عام 1967.

الأعمال:

على مدى سنوات انخراطه في العمل الأيديولوجي والسياسي، عاش ترويفتسيف قلقاً فكرياً متواصلاً .

يعد من أوائل الأشخاص الذين تركوا صفوف الحزب الشيوعي السوفيتي بعد انفراط عقد الدولة العظمى،وكانت له مساهمة حماسية في مقاومة المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي قادها سدنة الحزب ضد آخر رئيس سوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، وأودت بالنظام ومزقت الدولة الاتحادية، ومكنت لصوص المال العام من الوصول الى سدة الحكم، وخلقت طبقة الأوليغارشية التي تعيث  فساداً بروسيا.

دفعه قلقه الدائم للبحث عن الحق والحقيقة لأن يتحول أيديولوجيا عن النظام الشمولي، وليس البحث عن مكاسب مالية أو منافع خاصة ، لذلك لم يحصل ترويفتسيف على أي حصة ولو صغيرة من خصخصة ممتلكات الدولة السوفيتية على يد حفنة من الأفاقين.

في عام 1957 تعرف ترويفتسيف على فتاة عراقية، خلال مشاركتها مع وفد الشيوعيين العراقيين، في مهرجان موسكو العالمي للشبيبة ووقع في غرامها، حيث سحر بصوتها غنائها الشجي وسمرة وجها الطفولي البصري، وعاش الإثنان قصة حب على مدى أيام المهرجان، سمع خلالها الكثير عن العراق، نخيلا وأنهارا، وبشرا وعادات وتقاليد من تلك ” الرفيقة” الناعمة التي كانت تخفي اسمها الحقيقي عنه، التزاما بأوامر حزب فهد وسلام عادل.

غادرت الفتاة البصرية مهرجان الشبيبة وعادت إلى بلادها، تاركةً لوعة في قلب العاشق الروسي، حبه للفتاة البصرية فجر في داخله حباً وعشقاً غامرين للغة العربية، وأوصله إلى معهد اللغات الشرقية.

أحب ترويفتسيف” الچاي” على الطريقة العراقية، وكان يضحك كثيراً عندما يردد بعض العبارات باللهجتين العربية واليمنية ،  لأنه كان على معرفة واسعة بشعاب البلدين وتلافيف ساسته وثورييه المعقدة و الملطخة بالحديد والعنف والدم.

قابل معظم قادة الحركات الثورية العربية وشخصيات عالمية ونشر مقابلات صحفية مع أبرزهم.

كما عكف على إعداد دراسات وألف كتباً ذات قيمة تاريخية وبحثية مميزة عن العالم العربي.

وعاش سنوات حافلة بأحداث جسام، سلط عليها ضوء معارفه الفلسفية والاجتماعية والسياسية.

كان ترويفتسيف أحد أهم المحلليين الروس، ولذلك تسابقت لطلب رأيه أهم القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة في الوطن العربي والعالم.

الوفاة:

توفي  ترويفتسيف في يناير عام 2023 عن عمر ناهز الـ 79 عاماً .

رحل ترويفتسيف، قبل أن يشاهد سلسلة مقابلات توثيقية سجلتها معه إحدى وكالات الأنباء  عن كواليس علاقة موسكو مع الأحزاب الشيوعية والثورية شرق المتوسط، وكان من المقرر أن يتم عرضها بمناسبة بلوغه العقد الثامن.

الأقوال

قال  ترويفتسيف عن التطور التكنولوجي والتعليمي والثقافي في دولة الإمارات:

• “كل زائر يذهب إلى الإمارات يعرف جيداً هذه المكانة ويرى بعينه التطور التكنولوجي والتعليمي المتسارع”.
• “نحن نلتقي بالباحثين من الإمارات وهناك العديد من مشاريع التعاون وأيضاً إمكانات وخطط لتطوير العلاقات مع المراكز البحثية هناك، خصوصاً وأن الإمارات وضعت نفسها في مكانة الصدارة فيما يتعلق بفهم الآخر وتقبل التعايش مع الثقافات الأخرى”.
• “أعتقد أن الناس في منطقة الشرق الأوسط لا يدركون جوهر السياسة الأميركية، التي لا يهمها أحد سوى المكاسب التي تحققها”.

المصادر:

• https://arabic.rt.com
• https://www-albayan-ae
• https://www.emaratalyoum.com
• https://www.youtube.com/watch?v=V3q2y8fcoZo